مقدمة وخاتمة عن التسامح

يشير مصطلح ” التسامح ” باللغة اللاتينية إلى التحمل أو المعاناة ، وبشكل عام يعتبر التسامح هو القبول المشروط ، أو عدم التدخل في المعتقدات ، أو الإجراءات ، أو الممارسات التي يعتبرها المرء خاطئة ، وال

تعبير عن التسامح

يظهر في الكثير من الصور فعلى سبيل المثال يظهر التسامح عندما يتحمل الآباء سلوكًا معينًا لأطفالهم ، أو عندما يتحمل صديق نقاط ضعف الآخر ، أو عندما يتحمل رئيس دولة المعارضين له ، [1] لذا فالتسامح هو مفهوم هام للغاية يمكن أن يساعد الأشخاص على العيش معا في سلام وراحة نفسية ، ومعنى أن تكون متسامحًا أن تقبل آراء ، وتفضيلات الأشخاص الآخرين ، حتى وأن كانوا يعيشون بطريقة لا تتوافق من مبادئ الشخص نفسه . [3]

مقدمة عن التسامح

عندما يقوم الشخص بأخذ لحظة للتفكير في نمط حياته كسلوكياته ، وأفعاله ، وأفكاره ، وبيئته ، ونمط حياة اشخاص اخرين من المحتمل أن يجد بعض جوانب حياة الآخرين التي تزعجه بدون شك ، والكثير منا محاط بآخرين يبدو أنهم ” غير أكفاء ” و ” مزعجين ” ، وهنا يمكن أن يساعد مفهوم التسامح على تغيير مواقف كثيرة تجاه هؤلاء الأشخاص الآخرين ، وهذا يقود إلى حياة أكثر إنتاجية وسعادة ، والتسامح هو عبارة عن موقف عادل وموضوعي تجاه أولئك الذين يختلف نمط حياتهم عن أسلوب حياتنا ، ويمكن أن ينتج عن هذا التسامح مستويات لا بأي بها من السعادة والرضا . [2]

مفاهيم التسامح الأربعة

هناك العديد من المفاهيم المختلفة والمتطورة تاريخياً للتسامح ، وفي الواقع ان النزاعات حول معني التسامح هي التي نتج عنها هذا التضارب الموجود بين هذه المفاهيم ، ومن مفاهيم التسامح الأربعة :


  • مفهوم الإذن

في هذا المفهوم يكون التسامح هو عبارة عن علاقة بين سلطة ، أو أغلبية ، وأقلية معارضة وفيه يعني التسامح إذن أي أن السلطة تمنح الإذن المؤهل للأقلية للعيش وفقًا لمعتقداتهم بشرط أن تقبل الأقلية مركز السلطة المهيمن ، وتقبل السلطة اختلافاتهم طالما هي ضمن حدود معينة، ومفهوم الإذن هو مفهوم كلاسيكي نجده في العديد من الكتابات التاريخية ، وفي حالات سياسة التسامح ، ومن الأمثلة الدالة على هذا المفهوم مرسوم نانت في عام 1598 ، وفي هذا المفهوم يكون التسامح عبارة عن أن السلطة يكون لديها القدرة على التدخل في ممارسات الأقلية ، ولكن لكي تتسامح معها، وتقبل الأقلية موقفها الأدنى ، وشروط التسامح هي شروط هرمية في هذا المفهوم .


  • مفهوم التعايش

هذا المفهوم مشابه للمفهوم الأول حيث يتم فيه التسامح كأفضل وسيلة لإنهاء ، وتجنب أي صراعات أو تجنبه ، ويسعي هذا المفهوم وراء أهداف التسامح الخاصة ، وفي هذا المفهوم يكون هناك مجموعة من المجموعات متساوية في السلطة تقريبًا ، ويكون هذا من أجل السلام الاجتماعي بجانب سعيهم وراء تحقيق مصالحهم الخاصة ، والتسامح المتبادل يعتبر من أفضل البدائل الممكنة ، ومن امثلة التسامح المتبادل معاهدة أوغسبورغ للسلام لعام 1555 ، ويفضلون التعايش السلمي على الصراع ، ويوافقون على تسوية متبادلة .


  • مفهوم الاحترام (المساواة الرسمية)

في هذا المفهوم الذي تحترم فيه الأطراف المتسامحة بعضها البعض بمعنى متبادل أكثر ، والأشخاص يعترفون ببعضهم البعض على أنهم متساوون أخلاقيًا سياسيًا ، بقدر ما يتعلق بالمسائل الأساسية الحقوق والحريات ، ويجب الاسترشاد بالمعايير التي يمكن أن تقبلها جميع الأطراف على قدم المساواة ، وهذا المفهوم على تمييز صارم بين المجال السياسي والخاص ، ويقتصر فيه الاختلافات الأخلاقية (أي الثقافية أو الدينية) بين مواطني دولة قانونية على المجال الخاص ، بحيث لا تؤدي إلى نزاعات في المجال السياسي .


  • مفهوم الاحترام (المساواة النوعية)

في مفهوم الاحترام ” المساواة النوعية ” ، يحترم الأشخاص بعضهم البعض على أنهم متساوون سياسيًا بهوية ثقافية أخلاقية مميزة معينة يجب احترامها والتسامح معها باعتبارها شيئًا مهمًا بشكل خاص للشخص ، ويمكن أن يوفر هذا المفهوم أسباب وجيهة لبعض الاستثناءات أو التغييرات العامة في الهياكل القانونية والاجتماعية القائمة ، وهو مفهوم أكثر اكتمالا ، وأكثر تطلبا للاعتراف المتبادل بين المواطنين من مفهوم الاحترام . [1]

الحرية من خلال التسامح

التسامح لا يجعل التعايش السلمي ممكناً فقط ، ولكنه يعمل على الانفتاح من خلال طرق التفكير المختلفة التي يمكنها أن تساعد في التنمية الشخصية ، والمزيد من الأفكار المختلفة من جميع أنحاء العالم تساعد على فهم العالم بشكل أفضل ، وقد يكون تعليم الأطفال عن التسامح هو أفضل هدية يمكنك تقديمها لهم فلا يجب أن يكبر الطفل بمشاعر كراهية أو شك ، فهذه المشاعر السلبية قد تحول هؤلاء الأطفال إلى أشخاص غير سعداء ، ويكونون غير قادرين على النمو وعيش حياة سعيدة وسلمية . [3]

التسامح والدماغ البشري

يجب وضع التسامح في منظور أسهل لكي يتم فهمه من المنظور النفسي ، ومن الجيد أن نتعلم كيف نتفاعل داخل موضوع السلوك البشري ، وقد يكون متوسط ​​الدماغ البشري البالغ حوالي ثلاثة أرطال ويبلغ طوله حوالي 15 سم ويعتبر الدماغ هو قوة الجسم البشري ، ويمتلك العقل البشري القدرة على إنتاج مليارات من عمليات التفكير في الثانية ، ويتم جلب حوالي 2000 منها فقط إلى الوعي ، وهذا يعني أن البشر لديهم القدرة على التصرف بشكل مختلف في جميع مجالات حياتهم ، مما يؤدي إلى مشاعر مزعجة وغير مريحة في الآخرين .  [2]

ما هي أهمية التسامح

أن نكون متسامحين مع بعضنا البعض ، ونعتني ببعضنا البعض هو ما يجعلنا بشرًا، وعلى كل شخص من كل دين الالتزام بمعنى التسامح ، والتسامح هو اعتقاد رئيسي داخل الدين ، ولقد مارس الكثير من الناس في العديد من الأديان ، وعلى مر التاريخ ، لا يزالون يمارسون التعصب من أجل الحصول على السلطة الشخصية أو العلمانية . [4]

خاتمة عن التسامح

وفي النهاية يعتبر التسامح هو جانب مهم من أي مجتمع ، وفي معظم الحالات ، يكون عدم التسامح نتيجة للخوف والجهل ، وليس من السهل أن تكون شخصًا متسامحًا ، ولا بأس بالالتزام بقيمك الخاصة ، ولكن من المنطقي تقييم قيمك ، خاصة إذا كان لها تأثير على الآخرين ويجب أن يكون واضحًا ، وأن لكل شخص آرائه وقيمه الخاصة ، وأنه يجب احترامها وقبولها ، وإذا أردنا أن نعيش في مجتمع سلمي ، فلا يوجد بديل عن التسامح