انجازات اسحاق الكندي
إن الكندي أحد أشهر الفلاسفة القدماء، وهو (أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي)، ترجع أصوله إلى العرب المسلمين، ولا يُعد فيلسوفًا فقط إذ أنه نبغ أيضًا في علوم الطب، الرياضيات، الفلك، الفيزياء، الكيمياء، وعلم النفس، بالإضافة إلى أنه كان موسيقي بارع، ومن أكثر أعمال الكندي شهرة هي محاولته في الموائمة بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية، ومن أشهر النظريات التي عمل عليها الكندي هي
نظرية المعرفة
،
والتي تُعد من أحد إنجازاته وهي تقوم على أن الله عز وجل هو السبب في جميع الأشياء الأخرى، وبمعنى أدق يؤكد على ضرورة إرجاع جميع الأحداث والأشياء إلى سبب واحد وهو الله تعالى.
إنجازات الكندي
لقد كان
إسحاق الكندي
غير مُتقن تمامًا للغة اليونانية، وعلى الرغم من ذلك فإنه
عمل على الترجمة من اليونانية بنفسه، بل أنه أيضًا عمل على صقل الترجمات التي قام بها غيره.
كما أنه وضع العديد من التعليقات على الكثير من الأعمال اليونانية، وقد كان من الواضح والجلي تأثره بما كتبه أرسطو، كما كان هناك بعض التأثر بأفلاطون، بورفيري، وبروكلوس في تفكيره وآرائه، وهذا لا يدل على استعارته فقط من أولئك المؤلفين السابقين، والدليل على ذلك بنائه لأفكارهم في مخطط شامل فقد كان من اختراعه. [1]
ويمكن ذكر أهم انجازاته في مجال الرياضيات في أنه قام بإدخال الأرقام الهندية إلى العالم الإسلامي، فلا يجب إغفال جهوده إلى جانب جهود (الخوارزمي).
كما كتب الكثيير من العمليات الرياضية ووضع فيها مخطوطات عن تلك الأرقام، بالإضافة إلى مخطوطات أخرى عن
تناسق الأعداد، الخطوط والضرب بالأرقام، الكميات النسبية، قياس النسبة والزمن، والإجراءات العددية والإلغاء،
كما تحدث كذلك عن المكان والزمان وذكر أنهما محدودين، مما يؤكد زعمه بعدم وجود اللانهائية. [1]
وفي علم الهندسة يوجد له العديد من الأعمال الأخرى يمكن ذكر البعض منها كنظرية المتوازيات، فقد قدم بحثًا عن قدرة عرض أزواج من الخطوط في المستوى والتي تصبح في الوقت نفسه غير متوازية وغير متقاطعة.
وكذلك كتب عملين في علم البصريات وكان لهما ارتباطًا بعلم الهندسة، في حين قيامه بالممارسة المعتادة بهذا الوقت ومزج بين نظرية الضوء ونظرية الرؤية. [1]
انتقد الكندي في عمله على البصريات الوصف اليوناني (لأنثيميوس) في طريقة استعمال المرآة لإشعال النار في سفينة خلال المعركة.
إذ تبنى الكندي منهجًا علمي بصورة أكبر، فلا يصح أن يضع أنثيميوس المعلومات دون دليل على كيفية بناء مرآة ينعكس منها أربعة وعشرون شعاعًا على نقطة واحدة، دون توضيح طريقة تحديد النقطة التي تتجمع فيها الأشعة على مسافة معينة من الوسط من سطح المرآة من ناحية أخرى.
وقد تم وصف ذلك بأكبر قدر ممكن من الأدلة تسمح به قدرتنا على تأسيس ما نقص منها لعدم ذكره مسافة محددة. [1]
كما
أنه يُعد من أحد أهم الرواد في علوم التشفير، عن طريق الإلهام الذي استمده من أعمال الخليل.
استطاع الكندي عمل أحد أكثر كتب التشفير العظيمة والخالدة، ومن أجل ذلك تم إطلاق اسم (مخطوطة حول فك رموز رسائل التشفير) على ذلك الكتاب، ويُعتبر الكتاب هو من قام بوضع أسس الاستدلال الإحصائي إلى جانب تقديمه طرق حديثة لفك الشفرات. [2]
ومن أحد أفضل الجوانب الموجودة لدى الكندي والتي تظل نموذجية، هي أنه في حين تركيزه على الجوانب المتنوعة من المعرفة، إلا أن
فلسفة الكندي
أكدت عدم نسيانه أن يضع دينه ضمن أولوياته، فقد كان على وشك أن يصبح عالمًا في علم اللاهوت، إذ سلط تركيزه على مواضيع معينة كمعرفة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وطبيعة وجود الله تعالى، والروح أيضًا، ولهذا يمكن القول بأنه كان شاملاً ومثالاً جيداً لما من المفترض أن يكون عليه العالم المسلم. [2]
أشهر أقوال
الكندي
لقد كان إسحاق الكندي فيلسوفًا بارعًا، والفلسفة تعني حب الحكمة، ولذا فمن الطبيعي وجود العديد من أقواله الشهيرة والمعروفة في الحياة، ويمكن ذكر أهمها في التالي:
- هؤلاء من أهل الغربة عن الحق، و إن توجوا بتيجان الحق دون استحقاق، فهم يعادون الفلسفة دفعًا عن كراسيهم المزورة، التي نصبوها من غير استحقاق، بل للترؤس، والتجارة بالدين، وهم عديمي الدين.
- أسباب الحزن: فقد محبوب، أو فوت مطلوب، ولا يسلم منهما إنسان، لأن الثبات والدوام معدومان.
- ينبغي لنا أن لا نستحي من استحسان الحق، واقتناء الحق من أين أتى، وإن أتى من الأجناس القاصية عنَّا، والأمم المباينة، فإنه لا شيء أولى بطالب الحق من الحق.
- وليتق الله تعالى المتطبب، ولا يخاطر، فليس عن الأنفس عوض، وكما يحب أن يقال له، أنه كان سبب عافية العليل، وبرئه كذلك، فليحذر أن يقال أنه كان سبب تلفه وموته.
- علينا أن نأخذ الحقيقة من أي كان، سواء كان مشاركًا لنا في الملة، أو لا.
- لتنزع السلاح من المتعصب علمه، الحقيقة بالمبدأ والرفق بالمماثلة.
- الحقيقة لا تُفسد، ولا ينبغي التقليل من شأن الباحث عنها.
- لا ينبغي علينا الخجل من الاعتراف بالحقيقة مهما كان مصدرها، حتى وإن كانت من أقوام سبقونا أو من أجانب، فلا يوجد شئ أكثر قيمة للشخص الذي يبحث عن الحقيقة من الحقيقة نفسها. [3]
وفاة
الكندي
لقد كان إسحاق الكندي أحد أفراد قبيلة كندة العربية، والتي كان لها دورًا هامًا في بداية ظهور تاريخ الإسلام، اكتسب نسبه لقب “فيلسوف العرب” بين الفلاسفة اللاحقين، والمعروف أن الكندي كانت وفاته بعد عام 866 ميلاديًا، وفي الغالب ما يتم ذكر التاريخ بالتحديد أن وفاته كانت في أوائل عام 870 ميلاديًا، بينما من الصعب تحديد التاريخ الخاص بمولده.
ولكن في حين القول بأنه شغل وظيفة عالمًا في عهد الخليفة المأمون، والذي من المفترض انتهاء عهده في عام 833 ميلاديًا، والذي كان بالتأكيد له ارتباط ببلاط الخليفة القادم المعتصم والذي (حكم من 833-842)، لذلك يتم الحساب غالبًا أنه قد ولد حوالي في سنة 800 م، ولكن من المعروف للجميع أنه ولد في البصرة، ثم تلقى تعليمه في مدينة بغداد، وقد وصلت مسيرته الفلسفية إلى ذروتها في عهد المعتصم، وهو الذي كرس له الكندي أكثر أعماله شهرةً المتعلقة بالفلسفة الأولى، والذي كان ابنه أحمد يتلقى دروسه من قبل الفيلسوف الكندي. [4]
كتب
الكندي
يوجد العديد من الكتب الخاصة للكندي، كما كتب العديد من المخطوطات في مجالات متعددة، إذ أنه لم يقتصر على علوم الفلسفة فقط، بل أن أدواره تعدت لتشمل بعض الإسهامات في مجال الرياضيات والهندسة، الفلك، الطب، وهذه بعض الكتب المتعلقة به: [5]
- الأعمال الفلسفية للكندي (دراسات في الفلسفة الإسلامية).
- الكندي (فيلسوف العرب).
- ميتافيزيقا الكندي.
-
التنبؤ العلمي بالطقس في العصور الوسطى (كتابات الكندي).
-
الفلسفة الإسلامية واللاهوت والعلوم.
-
الوصفات الطبية لعقار أرابدين الكندي (حانات العلوم في العصور الوسطى).