مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها

من الأمور المهمة أن يكون هناك فهم واسع بما فيه الكفاية للقيود المفروضة على البشر ، والتي من خلالها تكون هناك بعض القيود على ما يسمى بالتنمية المستدامة ، والقيود تكون مفروضة من قِبل النظام البيئي نفسه ، وهناك العديد من ابعاد التنمية المستدامة التي تحدث عنها الاقتصاديون ، وقد تم جلب الكثير من المفاهيم الأساسية عند محاولة فهم

التنمية البشرية المستدامة

، ومن هذه المحاولات نتج العديد من الظروف الملموسة التي تساعد في الحفاظ على حياة الإنسان ، ورقيه ، وجعله يتكيف مع كل متطلبات الحياة حتى يستطيع أن يكون انساناً منتجاً ومفيداً لمجتمعه . [1]

مفهوم التنمية المستدامة

التنمية المستدامة هي تلك التنمية التي تقوم بتلبية جميع احتياجات الانسان دون أن تمس قدرة الأجيال القادمة على تلبية نفس تلك الاحتياجات ، ولكل من أهداف التنمية المستدامة أهدافًا محددة ، وهذه الأهداف تعتبر عالمية ، وتنطبق على جميع البلدان في جميع أنحاء العالم ، وليست مقتصرة على بلد واحد فقط ، وجميع الجهات في الدولة يعملون معًا للوصول إلى هذه الأهداف ، ولكل منهما دورًا في هذه الأهداف ، [2] ومفهوم التنمية المستدامة هو مفهوم ثوري في جوهره ، وهذا يجعل من الصعب تعريفه ، مما أنشأ العديد من التوترات في مفهوم التنمية المستدامة ، وهذا أدى إلى فشل تحقيق إطار عملي عالمي . [3]

معوقات التنمية المستدامة

تعتبر أكبر مشكلة تتعلق بمفهوم التنمية المستدامة هي الكم الهائل من التعريفات المتاحة ، وعلى الرغم من كل هذه التعريفات لم يتم بعد وضع تعريف واضح للتنمية المستدامة ، حيث لا تقدم التعريفات أي نوع من الإطار الزمني ، ويتم تفسير ” الأجيال ” بشكل غامض ، وهناك طرق مثيرة للاهتمام عند النظر إلى المشاكل التي تتعلق بالتنمية المستدامة ، وتواجه البلدان التي بذلت جهودًا واعية لكي تستوعب معنى التنمية المستدامة مشكلة في تنفيذ السياسات الموجهة نحو التنمية المستدامة ، وتوافق هذه الدول على إجراء تغييرات على سياساتها هذه . [3]

متطلبات التنمية المستدامة

لدى التنمية المستدامة القوية الكثير من المتطلبات ، وقد أظهرت العديد من الدراسات أنه لا يمكن استبدال الرأس مال الطبيعي برأس مال صناعي أو بشري ، ولا يمكن النظر إلى رأس المال الطبيعي على أنه مجرد مخزون من الموارد ، بل يجب النظر على رأس المال الطبيعي هذا على أنه حاسم ، وذلك لأنه يساهم بشكل فريد في رفاهية الإنسان ، [4] وفي الواقع أن أهم ما تتطلبه التنمية المستدامة بشكل أساسي هو الشفافية ،  وكذلك التعاون بين الدول ولكن بين الدول التي لديها رغبة في العمل معًا من أجل تحسين العالم . [3]


أبعاد التنمية المستدامة

تم إيضاح أنه ضمن تعريفات وتفسيرات التنمية المستدامة ، هناك ثلاثة أبعاد أساسية يمكنها أن تتداخل مع الاهتمام ، والعمل من قِبل المجتمعات ، والشركات ، والأفراد ، ومن هذه الأبعاد :

  • الاستدامة البيئية ، وفي هذا البُعد يتم حماية البيئة ، أو يكون هناك ما يسمى بالمسؤولية البيئية .
  • الاستدامة الاقتصادية ، وفي هذا البُعد تتم القدرة الاقتصادية ، أو التنمية الاقتصادية .
  • الاستدامة الاجتماعية ، وفي هذا البُعد يتم الاهتمام بالتضامن الاجتماعي ، أو العدالة الاجتماعية .

وقد تم اقتراح مناهج التنمية المستدامة بناءً على تفاعلات العوالم الرئيسية الثلاثة ، وهما على التوالي ، الظروف البيئية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، ويعتبروا هم الركائز الثلاثة الرئيسية للاستدامة ، ويجب تحقيق توازن بينهما . [4]

قياس التنمية المستدامة

يعتبر قياس تقدم التنمية المستدامة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الاتحاد الأوروبي ، وبالفعل قد تم تطوير مجموعة كبيرة من مؤشرات التنمية المستدامة ، وهذه المؤشرات قد توفر مقاييس معينة لكل من الاقتصاد ، ورفاهية الإنسان ، والأنشطة البشرية التي قد تؤثر على العالم الطبيعي ، وهذا يجعل التنمية المستدامة مفهوم متعدد الأبعاد ، وديناميكي في نفس الوقت ؛ وهذه المؤشرات المتعددة تقوم برصد التقدم على جميع المستويات ، وهذا بدوره يحتاج للكثير من المرونة حيث أن الظروف ، والأنشطة ، والأولويات للتنمية المستدامة تختلف من بلد إلى آخر ، وتم تطوير هذه المؤشرات ، وفقًا للمعايير التالية :

  • يعتبر المعيار الأول خاص بالوطنية في المقام الأول ، ويهتم بالنطاق ، وتستخدم البلدان أيضًا هذه المؤشرات على مستوى الولاية ، والمستوى الإقليمي .
  • يعتبر المعيار الثاني وثيق الصلة بالهدف الرئيسي ، ويساعد على تقييم التقدم المحرز نحو التنمية المستدامة .
  • يعتبر المعيار الثالث من المعايير المفهومة ، حيث أنه يجعل التنمية المستدامة واضحة ، وبسيطة ولا لبس فيها .
  • يعتبر المعيار الرابع قابل للتحقيق ، وعادة ما يكون في حدود قدرات الحكومات الوطنية .
  • يعتبر المعيار الخامس هو أساس مفاهيم التنمية المستدامة الجيدة .
  • يعتبر المعيار السادس محدودة العدد ، ويظل هذا المعيار مفتوح ، وقابل للتكيف مع التطورات المستقبلية .
  • يساعد المعيار السابع على القيام بتغطية واسعة لجدول أعمال القرن 21 ، وجميع جوانب التنمية المستدامة .
  • المعيار الثامن هو عبارة عن ممثل إجماع دولي ، ويقوم بهذا بقدر الإمكان كلما سنحت الفرصة .
  • يعتبر المعيار التاسع معتمدًا في الاساس على البيانات المتاحة ، والمتواجدة بسهولة ، والتي تعتمد على نسبة التكلفة،  والفائدة المعقولة ، والموثقة بشكل مناسب ، ويجب أن يكون ذات جودة معروفة ، ومحدثة ، ولكن على فترات منتظمة . [4]

قد يكون الهدف النهائي من التنمية المستدامة هو تحقيق التوازن بين الاستدامة البيئية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، وهذا ما جعل هذه الركائز هي التي تقوم عليها التنمية المستدامة ، وعلى الرغم من عدم اتخاذ موقف نهائي بشأن التنمية المستدامة ، يمكننا القول إن استدامة المجتمع تعتمد كليًا على توافر النظم الصحية المناسبة ، وتعتمد أيضًا على السلام ، واحترام حقوق الإنسان ، والمساواة بين الجنسين ، والتعليم الجيد .

ومن ناحية أخرى ، تعتمد استدامة الاقتصاد على كل من الإنتاج ، والتوزيع ، والاستهلاك ، واستدامة البيئة مدفوعة بدون شك بالتخطيط المادي المناسب ،  وباستخدام الأراضي ، وكذلك بالحفاظ على البيئة ، أو التنوع البيولوجي ، وعلى الرغم من أن هناك الكثير من المفاهيم ، والتفسيرات المتعلقة بالتنمية المستدامة ، نجد أن وجهات النظر المنتشرة حول مفهوم التنمية المستدامة هي عبارة عن الإنصاف بين الأجيال . [5]