مهارات التعامل مع الشخصيات الصعبة
من أهم المهارات التي يكتسبها الإنسان خلال حياته، مهارته في التعامل مع الآخرين، ومعرفته بوضع كل شخص حولهن والتعرف على ما يجب التعامل به معهم، حتى لا يخسر علاقته بهم، ولا يسمح لأحد بالتعدي عليه كلامياً او من خلال فرض الآراء عليه، ولا سيما أن صعوبة الأشخاص لا تكمن في الغلاظة فقط ولا في الصعوبة اللفظية والكلامية، فهناك أشخاص صعبة الطباع متشبثة الفكر، متحيزة لذاتها[1].
التعامل مع الشخصيات الصعبة
يجب أن يكون لدى الشخصيات مهارة في التعامل مع من حولهم، خاصة إن كانوا يحبوهم ويحاولوا المحافظة على علاقاتهم بهم، وللتعامل مع الشخصيات الصعبة، يجب معرفة أنواعها، وكيفية التعامل مع كل منها، فكل شخص يجب التعامل معه بما يتناسب[2]، ولكن يبقى الأدب والالتزام بالخلق الرفيع هو المفتاح الأول في التعامل مع أي شخصية، حيث تجبر من أمامك على احترامك، والاحترام هو الأساس في العلاقات الإنسانية، كما أن الدعاء لله يفتح للشخص مجال في قلوب من حولهن ومن بين تلك الأدعية المجربة في التعامل مع الآخرين
دعاء تيسير الامور
، وهو دعاء ممتاز لفتح السكك المغلقة والقلوب الفظة للعباد.
مهارات التعامل مع الشخصية الفظة
تعتبر
اصعب انواع الشخصيات
، ويجب الحرص أثناء التعامل معها، حيث إن الله تعالى نصح الرسول الكريم بأن لا يكون فظ غليظ القلب، ونهانا عن الغلظة والفظاظة في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” صدق الله العظيم، ومن ابرز صفات الشخصية الفظة[3]:
- كثيراً ما يقاطع الآخرين، لمجرد الخلافات البسيطة.
- مغرور، ولا يرى إن من حق الأخرين انتقاده ولا التعبير عن رأيهم.
- يرى إنه فقط الشخص الطيب الخير، ومن حوله لا يمكن أحد منهم أن يكون مثله أبداً.
- فظ في التعامل، وذو صوت مرتفع.
- يثير الخوف في قلوب من حوله، خاصة من هم اضعف منه.
- متمسك بوجهة نظره لأبعد مدى.
- يقاطع من حوله في كل ما يقولوه، ويعبر عن وجهة نظرهن ويتبناها فقط.
التعامل معه يكون من خلال
:
- يجب الالتزام بآداب الحديث، وعدم السماح بالتطاول لا له ولا من خلالك.
- السماع له وإبداء الشعور بأهمية الحديث، والشغف بما يقول، قد يساعد ذلك بكسر حدة الحديث.
- إبداء الرأي بكل حزم، وعدم التهاون في التعبير عن رأيك.
- تبادل الآراء والدخول في المناقشة، مع أشعاره بالود واحترام أرائه، حتى لا يثار غضبه.
- الاستماع له بشكل مؤدب وعدم مقاطعته، حيث سيترك الحديث ويذهب عنك، فشخصيته الجافة والخشنة تسمح له بذلك.
مهارات التعامل مع الشخصية المتطلبة
تعتبر الشخصية المتطلبة من أكثر الشخصيات المرهقة في التعامل، حيث تكون دائماً لها أهداف من علاقتها بالأشخاص، والحياة الإنسانية السوية تحتاج أشخاص هدفها الأول العلاقة نفسها وليس ما تخلفه من أرباح او تحقيق أحلام وأهداف، والشخصية المتطلبة يمكن معرفتها من خلال عدة نقاط وهم:
- شخصية كثيرة الإلحاح على الآخرين، يمكنه تكرار الطلب أكثر من مرة لكي يحصل عليه، فهي يضع الهدف أمام عينه، وهو تنفيذ طبه ورغبة، ويظل يلح عليه حتى تنفيذه، ولا سيما أن تلك الشخصية صعبة في كونها قادرة على إحراج من حولها، ولا مانع عندها في ذلك لتحقيق أهدافها حتى وهي تعلم أنها تحمل عبء على من حولها.
- المتطلبات الكثيرة، هذه الشخصيات حتى وإن لبيت لها مطلب، ستطمح فيما بعد ذلك، وتطلب بشكل أكبر وأكثر، وهذا أمر مرير للغاية، كون الأشخاص ليس دوماً قادرون على تنفيذ كافة طلبات من حولهم.
- رغم ذلك فتكون تلك الشخصيات واثقة جداً فيمن حولهم، وليس لديهم أي شكوك حولهم، كما يكونوا دوماً متجنبين للغضب والانزعاج.
أما عن التعامل مع تلك الشخصية، يكون من خلال حلين، وذلك لأن الشخص يجب أن يكون لديه مرونة، وثقافة في التعامل مع من حولهن ولا يعامل الجميع بنفس الطريقة، فيجب عليه أن يعامل كل شخص بما يتناسب مع طبائعه، ومعاملة الشخصية المتطلبة تحتاج كثيراً من التأجيل للطلبات، وما يسمى بالمراوغة، والطريقة الثانية، هي التهرب التام من طلبات الشخص المتطلب، ويمكن أيضاً التصريح بأن هناك ضيق بسبب المتطلبات المتكررة، ويمكن اللجوء لهذه الطريقة في حالة أن كنت تريد في البقاء في العلاقة ولا تقطعها.
التعامل مع الشخصية الناقدة
تعرف الشخصيات الناقدة بأنها من الشخصيات المرهقة في التعامل، والتي تحتاج على أشخاص ليس لديهم حساسية عالية ولا يرهقوا بالكلام الموجه لهم بالسلب، كما تكون في بعض الأحيان شخصية مسببة ألم نفسي وإحباط، ويمكن تحديد الشخصية الناقدة من خلال مجموعة من التصرفات تتمثل في:
- تعرف الشخصية الناقدة بكونها تبحث دوماً عن أخطاء الآخرين، فهي متفرغة للنظر إلى أفعال الناس، والتعقيب عليها.
- من أسوأ ما تظهر فيه الشخصية الناقدة، هو عدم احترامها للأشخاص ممن حولها، فهم ينظروا للناس بنظرة التعالي، وكأنهم هم فقط من يعرفون كل شيء.
- يتبنى الشخص الناقد دوماً أسلوب المهاجمة في الحديث، حيث يقوم بالهجوم على الأشخاص بأسلوبه النقدي الفظ، والذي يجعل الناس ينفرون من جلساته، ويبتعدوا عنه تماماً.
- يعرف الشخص الناقد، بأنه المحقق، حيث يوجه دوماً الأسئلة إلى من حوله، وكأنه محقق، يريد معرفة ملابسات الأمور، ويعرف كل شيء تفصيلاً.
واضح من تصرفات الشخص المتعقب أو الناقد، بأنه صعب في تعامله، ويجعل من حوله دوماً نافرون منه، ولا يريد أحد الجلوس معه، فالأشخاص دوماً إلى الأشخاص الفظين الناقدين، فالنفس تميل إلى من يحترمها، ومن أهم طرق التعامل مع الشخصية الناقدة:
- يجب وقفه عند حده فيما لا يخالف تعاليم الأدب، حيث يجب أن يشعر بأنه واجب عليه احترام الآخرين، وعدم التعدي على حرياتهم.
- يجب توضيح أن هناك بعض الأمور الشخصية التي لا يجب الحديث عنها، وردع الشخص عند محاولته توجيه أي سؤال شخصي.
- الإصغاء له، عكس ما يحاول البعض، ولكنها الطريقة السليمة ليشعر بالحرج جراء نفسه.
- عدم تمكينه من السيطرة على الحوار، فلا يجب أبداً تتويجه كالمحاور الأساسي للحاضرين، حتى لا ينتهزها فرصة لإخراج وتجريح كل من حوله.
- يجب التزام الهدوء أثناء الحوار، حيث يجب أن لا تغضي، وهي احد مهارات التواصل والمحاورة، رغم أن الشخص المنتقد يستدعى الغضب، ويشعر الناس بعدم أهميتها، مما يثير المشاعر الإنسانية لدى الأشخاص بالغضب والحزن، حيث إن الإنسان يميل لمن يكن له الاحترام والتقدير.
- كما وضحنا أن الإصغاء الجيد أحد طرق التواصل والتعامل مع تلك الشخصية، ولكن على أن لا يمنح الشخص الناقد فرصة طويلة للحديث، وتغير الموضوع حين يحتد في النقاش.
الشخص الذي يعرف كل شيء
ستجد دوماً مجموعة من الأشخاص يدعو المعرفة، ويشعروا أنفسهم بأنهم على علم بكل شيء، وهم من يعرفوا الخلطة السرية لكل الأمور، في البداية يخدع الكثير من الناس فيهم، ولكن سرعان ما يفضحهم جهلهم، لأن العارف لا يعرفن ولا يتحدث عن نفسه، العلم والجهل يبرزان صاحبهم، ولا يمكن ادعائهم ولا اخفائهم، فمع أول حديث ستعرفه ومن أهم ما يميزه:
- يتحدث الشخص المدعي المعرفة عن نفسه كثيراً، ويأتي بذكريات من الماضي لنفسه، ويشعر من حوله إنه كان يملك العالم يوماً ما.
- لا يصمت في أي موضع من الكلام، فهو مدعي المعرفة في كافة الأمور، ويدعي الالمام بمجرياتها جميعاً.
- يبدي رأيه في أي شيء، حتى وإن ظهر إنه لا علم له به، إلا أنه لا يستطيع ان يصمت.
- متمسك بآرائه، لأبعد مدى كونه لا يريد أن يظهر لا يعرف شيء، ولا يبدو جاهل أمام الحضور، فيتشبث بها لأبعد مدى.
- من أكبر عيوب ذلك الشخص إنه يسخر كثيراً من الآخرين، ومن المواقف والمعلومات.
- يعرف الشخص المدعي للمعرفة، بالغطرسة والكبر، وهما أكبر ما يفضحه، فالشخص العارف والعالم بالأمور، متواضع، فالعلم يرفع صاحبه خلقاً ومقام.
- والغريب في تلك الشخصيات، إنها متشككة، لا تثق بمن حولهم ولا بآرائهم، كونهم يقولوا آرائهم على أسس غير سليمة ولا علمية، فيظنون إن الجميع مثلهم، لذا فلا يثقوا في رأي أحد، ولا يقتنعوا بشورة أحد.
أما عن كيفية التعامل معهم كونهم شخصيات قد تؤدي بالأشخاص للهلاك، فمثلاً أن أفتى أحدهم في أمر علمي او طبي او هندسي أو عملي فسمعه أحد الأشخاص ونفذ رأيه، فقد يؤدي بحياتهن وكثيراً ما تنصح السيدات بعضها ببعض الأمور التجميلية، دون علم، فتتفاقم المشكلات، خاصة مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي والتي لا تعرف فيها من تحاورهم لذا يجب الانتباه جراء التعامل مع الشخصيات وعدم أخذ أي معلومة إلا من مصدر متخصص، ويفضل اكثر من مصدر، والتعامل معهم يكون كالآتي:
- يجب الالتزام بالهدوء وتوخي الحذر في التعامل مع تلك الشخصيات.
- يفضل مدح الشخص المدعي للمعرفة، حتى يهدأ ويشعر بأنه نفذ ما لديه في رغبة، في فرض شخصيته وتلميعها.
- يفضل عدم الدخول معه في عداوات، ولا مناقشات كلامية.
- يفضل تجنب الحديث في أمور أنت على علم بها جيداً، حتى لا يستفزك ويجعلك تثار تجاه جهله.
- يجب عليك التمسك بآرائك ما دمت مقتنع بها.
- يفضل مقاطعته في الكثير من الأحيان، التي تشعر فيها إن الكلام ليس على ما يرام.
- يمكن إظهار التقبل لبعض آرائه في بعض الأحيان، تجنباً لغضبه، الذي يستدعي مدح نفسه.
التعامل مع الشخصيات باردة المشاعر
من أنواع الشخصيات الصعبة التي يقابلها الشخص في حياته، الشخص البارد، وهو شخص يستدعي التعصب والغضب، ويشعر من حوله بأنه عديم الشعور وعديم الرغبة في أي شيء، ويحتاج هؤلاء الشخصيات معاملة خاصة، ويحتاج إلى أناس يخرجوا منه المشاعر الناعمة، التي تكمن في كل إنسان إلا أنه صعب الحصول عليها من ذلك الشخص، والذي تتمحور صفاته في[4]:
- شخص غير ودود في تعامله مع من حوله، فهو دوماً جاف في تعامله، وحديثه.
- لا يرد على الأسئلة التي تطرح عليه، فهو يميل إلى الصمت طويلاً.
- لا يتحدث إلا بقدر وعند الاضطرار لذلك.
- لا يعترض على الآراء والأفكار المطروحة.
- يبدو بارد في مشاعره، ولا يبالي من أي شعور حوله، حتى مشاعر الحزن احساناً يستطيع اخفائها.
التعامل معه يكون من خلال:
- الصمت تماماً، حتى يجب عن ما وجه له من أسئلة.
- إشعاره بأن رأيه ذو أهمية.
- إبداء الحب لشخصيته، والاهتمام بما يقترح.