بحث عن الامانة

قد يتعرض الفرد في نواحي حياته لكثير من الأمور التي تتأثر به أمانته وتتعرض فيها للخطر وقد يشكك البعض فيها،  ولكن عليك مواجهة ذلك بكل قوة وحزم والوقوف بجانب الصدق ، وإن كان عليك بعض الأخطاء فلا مانع بأن تعترف بها وعند قيام أحد الأقارب بممارسة أي خطأ فقم بمواجهته وتصحيحه للصواب ، وهي صفة تؤدي بصاحبها للشجاعة للوقوف بجانب الشئ الصحيح وحب الأخرين لك [1]  .

مقدمة بحث عن الأمانة

هناك الكثير من

احاديث عن الامانة

حيث لها مكانة عظيمة للغاية في مختلف الأديان وفي مقدمتهم الدين الإسلامي العظيم فيقول الحق تبارك وتعالى ” (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا)” . سورة النساء الآية 58 .

الأخلاق لها مكانة عظيمة في الإسلام والأمانة تدخل في مكارم الأخلاق والإسلام حث على الأخلاق والتي من ضمنها الأمانة سواء في العلاقات الفردية وكذلك الجماعية ، وجعل للأمانة من أفضل المكارم الخلقية التي قد يتحلى به الفرد ويقول تعالى( والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون) سورة المؤمنون الآية 8 .

والأمانة لا تتعلق في معظم الأحيان بأن تؤدي الحقوق لأصحابها، بل تمتد لكافة العبادات الأخرى ، من حيث محافظة الفرد المسلم على صلاته والإطمئنان فيه لأن ذلك يعد من قبل الأمانة وفي العبادات أن تنطق بالشهادة ويؤمن بها قلبك .

حديث عن الامانة

وفي الأمانة جاء في السنة الفعلية عن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخذ الرسول مفتاح الكعبة المشرفة من عثمان بن طلحة ثم رده إليه وهذا يدل على أهمية الوفاء بالأمانة ، وعن الحسن عن سمرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال( أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) وروي عن الإمام أحمد وغيره من أهل السنة بأن الحديث عام في جميع الأمانات .

وفي الحديث عن الأمانة قال المفسرون بأن الأمانة تتعلق أيضا من حقوق الله على عباده من الصلاة والصيام والزكاة ، وغيرها من النذور والكفارات التي يجب على الفرد أن يؤديها ، وكذلك حقوق العباد بعضهم لبعض وأن من لن يؤدي الأمانة في الدنيا سوف يرغمه الله أن يؤديها في الأخرة ، فيقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم( لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء) [2] .

قصة عن الامانة

هذه قصة من

قصص عن الامانة

المتنوعة يقال كان في قديم الزمان يوجد رجل فقير لا يملك من حطام الدنيا شئ، ولا حتى قوت يومه واسمه صالح ، ومتزوج من زوجة عفيفة اسمها عزيزة ورزق من الأبناء ولدان وكان هما من يزينا حياة والدهما ، وظل صالح الحال معه غير ميسر رغم أنه كان جادا ومثابرة ، وكان هذا الرجل غير متواكل بل كان يعمل ويكافح حين تتوفر أمامه فرصة للعمل .

وعرف هذا الرجل بين أهل قريته بأنه على خلق وأمانة وفي أحد الأيام اشتكت له زوجته بأنه لا يوجد في البيت مأكل له وللأبناء ، وعندما علم بذلك خرج في المدينة ماشيا أملا أن يجد الله له مخرج من الضيق الذي يعاني منه ويقوم بإطعام أبنائه ، وكان رد فعله لزوجته عندما علم بالأمر في بيته قبل ذلك أخبرها بأنه يذهب ليصلي ركعتان وبعدها سيخرج للبحث عن العمل .

وخرج الرجل للمسجد في وقت صلاة الظهر وبعدها دعى ربه بالزق الحلال الطيب ، ثم غادر المسجد للبحث عن عمل وعند سيره في السوق ، وجد كيسا مملوء بالمال، فمكسة الرجل وعاد لبيته وأخبر زوجته بما وجد وأمره بأن تأتي حالا وتنظر للكيس ، وأخبر الرجل زوجته بقصته وأخبرها بأنه يريد أن يأخذ بعض المال من الكيس ليشتري به طعام لأبنائه ولكن زوجته قالت لا والله لن يدخل بيتنا درهما حراما .

وأخبرته بأن المال له صاحب وأنهم طوال حياتهم الزوجية لن يدخل بيتهم أي مال حرام ، وذكرته بعهدهم القديم بألا يدخل بيتهم المال الحرام وعليه الذهاب حالا للبحث عن صاحب الكيس ويحتسب الأجر من الله ، وبالفعل سمع الرجل لنصيحة زوجته وذهب حيث وجد الكيس ، ووجد رجلا ينادي يا قوم، من وجد كيسا به ويردد ندائه بالسوق ورد صالح بأنه وجده ولكنه يحتاج لدليل بأنه ملك للرجل الذي ينادي به .

وعلى الفور رد عليه التاجر بأن الدليل هو أن الكيس المفقود به ألف درهم ، وعلى الفور أحصى صالح المال وتأكد من صدق الرجل وقام برد الكيس لصاحبه وعندما رأى التاجر هذا الأمر منه أبتسم وقال له التاجر بأن الكيس لك لأمانمتك ، بل وزاد على ذلك بخمسة أضعاف فتعجب صالح من أمر التاجر وقال له ما البينة على صدق ما تقول .

فأخبره التاجر بقصة الكيس بأن هناك رجلا ثريا من الشام قد أعطى التاجر 10 ألاف درهم وأمره بأن يضع ألف منها في كيس ويلقيه في الطريق ، وأمره بأن يبحث عنها بعد ذلك، وإذا ردها له أحد أثناء البحث فأعطيه باقي المال نظير أمانته ، وها هو المال لك يارجل نظير أمانتك ومباركا عليك ، وشكر صالح الرجل وعاد لبيته مسرورا فرحا برزق الله له ، وأفتخر بزوجته أكثر عما كان وأخبرها عما حدث وأشترى للأبناء جميع ما يخطر على البال من المأكل واحتفظ بباقي المال [3] .

مكانة الأمانة في الإسلام

المسلم عندما يكون صادقا فهو أمانة الله تعالى له وقد وردت الآيات الكريمة في القرآن الكريم التي تحثه على ذلك والأحاديث النبوية الشريفة ، والصدق مصلح عام تدخل فيه الأمانة وهي أن يقول الفرد الحق حتى لو على نفسه ، وألا يخدع الآخرين وأن يفي بوعوده النصي والروحي ، وسواء كان الوعد شفويا أو مكتوبا وأن يوجه النصح للأخرين الذين يطلبونها منه .

والصدق والأمانة يلتقي في كثير من الأقوال والأفعال عند الوفاء بها من حيث القيام بالواجبات على النحو السليم ولا داعي لوجود رقيب عليك في ذلك ، وأن تعطي الحقوق لأصحابها ويدخل أيضا فيهما بأن يوضع كل فرد في المكان الطبيعي له ولا يمكن مجاملة ومحاباة فرد على أخر إلا بالجدارة والمكانة العملية .

والأمانة تظهر في الصدق عند تخلص في عملك وتفي بجميع وعودك للآخرين وهي عكس صفات الخداع والنفاق والكذب ، وجميع تلك الصفات قد تجعل الفرد غير امين وهناك من الأفعال من تظهر به الأمانة وقد يراه الأخرين ومنها من لا يظهر سوى للفرد نفسه .

وللأمانة نتائج طيبة مثل الصدق فسوف يرضى عنك الله ويبارك لك في كل شئ في حياتك وسوف يحبك الأخرين ، مما يرفع من المكانة الإجتماعية لك والأمانة أيضا تدور مع الصدق ، بحيث عندما تسود فسوف يختفي عدد كبير من الغش والسرقة في المجتمع ويسود الحب والتآلف[2] .

خاتمة بحث عن الامانة

في

خاتمة بحث

عن الامانة يمكن القول أن الشخص غير الأمين سيكون عنده قابلية كبيرة للرشوة والكذب وغيرها من أنواع الفساد الأخرى من حيث عدم الوفاء بالوعود للأخرين ، وسوء التصرف المستمر وقد يسئ لعدد كبير من الأفراد الأخرين والجماعات بأسرها والأمانة تؤثر في صحة الفرد النفسية ، وجميع أفراد المجتمع الذين يتعاملون مع بعضهم البعض ، ويدخل ذلك في الصدق الداخلي الذي قد لا يراه الأخرين .

وهو الأمانة الداخلية عندما يخلوا الفرد بنفسه وقد لا يراه أحد غير الله ويراقب جميع أفعاله ، وعلى المسلم أن يكون أمينا وصادقا في جميع الأحوال الداخلية والخارجية ، وسيؤدي ذلك بأن يثق الجميع في أقواله وأفعاله ،مما يجعل الحب والثقة هي السائدة بين الأفراد.