الحروف الصينية المبسطة
تستخدم الأحرف الصينية المبسطة في الوقت الحالي بجمهورية الصين، ماكاو، هونغ كونغ، وتايوان وهي أحد أقدم اللغات المتعارف عليها من بين جميع لغات العالم والتي تعد جزء من اللغات الآسيوية المعروفة بالصينية التبتية، وقد تم وصف اللغة الصينية بكونها ليست مجرد لغة تقليدية عادية بل هي مجموعة من اللهجات التي يتم النطق بها في الكثير من المناطق حول العالم، كما يطلق على الصينية بلغة المندرين والتي تستخدم كذلك في دول أخرى مثل ماليزيا وسنغافورة.
الحروف الصينية المبسطة
اللغة الصينية المبسطة 汉语، أو بالصينية التقليدية: 漢語 汉语، والتي تنطق بالصينية (هانيو) أو بالمعنى الأدق تعرف بلغة الهان وهي عبارة عن بعض التفرعات اللغوية الغير متضمنة على وضوح متبادل فيما بين تلك التفرعات اللغوية والتي كونت فرعاً جديداً لغوياً خاصاً بذاته.
وقد بلغ عدد المتحدثون باللغة الصينية حول العالم حوالي مليار ومائتي مليون شخص حيث يمثلون حوالي ستة عشر بالمائة من إجمالي سكان العالم كلغة أولى لهم، وعادة ما يتم وصف التفرعات الصينية اللغوية بواسطة الأصليين الناطقيين بها بكونها لهجة من اللغة الصينية ولكن قد لاحظ علماء اللغة أنها تختلف عن العائلة اللغوية.
وقد تم وصف التنوع الذي تتضمنه اللغة الصينية بما تتضمنه اللغات الرومانسية من تنوع حيث يوجد ما يتراوح بين سبعة حتى ثلاثة عشر مجموعة أساسية محلية منها اللغة الماندرينية، كما أن اللغة الصينية التقليدية هي أحد الأنواع التقليدية من اللهجات الصينية التي يتحدث بها أهل بكين عاصمة الصين، والتي تم تصنيفها من بين اللغات الأربع الرسمية في سنغافورة، واللغات الرسمية الست بالولايات المتحدة الأمريكية.
ومنذ بداية القرن العشرون عمل اللغويون بالصين من تطوير مخططات تهدف إلى تبسيط أنظمة الكتابة للقضاء على الأمية والجهل لدى شعبهم وكانت الأحرف المبسطة هي الثمرة التي تمكنوا من جنيها نظير تلك الجهود، الجدير بالذكر أن الصينيون كانوا قد بدأوا في استخدام بعض النسخ المبسطة من
الحروف الصينية
المعقدة للعديد من القرون. [1]
نشأة الأحرف الصينية المبسطة
مثلها مثل جميع اللغات لكي تنشأ وتظهر للنور لابد أولا من تحديد حروفها الأبجدية الهجائية مثل ما تتضمنه اللغة العربية من أحرف هجائية تبدأ من الألف حتى الياء، لكل منها صوته عند النطق وطريقة كتابته وهي أول ما يتم تعليمه للطالب فور التحاقه بالمدرسة، وهو الحال ذاته بالنسبة للغة الصينية ولكنها تتضمن بعض الفروقات إذ لا يوجد ما يعرف بالأبجدية الصينية والمقصود منها الأحرف الهجائية.
تعد اللغة الصينية لغة صورية لا صوتية ولكن الكلمات والعبارات الصينية تتألف من رسوم ورموز تدعى characters وليس alphabets مثل اللغة الإنجليزية فهي ليست أحرف ولكنها رسومات لكل منها معناه والدلالة الخاصة به بما يعني أن كل رسمة من تلك الرسومات هو كلمة وعلى ذلك فإن اللغة الصينية لا يوجد منها كلمة مكونة من أحرف مثل غيرها من اللغات ولكن الكلمة لديهم تتكون من عدة رموز ما يعادل رمز أو اثنين.
يشير مصطلح (
jiǎntǐzì)
إلى تبسيط شخصية (جسم أو هيكل) فقد كانت الأحرف الصينية التقليدية قبل آلاف السنين موجودة جنباً إلى جنب وكانت معقدة إلى حد كبير وقد تحدث الرئيس الصيني (ماو تسي يونغ) عام (1952م) أن التبسيط للحروف الصينية لا يقصد منه التبسيط الهيكلي فقط ولكنه يمثل انخفاض في العدد الإجمالي للأحرف الموحدة الصينية.
حيث تم الحد من أعداد السكتات الدماغية والتبسيط إلى حد كبير من شكل الحرف الصيني مستندة في ذلك إلى شعبية مخطوطة رسومات بيانية وأشكال تجسد تلك الرسومات حيث تم تبسيط تلك الأحرف عن طريق تطبيق بعض القواعد مثل تخفيض الأحرف الموجودة مع نطقها بنفس النطق المتعارف عليه مما جعلها لازالت ملائمة ومتطابقة مع القواعد الإملائية التقليدية الصينية والمبسطة.
معلومات عن الأحرف الصينية المبسطة
قبل عام (1949م) وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الأحرف الصينية المبسطة التي يتم استعمالها في اليوم الحالي هي نتاج للأعمال التي كانت حكومة جمهورية الصين الشعبية تديرها بالخمسينات والستينات، حيث إن تبسيط الشخصيات قد جاء سابقاً لتشكيل لجان المقاومة الشعبية آنذاك.
وقد تألفت أولى الدفعات من الأحرف تلك عام (1935م) وقد كانت مكونة من (324 حرف) وقد كان سابقاً لذلك من أوائل القرن العشرين دعوات لإلغاء النص الصيني أو تبسيطه وهو ما قد اقترحه كاتب المقالات اللغوي (لوفي كوي) حيث قام باستخدام الشخصيات المبسطة بمجال التعليم.
بحلول عام (1919م) تم البحث من قبل أعضاء حركة الرابع من يوليو وقد كانت تلك المجموعة مؤلفة من المناهضين والمثقفين المنادين بالأمبريالية والذين قد نشأوا في ظل احتجاجات الطلاب ببكين، إذ تحدوا الثقافة التقليدية الصينية واعتقدوا أن النص الصيني يمثل عائق أمام طريق التقدم.
بقيت المحاولات في سبيل تبسيط النص الصيني من قبل حكومة (
Kuomingtang) منذ ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، وقد كانت الأحرف الـ(324) التي قدمها Qian Xuantong (錢玄同 [钱玄同 منذ عام (1935م) وظل استخدامها معلقاً حتى عام (1936م)، وقد بدأ العمل على تبسيط الأحرف الصينية المبسطة ثانية عام (1952م)، وفي محاولة من حكومة جمهورية الصين الشعبية للقضاء على الأمية قامت باعتماد الأحرف الصينية المبسطة رسمياً عام (1956م).
[2]
الأحرف الصينية المبسطة في ماليزيا وسنغافورة
منذ عام (1969م) قامت وزارة التعليم بسنغافورة بنشر قائمة تتضمن (498) حرفاً مبسطاً مستندة في ذلك إلى (502) شخصية تقليدية لكي يتم استخدامها بالمدارس، كما تم إضافة (2278) حرفاً مبسطاً بنهايات عام (1974م) وقد تضمنت تلك المجموعة حوالي (49) حرف مختلف عن الأحرف المستخدمة والمعتمدة بالصين.
تم إزالة تلك الأحرف المختلفة عن الأحرف الصينية المبسطة المستخدمة بالصين عام (1976م) إذ تم إجراء المزيد من المراجعات عام (1993م) لتعود الأحرف الصينية المبسطة المعتمدة والمستخدمة من قبل دولة سنغافورة هي ذاتها المستخدمة في الصين، وعلى الرغم من ذلك فإن الأحرف التقليدية مازالت محل استخدام من قبل بعض الصحف كما تكتب بها المخطوطات ولافتات المتاجر.
كما أن دولة ماليزيا قامت بتبني الشخصيات المبسطة منذ عام (1981م) وهي ذاتها المعتمدة والمستخدمة في الصين، ولكن على الرغم من ذلك وكما هو الحال في سنغافورة فإن الأحرف الصينية التقليدية مازالت محل استخدام بالصحف ولافتات المتاجر، كما حدث في الثلاثينيات من القرن العشرين أن تم إجراء محاولة لإدخال شخصيات مبسطة جديدة ولكنها لم تلقى النجاح واستمر الاستخدام للأحرف التقليدية المبسطة المتعارف عليها حتى اليوم. [2]