ما هو الفقر المدقع
يعتبر الفقر المدقع من أكثر الأشياء التي تهدد أغلب الشعوب في الفترة الحالية خاصة في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد التي أدت إلى زيادة هذا النوع من الفقر وذلك بسبب انخفاض المستوى الاقتصادي وعدم توافر الكثير من فرص العمل هذا الأمر الذي أدى زيادة نسبة الفقر في المجتمع.
ما هو الفقر المدقع
الفقر المدقع هو نوع من أنواع الفقر يتسم بالاستبعاد الاجتماعي وتراكم انعدام الأمن في العديد من مجالات الحياة: الافتقار إلى أوراق الهوية، والسكن غير الآمن، وعدم كفاية الغذاء، وعدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم. تميل حالات عدم الأمان هذه إلى عزل الناس عن بقية المجتمع، والنتيجة المترتبة على ذلك هي حلقة من الفقر المدقع تنتقل من جيل إلى جيل.[1]
أنواع الفقر
يوجد أنواع مختلفة من الفقر وتتمثل في:
الفقر المطلق
هو عبارة عن حدوث نقص كلي في الحصول على الحقوق السياسية وعدم القدرة على الحصول على المأكل والمشرب والملبس.
الفقر النسبي
يختلف هذا النوع من الفقر من مكان إلى آخر وذلك بحسب الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتحدد بمقدار حاجة الإنسان إلى أقل متطلبات الحياة.
فقر الدخل
يتم تحديد هذا الفقر بحسب حجم الأسرة وعدد الأطفال المتواجدين بها.
الفقر الدوري
يتحدد في فترة معينة وتكون الظروف به سائدة في جميع أنحاء البلاد مثل ظروف الحرب.
الفقر الجماعي
يحدث في الأماكن التي تكون معرضة للحروب أو الاستعمار لفترات طويلة ويكون سائد في أغلب نواحي البلاد.[5]
تعريف خط الفقر
هو عبارة عن قياس معياري يتم به تحديد مقياس الأسرة المناسب ويتم متابعته باستمرار وأي أسرة تكون تحت خط هذا المقياس يتم تصنيفها بأنها أسرة فقيرة، ويجب أن تقوم الرعاية الاجتماعية بتقديم المساعدة لها.
وذلك حتى تستطيع هذه الأسر أن تعيش حياة كريمة حيث لا يستطيع الإنسان أن يعيش حياة دون وجود المتطلبات الأساسية لها مثل الطعام والشراب والملبس والمسكن.[4]
أسباب الفقر المدقع
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الفقر المدقع وسوف نقوم بذكر
أسباب الفقر الستة
والتي منها:
- عدم القدرة على الحصول على مياه نظيفة وأغذية صحية.
- قلة أو انعدام فرص العمل.
- الصراع بين الدول.
- عدم المساواة.
- ضعف التعليم.
- محدودية قدرة الحكومة.
قلة المياه النظيفة والأغذية الصحية
في الوقت الحالي، لا يحصل أكثر من ملياري شخص على المياه النظيفة في المنزل، بينما يعاني أكثر من 800 مليون شخص من الجوع. قد تعتقد أن الفقر يسبب الجوع ويمنع الناس من الوصول إلى المياه النظيفة، لكن الجوع وانعدام الأمن المائي هما أيضًا من الأسباب الرئيسية التي تجعل الناس يكافحون للهروب من الفقر المدقع.
إذا لم يحصل الشخص على ما يكفي من الطعام، فهو ببساطة لا يملك القوة والطاقة اللازمتين للعمل، في حين أن عدم الحصول على الطعام والمياه النظيفة يمكن أن يؤدي أيضًا إلى أمراض يمكن الوقاية منها مثل الإسهال. وعندما يضطر الناس إلى السفر لمسافات بعيدة للوصول إلى العيادات أو إنفاق القليل من المال المتبقي على الأدوية، فإن ذلك يستنزف الأموال والأصول الضعيفة بالفعل، ويمكن أن يدفع الأسرة من الفقر إلى الفقر المدقع.
حتى لو توفرت مصادر المياه النظيفة، فإنها غالبًا ما تكون بعيدة عن المجتمعات الريفية الفقيرة. وهذا يعني أن النساء والفتيات بشكل جماعي يقضين حوالي 200 مليون ساعة كل يوم في المشي لمسافات طويلة لجلب الماء. إنه وقت ثمين يمكن استغلاله في العمل، أو الحصول على تعليم للمساعدة في تأمين وظيفة لاحقًا في الحياة.
قلة أو انعدام فرص العمل
من المعروف أنه بدون وظيفة أو وسيلة لكسب المال، سيواجه الناس حتماً مشكلة الفقر، لكن من السهل الافتراض أنه إذا أراد شخص ما وظيفة، فيمكنه الحصول عليها. وهذا يعتبر غير صحيحًا، وبالأخص في المناطق النامية والريفية من العالم. يؤدي تضاؤل الوصول إلى الأراضي المنتجة الذي يحدث غالبًا بسبب الصراع أو الزيادة السكانية أو تغير المناخ والاستغلال المفرط للموارد مثل الأسماك أو المعادن إلى زيادة الضغط على العديد من سبل العيش التقليدية.
على سبيل المثال في جمهورية الكونغو يعيش معظم السكان في مجتمعات ريفية حيث تم نهب الموارد الطبيعية على مدى قرون من الاستعمار بينما أجبر الصراع على النزاعات على الأراضي الناس على ترك الأرض التي اعتمدوا عليها للحصول على الغذاء والمال. في الوقت الحالي يعيش أكثر من نصف البلاد في الفقر المدقع. في حين أن العمل غير المتسق والوظائف منخفضة الأجر يمكن أن تؤدي إلى فقر الأسرة، فإن عدم وجود عمل على الإطلاق يعني أن الأسرة لا يمكنها العيش بدون مساعدة.
الصراع بين الدول
يعتبر النزاع من
أسباب الفقر
بعدة طرق. يمكن للعنف على نطاق واسع وطويل الأمد الذي نراه في أماكن مثل سوريا أن يوقف المجتمع، ويدمر البنية التحتية ، ويدفع الناس إلى الفرار ، مما يجبر العائلات على بيع أو ترك جميع أصولهم. في سوريا، يعيش الآن حوالي 70٪ من مجموع السكان تحت خط الفقر وهذا في بلد كان الفقر المدقع فيه نادرًا جدًا.
غالبًا ما تتحمل النساء وطأة النزاع: خلال فترات العنف، تصبح الأسر التي تعيلها نساء شائعة جدًا. ولأن النساء غالباً ما يواجهن صعوبة في الحصول على عمل جيد الأجر وعادة ما يتم استبعادهن من عملية صنع القرار في المجتمع، فإن أسرهن بشكل خاص معرضة للخطر، ولكن حتى نوبات العنف الصغيرة يمكن أن يكون لها تأثيرات هائلة على المجتمعات التي تكافح بالفعل. على سبيل المثال، إذا كان المزارعون قلقين بشأن سرقة محاصيلهم، فلن يستثمرون في الزراعة.
عدم المساواة
يوجد العديد من الأنواع المختلفة من عدم المساواة في العالم، حيث يوجد عدم مساواة في الناحية الاقتصادية وعدم المساواة الاجتماعية مثل الجنس، والأنظمة الطبقية، أو الانتماءات القبلية. ولكن بغض النظر عن عدم المساواة، فهذا يعني عمومًا الشيء نفسه: عدم المساواة أو عدم الوصول إلى الموارد اللازمة لإخراج الأسرة من الفقر.
أحيانًا تكون أوجه عدم المساواة واضحة، ولكن في مواقف أخرى، قد تكون خفية على سبيل المثال قد لا تسمع أصوات بعض الأشخاص أو المجموعات في المجتمع، مما يعني أنهم لا يكون لهم رأي في القرارات المهمة وبالتالي لا يتم تنفيذ رغباتهم مثل باقي الأشخاص الذين يكون لديهم الأدوات التي تساعدهم في الوصول إلى أهدافهم على عكس السير الفقيرة التي يصل بها الحال في النهاية إلى العيش في الفقر المدقع.
ضعف التعليم
ليس كل شخص بدون تعليم يعيش في فقر مدقع، ولكن معظم الذين يعيشون في الفقر المدقع ليس لديهم تعليم ويرجع السبب في ذلك هناك الكثير من الحواجز التي تمنع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة ومنها:
- هو عدم قدرة العديد من العائلات تحمّل تكاليف إرسال أطفالها إلى المدرسة وتحتاجهم للعمل.
- لا يزال المزيد لا يرون أي فائدة في تعليم الفتيات.
- غالبًا ما يُشار إلى التعليم على أنه عامل التعادل العظيم، وذلك لأن التعليم يمكن أن يفتح الباب أمام الوظائف والموارد والمهارات الأخرى التي تحتاجها الأسرة ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، بل من أجل الازدهار.
محدودية قدرة الحكومة
تتسبب محدودية قدرة الحكومة في عدم توفير الكثير من البرامج الاجتماعية التي تعمل على مساعدة شعوبها في الارتقاء بالمستوى الاجتماعي الخاص بهم، وبالتالي فإن هذه المحدودية تعتبر سبب من أسباب الفقر المدقع وذلك لأنها تكون غير قادرة على توفير البنية التحتية اللازمة للمواطنين حتى تمكنهم من العيش في مستوى اجتماعي أفضل.
كيفية معالجة الفقر
لا شك أن معالجة أسباب الفقر تأتي أولاً باللجوء إلى الله حيث يجب علينا جميعاً أن نتمسك ب
دعاء الرزق
وتوجد الكثير من الأدعية التي تساعد في جلب الرزق ومنها:
- اللهم يا رازق السائلين يا راحم المساكين ويا ذا القوة المتين ويا خير الناصرين يا ولي المؤمنين يا غياث المستغيثين إياك نعبد وإياك نستعين.
- اللهم ارزقني رزقاً واسعاً حلالاً طيباً من غير كد واستجب دعائي من غير رد وأعوذ بك من الفضيحتين: الفقر والدين
- اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان رزقي في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فيسره وإن كان كثيرا فبارك فيه يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد وآل محمد واكفني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك يا إله العالمين.
ويجب علينا ألا نتوكل على الدعاء فقط وعلينا أن نتذكر
كيف عالج الإسلام الفقر
حيث حث الإسلام على السعي إلى العمل، كما أمر بأن يعطي الأغنياء والفقراء ويساعدوهم وذلك من خلال الزكاة والصدقة.
ويجب على المسؤولين أن يقوموا بحل هذه المشكلة وذلك من خلال رفع الحد الأدنى للأجور والاستثمار في رعاية الأطفال والتعليم المبكر بأسعار معقولة وعالية الجودة، والبحث عن الأسر الفقيرة والعمل على توفير فرص عمل لهم وتوفير حياة كريمة لهم ورفع المستوى الاجتماعي لهم.
لذا يعتبر الفقر المدقع من أكثر الأشياء التي يعاني منها كثير من الأمم ويجب على المسؤولين أن يقوموا بحل هذه المشكلات في أسرع وقت.