تعريف النعت وانواعه

اللغة العربية من أهم اللغات المتعارف عليها إذ أنها لغة القرآن الكريم والحديث الشريف، كما أنها تضم العديد من القواعد النحوية والصرفية، ولكل قاعدة أحكامها وخصائصها، ولكي يتم الكتابة بشكل صحيح وبدون أخطاء لا بد من معرفة تلك القواعد بشكل صحيح حتى يتم التمكن من ضبط الحركات وفقًا للموقع الإعرابي، ومن بين الموضوعات النحوية يوجد النعت، كما يُمكن لمحبي القراءة البحث عن

النعت

أو القصص الروائية التي يقرؤونها لكي يتقنوه.

تعريف النعت

يمكن تعريف النعت بأنه اسم تابع يُذكَر لبيان صفة من صفات الاسم الذي قبله، كأن نقول: (هذا طالب مجتهد)، أو (جاءت الفتاة الصغيرة)، ومعنى أن النعت تابع أنه يتبع المنعوت في كافة الخصائص كـ(الرفع، النصب، الجر، الإفراد، التثنية، الجمع، التذكير، التأنيث، التعريف، التنكير)، ويمكن التوضيح بالأمثلة الآتية: [1]


  • أحمد ولد مهذب:

    إعراب مهذب نعت لـ(ولد) مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة.

  • منة فتاة جميلة:

    إعراب جميلة نعت لـ(فتاة) مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة.

  • أحب الطلاب المهذبين:

    إعراب المهذبين نعت لـ(الطلاب) منصوب مثله بالياء لأنه جمع مذكر سالم.

  • هذان طفلان صادقان:

    إعراب صادقان نعت لـ(طفلان) مرفوع مثله بالألف لأنه مثنى.

  • كتبت إلى الصديق الوفي:

    إعراب الوفي نعت لـ(الصديق) مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.


أبيات شعرية عن

النعت

من الأبيات الشعرية التي وُرد فيها ذكر النعت ألفية ابن مالك في النحو والصرف، حيث أشار ابن مالك للنعت في:             (يَتبعُ فِي الاِعْرَابِ الأسْمَاءَ الأُوَل ۞۞ نَعتٌ وتَوكِيدٌ وَعَطفٌ وَبَدَل).

أنواع النعت

يُقال نعت فلان، والمُراد وصفته، وكثيرًا ما نجد أن بعض النحويين يطلقون على هذا الباب من أبواب النحو (باب النعت) وآخرون يطلقون عليه (باب الوصف)، ولهذا السبب لا يمكن ذكر

الفرق بين النعت والصفة

لعدم وجود فرق عند النُحاة، والنعت ينقسم إلى نوعين هما الحقيقي والسببي. [2]

النعت الحقيقي

النعت الحقيقي هو ما يدل على صفة من صفات الاسم الواقع قبله أي (منعوته)، كما في قول الله تعالى (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، [سورة البقرة: الآية 258]، وهنا لفظ (الظالمين) يُعتبر نعت حقيقي إذ أنه يدل على صفة من صفات (القوم) وهي متبوعه، والسبب في تسمية هذا النوع بالحقيقي هو أنه بالنسبة لمنعوته يُعد صفة حقيقية لفظًا ومعنى، وقد ذُكر هذا في كتاب (تنقيح الأزهرية): [سُمِّي هذا النعت حقيقيًّا؛ لجريانه على المنعوت لفظًا ومعنى؛ أما لفظًا فلأنه تابع له في إعرابه، وأما معنى فلأنه نفسه في المعنى].


[2]

تعريف النعت

السببي

هو ما يُشير إلى صفة من صفات الاسم الواقع بعده، ولكنه يتعلق ويرتبط بالمتبوع أي (المنعوت)، وهو يقوم برفع اسم ظاهر يتصل بضمير عائد على المنعوت كما في قوله تعالى ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا)، [سورة النساء: الآية 75]، وهنا كلمة (الظالم) تكون نعت سبيي ولكن لا يصف الاسم السابق له (القرية)، بل يصف ما يأتي بعده (أهل القرية)، لأن الظلم في هذه الجملة ليس لوصف القرية، ولكنه لما بعده، كما أنه لوجود ارتباط بين القرية وأهلها فيجوز القول عن صفة أهل القرية أنها صفة القرية نفسها، ولهذا فإن كلمة (ظالم) تصبح نعت سببي أو غير حقيقي، فضلًا عن أن النعت السببي قام برفع اسمًا ظاهرًا وهو لفظ (أهلها) بالإضافة إلى أن هذا اللفظ به ضمير عائد على المنعوت (القرية). [2]


لماذا سمي

النعت بـ

السببي

النعت السببي يخرج عن مصطلح التوابع، ولولا وجود ضمير بالاسم المتأخر عنه والذي يشير إليه الوصف عائد على الاسم السابق على النعت كما في كلمة (أهلها) الواقعة في الآية الكريمة ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا)، [سورة النساء: الآية 75]، إذ أن هذا الضمير مرتبط بالمتبوع المتقدم وأيضًأ المنعوت الحقيقي، مما ترتب عليه إنشاء صلة بين الصفة والمتبوع المتقدم، ولهذا تم اعتبار هذا النوع من ضمن أبواب النعت، ثم تم إطلاق اسم النعت السببي عليه من قبل علماء النحو. [2]

الفرق بين النعت الحقيقي والسببي

بعد توضيح تعريفات النعت الحقيقي والسببي يأتي الدور على التفريق بين المفهومين وهذا يتم من خلال وجهين وهما: [2]


  • الوجه الأول:

    النعت الحقيقي يشير إلى صفة من صفات الاسم الذي يسبقه، أما النعت السببي يشير إلى صفة من صفات الاسم الواقع بعده.

  • الوجه الثاني:

    النعت السببي يقوم برفع اسمًا ظاهرًا وهو ما لا يوجد مع النعت الحقيقي، ويكون ذلك الاسم الظاهر مقترنًا بضمير عائد على المنعوت أي الاسم السابق للنعت.

مطابقة النعت بنوعيه للمنعوت

لا يوجد فرق بين النعت السببي والحقيقي للمنعوت، فكلاهما يتبعان المنعوت في الآتي: [2]

الإعراب

إن النعت السببي والحقيقي يتبعان المنعوت في الإعراب في جميع المواضع (الرفع، النصب، الجر) كالآتي:


  • الرفع:

    إذا كان المنعوت في موقع رفع يكون النعت أيضًأ مثله، ومن أمثلة النعت الحقيقي في الرفع قول الله تعالى (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)، [سورة الأحقاف: الآية 35]، أما النعت السببي يوجد في الآية الكريمة (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا)، [سورة فاطر: الآية 27].

  • النصب:

    في حالة كان المنعوت في موقع نصب يكون النعت كذلك منصوبًا، ويتمثل النعت الحقيقي في قول الله تعالى (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى)، [سورة الدخان: الآية 16]، أما النعت السببي يظهر في الآية الكريمة (فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا)، [سورة فاطر: الآية 27].

  • الجر:

    عندما يكون المنعوت مجرورًا يصبح النعت مجرور كذلك، ومن أمثلة النعت الحقيقي عليه (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ)، [عبس: الآية 13]، أما النعت السببي يتمثل في (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا)، [النساء: 75].

التعريف والتنكير

النعت بنوعيه يتبعان الموصوف في التعريف والتنكير كما في التالي:


  • التعريف:

    المثال على ذلك في النعت الحقيقي يوجد في قول الله تعالى (وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾، [سورة البقرة: 164]، بينما السببي في قوله تعالى (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا)، [النساء: 75].

  • التنكير:

    المثال عليه في النعت الحقيقي الآية الكريمة (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)،[البقرة: 203]، أما النعت السببي فيظهر في قول الله عز وجل (إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا)،[البقرة: 69].

الإفراد والتثنية والجمع

النعت الحقيقي يتبع منعوته في الإفراد والتثنية والجمع، بينما أن النعت السببي لا يتبعهم، ومن أمثلة النعت الحقيقي ما يلي:


  • الإفراد:

    قوله تعالى (وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ)، [سورة فاطر: الآية 25].

  • التثنية:

    في الآية الكريمة (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ)، [سورة النساء: الآية 92].

  • الجمع:

    في قوله عز وجل (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ)، [سورة الشعراء: 166].

التذكير والتأنيث

كما في الإفراد والتثنية والجمع نجد أن النعت الحقيقي وحده هو ما يتبع المنعوت في التذكير والتأنيث بخلاف النعت السببي الذي لا يتبعه، ومن الأمثلة على ذلك:


  • التذكير:

    وفي ذلك قول الله تعالى: (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ)،[سورة البقرة: 221].

  • التأنيث:

    يوجد في الآية الكريمة: (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ)، [الحديد: 9].