ملخص قصة النبي عيسى

لقد أنزل الله تعالى الأنبياء والرسل إلى البشر حتى يدعونهم إلى الإقلاع عن العبادات الأخرى، والاتجاه إلى عبادته عز وجل، وقد خصص الله تعالى نبي لكل قوم، بحيث يكون منهم ويعرف إسلوب حياتهم وعاداتهم، فيكون قريب منهم ويستطيع التعامل معهم، وجعل فيهم معجزات وأيدهم بدلائل حتى يصدق الناس نبوتهم، وعند إجراء

بحث عن قصص الأنبياء

نجد قصة عظيمة لسيدنا عيسى عليه السلام، فقد ورد عنه في القرآن الكريم مولده، دعوته، ومعجزاته، وكذلك تم ذكر الشبهات التي أُثيرت حوله من قبل أعدائه، والتي قام عليه السلام بالصبر عليها وعلى أذيت قومه له.

قصة

سيدنا

عيسى

مختصرة جدا

ذُكرت

قصة سيدنا عيسى

عليه السلام في سورة مريم، حيث تعتبر ولادته من عجائب البشرية التي لم نرى مثلها في التاريخ، فلم يحدث من قبل أن يولد بشريّ دون وجود أب أو تزاوج بين ذكر وأنثى، وقصة سيدنا عيسى عليه السلام باختصار هى:[1]

بعد تلقي مريم البشرى من جبريل عليه السلام بأنها ستصبح العذراء التي سوف تنجب عيسى عليه السلام نبيًا لله تركها وغادر، وحينها أدركت مريم المسؤولية الكبيرة التي حملتها على عاتقها، وقد يسّر الله تعالى عليها تلك المسؤولية، فكان حملها سهلًا، وعلى حين غرة منها قد أذن الله أن تلد مولودها، فقال الله تعالى الآية الكريمة: “فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا*فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا”[مريم:22\23]، حيث قالت ذلك من هول المفاجأة والضيق التي كانت فيه، فلم يكن عدم يقين برحمة الله تعالى، ولكنه كان مجرد ألم وتعب حدث لها كما يحدث لأي إنسان في لحظات الشدة، وبالفعل لم تَطُل رحمة الله تعالى فنطق مولودها عيسى عليه السلام حتى يطمئن قلبها، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: “فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا*وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا*فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا”[مريم:24\26].

ذهبت مريم عليها السلام لقومها تحمل ابنها على يديها، فكانت مفاجأة لهم من العابدة التقية، التي تمت تربيتها على يد نبي الله زكريا عليه السلام، فأنكروا صنيعها، وقالوا أنها ابنة صالحين مؤمنين ولم يكن البغاء مذكورًا عندهم، ومن ثم عند رؤيتهم لحالها وصفوها بالبغاء، وفي حين أنها اتبعت أمر ربها وصامت عن الكلام، حينها أنطق الله عيسى عليه السلام، فقامت بالإشارة له وظلت لم تتكلم، فأنطق الله تعالى نبيه مجددًا، حتى يدافع عن أمه، وذكر الله في ذلك الآية الكريمة: “قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا*وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا*وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا”[مريم:30\32].


معجزات سيدنا

عيسى

أجرى الله تعالى الكثير من المعجزات على يد عيسى عليه السلام، فكان أولها حينما تكلم عليه السلام وهو مازال في مهده، وكذلك أنه كان يخلق مثل صورة الطير من الطين، وإذا نفخ فيه أصبح طائر حي يطير، وكذا أنه كان يقوم بإبراء الأكمه والأبرص فيتم تبرأتهم بمشيئة الله تعالى، وكان إن أذن الله له أن يحي الموتى، فيقوم عليه السلام بذلك، وأيضًا كان يخبرهم بما يدخرون في بيوتهم وما يأكلون، ومن المعجزات التي يجب التحدث عنها كذلك

قصة مائدة عيسى عليه السلام

وهي:[2]

كانت فئة قليلة هي التي آمنت بدعوة النبي عيسى عليه السلام، فناصرته وصدقته، حيث ذكرهم الله تعالى فقال: “فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ”[آل عمران:52]، ولقبهم الله تعالى باسم الحواريين، وذلك لأنهم تخلصوا من الخداع والغش والنفاق، فاصبحوا مثل الشئ الأبيض الذي لا يوجد به شائبة، فآمنوا بالدعوة دون الخوف من أحد، وقاموا بنصرة دين الله تعالى، فكانوا يعلمون علم اليقين عن دين الله، وكذلك خضعوا للأوامر التي أنزلها على أنبيائه، في حين أن الذين كفروا من بني إسرائيل اتفقوا على قتل عيسي عليه السلام، فقال الله تعالى فيهم في آيته الكريمة: “وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”[آل عمران:54]، ولكن منع الله تعالى عنه شرهم، وسأل الحواريون عيسى عليه السلام إنزال مائدة من السماء، وذُكر عن عائشة رضي الله عنها أنهم كانوا يعلمون بمقدرة الله تعالى على إنزال تلك المائدة، فسألهم عيسى عليه السلام بأن يخشوا من الله تعالى، وأن يبتعدوا عن الأمور التي تسبب الفتنة، ولكنهم أوضحوا له أن مقصدهم هو اكتساب البركة، ولحاجتهم إلى الطعام بعدما أضاق بني إسرائيل عليهم، وليشهدوا على معجزات نبي الله عيسى عليه السلام، فدعا عيسى ربه بأن ينزل عليهم رزق من السماء، وأن يجعل ذلك اليوم للتقرب من الله وحمده على الرزق، وبالفعل أنزل المائدة عليهم، وتوعد بالعذاب الشديد لمن يكفر بعدها.[3]


معلومات عن

عيسى

عليه السلام

لقد أوضح القرآن الكريم مجموعة من الأمور التي لها علاقة بالنبيّ عيسى عليه السلام، من حيث نبوته، دعوته، ومعجزاته، وفي الآتي بعض المعلومات عنه:[4]

  • تم تأييد النبي عيسى عليه السلام من الله ببعض المعجزات التي تؤكد صدقه، حيث أُرسل إلى قوم معروف عنهم أنهم يجيدون الطب، فأتم الله تعالى ما يشابه ذلك على يده، ولكن كان الاختلاف في الطريقة، حتى لا يمكن لأحد فعل مثلها، وهي أنه خلق من الطين صورة الطير، ومن ثم نفخ فيها فأصبحت طيرًا بأمر الله، وكذلك القدرة على جعل من ولد أعمى بصيرًا، وأيضًا إحياء الموتى بإذن الله، ومعرفة ما في البيوت من طعام، وحينما حماه الله من قتل بني إسرائيل له، من خلال تشبيه رجل آخر به، فقام برفع عيسى إليه، ومن المعجزات أيضًأ إنزال المائدة التي سأل عنها الحواريين من السماء.
  • تم تلقيب عيسى عليه السلام بألقاب متعددة، ومما ذُكر منها في كتاب الله الحكيم كان عيسى ابن مريم عليهما السلام، رسول الله، المسيح، روح الله، كلمة الله، وعبد الله، فوردت في الآية الكريمة حيث قال تعالى: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ”[النساء:171].
  • في آخر الزمان، ينزل عيسى عليه السلام لفترة من الزمن، وهي من علامات قيام الساعة الكبرى، ويبقى حتى ينشر ويُعلم الشريعة الإسلامية ويحكم بها، وبالرغم من ذلك يبقى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ختام الأنبياء وآخرهم نزولًا، وأن رسالته هي الختام للرسالات السماوية، وقد ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الأدلة على نزول عيسى في آخر الزمان.