حضارات ما قبل التاريخ
تعتبر حضارات ما قبل التاريخ لبعض الناس مثل الأساطير والروايات الغير حقيقية ؛ فقد اعتاد البعض على تخيل الحضارات المنقرضة في
عصور ما قبل التاريخ
، على أنها عبارة عن التماثيل الغارقة ، والآثار الجوفية ، تلك الأنواع من القطع الأثرية للمجتمعات السابقة تعتبر جيدة ، إذا كنت من المهتمين فقط بالمقاييس الزمنية لبضعة آلاف من السنين ، ولكن عندما تقوم بإرجاع عقارب الساعة إلى عشرات الملايين من السنين ، سوف تصبح الأمور معقد أكثر ، وعندما يتعلق الأمر بالدليل المباشر على الحضارات الصناعية ؛ فنجد أشياء مثل المدن والمصانع والطرق ؛ فالسجل الجيولوجي لا يعود إلى ما كان يسمى بالفترة الرباعية قبل 2 مليون سنة .[1]
حضارات ما قبل التاريخ في مصر
تُعد مصر القديمة هي الحضارة الأبرز في عالم البحر المتوسط ، وذلك وفقاً لما جاء في
أهم كتب التاريخ
، حيث وجود الأهرامات العظيمة للمملكة القديمة ، وأيضاً الفتوحات العسكرية للمملكة الحديثة ؛ فدائماً كانت تثير جلالة مصر إعجاب علماء الآثار والمؤرخين ، وخلق مجالاً حيوياً للدراسة خاص بعلم المصريات ؛ فتعتبر المصادر الرئيسية للمعلومات عن مصر القديمة هي العديد من الآثار ، والأشياء ، والتحف التي تم انتشالها من العديد من المواقع الأثرية ، والتي كانت مدونة بالكتابة الهيروغليفية التي تم فك شفرتها بعد ذلك .
فترة ما قبل الأسرات (5000:3100 قبل الميلاد)
قد وجد عدد قليل من السجلات أو القطع الأثرية المكتوبة في فترة ما قبل الأسرات ، والتي احتوت عن ما لا يقل عن 2000 عام من التطور التدريجي للحضارة المصرية ، وأثناء حكم الملك أخناتون قد لعبت زوجته الملكة نفرتيتي دور مهم للغاية في السياسة ، والدين في عبادة التوحيد لإله الشمس آتون ، ونجد أن الصور ، والمنحوتات تظهر جمال الملكة نفرتيتي المميز ، ودورها كإلهة حية للخصوبة .
وقامت مجتمعات العصر الحجري الحديث في شمال شرق إفريقيا بتبادل الصيد ، وذلك من أجل الزراعة ، وقد قامت بتحقيق تقدم كبير قد عمل على تمهيد الطريق للتطور الذي جاء بعد ذلك في الفنون ، والحرف اليدوية المصرية ، والتكنولوجيا ، والسياسية ، وغيرها من الآثار العديدة للتقدم والتطور ، ونجد أنه تم إنشاء مملكتين منفصلتين بالقرب من الهلال الخصيب ، فيما يقرب من حوالي 3400 سنة قبل الميلاد ، والتي تعتبر منطقة موطن لبعض من أقدم الحضارات في العالم ، وهي الأرض الحمراء في الشمال ، ومقرها في دلتا نهر النيل ، والتي تمتد على طول النيل إلى أطفيح ، ومن ناحية الجنوب الأرض البيضاء من أطفيح ، إلى جبل السلسلة ، وكان الملك مينا سوف يقوم بإخضاع الشمال ، وتوحيد البلاد ، ليصبح أول ملوك الأسرة الأولى .[2]
العصر القديم ( الأسرات المبكرة) (3100:2686 قبل الميلاد)
قام الملك مينا بتأسيس عاصمة مصر القديمة في وايت وولز ، التي عرفت لاحقاً باسم ممفيس في الشمال ، بالقرب من قمة دلتا نهر النيل ، وبعد ذلك نمت العاصمة لتصبح مدينة عظيمة سيطرت على المجتمع المصري ، خلال فترة المملكة القديمة ، شهدت الفترة القديمة تطور كبير والذي أدى بدوره إلى تأسيس المجتمع المصري ، بما في ذلك أيديولوجية الملكية البالغة الأهمية، بالنسبة للمصريين القدماء كان الملك كائناً شبيهاً بالآلهة ، ويرتبط ارتباط وثيق بالإله القوى حورس ، وترجع أقدم الكتابة الهيروغليفية المعروفة أيضاً إلى هذه الفترة .
كان معظم المصريين القدماء في العصر القديم مزارعين يعيشون في قرى صغيرة ، وكانت الزراعة كالقمح والشعير متوفرين بشكل كبير ، ويشكلان القاعدة الاقتصادية للدولة المصرية ؛ فقد وفر الفيضان السنوي لنهر النيل العظيم الري ، والتسميد الضرورين كل عام ، وقام المزارعون بزرع القمح بعد انحسار الفيضانات ، وحصده قبل موسم ارتفاع درجات الحرارة ، وعودة الجفاف .[2]
المملكة القديمة: عصر بناة الهرم (2686:2181 قبل الميلاد)
قد بدأت الدولة القديمة مع سلالة الفراعنة الثالثة، حوالي 2630 سنة قبل الميلاد ؛ فقد طلب ملك الأسرة الثالثة زوسر من إمنحوتب أن يصمم له نصباً جنائزياً ، وكان مهندس معماري ، وكاهن ومعالج ، وكان ذلك أول مبنى حجري رئيسي في العالم ، وهو الهرم المدرج بسقارة ، بالقرب من ممفيس ، وقد وصل بناء الأهرامات المصرية في الجيزة إلى قمتها ، وعظمتها ببناء الهرم الأكبر بالجيزة ، والذي بني من أجل الملك خوفو ، وقد أطلق عليه المؤرخون الكلاسيكون الهرم ، فيما بعد كواحد من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم ، وقد قدر المؤرخ اليوناني القديم هيرودت أن بناءه ، قد استغرق 100 ألف رجل في 20 عاماً ، وتم بناء هرمين آخرين في الجيزة لخلفاء خوفو هما خفرع ، ومنقرع .[2]
الكتابة المصرية القديمة
تعود أقدم النقوش إلى حوالي 5200 عام وكانت مكتوبة بالخط الهيروغليفي ؛ فكانت اللغة المصرية القديمة لغة شفهية حية ، وقد مثلت معظم الحروف الهيروغليفية أصوات الحروف الساكنة ، وبعض الحروف المتحركة المعبر عنها بشكل مؤكد ، وقد طور المصريين أيضاً شكلاً مختصراً من الكتابة بخط اليد الطويلة ، والذي قد سمي بالهيراطيقي ، وذلك خلال الألفية الأولى بعد الميلاد ، وقد تم استبدال ذلك الخط فيما بعد بنوع جديد من الكتابة القصيرة تسمي الديموطيقية .
ومن الجدير بالذكر إن اللغة المصرية قد تغيرت على مدى آلاف السنين ، حيث قام العلماء في كثير من الأحيان بتقسيم الكتابات المتبقية إلى فئات فرعية مثل المصري القديم ، والمصريون الوسطى والمصريون المتأخرون ، وأصبحت اللغة اليونانية مستخدمة على أوسع نطاق بعد غزو الإسكندر الأكبر لمصر ، وقام علماء الآثار بحفر نصف مليون قطعة من البرديات في مدينة أوكسيرينخوس المصرية القديمة في جنوب مصر ، والذي يعود تاريخها إلى القرون الأولى بعد الميلاد ، وقد وجد العلماء غالبية النصوص مكتوبة باللغة اليونايية .
وكانت القبطية هي لغة مصرية تستخدم الأبجدية اليونانية ، وكانت مستخدمة على نطاق واسع ، وذلك بعد انتشار الديانة المسيحية في جميع أنحاء مصر ، بجانب ازدياد شعبية اللغة اليونانية ، وقد انخفض استخدام أسلوب الكتابة الهيروغليفية ، وبعد ذلك اختفت تماماً خلال القرن الخامس بعد 641 بعد الميلاد ، انتشرت اللغة العربية في مصر ، وبالطبع تم استخدامها على أوسع نطاق في البلاد اليوم .[3]