بحث عن القمر
القمر هو أحد الكواكب الموجودة في الفضاء والذي لا يجهله أحد، إذ يراه الجميع ساطع في السماء كل ليلة باختلاف أشكاله وهو ما يعرف بمصطلح
اطوار القمر
، وقد استطاع الإنسان السفر إليه والوقوف عليه في سنة 1969 ميلاديًا، وقد أطلق عليه العلماء ذلك الاسم حيث لم يكن يُعرف قمر غيره في هذا الوقت، ثم اكتشفوا 4 أقمار أخرى تدور حول كوكب المشترى والذي اكتشفها هو العالم جاليليو جاليلي سنة 1610 ميلاديًا، ويعتبر القمر الجسم الأقرب لكوكب الأرض، والمعروف عنه أنه جسم معتم لا يصدر منه الضوء ولكنه ينبعث من انعكاس أشعة الشمس عليه فيظهر لنا ساطعًا كالكرة التي تضئ في الليل. [1]
تعريف القمر وفوائده
يعرف القمر بأنه جسم معتم يدور في مدار حول كوكب الأرض، وهو القمر الوحيد للأرض، وقد صُنف على أنه من أكبر الأقمار في المجموعة الشمسية وبالتحديد الخامس بينهم. [2]
فوائد القمر للإنسان
تم إجراء العديد من الدراسات فيما مضى والتي تشير إلى أن هناك ترابط ما بين دورة القمر ومرحلة ضوءه والدورة الشهرية لدى النساء، كما أن حدوث الحمل وفترة الإباضة يتزامن أثناء طور البدر بما ترتفع معه احتمالات إنجاب الذكور، أما الحالة التي يسبق فيها حدوث الحمل طور البدر يكون فيها احتمال إنجاب الإناث مرتفعًا، في حين أن هناك معارضة بين الدراسات القديمة وما أُجري من دراسات حديثة والتي أكدت انعدام وجود أي ارتباط ما بين دورة الحيض والإنجاب والقمر أي ناحية من النواحي. [3]
وهناك دراسات أخرى أكدت على أنه يوجد علاقة بين نسبة هرمون الميلاتونين وأطوار القمر،حيث أنه المسئول عن ظبط أوقات النوم والاستيقاظ، إذ أنه في الأيام السابقة والتالية لطور البدر يحتاج الإنسان خمس دقائق أكثر حتى يستطيع النوم، إضافة إلى نقص مدة النوم حوالي عشرين دقيقة ويصبح فيها النوم أقل عمقًا لانخفاض نسبة الميلاتونين [3]، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أفضل أيام للحجامة هي
الايام القمرية
” بحيث يكون الدم في هذه الأيام بحالة فيضان وبعدها يعود لمرحلة الهدوء والسكون مرة ثانية.
فوائد القمر للنبات
زعمت مجموعة من المزارعين أن هناك أثر إيجابي لضو القمرء على المحاصيل الزراعية عند الاعتماد عليه أثناء الزراعة، كما أن ضوءه يساهم في تلقيح بعض النباتات عارية البذور كنبات العلندي عن طريق إنتاج سائل يتلألئ مع سقوط ضوء القمر عليه فيقوم بجذب الحشرات لحدوث التلقيح.
فوائد القمر للحيوانات
- يساعد ضوء القمر و طول اليوم الطيور في مزامنتها للهجرة، بحيث يصلون إلى المكان الخاص بالتكاثر في نفس الوقت مع طور البدر.
- تقوم الخنافس بالاعتماد على ضوء القمر للتنقل والتوجه .
- يسمح ضوء القمر أثناء طور البدر لأسماك السلمون بالهجرة بعمق أقل وسرعة أكبر، إذ يقوم بإرشادها إلى الطريق.
- يعزز ضوء القمر الغدد التناسلية عند العديد من الأسماك الإستوائية على إنتاج الهرمونات، وبالتالي تعزيز نمو الجاميتات.
نشأة القمر
اعتقد العلماء أن نشأة القمر قد تكون بسبب التصادم الذي عٌرف بـ(الاصطدام الهائل)، وهو الذي حدث نتيجة تصادم كوكبنا الأرض بجسم كبير يقترب حجمه مع كوكب المريخ وذلك منذ 4.6 مليار عام، وكان هذا بعد زمن قليل من وجود الشمس ونظامها حيث أدى إلى انطلاق سحابة على هيئة صخور متبخرة والتي تتكون من أجزاء من الأرض وأخرى من الجسم الكبير الذي اصطدم بها، ثم دارت بمدار حول الأرض وبعد أن بردت تلك السحابة تكثفت مكونة حلقة تحتوي على أجسام صلبة صغيرة الحجم، وبعد هذا تكونت تلك الأجسام مكونة القمر. [4]
معلومات عن سطح القمر
إن الغالبية العظمى من مساحة سطح القمر يغطيها مجموعات ركامية من الغبار الناعم، الفحم الرمادي، وبعض الحطام الصخري الذي يعرف بـ( lunar regolith)، ويتجزأ سطح القمر إلى قسمين مختلفين أحدهما يمثل مناطق معتمة وهي منخفضة ومليئة بحمم بركانية عُرفت بلقب ماريا (Maria) وجدت منذ 3.5 مليار سنة بالتقريب، والآخر يمثل مناطق مضيئة مرتفعة تكونت من قشرة القمر الأساسية وهي أكبر عمرًا من المناطق المنخفضة، وذلك لأن المنخفضة تحتوي على نسبة أقل من الفوهات والحفر بعد أن كانت المنطقتان متساويتين في نفس العدد، ولكن الصخور المنصهرة قامت بالتصلب مغطية العديد منها. [5]
مكونات القمر
يتألف سطح القمر من مكونات منها بعض الصخور، براكين خامدة، حمم بركانية، وأيضًا فوهات وحفر، وفي الآتي تركيبات سطح القمر:
تركيب سطح القمر الكيميائي
يتشكل سطح القمر من مجموعة عناصر أساسية والتي توجد بنسب مختلفة، تلك العناصر هي الأكسجين، الحديد، الألمنيوم، الكالسيوم، المغنيسيوم، وأيضًا السيليكون ويوجد نسب قليلة من الكروم، المنغنيز، والتيتانيوم وأخيرًا نسب أقل من الثوريوم، الهيدروجين، البوتاسيوم، واليورانيوم ومجموعة من العناصر الأخرى. [6]
تركيب سطح القمر الجيولوجي
التركيب الجيولوجي عبارة عن صخور كونت سطح الأرض وهي: [7]
-
صخور الآنورثوسايت (Anorthosite):
هي من الصخور النارية التي نتجت بفعل برودة الحمم البركانية بصورة أقل سرعة عند مقارنتها بصخور البازلت، ويعد من الصخور القديمة المكونة للقمر، و التي تمثل مناطق المرتفعات في القمر. -
صخور البازلت (Basalts):
تشكلت من برودة الصخور المنصهرة بشكل سريع والتي تدفقت من الحمم البركانية، وتغطي مساحة من جانب القمر المقارب للأرض بنسبة ستة وعشرين بالمائة تقريبًا، وأيضًا اثنان بالمائة على الجانب البعيد عن الأرض، وعادة يوجد هذا النوع من الصخور في المناطق المنخفضة وبالأخص في الأحواض الصدمية ذات الحجم الكبير، وبسبب تكونها من المعادن الداكنة حصلت على اللون الرمادي، وهذه الصخور تتميز بحبيباتها الناعمة ومساماتها الكبيرة لتبلورها بمكان قريب من وجود الحمم البركانية المنصهرة، وتلك الصخور هي التي تكون منطقة الماريا الموجودة على القمر. -
البريشة أو المدملكات (Breccia):
نتجت تلك الصخور من التحطم والصهر ومزج العناصر المكونة لسطح القمر من خلال تصادم النيازك به، وهذا التصادم أدى إلى تكون فوهات ذات أحجام مختلفة غطت السطح. -
التربة (soil):
تشكلت التربة نتيجة تفتيت صخور البازلت، الآنورثوسايت والبريشة ومجموعة من الحصى بالإضافة إلى حبيبات صغيرة الحجم بحيث يكون بين 0.1-0.6 ملم، وأيضًا من أجسام زجاجية صغيرة، وتتكون التربة بفعل تصادم النيازك مع القمر مما أدى إلى تحطم الصخور لتكوينها.
تأثير القمر على المد والجزر
أن القمر يؤثر بشكل رئيسي على ظاهرة
المد والجزر
، حيث يتم بدء تلك الظاهرة مع تأثير جاذبية الشمس والقمر في البحار والمحيطات، ولعل تأثير القمر يكون أكبر لقربه من الكرة الأرضية، ويجب الإشارة إلى أنه أثناء دورة الكرة الأرضية حول نفسها فإن الجزء المقارب للقمر يحدث به ظاهرة المد وبهذا تحدث في اليوم مرتين بمعدل مرة كل 12 ساعة، وتصل حدة تلك الظاهرة عند اكتمال القمر بدرًا إذ تعلو المياه إلى أقصى درجة وهذا يتم لوجود القمر والشمس بنفس الاتجاه فتصبح جاذبية القمر في أشد قوتها، وقد أُطلق على المد والجزر لقب الطاقة القمرية لوجود ذلك الارتباط بينهما، وهي تعد من أشكال الطاقة المتجددة التي لا يمكن الاستغناء عنها لدورها الهام في تخليص البحار والمحيطات من الشوائب، كما تستخدم في تحديد مواقيت السفن وبالأخص تلك التي تدخل في موانئ المناطق ذات المياه الضحلة.