بحث عن الاسماء الخمسة
الاسماء الخمسة
باللغة العربية هي (أب، أخ، حم، فو، ذو) كما وقد حدث خلاف لدى العلماء حول الاسم السادس وهو (هن) نتيجة عدم استخدامه بشكل كبير حيث أن الأكثر شهرة في الاستخدام هو ما يتم إعرابه بالحركات الظاهرة على النون وفي ذلك قد قال الإمام ابن مالك بالألفية الخاصة به (
أب أخ حم كذاك وهنُ والنقص في هذا الأخير أحسنُ
).
تعريف الأسماء الخمسة
تميزت اللغة العربية عن غيرها من اللغات الأخرى بوجود التشكيل بها وهو ما يقصد به الحركات الت يتم وضعها على الأحرف للتعرف على النطق الصحيح الخاص به وضبطه، حيث تعرب بعض الأسماء بحركات افتراضية يمكن أن تتمثل في علامات الإعراب وهي (الرفع، الضمة، النصب، الفتحة، أو الجر بالكسرة).
وهناك في اللغة العربية أسماء يتم إعرابها بحركات مختلفة عن الحركات الأساسية منها الأسماء الخمسة وهو ما يقوم بإطلاقه علماء اللغة العربية على الكلمات الخمس الآتية (أب، أخ، حم، فو، ذو)، كما قد أضيف عليهم الاسم هن ليعد هو سادسهم ولكن لندرة استخدامه، بالإضافة إلى أنه لم يدرج بقائمة الأسماء الخمسة، والسبب في ذلك يرجع إلى أنه في بعض الأحيان يتم إعراب الاسم بالحركات الظاهرة على حرف النون، وما يميز الأسماء الخمسة عن باقي الأسماء في اللغة ما يخصها من حالات إعراب مختلفة عن غيرها من الأسماء الأخرى. [1]
تعتبر الأسماء الخمسة هي ثالث الأمور باللغة التي يتم إعرابها بالعلامات الفرعية أي الحروف حيث تعني (حم) والد الزوجة أو الزوج، بينما (فو) فتعني الفم، (ذو) تعني تأتي يمعنى صاحب كما لها معنى آخر يذهب إلى اسم الذي وهو أحد الأسماء الموصولة، وهناك بعض الشروط التي لابد من توافرها لكي يتم إعراب الأسماء الخمسة بالحروف وهي:
الشروط العامة:
هي الشروط التي يتم تطبيقها على جميع الأسماء الخمسة وهي:
- أن يكون الاسم مفرد، حيث إنه إن ورد على صيغة غير المفرد يتم حينها إعرابه بالحركات.
- ألا يكون الاسم مصغراً.
- أن يكون الاسم مضافاً لغير ياء المتكلم.
- ألا يكون الاسم معرفاً بأل التعريف.
الشروط الخاصة:
يقصد بها الشروط التي يتم تطبيقها على اسمين من الأسماء الخمسة (فو، ذو)، حيث يشترط في الاسم ذو أن يأتي بالجملة بمعنى صاحب كما جاء في قول الله تعالى (وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، بينما كلمة فو فيشترط لكي تعد من بين الأسماء الخمسة أن يتم حذف الميم منها مثل سمعت الحديث من فيك، أو شاهدت فيك، فإن لم يتم حذف الميم تعرب حينها بالحركات. [2]
إعراب الأسماء الخمسة
يتم إعراب الأسماء الخمسة بالحروف بدلاً من الحركات في الحالة التي يتوافر بها شروط إعرابها بتلك الحروف، حيث تتحدد علامات إعراب الأسماء الخمسة وفقاً لموقعها الإعرابي، إذ يختلف الرفع في علامته عن النصب وكذلك الجر وهو ما سوف يتم إيضاحه تفصيلاً فيما يلي: [3]
-
إذا كان موقعها الإعرابي هو الجر فإنها تجر حينها بالياء:
مثل أن تكون اسماً مجروراً كالآتي (مررت بأبيك) جائت هنا كلمة أبيك يسبقها حرف الباء لذلك يتم إعرابها على أنها اسماً مجروراً وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة. -
إذا كان موقعها الإعرابي التصب فهي تنصب بالألف:
مثل أن تكون مفعولاً به (أطِع أباك)، وهنا يتم إعراب كلمة أباك بأنها مفعولاً به منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة. -
إذا كان موقعها الإعرابي الرفع فهي مرفوعة بالواو:
مثل أن تأتي كفاعل (إذا ناداك أخوك فأجبه)، كلمة أخوك هنا من بين الأسماء الخمسة لكونها مطابقة للشروط حيث يتم إعراب أخوك بأنها فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة.
بينما إعراب الضمائر المتصلة بالأسماء الخمسة مثل (هـ، نا، ك) فإنها تأتي بمحل جر مضاف إليه مثل جاء أبوك حيث تعرب كلمة أبوك هنا (فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة)، كما أنه مضاف أما الـ(ك) فإنها ضمير مبني بمحل جر مضاف إليه.
أمثلة على الأسماء الخمسة من القرآن الكريم
لم تذكر جميع الأسماء الخمسة في آيات القرآن الكريم بل قد جاء أربعة منها فقط وهم (أب، أخ، فو، ذو)، والشواهد القرآنية كثيرة على استخدامها وهو ما يوف يتم ذكره بالفقرة التالية مع مراعاة ترتيبها وفقاً للموقع الإعرابي:
-
الموقع الإعرابي الرفع:
مثل ما جاء في قوله تعالى (وَلَمّا فَصَلَتِ العيرُ قالَ أَبوهُم إِنّي لَأَجِدُ ريحَ يوسُفَ لَولا أَن تُفَنِّدونِ) حيث طابقت كلمة (أبوهم) هنا الشروط في إعراب الأسماء الخمسة بالحروف إذ أنها تعرب في تلك الحالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنها من الأسماء الخمسة، كما جاء في قول الله تعالى (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ)، وقوله جل وعلا (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ)، بينما كلمة ذو في الآية الكريمة (وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) فقد جائت خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة، بينما كلمة أبوك في الآية الكريمة (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)، حيث تعرف أبوك باسم كان مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة. -
الموقع الإعرابي النصب:
مثل ما جاء في قول الله تعالى (وَجاءوا أَباهُم عِشاءً يَبكونَ)، إذ أتت كلمة (أباهم) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة، وفي قول الله سبحانه (قالوا يا أَبانا ما نَبغي هـذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّت إِلَينا وَنَميرُ أَهلَنا وَنَحفَظُ أَخانا وَنَزدادُ كَيلَ بَعيرٍ ذلِكَ كَيلٌ يَسير) تلك الآية قد تضمنت اسمين من الأسماء الخمسة هما (أبانا)، و(أخانا) حيث إن أبانا تعرب منادى منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة، بينما كلمة (أخانا) فهي مغعول به، وفي قوله تعالى (وَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ) جاءت كلمة (ذا) مفعول به كذلك، وأيضاً الآية الكريمة (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ)، وقوله سبحانه (قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ) إذ جائت كلمة أبا هنا خبر منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة. -
الموقع الإعرابي الجر:
جاءت الأسماء الخمسة مرفوعة في العديد من الآيات القرآنية منها قوله سبحانه (فَلَمّا رَجَعوا إِلى أَبيهِم)، حيث وردت كلمة أبيهم يسبقها حرف جر لذلك فهي اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة، كما في قوله سبحانه (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ)، كما في كلمة ذي التي أتت اسم مجرور في قول الله سبحانه (وَلِذِي القُربى وَاليَتامى)، أما كلمة أبي في الآية الكريمة (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) فهي مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة.