أهمية الشكر واركانه

من اركان الشكر

  • الاعتراف بنعم الله من القلب .
  • الاقرار  باللسان بالنعمة .
  • استعمال النعمة في رضا الله .
ينعم الله على المؤمن يوميًا بالعديد من النعم التي لا يستطيع أن يعدها، وأولها وأهمها هي نعمة الإسلام والهداية إلى طريق الله عز وجل، والواجب على المسلم حتى يعترف بفضل الله عليه أن يشكره على ما أعطاه، كما قال تعالى: “وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ”[البقرة: 172]، ويكون

سجود الشكر

هو الوسيلة التي يعترف بها المؤمن بفضل الله عليه، ففي حين أن الشخص يشكر غيره عندما يقدم له معروفًا يكون الأولى بذلك خالقه، حيث يكون هذا السبب في دوامها وفي بعض الأحيان زيادتها، حيث قال الله عز وجل: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ”[إبراهيم: 7].


تعريف

الشكر

تعريف كلمة الشكر لغةً يكون هو عرفان الإحسان ونشره، وحينما يكون من الله يكون المجازاة والثناء الجميل، وكلمة شكور هي الشكر الكثير وقد جاءت في الآية الكريمة: “إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورً”[الإسراء: 3]، وهو من عند الله عندما يكون لديه القليل من أفعال العباد فيجزيهم أضعاف ذلك، وشكر الله لعباده من خلال مغفرته لهم، فنجد الناس تقول (شكر الله سعيه) وهو ما معناه جزاه الله خير على ذلك.[1]

وعند تعريف كلمة الشكر اصطلاحًا يكون هو اعتراف العبد بنعمة الله عليه في أعماله أو على لسانه في الحديث واعترافه أن

بالشكر تدوم النعم

وقد ذكر ابن القيم في ذلك: (الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة).[1]


أركان

الشكر

ثلاثة

الشكر لا يكون على نمط واحد أو لنوع واحد من الأسباب بينما له ثلاثة أركان لا يتم بدونهم متتاليين، كما أنه هناك بعض الناس لا يستطيعون تمييز

الفرق بين الحمد و الشكر

حيث إنهم قريبين من بعض في المعنى مع اختلاف أن الشكر هو شكر يتم بالجوارح، في حين أن الحمد يتم باللسان والقلب، وأركان الشكر الثلاثة هم الآتي:[1]

الاعتراف بالنعمة

وهي بمعنى الجزم التام والإقرار أن الذي منح الشخص هذه النعمة هو الله عز وجل، والعبد هو فقط طريق للحصول عليها، فلا يُعترف بها للعبد وتنكر للرب، ومن يفعل ذلك يكون من الجهال الذين تعتمد عقيدتهم على الضلال والزيف، حيث إنهم يعترفون بالنعم لغير بارئها، ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ. فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ}.

التحدث بالنعمة والثناء على مانحها

لا يكون الشكر فقط لله تعالى وإنما يجب تقديم

كلمات شكر وثناء لشخص عزيز

قدم لآخر معروف، ومن فضل الشكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقضي الليل كله في الثناء على ربه، كما ذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: {فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَمَسْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ وَقَدَمَاهُ مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ؛ وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ؛ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ}، وكذلك قال عز وجل: “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ”[الضحى: 11].

جعلها في طاعة المنعم بها

ذكر الله تعالى في الآية الكريمة: “اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا”[سبأ: 13]، ومعناها هو أن يعمل آل داوود بما منحهم الله، ويكون عن طريق طاعته وتنفيذ أمره، حيث إن الله أمرهم بأن يعملوا شكرًا، وذلك بمعرفة الفرق بين شكر العمل وشكر القول الذي يسمى حمدًا، فإذا رزق الله عبده بالمال لا ينبغي أن ينفقه في حرام، فعلى سبيل المثال الذي يرزقه ربه علمًا فيشكره من خلال أن يساعد به في تعليم غيره.


فوائد

الشكر

الشكر ليس فقط اعتراف بالمعروف المقدم من الله والذي يمكن أن يكون الوسيلة فيه هو عبد من عباده، فيقوم الشخص بتقديم له

عبارات شكر وامتنان

كنوع من التقدير، وإنما الشكر له فوائد للمؤمن من عند ربه حينما يعترف بنعمه عليه فيزوده بها، ومن هذه الفوائد الآتي:

  • الشاكر يُكتب عند الله من المؤمنين، لأن من صفات العبد المؤمن هي شكر الله على كل ما يحدث له، فإن كان شرًا صبر عليه واحتسبه عند الله، وإن كان خيرًأ شكر ربه وهو في فرح، فيكون في نفسه يعلم أن كل حدث من عند الله هو خير حتى وإن ظهر على هيئة شر، ويسمى ذلك (النعمة الباطنة).
  • من كرم الله وعطائه أنه حينما يشكر العبد على نعمة فيكافئه بدوامها بل وزيادتها أيضًا، فيجب على العبد الانتباه من نسيان الشكر، لأنه بذلك تزول النعمة ويتعرض هو للعذاب.
  • لا يكافئ الله المؤمن على شكره في الدنيا فقط، وإنما الأمر يفوق ذلك، حيث يجد أجر عظيم من الله عز وجل في الآخرة، مثلما ذكر في الآية الكريمة: “وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ”[آل عمران: 145].
  • قد يكون الشكر سبب في التخلص من العذاب الذي يمكن أن يحدث، لأن العبد الشكور يحميه الله من العذاب مثل المؤمن الذي يحميه الله بسبب إيمانه.


ثمرات

الشكر

الشكر له ثماره التي يجنيها المؤمن ليس في الدنيا فقط، وإنما تمتد معه إلى الآخره، ومن يعرف هذه الثمار لن يتوقف عن شكر الله عز وجل في كل أمور حياته، حتى في المصائب سيكون الشكر هو أول شئ للقيام به، ومن ثماره على المسلم الآتي:[2]

  • الشكر نصف الإيمان فهو من كماله، كما أنه من حسن الإسلام.
  • الشكر اعتراف من المؤمن بالمنعم عليه وبالنعمة الممنوحة له.
  • يكون من أحد أسباب دوام النعمة، وكذلك زيادتها في بعض الأحيان.
  • لا يجوز للمؤمن أن يشكر ربه بلسانه فقط ولكن بالجوارح كذلك.
  • يكسب العبد رضا الله سبحانه وتعالى من خلال الشكر.
  • يدل على ارتقاء النفس وسموها.
  • العبد الشكور يكون راضي عن حاله، يحب أن ينعم الله على الآخرين بالخير، ولا يشعر بالغيرة أو يحسد من كان لديه نعمة.


خطبة عن

الشكر

هناك العديد من الخطب التي تم إلقائها على المسلمين يكون موضوعها هو الشكر، حتى يوضحوا للمسلم أهميته وثماره، ومن الأمثلة عليها نجد جزء من الخطبة التالية:[3]

أيها الناس:

اتقوا الله يجعل لكم فُرْقانًا، ويُكفِّر عنكم سيئاتكم، ويغفر لكم ذنوبكم، والله ذو الفضل العظيم، واعلموا أن تقوى الله – سبحانه وتعالى – هي: شُكْره على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن شُكْر هذه النِّعم من مُقوِّمات الأمن والاستقرار، وسبب لرضا الله – سبحانه وتعالى – وحصول الأرزاق وتوافُرها، وشُكْر النعم يَضمن بقاءها وزيادتها، وسلامة من عذاب الله الشديد؛ قال تعالى: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”[إبراهيم: 7]، فكُفْر النِّعم سبب لزوالها، وتبدُّلها بالجوع، وسبب لاختلال الأمن والاضطراب بعد الاطمئنان، وسبب لانقطاعها بعد توارُدها من كل مكان، وسبب للقحط والجدب بعد الخِصْب والرَّغد؛ قال تعالى: “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ”[النحل: 112].