البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه


خطوات البحث العلمي

يمكن الوصول إليها والتعرف عليها من خلال فهم المقصود من البحث العلمي بشكل عام والتعرف على أساليبه، أما البحث فيعرف بكونه ما يتم القيام به من عمليات استقصائية منهجية يتم من خلالها جمع البيانات ومن ثم تحليل تلك البيانات من أجل الوقوف على تفسيرها وتوثيقها وفقاً لما هو مناسب من منهجيات بكل مجال من المجالات المهنية والتخصصات الأكاديمية.

مفهوم البحث العلمي

يتم إجراء البحث بهدف تقييم وتفسير الفرضيات من حيث صحتها أو رفضها ثم يتم جمع المعرفة والمعلومات المكتشفة ومن ثم توثيقها من خلال التأكيد عليها بالرجوع إلى ما سبق دراسته وبحثه من قراءات أدبية وكافة المصادر التي تساهم بكتابة الأبحاث بجميع أن أنواعها ومنها العلمية.

ويمكن تعريف البحث العلمي بكونه الدراسة التي لابد من التخطيط لكي يتم القيام بها بأسلوب منهجي وذلك قبل أن يتم القيام بها، من خلال تحديد القضية أو الموضوع المرغوب في دراسته ومن ثم التخطيط إليه مع الحرص على تحديد المنهجية العلمية التي لابد من اتباعها في ذلك الصدد. [1]

كما يعرف البحث العلمي بكونه ما يتم اتباعه من إجراءات لتعميق الفهم عن طريق التفكير النقدي حيث يساعد على إيضاح التفسيرات واستكشاف كل أمر منطقي من خلال التجربة وعن طريق ما يتم إنشائه من صياغة للأساليب والفرضيات الحديثة التي تساعد بالوصول إلى تجديد النهج وابتكار أشياء حديثة، حيث تعد وظيفة البحث رئيسية بفرض التساؤل الجديدة وتحقيق التقدم بجميع المجالات وأيضاً اكتشاف الابتكارات والمعارف التي تخدم الشعوب بالمستقبل. [2]

تعريف العلماء للبحث

يعرف البحث العلمي في الإنجليزية بـ (Scientific Research) وهو منهج لوصف الوقائع من خلال بعض المعايير التي تساعد على النمو المعرفي، والجدير بالذكر أن اتجاهات الباحثين فيما يتعلق بتعريف البحث العلمي قد اختلفت وفقاً لقناعاتهم العلمية وميولهم ومن بين تلك التعريفات والآراء نذكر التالي:

  • وضع الباحث (فريدريك كيرلنجر (Fredrick Kerlinger) تعريف له على النحو التالي: “تقصٍّ تجريبيّ ناقد، ومُنظَّم، ومضبوط لافتراضاتٍ تُحدِّد طبيعة العلاقات بين مُتغيِّرات ظاهرةٍ مُعيَّنة”.
  • بينما (محمد عناية) فقد عرفه بأنه: “التقصِّي المُنظَّم باتّباع أساليب ومناهج علميّة مُحدَّدة للحقائق العلميّة؛ بقصد التأكُّد من صحّتها، وتعديلها، أو إضافة معلوماتٍ جديدة لها”.
  • (عبد الباسط خضر) هو: “عمليّة فكريّة مُنظَّمة، يقوم بها شخصٌ يسمّى (الباحث)؛ من أجل تقصِّي الحقائق في مسألة، أو مشكلة مُعيَّنة تُسمّى (موضوع البحث)، باتّباع طريقة علميّة مُنظَّمة تُسمّى (منهج البحث)؛ بغية الوصول إلى حلولٍ ملائمة للعلاج، أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المُماثِلة تُسمَّى (نتائج البحث)”. [3]

وعلى الرغم من الاختلافات بين تلك التعريفات المتعددة إلا أنها تشترك جميعها في بعض النقاط منها الآتي:

  • لا تعتمد الأبحاث العلمية على اتباع الأساليب غير العلمية كالخبرة إذ أنها تتبع أسلوب ومنهج منظم بالبحث.
  • للبحث العلمي مقدرة على التأقلم ضمن البيئات التي يتم دراستها وبالتالي يصبح من الممكن السيطرة عليها إذ أنه يسعى نحو توسعة معرفة الإنسان بمسألة البحث وزيادتها.
  • يهتم البحث العلمي بوضع كافة المعلومات التي يتم التوصل إليها تحت الاختبار من أجل التحقق من صحتها، وتثبيتها تجريبياً وعقب ذلك يتم الإعلان عنها ونشرها.
  • يتم الاعتماد على الأبحاث العلمية في كافة المجالات سواء كانت مجالات اجتماعية، اقتصادية، تربية، معرفية أو مهنية على حد سواء إذ أنه يتضمن جميع ما يوجد بالحياة من مشكلات مختلفة.

وعلى ذلك ومن خلال جميع ما سبق يمكن الوصول إلى تعريف مختصر للبحث العلمي يشمل كافة التعريفات السابقة فهو العملية التي يتم التخطيط إليها تعتمد على العديد من الخطوات وفي الوقت ذات تتسم بالموضوعية بهدف البحث حول ظاهرة ما والتعرف على المبادئ والحقائق اللازمة من أجل التوصل إلى الحلول ذات الصلة بالمشكلات وجميع المجالات.

أساليب البحث العلمي

يوجد العديد من مناهج وأساليب البحث العلمي التي يقوم الباحثون بالاعتماد عليها خلال أبحاثهم تلك الأساليب هي:


  • النظري الأساسي:

    يهدف إلى الوصول لنظريات جديدة من أجل تطوير الأبحاث القائمة سابقاً.

  • الأسلوب التطبيقي:

    يسعى للاهتمام بالمشكلة على أرض الواقع لكي يتم تحديد العلاقة بين الظاهرة المحددة والمشكلة.

  • الأسلوب الإجرائي:

    يتم اعتماده نتيجة استجابة الباحثون لحدث ما يواجهونه.

  • الأسلوب التطويري:

    يهدف للخروج بنتيجة فعالة لكي يتم استخدامها والتطوير منها بحدث معين.

  • الأسلوب التاريخي:

    ينصب على اهتمام الباحث بما وقع في الماضي من أحداث والتركيز وفهم وتحليل تلك الأحداث بالاعتماد على أسس دقيقة منهجية وعلمية.

  • الأسلوب الوصفي:

    يتم الاعتماد عليه بالبحوث الخاصة بالعلوم التربوية، الاجتماعية والسلوكية حيث يتم تقسيم البحث الوصفي إلى نوعين من الدراسات وهي الدراسات سببية المقارنة، والدراسات المسحية.

خطوات البحث العلمي

لكي يتم القيام بإجراء بحث علمي بطريقة صحيحة يأتي بالنتائج والأهداف المرجو تحقيقها منه لابد من اتباع بعض الخطوات الهامة والأساسية المتمثلة في الترتيب التالي:

  • تحديد المشكلة أو الهدف: وهو السبيل الذي توصل من خلاله العلماء إلى جميع الحقائق منها كيف سقطت التفاحة، وكيف يطير الطائر، وكيف يضيء المصباح؟ حيث وضعت كافة تلك المشكلات تحت الدراسة إلى أن تم الوصول لحلول جذرية لتلك الأهداف.
  • جمع الحقائق والأهداف بطريقة دقيقة والقيام بمقارنتها مع ما سبقها من دراسات.
  • الاعتماد على المخيلة الواسعة كسلاح، والحرص على التمتع بسرعة البديهة ودقة الملاحظة.
  • تحديد مدة البحث الزمنية مع تحليل المشكلة أو الهدف.
  • وضع أولى الفرضيات المتعلقة بحل المشكلة ومن ثم تحديد الأسباب المؤدية إلى تغيير النتائج أو العمل على تحقيقها.
  • تطوير القوانين والنظريات المتبعة في سبيل الوصول إلى الأهداف.
  • تطبيق البيانات والفرضيات على أرض الواقع.
  • جمع البيانات والنتائج ومن ثم تحليلها وتنقيتها.
  • مقارنة الدراسات والنتائج السابق الوصول إليها والتأكد من سيرها بالطريق الصحيح، ومن ثم الوصول إلى الحل النهائي. [4]

أدوات البحث العلمي

يقصد بأدوات البحث العلمي تلك الوسائل التي تخدم الدراسة والبحث قيد الإعداد بما ييسر على الباحث عمليات تصور، تحليل ونشر نتائج الدراسة أو البحث وفيما يلي تطرح أهم أدوات البحث العلمي التي يتم الاعتماد عليها:


  • الملاحظة:

    هي أحد أقدم أدوات البحث المتعلقة بجمع المعلومات ومراقبة السلوكيات والظواهر قيد البحث وجميع المتغيرات المرتبطة بالسلوك والظواهر ومتابعة اتجاهاتها وسيرها.

  • الاستبيان:

    هو أداة جمع المعلومات الخاصة بالموضوع من خلال استمارة محددة تتضمن العديد من الأسئلة المرتبة بأسلوب ما ويوجد منه ثلاث أنواع أولها الاستبيان المقيد الذي تكون أسئلته ذات نمط الاختيار من المتعدد بحيث يتم كتابة أسفل كل سؤال العديد من الإجابات ليكون على المستجيب اختيار أحد تلك الاختيارات أو بعضاً منها، بينما الاستبيان المفتوح فهو أحد أنواع الاستبيانات التي تترك للمستجيب الحرية المطلقة للجواب حول الأسئلة بالطريقة الخاصة به، أما النوع الثالث فهو الاستبيان المقيد المفتوح وبه يقوم الباحث بتحديد عدد من الأجوبة يختار المستجيب الجواب الملائم ومن ثم يقوم بإضافة شيء من رأيه.

  • المقابلة

    : تعتمد على جمع المعلومات من خلال الحوار الذي يدور بين كلاً من الباحث والمستجيب إذ يقوم الباحث بخلق مناخ ودي بينه وبين المستجيب وهناك العديد من أنواع المقابلات منها المقابلات المغلقة، المقابلات المفتوحة، والمقابلة شبه المفتوحة.