التعريف والتنكير في اللغة العربية
إن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، ولكي نستطيع التدبر وفهم معاني آيات القرآن لا بد أولًا من فهم
قواعد اللغة العربية
،
كما أن تعلمها سهل على من يريدها ومع بذل القليل من الجهد والوقت المخصص لها فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم من يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه)، وهناك الكثير من الكتب التي يمكن استخدامها في تعلم اللغة العربية كألفية ابن مالك وشروحها المبسطة مثل شرح ابن عقيل لها، ومن قواعد اللغة العربية ما يُعرف بالتعريف والتنكير اللذين يلعبان دورًا هامًا في علم النحو والبلاغة.
أنواع
التعريف في اللغة العربية
إن مصطلحي
النكرة والمعرفة
في اللغة العربية يقتصر استخدامهما مع الاسم فقط أي لأنه لا يتم استعمالهما مع الفعل والحرف، وعلى الرغم من أن هذه تُعد ميزة في تلك اللغة إلا أنها تُسبب مشكلة أمام المتحدثين بها من غير العرب، ومفهوم التعريف هو (الدلالة على شئ معين) وأنواع المعارف في اللغة العربية ستة وهي: [1]
الضمائر
والضمير هو ما يشير إلى متكلم، غائب، مخاطب على نحو (أنا، هو، أنتَ)، كما تنقسم الضمائر إلى ثلاثة أنواع وهي (منفصلة، متصلة، مستترة) كالآتي:
-
الضمائر المنفصلة:
تكون الضمائر المنفصلة في محل رفع أو محل نصب، ولا تأتي أبدًا ف محل جر، وتكون الضمائر التي في محل رفع هي (أنا، نحن، أنتَ، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتن، هو، هي، هما، هم، هن)، بينما الضمائر التي تقع في محل نصب هي (إيـاي، إيـانا، إيـاكَ، إيـاكِ، إيـاكما، إيـاكم، إيـاكن، إياه، إياها، إياهما، إياهم، إياهن). -
الضمائر المتصلة:
يقع بعضها في محل رفع فقط مثل تاء الفاعل كما في (أكلتُ، أكلتَ، أكلتِ)، وألف الاثنين كما في (سافرنا)، وواو الجماعة كما في (لعبوا)، ونون النسوة كما في (ذَهَبْنَ)، كما يمكن أن يقع منها بعض الضمائر في محل نصب أو جر، وتلك الضمائر هي (الهاء، الكاف، الياء) فمثلًا الياء في جملة (جاءني أحمد صديقي)، فالياء في كلمة جاءني ضمير في محل نصب مفعول به، أما الياء في كلمة صديقي تُعرب ضمير في محل جر مضاف إليه، وأيضًا الكاف في جملة (جالستُك في دارك)، فإن الكاف في جالستك تقع في محل نصب مفعول به، بينما الكاف في دارك تكون في محل جر مضاف إليه، والضمير الهاء في جملة (علي زرتُه في داره) الهاء في كلمة زرته تقع في محل نصب مفعول به، أما الهاء في داره تكون ضمير في محل جر مضاف إليه. وهناك ضمير آخر يمكن أن يكون في محل رفع، نصب أو جر وهو (نا)، ففي جملة (زُرْنا زيدًا، فأكرَمَنا ورَحبَ بنا) الضمير في زرنا يكون في محل رفع فاعل، بينما أكرمنا فإنه يقع في محل نصب مفعول به، أما بنا يُعرب في محل جر اسم مجرور بحرف الجر الباء. -
الضمير المستتر:
هو ما لا يظهر له صورة في الجملة كما في التحدث عن النفس بقول (أسافر)، أو عن النفس ومن معها بقول (نسافر)، وأيضًا التحدث عن مخاطب مذكر بقول (تسافر).
العلم
وهو اسم يُعَين مسماه بلا قيدٍ من إشارة أو غيرها، كأسماء الأشخاص، والاسم إما يكون مفرد مثل (أحمد، محمد، علي)، وقد يكون علم مركب كـ(عبد الرحمن، زين العابدين)، وأيضًا هناك العلم المزجي مثل (حضرموت، بعلبك).
أسماء الإشارة
وهو اسم يُعينُ مسماه بالإشارة إليه، ويمكن توضيحه في التالي:
- للمفرد المذكر نستخدم (ذا)، أما المفردة المؤنثة فيكون (ذي، تي، تا، ذه، ته).
- المثنى عند الرفع يكون المذكر (ذان) أما المؤنث (تان)، وعند موقع النصب والجر يكون المذكر (ذين)، بينما المؤنث يكون (تين).
- والجمع بنوعيه المذكر والمؤنث نضع (أولاء).
- ويجوز أن تبدأ أسماء الإشارة للقريب بـ(هاء التنبيه) مثل هذا بدلًا من ذا، هذه بدلًا من ذه، وأيضًا يجوز إضافة (لام وكاف) مع أسماء الإشارة للبعيد فتكون ذلك وتلك.
الأسماء الموصولة
وهي أسماء يعين مسماها بواسطة الصلة، وهي تنقسم إلى أسماء خاصة ومشتركة كالآتي:
-
الأسماء الخاصة:
للمفرد تكون (الذي) للمذكر، (التي) للمؤنث، بينما المثني تكون (اللذان) للمذكر، (اللتان) للمؤنث مع مراعاة الموقع الإعرابي لهما إذ أن تلك في موضع الرفع أما في موقعي النصب والجر تصبحان (اللذين، اللتين)، وفي حالة الجمع تكون للمذكر (الذين) في موقع الرفع والنصب والجر، أما المؤنث فتكون (اللائي). -
الأسماء المشتركة:
وهو (مَنْ، ما) ولكن تختلف استخداماتهما، إذ أن (مَنْ) تكون للعاقل سواء أكان (مفرد، مثنى، جمع) في حالتي التذكير والتأنيث، بينما (ما) لغير العاقل ولها نفس الخصائص حيث إنها تصلح مع المفرد وغيره، سواء أكان مذكر أو مؤنث.
التعريف بال
وهو دخول ال التعريفية على كلمة نكرة فتصبح معرفة، وهو له صور كـ(تعريف العهد، تعريف الجنس دون استغراق، تعريف الجنس للاستغراق).
المعرف بالإضافة
أي كلمة نكرة تُضاف إلى أحد المعارف السابقة تصبح معرفة بالإضافة كقول (قلمك، قلم علي، قلم هذا) فإن كلمة قلم صارت معرفة للإضافتها إلى الضمير، العلم واسم الإشارة.
أنواع النكرة
في اللغة العربية
الفرق بين النكرة والمعرفة
أن الاسم النكرة هو ما يدل على شيء غير معين، ككلمات (طفل، مدينة، جبل)، والجدير بالذكر أن النكرات في اللغة العربية غير محصورة كما في المعارف، ولكن يمكن اعتبار أي كلمة خارجة عن المعارف الستة نكرة. [1]
أغراض
التعريف في اللغة العربية
عند التعمق في
تاريخ اللغة العربية
الطويل نجد أن التعريف له أسباب وأغراض يمكن توضيحها في التالي: [2]
-
لإحضاره بعينه في ذهن السامع:
فعند سماع آية (قل هو الله أحد) [سورة الإخلاص الآية 1]، فمن المعروف أنه عند سماع لفظ الجلالة أنه الله الواحد الأحد. -
للتعظيم أو الإهانة:
والتعظيم كذكر نبي الله يعقوب بلقبه إسرائيل إذ أنه فيه المدح والتعظيم لكونه سري الله، وأيضًا الإهانة في قوله (تبت يدا أبي لهب) [سورة المسد الآية 1]. -
للتعريض بغباوة السامع:
إذ أنه لا يستطيع تمييز الشئ إلا بالإشارة إليه كقول (هذا، ذلك). -
للتحقير بالقرب:
كما في قول الله تعالى (
وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب)،
[العنكبوت : 64]. -
للتعظيم بالبعد:
كما في قوله تعالى (
ذلك الكتاب لا ريب فيه)
[ البقرة : 2 ] للدلالة على بعد درجته. -
للتنبيه:
وهذا بعد ذكر صاحب الصفات قبل وصفه بها كما في قول الله تعالى (
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون)،
[ البقرة : 5 ]. -
لكراهية ذكر الشخص باسمه:
وهذا باستخدام الاسم الموصول وقد يكون أيضًا للستر على هذا الشخص أو غيره كما في الآية الكريمة (
والذي قال لوالديه أف لكما)
[ الأحقاف : 17]. -
للعموم:
أي أن المُراد من الكلمة أن تعم وتشمل الجميع كما في قول الله تعالى (
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا)
[ فصلت : 30 ] وهذا باستخدام الاسم الموصول، ويمكن أن يكون بالتعريف بلإضافة كالآية الكريمة (
فليحذر الذين يخالفون عن أمره)
[ النور : 63 ] بمعنى أن كل أمر الله تعالى.
أغراض
التنكير في اللغة العربية
من أغراض التنكير ما يلي: [2]
-
إرادة الوحدة:
كما في قول الله تعالى (
وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى)
[ القصص : 20 ] والمُراد رجل واحد فقط. -
إرادة النوع:
في قوله تعالى (هذا ذكر) [ سورة ص : 49 ]، بمعنى أنه نوع من الذكر. -
التعظيم:
إذ أن عظمته تفوق الحاجة للتعريف كما في الاية (
أن لهم جنات)،
[ سورة البقرة : 25 ]. -
التكثير:
في قول الله تعالى (
أئن لنا لأجرا)،
[ الشعراء : 41 ] والمقصود أن الأجر وافًرا جزيلًا. -
التقليل:
ومنه الآية الكريمة (
ورضوان من الله أكبر)،
[ التوبة : 72 ] إذ أن رضوان قليل من الله أكبر من الجنات. -
التحقير:
أي أن شأنه أقل من أن يتم تعريفه كما في الآية الكريمة (
إن نظن إلا ظنا)،
[ الجاثية : 32 ] بمعنى أن الظن حقيرا لا يعبأ به.