خصائص أسلوب كعب بن زهير


كعب بن زهير


بن أبي سلمي بن ربيعة المعروف بأبي سلمى، بن رياح بن قطر الحارث بن العوام المازني بن ثعلبة بن ثور بن هزمة، شاعر


عربي من القرن السابع ، عاش كعب بن زهير في العصر الجاهلي وعاصر أيضا العصر الإسلامي، وقد ورث موهبة الشعر عن أبيه، فهو شاعر موهوب بن موهوب، وقد أجمع النقاد والأدباء على أنه من أعظم شعراء عصره. [1]


أسلوب كعب بن زهير وأهم خصائصه


  • الصورة البلاغية:

يقول كعب بن زهير “إن عرسي قد آذتني أخيرا     لم تعرج ولم تؤامر أميرا”.

استخدم هنا الشاعر الخبر، حيث أن الكلام مطابقا للواقع الذي وقع على زوجته، فكان صادقا، ويكمن سر البلاغة هنا هو أن يكون مترددا في الحكم طلبا أن يصل إلى اليقين

  • وقد استخدم أيضا في شعره الإنشاء مثل:

أعيرتني عزا عزيزا ومعشرا       كراما بنوا لي المجد في باذخ

  • واستخدم الإطناب أيضا مثل:

هم الأصل مني حيث كنت وأنني           من المزنيين المصفين بالكرم

واستخدم أيضا الصور البلاغية مثل التشبيه والاستعارة ليوضح ويؤكد مقصده وهدفه من الشعر.

والخلاص من هذا، أن الشاعر يستخدم في شعره من علم المعاني في علم البلاغة عن جمال الإنشاء والخبر والإطناب، أما من علم البيان فهو يستخدم التشبيه والمجاز، ومن علم البديع استخدم الطباق والمقابلة والسجع أيضا.

وكعب من شعراء المدرسة الأوسية، التي تبنى على مذهب صناعة الشعر، والتي تخرج القصيدة بصورة واحدة هي الأشمل، ومتجانسة في اللون الواحد، حيث أن الطبيعة الواحدة في القصيدة مهما اختلف التسميات من واحدة فنية أو عضوية أو نفسية أو موضوعية فهي واحدة.

وكانت


قصائد الشاعر كعب بن زهير


تتعلق بالموسيقى الشعرية، وليس هناك شك أن الموسيقى الداخلية في شعره أكثر تردد، وتأخذ الجملة نغما جميلا من خلال انسجام إيقاع المفردات وجعلها خفيفة على السمع.

وبعد دخول كعب الإسلام تأثر شعره بالقرآن الكريم تأثرا واضحا، سواء كان التأثير لفظي أو معنوي، وتأثر شعره أيضا ببعض أيام العرب، مثل:

أتعرف رسما بين رهمان فالرقم          إلى ذي مراهيط كما خط بالقلم

الصورة الفنيّة في شعره كانت وسيلة في نقل فكرته وعاطفته وهي، وكان يستخدمها لرسم صورة ما، وهذه الصورة إما أن تكون مجرد مشهد حسّي رآه الشاعر دون أي دلالة نفسيّة، وإما أن تعكس حالة الشاعر النفسيّة وما يشعر به من أحاسيس انفعاليّة، وقد تأثرت الصورة الفنية في شعر كعب ببيئته البدويّة والاجتماعيّة والإسلام أيضا، ومثال على ذلك هذه الأبيات التي تظهر فيها الصورة الحسيّة واستخدم فيها الاستعارة: [3]

أمِن نوارَ عرفتَ المنزلَ الخَلقِا

إذ لا تفارقُ بطنَ الجوِّ فالبَرَقا

وَقَفْتُ فيها قليلاً رَيْثَ أَسْأَلُها

فانهلّ دمعي على الخدّين ُمنسحِقا

واستخدم التشبيه فقال:

هلا سألت وأنت غير عيبة       وشفاء ذي العي السؤال عن العمى

واستخدم هنا التشبيه لبيان مقدار الحالة والصفة.

كيف اثر الاسلام شعر كعب بن زهير

وقد ظهر


تأثير الإسلام على شعر كعب بن زهير


، حيث تأثر بالقرآن الكريم والحديث النبوي في اللفظ والمعنى، ولكنه ظلّ محتفظاً ببناء القصيدة الجاهلي ،وهو الوقوف على الأطلال، ويتضح هذا التأثر في قصيدته بانت سعاد، حيث أقرَّ فيها بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعترف أيضا أنّ الذي أنزل عليه القرآن هو الله.

شعر كعب بن زهير عن الرسول

أُنْبِئْتُ أن رسولَ الله أَوعَدني

والعفْو عند رسولِ االلهِ مأْمولُ

مهلاً هداك الذي أَعطاك نافلَةَ القرآنِ

فيها مواعيظٌ وتَفصيلُ

يتضح في هذه الأبيات تأثر كعب بالقرآن في قوله تعالى: (خُذ ِالْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)،

وفي شعره:

أَعلَم أَني متى ما يأْتني قَدرِي

فليس يحبسه شح ولا شفقُ

بينَا الفتى معجب بِالعيشِ مغْتَبِطٌ

إذا الفَتَى لِلْمنَايا مسلَم غَلقُ

تأثر أيضا هنا بالقرآن الكريم، حيث يظهر إيمانه بالقضاء والقدر، لقوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ولَا يَسْتَقْدِمُونَ).


ثقافته الشعرية


كان كعب بن زهير من الطبقة الثانية من الشعراء الجاهليين، وهو من أسرة مشهورة في الشعر لكثرة شعرائها، ونشأ كعب في هذه الأسرة، مما أثر في قدرته الشعرية وقواها، وأصبح من فحول الشعراء، وكانت



حياة كعب بن زهير



في بيت به أحد عشر شاعرا، فنشأ شاعرا فصيحا، ولم يحظ أحد من الشعراء بالشهرة كما حظى كعب بن زهير.


وكان “خلف الأحمر” أحد علماء الشعر والنقاد يقول: “لولا زهير، ما فضلته على ابنه كعب”. وقد عرفت قصائده باسم “الحوليات”، ولا ينشر قصيدة إل بعد أن يقوم ينقحها ويصفيها لمدة عام كامل، ولهذا سميت بالحوليات.


ديوان كعب بن زهير الشعري يحتوي على العديد من المقطوعات الصغيرة، وقد تنوع أسلوبه بين مدح، غزل، هجاء، رثاء، وفخر، وتعتبر قصيدته “



بانت سعاد فقلبي اليوم متبول



” هي الأشهر من بين قصائده، وقد سميت بالبردة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أهداه بردته عندما أنشد قصيدته ومدح فيها النبي. [2]


ولكعب بن زهير أشعار ومقطوعات تتميز بجودتها ومضمونها، مما جعلها ترتقي بكعب إلى الطبقة الثانية عند بن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء، وتنوعت موضوعات شعره بين الغزل، الرثاء، الوصف، والفخر، والحكم وهذا ما جاء في


شرح قصيدة كعب بن زهير يعتذر ويمدح


.

ديوان كعب بن زهير

  • لعمرك ما خشيت على أبي
  • له عنق تلوي بما وصلت به
  • طاف الرماة بصيد راعهم فإذا
  • أترجو اعتذاري يابن أروى ورجعتي
  • وليس لمن لا يركب الهول بغية
  • صموت وقوال فللحلم صمته
  • وبيض من النسج القديم كأنها
  • كأن امرأ لم يلق عيشا بنعمة
  • وليلة مشتاق كأن نجومها
  • هل حبل رملة قبل البين مبتور
  • تمارى بها رأد الضحى ثم ردها
  • لا تفش سرك إلا عند ذي ثقة
  • مسح النبي جبينه
  • تعلم رسول الله أنك مدركي
  • لأي زمان يخبأ المرء نفعه
  • أرعى الأمانة لا أخون أمانتي
  • وأشعث رخو المنكبين بعثته
  • لقد ولى أليته جؤي
  • جاءت مزينة من عمق لتفزعنا
  • بكرت علي بسحرة تلحاني
  • بان الشباب وكل إلف بائن
  • هلم إلينا آل بهثة إنما
  • أمن دمنة الدار أقوت سنينا
  • تقول ابنتي ألهى أبي حب أرضه
  • وهاجرة لا تستريد ظباؤها
  • يقول حياي من عوف ومن جشم
  • أتعرف رسما بين رهمان فالرقم
  • أنت امرؤ من أهل قدس أوراة
  • أمن أم شداد رسوم المنازل
  • بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
  • ألا بكرت عرسي تلوم وتعذل
  • ألا أسماء صرمت الحبالا
  • ألا أبلغا عني بجيرا رسالة
  • نفى شعر الرأس القديم حوالقه
  • أعلم أني متى ما يأتني قدري
  • نفى أهل الحبلق يوم وج
  • أنى ألم بك الخيال يطيف
  • بان الشباب وأمسى الشيب قد أزفا
  • رحلت إلى قومي لأدعو جلهم
  • لعمرك لولا رحمة الله إنني
  • من سره كرم الحياة فلا يزل
  • ألما على ربع بذات المزاهر
  • لو كنت أعجب من شيء لأعجبني
  • إن عرسي قد آذنتني أخيرا
  • أبت ذكرة من حب ليلى تعودني
  • صبحنا الحي حي بني جحاش
  • ما برح الرسم الذي بين حنجر
  • أمن دمنة قفر تعاورها البلى
  • إن يدركك موت أو مشيب
  • هلا سألت وأنت غير عيية
  • ألا بكرت عرسي توائم من لحى.[5]