تعريف تعليمية المادة
تعد تعليمية المادة أحد العناصر المسئولة عن تطوير منظومة التعليم، إذ أنها فرع هام من الفروع المستخدمة في مجال التربية والتعليم، حيث تهتم بدراسة العلاقات المكونة للوضعيات التربوية، ولقد قدم لنا العالم “ميلاري” تعريفاً بسيطاً لها ، حيث قال أنها تتكون من عدة أساليب وأدوات ووسائل تعليمية دقيقة ومخططة . [1]
ووضح العالم “بروسو” أن تعلمية المادة تهتم بمعرفة الشروط الموجودة في الوضعيات التعليمية التي يدرسها الطالب المدرسي، حيث تهدف إلى معرفة الطريقة التي يفكر بها الطالب، والتي يبني عليها شخصيته، وآرائه، وأفكاره، كما يختار بها مثله الأعلى، وبالتالي هي دراسة هامة ترتب الوضعيات التعليمية بشكل دقيق لتحقيق أهداف تعلمية، وأهداف عقلية، وأهداف حركية، وأهداف وجدانية، وأهداف نفسية.
لضمان نجاح
العملية التعليمية
ووصولها لأهدافها يجب التركيز على فرع ” تعليمية المادة” ، وإجراء الكثير من الدراسات والأبحاث عنه من قبل العلماء والخبراء، الأمر الذي يساعد المعلم على تطوير المهارات والمعارف عند الطالب.
تعريف التعليمية
تعرف التعليمية بأنها أحد أهم العلوم التعليمية الجديدة، لذلك فهي تحتاج من أصحاب الخبرة في مجال التعليم دراسات وأبحاث حتى تنتقل من الاتجاه النظري إلى الاتجاه العملي التطبيقي، الأمر الذي يجعلها تطبق في المدارس للطلاب لتنمية مهاراتهم وقدراتهم التعليمية.
تعود أصول كلمة التعليمية إلى كلمة “ديداكتيك Didactique” ، ومعناها علم، وهذه الكلمة ذات أصول يونانية، حيث جاءت من الكلمة اليونانية “ديداكتيتوس Didactitos”،إذ استخدمها اليونانيون في نوع خاص من الشعر بهدف تقديم بعض الخبرات العلمية لقارئ الشعر، وهذا النوع من الشعر مقارب إلى الشعر التعليمي الذي يسعى إلى تسهيل فهم واستيعاب العلوم والمعارف، كما انه يسهل على الطلاب فهم المعارف وتذكرها ذهنياً بشكل سريع.
وفي الوطن العربي، يلتصق مفهوم التعليمية بمجال العلم والتربية، وذلك لارتباطه القوي ببعض الأدوات المستخدمة في مجال التعليم والتعلم.
ونظراً لأهمية مفهوم التعليمية في العصر الحالي، طرأ عليه بعض التعديلات بواسطة الخبراء والباحثين بهدف تحويله من المجال الميداني النظري إلى المجال العملي التطبيقي حتى أصبح علم تربوي هام يعتمد على الكثير من المبادئ والقواعد العلمية الدقيقة، وذلك ليستفيد منه الطالب والمعلم.
مفهوم التعليمية التعلمية
يرتبط مفهوم التعليمية التعلمية ارتباطاً وثيقاً بتعلمية المواد ونجاح العملية التعليمية ، حيث يعرف بأنه الجمع بين عملية التعليم، وعملية التعلم، الأمر الذي يساعد الطالب على اكتساب أكبر قدر من المعارف و المعلومات التعليمية، كما يساهم في بناء وتكوين شخصيته، وتعديل الآراء والمفاهيم خاطئة، وتحويلها إلى مفاهيم وآراء صحيحة.
وهذا المفهوم يساعد على بلوغ أهداف وغايات العملية التعليمية المنقولة عن طريق المعلم والمنهج الدراسي، حيث يجب أن ينتج عنه استجابة إيجابية للطالب نحو منظومة التعليم والمحتوى الدراسي المقدم له. [2]
مفهوم العملية التعليمية وعناصرها
تعرف العملية التعليمية بأنها عدة أنشطة وأهداف منظمة محددة من قبل المسئولين عن التعليم العالي، حيث تشمل على قيم ومفاهيم ضرورية يجب غرسها في الطالب ومنها مفهوم الديمقراطية، ومفهوم الإنسانية، وذلك من أجل خلق جيل متوازن ذو شخصية قوية يحترم الآخر.
ويمكن تقسيم عناصر العملية التعليمية إلى خمسة عناصر أساسية هم المدرس، والمنهج الدراسي، والطلاب، وإدارة العملية التعليمية، وتمويل الدولة:
المدرس
Teacher
- يعتبر المعلم أهم عنصر في العملية التعليمية، فهو الذي يعلم الطالب،
- يجب على المسئولين عن العملية التعليمية اختيار المعلم الكفء القادر على التعاون مع منظومة التعليم لبلوغ أهدافها، حيث يجب النظر جيداً إلى مؤهلاته الدراسية والعلمية والشهادات التي حصل عليها، ومدى خبرته في المجال التعليمي .
- كما ينبغي أن نضع في الاعتبار عند اختيار المعلم صفات ومؤهلات أخلاقية، إذ يجب أن يكون على المستوى الشخصي إنساناً خلوقاً ومهذباً حتى يكون قدوة حسنة للطلاب، فالتلميذ يعتبر المعلم مثله الأعلى.
المنهج الدراسي
Curriculum
- يعد المنهج الدراسي ثاني عناصر العملية التعليمية، لذا يجب العناية به ومحتواه المقدم إلى الطالب، حيث يجب أن يتضمن المنهج مواد تكسب الطالب مهارات ومعارف تعليمية في مختلف الموضوعات ، ومن أبرز الموضوعات التي يجب أن توجد في المنهج الدراسي الصحة، والتغذية، والنظافة الشخصية، وغيرها من الموضوعات التي تشكيل ذهن وعقل الطالب، وتؤثر على تكوين شخصيته.
- يجب أن يكون عند المسئولين عن وضع المنهج الدراسي وعي كامل ودراية قوية بالتطورات العلمية والتعليمية، والتقنيات التكنولوجية حتى يستطيعوا وضع منهج دراسي قابل للتغيير سواء عن طريق حذف إجزاء من المنهج، أو إضافة أجزاء من المنهج، وذلك لمواكبة التطورات الطارئة التي يشهدها مجال التعليم يوماً بعد يوماً.
الطلاب
Students
- يجب الاطلاع على جميع المهارات والمواهب الخاصة بالطالب، وتوجهيها بشكل صحيح وسليم، بالإضافة إلى معرفة البيئة المحيطة به، وتأثيرها عليه، حيث أن معرفة هذه الأمور تسهل من تحقيق هدف العملية التعليمية.
- ينبغي علينا كمسئولين عن تكوين وبناء جيل جديد واعي ومتعلم أن نقوى لديه دوافع النجاح والطموح، وأن نظهر له مشاعر الحب والسعادة عند نجاحه حتى يتقدم إلى الأمام، وعند تعسره في فهم المنهج الدراسي يجب أن نمد له اليد حتى يستطيع منافسة زملائه المتفوقين، فالحالة النفسية للطالب تؤثر عليه ، لذا يجب أن نرفع منها حتى ننهض به للإمام.
إدارة العملية التعليمية
Department of Operational Education
يجب عليها الاهتمام بساعات اليوم الدراسي وما يقدم فيها للطالب، وترتيبها بشكل دقيق حتى يستطيع استيعاب المعلومة التعليمية، كما يجب التركيز على نقطة هامة وهي احترام كافة عناصر العملية التعليمية ، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على وصول العملية التعليمية لهدفها، إذ يجب تحقيق الاحترام والتقدير بين الطالب والمعلم، وبين الطلاب مع بعضهم البعض، وبين المعلم والطالب، وبين الطالب وإدارة العملية التعليمية، فضلاً عن احترام إدارة العملية التعليمية للطالب والمعلم.
تمويل الدولة Government funding
يعد هذا العنصر من العناصر التي يجب الاهتمام بها، حيث ينبغي على الدولة الاهتمام بالعملية التعليمية، والمدارس، وأن تضع على عاتقها مسئولية تقدم الدولة في المجال التعليمي بكافة المراحل، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على الدولة، حيث أن هؤلاء الطلاب هم مستقبل الوطن.
ولنجاح العملية التعليمية يجب على عناصرها مواكبة التطورات التعليمية لكي تجعل الطالب عضواً نشطاً وفعالاً داخل منظومة التعليم عن طريق فتح مجال واسع بين الطالب والمدرس للمناقشة حول المعارف والعلوم التي يحتاج معرفة معلومات أكثر عنها، وتحويله إلى طالب مشترك في المعلومة، الأمر الذي يجعل منه إنساناً إيجابياً و اجتماعياً.
تعليمية المواد
وبهذا يتضح أن العملية التعليمية مرتبطة بعدة مفاهيم وعلوم، حيث يجب علي المسئولين عن تطوير العملية التعليمية وتنميتها الإلمام بكافة العلوم التعليمية وفروعها، خاصة وأن نظام التعليم نظام متداخل ومتشابك يرتبط بالنفس البشرية التي تتأثر بالبيئة المحيطة بها، والظروف التي تعيش فيها، إذ تتسم النفس البشرية بالتعقيد والتداخل، لذا يجب على متخصصي العملية التعليمية والتربوية الإلمام بعلم النفس وكافة العلوم الإنسانية والنفسية لفهم شخصية الطالب من أجل التواصل معه وفهمه، حيث أن الطالب يتأثر بكل ما حوله من ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية و نفسية، الأمر الذي يؤثر علي سلوكه، وشخصيته، وطريقة تفكيره، وبالطبع على مستواه التعليمي والدراسي. [3]