تعريف الحذف والزيادة ومواضعها
الحذف قاعدة موجودة في جميع لغات العالم، ولكنها في اللغة العربية واضحة أكثر، حيث أن خصائص اللغة العربية تشمل الميل إلى الإيجاز، والحذف واحد من أنواع الإيجاز، وتجدر الإشارة إلى أن العرب كانوا يبتعدون عن ما يتسبب في ثقل اللسان، ويميلون إلى الكلام الخفيف. أما عند أهل الصرف فهو تغيير يحدث في الكلمة لفظا وخطا، بدون أي تغيير يطرأ على الحكم أو المعنى، حيث أنه إذا حدث تغيير في المعنى أو الحكم يسمى هذا بالزوائد.
ما هم الحذف والزيادة
-
الحذف
:
حذف أحد حروف الكلمة رسما عند الكتابة، ولكنه يبقى موجودا، وينطق في الكلمة. [1]
والحذف في اللغة: يعني القطع والإسقاط؛ وقد ورد في الصحاح: “حَذْفُ الشيءِ: إسقاطُه. يقال: حَذَفْتُ من شَعْري ومن ذَنَبِ الدابَة، أي أخذت… وحَذَفْتُ رأسَه بالسيف، إذا ضربته فقطعتَ منه قطعةً”. وفي لسان العرب: “حذَفَ الشيءَ يَحْذِفُه حَذْفاً قَطَعَه من طَرَفه”، حيث تأتي هذه المفاهيم ضمن بحث عن
الحذف والزيادة
.
-
الزيادة
: زيادة حرف على الكلمة رسما في الكتابة، أي أنها لا تنطق لفظا، والهدف من هذه الحروف الابتعاد عن حدوث لبس أو اشتباه في المعنى.
مواضع الحذف والزيادة
حروف الحذف
-
حذف الألف
-
كلمة (ابن) تحذف في موضوعين
إذا جاءت الكلمة بين علمين، مثل: محمد بن عبدالله، عمر بن الخطاب .
إذا جاءت بعد حرف النداء، مثل: يا بن آدم
ولكن لا يتم حذف ألف ابن إذا جاءت في أول السطر، مثل: ابن أبي وقاص.
-
ألف الوصل إذا سبقها استفهام بحرف الألف، مثل
استغفرت اليوم؟
اسمك أحمد؟
وتحذف الألف في كلمة اسم في البسملة فقط، مثل: بسم الله الرحمن الرحيم، ولا تحذف فيما عدا ذلك، مثال: باسمك اللهم نحيا .أو أقدمه باسمك .
-
ما الاستفهامية
إذا جاء قبلها حرف جر، مثل: عم يتسائلون، وأصلها عن ما يتسائلون
-
لام التعريف
إذا جاء قبلها حرف لام، وذلك في المواضع الآتية:
حرف الجر: ذهبت للمدرسة
لام التعجب: يا للعجب
لام الغوث: يا للرجال ؟أغيثوني
-
الأسماء الموصولة، وذلك في جميع المواضع في حال سبقت بحرف الجر اللام، مثل:
اللذان تصبح للذين
اللاتي تصبح للاتي
-
تُحذف الألف خطا لا لفظا من الكلمات التالية :
لكن / الرحمن / إله / أولئك / هذا / هذه / هؤلاء / ذلك
-
الياء في الاسم المنقوص [2]
والاسم المنقوص هو : الاسم الذي ينتهي بـ( ياء ) قبلها حرف مكسور .
وتحذف في الحالات الآتية:
-
إذا كان الاسم المنقوص مرفوعا :
( حَكمَ قاضٍ بالعدل )
-
أو مجــرورا :
( مررتُ بقاضٍ يحكم بالعدل)
-
غير مضاف ولا معرف بـ ( ال ) .
فإذا عرف الاسم المنقوص أو أضيف لا تحذف ياؤه، مثل :
المضاف : ( حكم قاضي المحكمة ـالعدل )
المعرف بـ ( ال ) : ( حكم القاضي بالعدل ) .
تبقى الياء في النصب فنقول : ( رأيتُ قاضياْ ).
-
تحذف حروف العلة من آخر الفعل المضارع المجزوم، وآخر الفعل الأمر مثل :
لم يرم ِ / لم يدعُ / لا تنس َ ارم ِ / ادعُ / انسَ
-
تحذف أل التعريف من الكلمة المبدوءة بلام
للسان / للغة / لليمون .
-
حذف الواو
-
كلمة عمرو إذا كانت منونة أو منصوبة، مثل
إن عمرا هو فاتح مصر
-
الفعل المضارع الذي آخره حرف العلة الواو:
في حالة الجزم، مثل: يرجو لم يرج
إذا كان بصيغة أمر، مثل يدعو ادع
إذا أضيف له واو الجماعة، مثل: يرجو يرجوون وهي في الأصل يرجون
إذا لحقت به ياء المخاطبة، مثل: تدعو تدعين وهي في الأصل تدعوين
-
الفعل المضارع المعتل الوسط:
إذا كان ما قبله مجزوم، مثل: يكون تصبح لم يكن
إذا جاء في صيغة أمر، مثل: يكون تصبح كن
-
حذف الياء
-
الاسم المنقوص: إذا كان منون، مثل: أيادي أيادٍ
-
الفعل المضارع المعتل الآخر إذا تم تحويله إلى أمر، مثل: يبني ابنِ
-
الفعل المضارع المجزوم، مثل: يقضي لن يقضِ
حروف الزيادة
-
حرف الألف
-
تُزادُ ألفٌ بعدَ واو الجماعة تُكتَبُ ولا تُلفَظُ تُسمّى ألفَ التفريق ،
مثل : ( كَتَبوا – لم يكتبوا – اكتُبوا )، وذلك لأنّها تفرّقُ بينَ واوِ الجماعة وبينَ كلا من:
-
واو جمع المذكّر السالم المرفوع ،مثل :
( جاءَ لاعِبو الكرةِ ) ، والمُلحَق به ، مثل: ( أقبلَ أولو الفضلِ ) .
-
واوِ الأسماءِ الخمسةِ المرفوعةِ ،مثل : [3]
( أقبلَ أبو إبراهيمَ وأخو عليّ ).
-
والواوِ الأصليّةِ في المُضارعِ المعتلّ الآخرِ ، مثل :
( نحن ندعو إلى الخيرِ ).
-
تزاد ألف تسمى ألف تنوين النصب في النكرات المنصوبة بالفتحة
، وذلك في حال
ما لم تكن مختومة بعلامة تأنيث ( سواء كانت تاء أو ألف ممدودة )، مثل :
قرأت ُ كتابا مفيدا ، وقصةً ممتعةً ,،ووجدت غذاءً نافعا .
-
تزاد ألف وتسمى ألف الإطلاق الشعرية في أواخر الأبيات، أنا من بدَّل َ بالكتب الصحابا ** لم أجد لي وافيا إلا الكتابا
-
حرف الواو
-
الأسماء الخمسة في حالة الرفع، مثل: أب، أخ أبو، أخو
-
تزاد الواو في عمرو للتفريق بينها وبين عُمر، فتكتب ولا تنطق،
وأيضا
في أولات / أولئك / أولاء
أسباب الحذف
وهذه الأسباب وضعها النحاة، لتفسير الحذف وأنواعه، وهي كالآتي:
-
كثرة الاستعمال
يعتبر هذا السبب من أكثر الأسباب المستخدمة لدى النحويين، ومن الأمثلة على ذلك: حذف خبر لا النافية للجنس مثل: لا إله إلا الله، لا ريب، لاسيما. ومثلقولنا: الجار قبل الدار. أي: الجار قبل الدار. وقولنا: بسم الله. [3]
-
طول الكلام
وذلك في حالة تطول التراكيب؛ فيأتي الحذف تخفيفًا من الثقل؛ كجملة الصلة ، وأسلوب الشرط، وأسلوب القسم؛ ومثال على ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [يس: 45]، وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [الرعد: 31]، التقدير: لكان هذا القرآن.
-
الضرورة الشعرية
ومن أهم الضرائر الشعرية القائمة على الحذف:
-
حذف حرف متحرك أو أكثر من آخر الكلمة، مثل قول لبيد: دَرَسَ
المَنَا
بمُتَالِعٍ فأَبانا
-
الحذف للإعراب، مثل الحذف في حالة الجزم: (لم أكتبْ). وحذف الحرف؛ مثل حذف النون من الأفعال الخمسة عند النصب أو الجزم مثل: (لم يلعبوا). وحذف لام الفعل الناقص في حالة الجزم؛ مثل قوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ}.
-
الحذف للتركيب
حذف التنوين في التركيب الإضافي؛مثل: (شاهدت طالبَ العلم) بدلاً من (طالبًا)، أو حذف النون؛ نحو: (مسلمو العالم متعاونون) بدلاً من (مسلمون).
-
الحذف لأسباب قياسية صرفية أو صوتية
الهدف من الحذف
-
التخفيف
كثرة الاستعمال تستلزم الحذف؛ رغبةً في التخفيف؛ مثل التقاء الساكنين، وأيضًا نجد التخفيف في حذف الهمزة، وتوالي الأمثال.
يقول سيبويه: “وقولهم ليس أحد أي ليس هنا أحد، فكل ذلك حُذِف تخفيفًا واستغناءً بعلم المخاطَب بما يعني”.
-
الإيجاز واختصار الكلام
وهذا النوع يكون بسبب رغبة المتكلم في الاختصار والإيجاز، مثل، عند بناء الفعل للمجهول يُحذف الفاعل،ومن أمثلة ذلك ما يقع في القصص القرآني من حذف، مثل ذلك قوله تعالى: {… أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا…}، فالتقدير: فأرسلوه فذهب إليه وقال له.
-
الاتساع
ينتج عن هذا النوع نوع من المجاز بسبب نقل الكلمة من حكم كان لها إلى حكم ليس بحقيقة فيها، مثل قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} أي: بر من اتقى.
-
التفخيم والإعظام لما فيه من الإبهام
مثل قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}، وقد حذف الجواب لأن وصف ما يجدونه لا يَتَنَاهى؛ فحُذِف تفخيمًا وإعظامًا له.
-
صيانة المحذوف عن الذكر تشريفا له
مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ اُبْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ بِشَيء، فَلْيَسْتَتِرْ بِسَتْرِ اللهِ) فالفعل ابتلي أسند إلى نائب الفاعل وحذف فاعله.
-
تحقير شأن المحذوف
ونجد ذلك في كتب السِّيَر، مثل قوله تعالى {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} فلم يذكر المبتدأ تحقيرًا لشأنهم.
-
قصد البيان بعد الإبهام
مثل قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَهَدَاكُم أَجْمَعِينَ}؛ فمفعول فعل المشيئة محذوف تقديره: ولو شاء الله هدايتكُم لهداكُم.
-
قصد الإبهام
يَتَعَمَّد المتكلم الحذف حتى لا ينصرف ذهن المستمع له، مثل قوله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُم}، وقوله: {إِذَا حُيِّيتُم}، فلا يهم فاعل التحية المهم حدث التحية نفسه.