على من تجب الزكاة
مقدار زكاة المال
الواجب عليه إخراجها، وقد جاء الدين الإسلامي موضحًا كل ما يخص ركن الزكاة، كما قام الفقهاء بالإجابة عن كافة الاستفسارات المتعلقة بها حتى لا يحدث التباس عند أي شخص.
مفهوم الزكاة
على من تجب الزكاة
جعل الله تعالى الزكاة من أركان الإسلام نظرًا لأهميتها، وقد فرضها وجعلها واجبة على عدد من الأشخاص وهم: [2]
-
المسلم:
إذ أنها من أركان الإسلام أي من أسسه فلا يتم قبولها من الكافر، حيث قال الله تعالى ” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً” (سورة التوبة: الآية 103) والمُراد بها المسلمون، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم “فأخبرهم أنَّ اللَّه افترض عليهم صدقةً تُؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم”. -
الحر
: أي أن يكون الشخص حر فلا تُفرض على العبد لعدم امتلاكه أي شئ حيث يكون أمره بيد سيده، ويجب ذكر أن الإسلام قد قام بالقضاء على ظاهرة العبودية ومن هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم”من ابتاعَ عبدًا ولهُ مالٌ فلهُ مالُهُ وعليهِ ديْنُهُ، إلا أن يشترطَ المبتاعُ، ومن أَبَّرَ نخلًا فباعَهُ بعدَ تأبيرِهِ، فلهُ ثمرتُهُ، إلا أن يشترطَ المبتاعُ” -
مالك النصاب:
النصاب وهو تحديد الشارع لمقدار معين من المال، بحيث تجب الزكاة على من يمكله ولا تُفرض على من لا يملكه، يعتمد الشارع على
طريقة حساب نصاب زكاة المال
ومن ثم توضيحها للمسلمين لكي يقوموا بإخراجها. - كما أنها تجب على الصغير والمجنون إذ لا يشترط فيها العقل والبلوغ لتعلقها بالمال لا بمالكه ولذا يلزم على ولي أمرهم الالتزام بزكاتهما.
أحكام الزكاة
يفكر المسلمون أحيانًا في حكم جواز الزكاة ومن الذي يجوز إخراج الزكاة لهم ومن لا يجوز، وفي هذا توضيح لذلك التساؤل:
على من تجوز الزكاة
أوضح الله تعالى لنا أن الزكاة يمكن إخراجها لثماني فئات وقد ذكرها عز وجل في قوله”إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (سورة التوبة: الآية 60)، وفي الآتي تفصيل لتلك الفئات: [3]
-
ا
لفقراء:
والفقير هو الشخص الذي لا يملك ما يكفيه لقضاء حوائجه وحوائج عائلته لمدة نصف عام. -
المساكين:
هم الأشخاص الأفضل حالًا من الفقراء بحيث يمتلكون ما يكفيهم نصف الكفاية أو أكثر ولكن دون اكتمالها. -
العاملين عليها:
أي الأشخاص الذي قام ولي الأمر بتكليفهم بتجميع الزكاة والحفاظ عليها وتقسيمها على من يحتاجها. -
المؤلفة قلوبهم:
وهؤلاء يتم إعطائهم الزكاة لتأليف قلوبهم على الدين الإسلامي، فيمكن إعطاء الكافر لكي يُسلم، وقد يكون مسلم بالفعل ولكن يأخذها لتقوية إيمانه بالله، وأيضًا يجوز إخراجها للشرير حتى نقوم برد ضرره عن المسلمين. -
الرقاب:
وهم ثلاث فئات تتمثل في: الأول وهو عبد كاتب سيده على حريته أي قام بشراء حريته بإعطاء مملوكه مبلغ من المال، والثاني عبد حصل على حريته بمال الزكاة، بينما الثالث هو مسلم قام الكفار بأسره فيتم إعطائهم مبلغ من الزكاة حتى يفكوا أسره. -
الغارمين:
أي المديونين الذين لا يستطيعون السداد وقد قُسموا إلى فئتين ( الغارم لإصلاح ذات البين، الغارم لنفسه). -
في سبيل الله:
والمقصود بهم هؤلاء الذين ذهبوا لمقاتلة أعداء الله. كما قال البعض أنها تشتمل على من تفرغ من أجل دراسة العلم الشرعي. -
ابن السبيل:
وهو المسافر خارج وطنه ولا يستطيع العودة لعدم توفر المال، فيأخذ من الزكاة حتى يتمكن من الرجوع لبلده.
على من لا تجوز الزكاة
هناك بعض الفئات التي لا يجوز إخراج الزكاة لهم ومنهم: [4]
- أقارب المُتزكي الذي يقوم بتكفل نفقاتهم كزوجته وأولاده، والديه، أجداده، أحفاده، وجاء في ذلك قول الإمام مالك : “لا تعطيها أحدًا من أقاربك ممن تلزمك نفقته”.
- الكافر لا يجوز عليه الزكاة إلا في حالة الرغبة على تأليف قلبه.
- الغني إذ لا يحتاج الزكاة لامتلاكه ما يكفيه من أجل سد احتياجاته.
شروط الزكاة
-
الإسلام:
أن يكون المتزكي مسلمًا وبغير ذلك لا تُقبل زكاته. -
الحرية:
إذ أن العبد لا يملك ما يُخرج منه الزكاة فهي واجبة من سيده. -
النصاب:
وهو مقدار المال الذي حدده الشارع وعلى من يملكه إخراج الزكاة، ويقوم الشارع بتحديد الأنصبة المتعلقة بالماشية والزرع بأنواعه، الفضة، و
زكاة الذهب
.
-
الحول:
لما في قول رسولنا الكريم “لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحوْلُ”، وهذا بمرور عام كامل على امتلاك النصاب، ويتم حسابه بالتقويم الهجري وليس الميلادي.
حكم من يمتنع عن الزكاة
باعتبار الزكاة من أحد أركان الإسلام الخمسة فيلزم أداؤها في حال إمكانية المتزكي، وتم الإجماع على أن الامتناع عنها يُعد من الكبائر، وبهذا يعتبر تارك تلك الفريضة من الكفار الخارجين عن الدين الإسلامي، وإذا كان امتناعه عنها بإرادة وجحود منه فينبغي قتله كُفرًا، أما إذا كان ممن دخلوا الإسلام حديثًا فيمكن عذره لعدم درايته الكافية بمبادئ الإسلام، بينما إذا كان امتناعه عنها مع إيمانه بوجوبها فقد فعل إثمًا كبيرًا ولكنه لا يُعد كافرًا وذلك بالاعتماد على قول رسول الله “ما من صاحب كنز لا يؤدِّي زكاته إلا أُحْمي عليه في نارِ جهنم، فيُجعل صفائحَ فيُكوى به جنباه وجبهته وظهره، حتى يحكم اللَّه بين عباده في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار”، فلو كان كافرًا لما قال رسولنا (إما إلى الجنة). [2]
الفرق بين الزكاة والصدقة
هي التقرب إلى الله من خلال إخراج بعض المال بدون فرض من الإسلام، ولكن هناك بعض من الأشخاص لا يعرفون
الفرق بين الزكاة والصدقة
ويمكن إيضاحه في أن الزكاة فرضها الإسلام على أشياء محددة كالزرع، الماشة، والذهب، بينما الصدقة لا تتحدد في شئ بعينه بل تكون بما يريد المسلم التصدق به ولا ترتبط بشروط كالزكاة، كما أن عدم فعلها والإلتزام بها أمر لا يُعاقب عليه الله. [5]
الجمع بين الزكاة والصدقة
بما إن هناك فروق بين الزكاة والصدقة فيصبح هناك سؤال وهو
هل يجوز الجمع بين الزكاة والصدقة
،
ولكن الإجابة أن الزكاة فريضة يلزم لها وجود نية، وحيث إن الزكاة فريضة ولا يصح جمع النوايا بين الفروض والتطوعات يكون الجمع بينهما غير صحيح ويجب إعادة إخراجها مرة أخرى بنية الزكاة فقط. [6]