قصة سندريلا الحقيقية
يحب الأطفال كثيرًا أن يستمعوا إلى قصة ما قبل النوم، وغالبًا ما تكون تلك القصص من وحي خيال المؤلف الذي قام بكتابتها، وقد تكون مستوحاة من الواقع، والكثير منها يضم بعض القيم الأخلاقية والاجتماعية فيتخذها الآباء وسيلة لزرع تلك القيم في أبنائهم، كما أن الطفل يجب أن يشعر بالطمأنينة والراحة لكي يحصل على فترات نوم مستقرة، ودائمًا ما يرغب الصغار في التنويع والتجديد، لذلك يسعى الآباء إلى البحث عن القصص الجديدة وربما تكون تلك القصص قد تم تحريفها عن الأصل مثلًا كأن يتم إعادة صياغة
قصة ربانزل الحقيقية
،
وعندما يسمعها الطفل تبدو له وكأنها قصة مختلفة وجديدة وأحيانًا ما يتم التغيير في تلك القصص لتتناسب مع الصغار.
قصة سندريلا الحقيقية
مكتوبة
لا شك في أن الجميع قد سمع عن قصة سندريلا وهي تُعتبر من
قصص بنات قبل النوم
،
وتم اعتبارها هكذا على الرغم من أنها تصلح لكلا الجنسين، ولكن لا يجب إنكار أن الفتيات هن من يستمتعن بها أكثر، ومع مرور الوقت وزيادة أعداد المؤلفين ورغبتهم في التجديد ووضع لمساتهم الأدبية على القصص القديمة تم التغيير والتحريف في قصة سندريلا الحقيقية لتناسب الأطفال، وهذه هي القصة الحقيقية:
مؤلف قصة سندريلا
قام الأخوان جاكوب وويلهلم جريم (Jacob and Wilhelm Grimm) بكتابة
قصة سندريلا
الحقيقة وهي كالآتي: [1]
ذات يوم شعرت زوجة رجل غني بالمرض الشديد، وعندما قربت من الموت دعت ابنتها لتأتي إلى جانبها وقالت لها: ابنتي الحبيبة ظلي نقية وطيبة إلى الأبد حتى يقوم الله بحمايتك وبينما أنا في السماء سأنظر إليك باستمرار وسأكون قريبة منك دائمًا، ثم ماتت الأم.
استمرت سندريلا في الذهاب إلى قبر والدتها يوميًا وكانت تبكي بكاءً شديدًا، ومع حلول فصل الشتاء قام الثلج بتكوين قطعة قماش ناصعة البياض على قبر الأم، وعندما آتى الربيع قامت الشمس الساطعة بإزالة تلك القطعة القماشية من فوق القبر، ثم تزوج والدها من زوجة أخرى، وكان لديها ابنتين وجوههم تبدو عادلة ولكن قلوبهم مليئة بالشر والظلام، ومع مرور الوقت ساء وضع الأب كثيرًا وأصبح فقيرًا.
وفي يوم ما جلست زوجة أبيها وابنتيها وقالوا:
لماذا ينبغي أن تجلس هذه الأوزة الغبية في الصالون معنا؟ “إذا أرادت أن تحصل على الخبز، فعليها أن تكسبه بنفسها، فأخذوا منها الملابس الجميلة وأعطوها ثوبًا قديمًا ذا لون رمادي وحذاء من الخشب، وظلوا يسخرون من شكلها ويضحكون عليها وادخلوها إلى المطبخ.
وأصبحت سندريلا تستيقظ كل يوم قبل بزوغ الفجر وتقوم بكافة الأعمال الشاقة من إحضار المياه، إشعال النيران، تحضير الطعام، غسل الملابس وتجفيفها، وبينما هي تفعل كل ذلك كانت أختاها تفعلان كل ما يؤذيها إذ قاموا بالسخرية منها، سكبوا الطعام والعدس عليها، وكان عليها أن تقوم بتنظيف ما فعلوه بها في المساء، وفي نهاية اليوم وهي متعبة جدًا لم يكن هنالك سرير مخصص لها كي تنام عليه، بل كانت تنام بجوار الموقد.
قصة سندريلا الاصلية
وفي يوم من الأيام كان الأب ذاهبًا للمعرض وقام بسؤال ابنتي زوجته عما يريدان كي يحضره لهما معه فقالت واحدة: ملابس جميلة، بينما الأخرى جواهر ولآلئ، وحينما جاء دور سندريلا أخبرت والدها بأنها تريد منه إحضار أول غصن شجرة يمسك بقبعته وهو عائد للمنزل، وبالفعل عاد الأب ومعه كل ما طلبته الفتيات، فقامت سندريلا بالذهاب عند قبر والدتها وزرعت الغصن عليه، وانهمرت دموعها ثم سقطت عليه فتسببت في نمو شجرة رائعة، وكانت سندريلا تذهب كل يوم إلى القبر وتبكي فيأتي طائر لونه أبيض ويحضر لها ما ترغب فيه.
وذات يوم قام الملك بدعوة كل الفتيات للحفلة التي ستقام لمدة ثلاثة أيام حتى يختار ابنه أجمل من بينهم ليتزوجها، وعندما علمت الفتاتان شعرا بالفرح وطلبوا من سندريلا تجهيز حاجاتهم، نفذت سندريلا الأوامر وهي تبكي لرغبتها في الذهاب إلى الحفل، ثم توسلت لزوجة أبيها ولكنها رفضت وقالت لها أنتِ مليئة بالغبار ولا تملكين ملابس مناسبة، ومع تكرار سندريلا لطلبها أكثر من مرة فقالت لها زوجة أبيها إذا استطعتي جمع وعاء العدس الذي نثرته في الرماد خلال ساعتين سوف تتمكنين من الذهاب، فذهبت سندريلا إلى الحديقة ونادت على الحمام ليأتي ويساعدها وبالفعل جاءت جميع الطيور وبدأوا في جمع الحبوب، وقبل مرور ساعة انتهوا من جمعها.
ثم ذهبت سندريلا بالحبوب لزوجة أبيها، فقالت لها سأسمح لك بالذهاب إذا تمكنتي من جمع وعائين من العدس خلال ساعة واحدة فقط، فقامت سندريلا بتكرار الأمر ونادت الطيور واستطاعت جمع كل الحبوب في نصف ساعة فقط، وذهبت بها إلى زوجة أبيها ولكنها لم تسمح لها بالذهاب على الرغم من ذلك وخرجت مع ابنتيها للحفل.
ذهبت سندريلا إلى قبر أمها، وظلت تبكي حتى قام العصفور بإعطائها ثوبًا فضيًا وذهبيًا وحذاء مرصع بالفضة والحرير، ثم ذهبت إلى الحفل ولم يتعرف أحد عليها حيث كانت تبدو كالأميرة، فقام الأمير بالاقتراب منها وبدءوا الرقص سويًا حتى المساء، وعندما أرادت سندريلا الرجوع إلى منزلها طلب منها الأمير مرافقتها لكي يعرف إلى من تنتمي تلك الفتاة ولكن سندريلا قامت بالقفز في عش الحمام، وقام الأمير بإخبار والدها أن الفتاة التي أعجبته هربت إلى عش الحمام، فتساءل والدها هل من الممكن أن تكون سندريلا، وفي ذلك الوقت كانت الفتاة قد عادت إلى المنزل وأعطت الطائر ملابسها مرة ثانية.
وفي اليوم الثاني للحفلة ذهب والد سندريلا وزوجته وابنتيها إلى الحفلة وانتظرت الفتاة ذهابهم ثم خرجت للطائر وطلبت منه فستانًا، فأحضر لها الطائر فستانًا يفوق الأول جمالًا، ثم ذهبت سندريلا إلى الحفل وعند رؤية الأمير لها أخذها ليرقصوا معًا، وعند حلول المساء غادرت سندريلا وقام الأمير بملاحقتها لمعرفة أين منزلها ولكنها استطاعت الهرب منه، ثم جاء والدها وحكى له الأمير كل ما حدث ففكر الأب هل من المحتمل أن تكون تلك الفتاة ابنتي سندريلا، وعند عودة الأب إلى المنزل كانت سندريلا نائمة بثوبها الرمادي.
وفي اليوم الثالث من الحفلة تكرر نفس الأمر، إذ ذهب أهلها إلى الحفل وخرجت سندريلا إلى الطائر فأعطاها ثوبًا أكثر جمالًا من السابقين وحذاء من الذهب، ومرة أخرى رقص الأمير معها، ومع حلول المساء أرادت سندريلا الرجوع إلى البيت وأراد الأمير مرافقتها، وقد استطاعت سندريلا الفرار منه، ولكن الأمير كان قد نصب لها فخًا على الدرج، وعندما كانت تقوم بالركض وقع حذائها على السلم حيث كان مليئًا بالقار، فأخذه الأمير وكان حذاء صغير الحجم ومصنوع من الذهب.
قصة سندريلا كاملة
وفي اليوم التالي أخذ الأمير يبحث عن صاحبة الحذاء في كل مكان وعندما وصل إلى منزل سندريلا طلب من والدها أن يرى الفتيات الموجودات بذلك المنزل، فسارعت الأم وجعلت إحدى ابنتيها تقطع جزء من أصابع قدمها لتستطيع ارتداء الحذاء، وبالفعل تمكنت من ذلك وقام الأمير بأخذ الفتاة على حصانه وبدأ بالسير، ثم سمع الأمير صوت الطيور تقول أن الحذاء ملطخ بالدماء، فقام الأمير بتفقده وعندها علم أنها ليست الفتاة الصحيحة، ثم عاد مرة أخرى إلى منزل سندريلا وطلب من والدها أن يرى الفتاة الأخرى، فقامت الأم مسرعة وجعلت ابنتها الثانية تقطع جزء من كعب قدميها حتى تتمكن من ارتداء الحذاء، واستطاعت الفتاة ارتدائه، ثم ذهبت مع الأمير على حصانه وبدأ بالسير، ولكن الطيور صاحت مرة أخرى بأن الحذاء ملطخ بالدماء، ورأى الأمير أن جورب الفتاة متسخ بالكثير من الدماء، فعاد إلى منزلها وقال لوالدها ليست تلك الفتاة صاحبة الحذاء، هل يوجد لديك ابنة أخرى، فأجابه الأب بأن لديه فتاة غير مُرتبة من زوجته السابقة، فطلب منه الأمير بأن يحضرها ومع الكثير من محاولات الزوجة بعدم إحضار سندريلا أصر الأمير على الأمر، وجاءت سندريلا وقامت بخلع حذائها الخشبي وارتدت الحذاء الذهبي فأدرك الأمير حينها أنها الفتاة التي أحبها، ثم أخذها على حصانه وصاحت الطيور قائلة: (لا يوجد دم في الحذاء، هذه هي العروسة الصحيحة)، ثم وقف طائران على كتفي سندريلا أحدهما على الأيمن والأخر على الأيسر.
وفي يوم الزفاف ذهبت أختا سندريلا المزيفتان حتى يشاركوها في السعادة التي نالتها، وعندما حضر العروسان سارعت الأختان بالسير على جانبي سندريلا الكبرى ناحية اليمين، بينما الصغرى ناحية اليسار، فقام الحمام باقتلاع عين واحدة من كل فتاة، وعند خروج العروسان سارت الأخت الكبرى يسارًا، في حين أن الصغرى سارت على الجانب الأيمن، ثم طار الحمام وأخرج العين الأخرى لكل منهما، فقد كان العمى من نصيبهم حتى آخر حياتهم عقابًا على الشر الموجود بداخلهم بينما عاشت سندريلا في سعادة مع الأمير.