مفهوم العملية التعليمية وشروط نجاحها
تعرف العملية التعليمية بأنها عدة إجراءات ونشاطات تمارس في الحصة الدراسية بالمدرسة، حيث يسعى المعلم من خلال هذه الأنشطة إلى اكتساب الطالب مجموعة مهارات لتنمية عقله وتفكيره وذهنه، الأمر الذي يساهم في تكوين شخصيته وبعض المفاهيم داخل وعيه وحواسه.
شروط نجاح العملية التعليمية
ويوجد عدة شروط يجب توافرها في العملية التعليمية لضمان نجاحها، وبلوغها أهدافها، وهذه الشروط هي كالآتي:
- يعتبر العامل النفسي للطالب من أهم شروط نجاح العملية التعليمية، حيث يجب تأهيله نفسياً ، وغرس دوافع النجاح والطموح لديه، وإبعاد عنه كافة المؤثرات النفسية التي تؤثر على معنوياته، وبالتالي علي مستواه التعليمي والدراسي.
- يعتبر المعلم كعنصر أساسي في العملية التعليمية من الأسباب التي تؤدي إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية ونجاحها، لذا يجب أن يتسم بالإخلاص و الوفاء والأمانة في أداء عمله، كما يجب أن يكون شغوف لعمله محباً له متطلع لمعرفة المزيد عن مجال تخصصه، الأمر الذي يمكنه أن يتعاون مع منظومة التعليم لنجاح العملية التعليمية.
عوامل نجاح العملية التعليمية
- تدخل أسرة الطالب ضمن شروط نجاح العملية التعليمية، إذ يجب أن توفر له الظروف الملائمة للمذاكرة والبيئة المناسبة للنجاح، وأن تجعله بعيداً عن المشاكل الأسرية التي تؤثر على مستواه النفسي والتعليمي.
- ضرورة التعاون والتواصل بين المعلم وأسرة الطالب، وأن يكون هناك أسلوب متفق عليه من الطرفين يشمل على طريقة التعلم الصحيحة للطفل، كما يجب متابعة الأسرة للطالب ومعرفة كل التفاصيل المتعلقة بسلوكه وتصرفاته وأفعاله داخل الفصل الدراسي، وذلك حتى يستطيع كل من المعلم والأسرة تعديل السلوكيات والتصرفات الخاطئة وتحويلها إلى سلوكيات وتصرفات صحيحة وسوية.
- يجب أن يشعر الطالب بحرص المدرسة على توفير كافة الظروف التي تساعده على النجاح والتميز من تجهيز الفصول الدراسية، و جود حصص مخصصة لتنمية المواهب الفنية والعقلية والذهنية ، الأمر الذي يؤدي إلى رفع روحه المعنوية، وبالتالي تنجح العملية التعليمية.
هناك علاقة قوية بين العملية التعليمية وبين
تعليمية المادة
التي هي فرع تربوي جديد يساعد على تطوير العملية التعليمية من خلال دراسته للعلاقات المكونة للوضعيات التربوية، ومن ثم تنجح العملية التربوية في هدفها من خلال القدرة على مساعدة عناصر العملية التعليمية على تكوين وتشكيل شخصية الطالب على نحو إيجابي.
أهمية العملية التعليمية
تتضمن العملية التعليمية أهمية بالغة تسعى من خلالها إلى بناء جيل متعلم يعرف الفرق بين الصواب والخطأ، وهذه الأهمية هي كالآتي:
- تهتم العملية التعليمية بتنمية التفكير الإيجابي النقدي للطالب الذي به يستطيع أن يتقبل الرأي الآخر، ويفرق بين النقد الذي يهدف إلى البناء، والنقد الذي يهدف إلى الهدم.
- تسعى العملية التعليمية إلي تكوين شخصية الطالب على نحو يستطيع به أن يقود مجتمعه في المستقبل.
- تهدف إلى تعليم الطالب حقوقه ، وواجباته نحو أسرته ومجتمعه ووطنه، كما تعزز لديه حب الوطن والاعتزاز به.
- تطوير العملية التعليمية يقود إلى مجتمع متعلم واعي، الأمر الذي يقلل من المشاكل الاجتماعية كالبطالة والفقر.
- تسعى العملية التعليمية إلى زيادة ثقة الطالب بنفسه، الأمر الذي يساعده على اتخاذ قراراته بنفسه، وبالتالي يكون إنسان إيجابي يبني آراءه بناء على دراساته للأمور المحيطة به بشكل دقيق.
عناصر العملية التعليمية
تتكون العملية التعليمية من ثلاث عناصر هم المعالجات، المدخلات، والمخرجات، إذ يقصد بالمدخلات الطالب ، والمخرجات مدى قدرة المعلم على تخريج طلاب على قدر عالي من العلم والمعرفة والثقافة، أما المعالجة فهي فهم المعلومة المقدمة، وربطها بغيرها، وتطبيقها على أرض الواقع
تتكون العملية التعليمية من خمس عناصر أساسية هم المعلم، والمنهج الدراسي، والطالب، وإدارة العملية التعليمية، وتمويل الدولة:
المعلم
يعتبر المعلم أول عناصر العملية التعليمية وأكثرها تأثيراً، فهو الذي يقود الطلاب ويعلمهم، لذا يجب أن يتوافر فيه عدة صفات ومزايا تضمن نجاح العملية التعليمية، وأبرز هذه الصفات هي كالآتي:
- يجب أن يكون المعلم مسيطراً على تصرفات وأفعال وسلوكيات الطالب داخل الفصل الدراسي، كما يجب أن يجمع بين هذه الصفة وبين حب واحترم الطلاب له.
- ينبغي أن يستخدم مع الطلاب وسائل التعلم النشط من خلال إقامة حلقات نقاش وحوار مع الطلاب للتعرف على رأيهم في المعلومة المقدمة، الأمر الذي يشكل شخصيتهم واتجاهاتهم على نحو إيجابي، كما يجب أن يصبح الطالب والمعلم شركاء في العملية التعليمية.
- يجب أن يكون المعلم على دراية ومعرفة بالتطورات التكنولوجية، والتطورات العلمية حتي يستطيع التواصل مع الطالب، وتوصيل المعلومة إليه.
- لابد أن يكون مثقف وذو خبرة بمجال تخصصه، والمجالات المرتبطة بها حتي يستطيع ربط العلوم ببعضها، وتوصيلها إلى الطالب الذي يصبح في المستقبل عضو مؤثر في بناء وطنه ومجتمعه.
- يجب أن يدرك جيداً أن التربية تسبق التعليم، لذا لابد أن يكون معلم فاضل ذو أخلاق حسنة و حميدة، خاصة وأنه يجلس مع التلاميذ فترة طويلة، ويؤثر في أفكارهم وميولهم واتجاهاتهم، كما أنه يمثل قدوة ومثل أعلى للطلاب.
- يجب أن يعدل بين التلاميذ ،فلا يفرق في المعاملة بين الطالب المتفوق، والطالب المتوسط، والطالب البسيط، حيث يعاملهم كأبناء لهم وليس كطلاب، وهذا الأمر يجعل الطالب يتقبل النصيحة من المعلم بصدر رحب.
- يجب أن يتسم بقوة قدرته على جذب انتباه الطلاب له لكي ينصتوا إلى كلامه أثناء الحصة الدراسية.
الطالب
يعد الطالب أساس العملية التعليمية، حيث أن أهداف التعليم وضعت لتتحقق فيه، لذا يجب على المعلم الذي يتعامل مع الطالب أن يكون على علم ودراية بمهارات كل طالب، ومواهبه، والظروف التي تؤثر عليه، فهذه المعلومات تيسر عليه وصوله لهدفه، الأمر الذي يؤدى إلى نجاح العملية التعليمية.
المنهج الدراسي
- ويعرف المنهج الدراسي بأنه مجموعة المواد الدراسية المقدمة للطالب في الكتاب المدرسي، إذ يجب وضعها على نحو يبني شخصية الطالب، وينمي ذكاؤه وقدراته ومهاراته.
- يجب أن يتفق المنهج الدراسي مع التطورات التكنولوجية، والتطورات العلمية التي تتغير كل يوم.
- ينبغي عند وضع المنهج الدراسي الاهتمام بوضع موضوعات تعلم الطالب معلومات هامة يستفيد منها في حياته الصحية والتعليمية والاجتماعية، ومن أبرز هذه الموضوعات: النظافة الشخصية، والصحة، والتغذية وغيرها من الموضوعات التي يجتاحها في حياته المستقبلية.
إدارة العملية التعليمية
- تعتبر إدارة العملية التعليمية بمثابة همزة الوصل بين الطالب والمعلم والأسرة، لذا يجب أن تحقق الاحترام والتقدير المتبادل بينهم.
- يجب أن تضع على عاتقها مسئولية تشجيع الطالب على التعليم من خلال ترتيب ساعات اليوم المدرسي والحصص المدرسية بشكل يشعر فيه الطالب بالحب والشغف إلى التعليم، دون أن يشعر بالملل، فهذا يساعد إدارة العملية التعليمية على النجاح والتطور.
تمويل الدولة
يجب على الدولة أن تضع في خططتها تطوير العملية التعليمية عن طريق زيادة عدد المدارس، وتجهيز الفصول الدراسية بكل ما يجتاحه الطالب، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين وبناء جيل جديد يبني وطنه ومجتمعه.
وبذلك يتضح أن نجاح العملية التعليمية وتطويرها يحتاج إلى تعاون بين عناصر العملية التعليمية، حيث أن التعاون بينهم يساهم في الوصول إلى الأهداف المرجوة في وقت قليل، خاصة وأن منظومة التعليم وعناصرها هدفها الأول والأخير مصلحة الطالب الذي يهيئ ليقود مجتمعه ووطنه، لذا يجب أن يدخل الطالب داخل هذا العملية التعليمية حتى يشعر بأهميته في المجتمع، وبالتالي تنجح العملية التعليمية .