تعريف شعر الغزل

الشعر هو نوع من أنواع الفنون الأدبية التي تتميز بوجود وزن وقافية معينة للكلمات تعطيها نغم له وقع جميل في النفس وعلى الأذن، له العديد من الأنواع ومن أقدمها هو شعر الغزل الذي يشتهر به عصر الجاهلية، فالتراث العربي من الجاهلية مليء بقصائد

الحب والغزل في الشعر العربي

القديم.

تعريف الغزل لغة واصطلاحا

يمكن

تعريف الغزل

في اللغة كما يلي:

  • مصدر فعل “غزل” في الماضي، ومضارعه “يغزل”.

أما تعريفه اصطلاحاً فهو:

  • هو أحد فنون الشعر التي عبر من خلالها العرب عن مدى شوقهم للحبيبة، من خلال وصفه ما بها من محاسن ومفاتن في أبيات شعر منظمة.
  • هو أيضاً من الفنون التي تغنى العرب بها بالجمال، ومدى شوقهم إليه.


فيما يمكن تعريف الغزل في الشعر بأنه:

  • من فنون الشعر المندرجة تحت القصائد الغنائية، التي يعبر من خلالها الشاعر عن مشاعره وعواطفه وأحاسيسه وتكون في الغالب صادقة، كونه يعبر عن تجربته الشخصية فيتمكن القارئ من الشعور بنزعته الوجدانية التي تتميز بها القصيدة.
  • يكون شعر الغزل بين الرجل وحبيبته، فيتغنى الشاعر في الغزل العذري بصفات حبيبته الجمالية والخلقية، ويجسد من خلال أبيات القصيدة معاناته لفراقها أو الابتعاد منها، أما إن كان الغزل صريح فيتغنى الشاعر بجمال حبيبته ومفاتنها.[1]

الغزل في العصر الجاهلي

يحتل الغزل من العصر الجاهلي المكانة الأكبر في التراث الأدبي العربي، فلم تخلو أي قصيدة مهما كان الغرض منها إلا وكانت متصلة بالغزل فضلاً عن اقتصار العديد من القصائد عليه فقط.

ومما قيل في تطور شعر الغزل بين عصر الجاهلية والإسلام، بأن ثروة العرب من الشعر في هذا الوقت أشبه بالقطعة النقدية وجه منها سطر شعراء الجاهلية عليه مشاعرهم وعواطفهم، وكل ما يتعلق بالحب من سعادة وحزن، ووصل وهجر، أما الوجه الآخر لها فكتبوا عليه مختلف أغراضهم الأخرى باختلاف أشكالها وأنواعها.

ومن المميز في شعر الغزل خلال العصر الجاهلي هو إدراك الشعراء في ذاك الوقت بحسهم الصادق فضله على بقية أغراض الشعر الأخرى، لذا جعلوا منه مطلع قصائدهم حتى يسرقوا القلوب ويلفتوا الانتباه إليهم دون عناء يذكر، ويستميلوا الناس للاستماع إليهم.

احتلت المرأة مكانة كبيرة في الأدب العربي منذ العصر الجاهلي الذي جعل منها رمز للجمال في وصف كل شيء، فكان شعراء الجاهلية يتحدثون عنها في أشعارهم إما بشكل مباشر عن طريق التغزل بها وذكر محاسنها، أو بشكل غير مباشر عند تناول الديار وما تثيره في النفس من اشتياق وآلام.

لم يكن الغزل في الجاهلية بالرغم من أهميته ومكانته وقتاً فن مستقل بذاته، إنما كان أحد الأغراض المختلفة التي احتوت عليها القصائد قديماً، لكنه كان يحتل دائماً الصدارة فيأتي الغزل في مطلع القديمة وينتقل الشاعر منه لغيره من الأغراض الأخرى مثل الذم أو المدح أو الوصف.

اشتمل الغزل في الجاهلية على العديد من الموضوعات، فقد تحدث العرب عن حياة العرب  في ذلك الوقت على المستويين الاجتماعي والغنائي، وذكروا ما تميز به هذا العصر من مظاهر ومعارف وعادات وتقاليد وأديان، كما عبروا من خلال الغزل عن تأثير البيئة البدوية والصحراوية على حواسهم وخواطرهم وأنفسهم، لذلك يعد تراث الغزل أهم الكنوز في الأدب.[2]

من الجدير بالذكر أيضاً أن شعر الغزل لم يتوقف عند عصر الجاهلية فقط، فهناك الكثير من

قصائد الغزل في العصر العباسي

التي لا زالت موجودة حتى اليوم بالإضافة لقصائد

الغزل في العصر الاندلسي

الخالدة كذلك.

أنواع الغزل

ينقسم

انواع الغزل

في العصر الجاهلي لاتجاهين:

  • الاتجاه الأول هو المعروف بالغزل الصريح وهو اتجاه فاحش، وأشهر من كتبوا فيه هو امرؤ القيس الذي عرف عنه كثرة مغامراته مع النساء، يصف الشعراء المرأة في هذا الاتجاه وصفاً شاملاً متطرقين للحديث عن قوامها وعينيها ووجهها وغير ذلك.
  • الاتجاه الثاني هو المعروف بالغزل العذري وهو اتجاه عفيف، ظهر في الجاهلية لكنه حظي بشهرة بالغة بين شعراء العصر الأموي، وهناك الكثير من الشعراء الكبار ممن اشتهروا في كتابة الغزل في هذا الاتجاه وعادةً كانت أسمائهم تقترن بأسماء حبيباتهم، ومنهم “عبلة وعنترة بن شداد، فاطمة والمرقش الأصغر”، يعبر الشعراء من خلال هذا الاتجاه عن مشاعرهم ووجدانهم ومحبتهم.

الغزل العذري

الغزل العذري أو الغزل العفيف هو أحد فنون الشعر العربية المنسوبة لبني عذرة، وبعدها انتشر واشتهر في بني عامر ومن أشهرهم قيس بن الملوح، تعود أصوله لأواخر العصر الجاهلي لكنه قل مع نزول رسالة الإسلام نتيجة لدخول الكثيرين فيه وتركهم إياه لالتزامهم بتعاليم الدين، لكنه عاود الظهور ثانية بقوة في العصر الأموي نتيجة لشيوع الغنى ومظاهر الترف واللهو.

ويتمتع الغزل العذري العفيف بعدة خصائص هي:

  • خلوه من الإباحية والسيئ من الأخلاق.
  • العفاف والطهارة.
  • ظهور الحزن والوجدانية والألم بوضوح في أبياته.
  • اعتماده على أسلوب النداء.

الغزل الصريح

الغزل الصريح كما يعرف أيضاً بالغزل الإباحي أو الصريح أو الحسي أو الماجن، من أنواع الشعر العربي الذي يعتمد الشعراء فيه على وصف الحبيبة من الناحية الجسدية بشكل تفصيلي، فنجد الإباحية ظاهرة به بشكل واضح متمثلة في تعدد المحبوبات، وقد ذاع وبرز هذا النوع من الغزل في العصر الجاهلي والعصر العباسي والعصر الأموي.

كانت هناك العديد من الأسباب التي ساعدت هذا النوع من الشعر على الانتشار ومن أبزها:

  • انتشار مظاهر الرفاهية واللهو والبحث عن الملذات والسعي وراء الترف.
  • تجنب الشعراء في ذلك العصر الانخراط في الحياة السياسية.
  • اشتهار الغناء وانتشاره في بغداد وبلاد الحجاز والكثير من الأمصار.

أما عن السمات الرئيسية التي تميز بها الغزل الصريح فهي:

  • وجود أكثر من حبيبة لدى الشاعر الواحد.
  • كثرة مغامرات الشاعر العاطفية.
  • رغبة النساء في الحب.

أبيات من الغزل

عرف عن العرب فصاحتهم وتمكنهم من اللغة العربية وموهبتهم في كتابة الشعر، وهناك الكثير من القصائد العربية الجميلة في الغزل، ومن أجمل أبيات

شعر غزل فصيح

:

قصيدة أنا منه راضٍ بالصدود لأنني لمنجك باشا:

قَمَرٌ إِذا فَكرت فيهِ تَعتبا

وَإِذا رَآني في المَنام تَحَجبا

صادَفتُهُ فَتَناوَلت لَحظاتُهُ

عَقلي وَأَعرض نافِراً مُتَحجبا

متورد الوَجنات خشية ناظر

أَضحى بِريحان العذار منقبا

ساوَمتُهُ وَصلاً فَأَعجَم لِفظُهُ

وَأَظنَهُ عَن ضد ذَلِكَ أَعرَبا

أَنا مِنهُ راضٍ بِالصُدود لِأَنَّني

أَجد الهَوان لَدى الهَوى مُستَعذِبا

شَيئان حَدّث بِاللَطافة عَنهُما

عَتب الحَبيب وَعَهد أَيّام الصِبا

وَثَلاثة حَدث بِطيب ثَنائِها

زَهر الرَبيع وَخَلق يُوسف وَالصِبا[3]

قصيدة أنت في حل فزدني سقما لأبو تمام:

أَنتَ في حِلٍّ فَزِدني سَقَما

أَفنِ صَبري وَاِجعَلِ الدَمعَ دَما

وَاِرضَ لي المَوتَ بِهَجرَيكَ فَإِن

لَم أَمُت شَوقاً فَزِدني أَلَما

مِحنَةُ العاشِقِ في ذُلِّ الهَوى

وَإِذا اِستُودِعَ سِرّاً كَتَما

لَيسَ مِنّا مَن شَكا عِلَّتَهُ

مَن شَكا ظُلمَ حَبيبٍ ظَلَما[4]

قصيدة دنياي أنت وفرحتي لإدريس جماع:

أعلى الجمال تغار منّا

ماذا عليك إذا نظرنا

هي نظرة تنسي الوقار

وتسعد الروح المعنّى

دنياي أنت وفرحتي

ومنى الفؤاد إذا تمنّى

أنت السماء بدت لنا

واستعصمت بالبعد عنّا

هلا رحمت متيماً

عصفت به الأشواق وهنّا

وهفت به الذكري فطاف

مع الدُجى مغناً فمغنا[5]