دور القصة في بناء شخصية الطفل
هناك الكثير من العوامل المباشرة وغير المباشرة التي تؤثر على الطفل وشخصيته والتي لا يعرف الآباء عنها الكثير، ومنها القصص التي تروى للأطفال عادةً قبل موعد النوم أو
مجلات اطفال
مسلية والتي تحمل تأثير كبير على شخصيتهم على أكثر من صعيد.
دور القصة في بناء شخصية الطفل
يتفاعل الأطفال بشكل كبير مع القصص التي يقصها عليهم أبويهم خلال مرحلة الطفولة، لذا فالقصص تعد من الوسائل التعليمية الهامة التي يمكن الاعتماد عليها لتعزيز العديد من الجوانب المختلفة في شخصية الطفل وليست مجرد وسيلة ترفيهية أو وسيلة إلهاء وحسب. لذا على كل من الأم والأب الاهتمام باختيار القصص المفيدة التي تحمل بين طياتها عبر وقيم إيجابية وعادات مفيدة تساعد الطفل على أن يصبح شخص أفضل في المستقبل، فالقصص تلعب دور هام في بناء وتكوين شخصية الطفل وتؤثر على جوانب مختلفة من شخصيته وطريقة تفكيره وهدفه في الحياة كما يلي:
تجعل الطفل مرن
الحياة ليست سهلة والطريق ليس ممهداً أمام الجميع فدائماً هناك عقبات وصعاب يمر بها الجميع دون استثناء حتى وإن اختلفت في نوعها ومدى صعوبتها، والطفل عاجلاً آم آجلاً سينضم لدورة الحياة وينال نصيبه من الصعاب وقد يجد حينها صعوبة في التأقلم على ما يمر به، إلا أن القصص والحكايات التي تحمل بين طياتها قيم وأخلاق مفيدة ستساعده بالتأكيد على الصمود والمقاومة، وسيتعلم منها معاني الحياة المختلفة وجوهرها التي ستمكنه من أن يسبق الجميع في المستقبل.
وسيلة لتعليم الطفل
القصص من الوسائل الرائعة لتعليم الطفل فستضيف له العديد من الكلمات والمصطلحات الجديدة فضلاً عن الأفكار المختلفة، وذلك بدايةً من القصص المصورة المخصصة لصغار السن وحتى القصص الأكثر تعقيداً المخصصة للأطفال الأكبر سناً.
فمن خلال القصص يمكن للطفل أن يتعلم الكثير من المفاهيم المختلفة الهامة التي تستخدم بكثرة في الحياة اليومية مثل تعرفه على مفهوم الحجم والشكل واللون والمساحة وقدرته على التمييز بين الاتجاهات المختلفة أعلى وأسفل ويمين ويسار، كما تمكنه على التعرف على أشكال الأرقام والحروف منذ سن مبكرة.
كذلك القصص قد تكون مفيدة في تعليم الطفل وإكسابه العديد من المهارات الشخصية مثل تنظيف الأسنان وتناول الطعام ورعاية الحيوان بالإضافة للترتيب والتنظيم وغيرها من المهارات. يتعلم الطفل كذلك من القصص أهمية التعاون مع الغير، والحفاظ على الوقت، والتعاطف مع الغير، بالإضافة لتعلمه وجود فروق بين جميع البشر ومساعدته على تقبلها.
تنمي خيال الطفل
تساهم القصص في تنمية الخيال لدى الطفل وذلك لأنها تضيف أفكار جديدة له ولعالمه الصغير لم يسبق له التعرف عليها، فسيتعرف على عوالم مختلفة عن عالمه وأشخاص جدد لم يسبق له أن خالط من يشبههم، بالتالي ستشجع الطفل على تبني الكثير من الأفكار وتمنحه مساحة أكثر اتساعاً من الخيال تساعده على أن يصبح مختلف ومبدع. فالخيال هبة يجب تنميتها في الأطفال كي يصبحوا في المستقبل أشخاص غير عاديين ربما مخترعين وفنانين، أو حتى أصحاب أفكار إبداعية ومختلفة وغير نمطية تساعدهم على تحقيق النجاح في مختلف المجالات.
تعزز ثقة الطفل بنفسه
من خلال القصص يمكن للطفل أن يتعلم القراءة في وقت مبكر ويسبق أقرانه الآخرين في المدرسة بالتالي سيصبح أكثر ثقة بنفسه وأكثر قدرة على التفاعل والمشاركة مع مختلفة الأنشطة المدرسة، فضلاً عن التجارب المختلفة التي تعرض لها الطفل واكتسابه المعرفة وتعلمه الكثير من القيم عن طريق القصص وجميعها أمور تعزز من ثقته بنفسه.
قراة القصص كذلك تمكن الطفل من التعرف على العديد من الأماكن المختلفة حول العالم، فيعرف الفارق بين حياته في المكان الذي يعيش فيه وبين حياة غيره من الأطفال في أماكن مختلفة في العالم بالتالي تزيد من ثقته واعتزازه بنفسه.
وسيلة لاسترخاء الطفل
قراءة القصص واحدة من الطرق التي يمكن الاعتماد عليها في جعل الطفل أكثر استرخاءً وهدوءاً خاصةً قبل وقت النوم، فتمنح الطفل فاصلاً زمنياً مؤقتاً لينسى ما مر بها خلال اليوم من ضغوطات فيصبح أكثر هدوءاً، كما تمنحه فرصة ليستمتع بالخيال فيصبح أكثر سعادة، بالإضافة لكونها تمنحه شعوراَ بالأمان وذلك بفضل قضاء وقت مع والديه خلال قراءة القصة.[1]
تعزز السلوكيات المفيدة
أجريت دراسة علمية على ما يزيد عن 300 طفل في المرحلة العمرية بين أربعة إلى ست سنوات أي قبل انضمامهم لصفوف الدراسة، لملاحظة تأثير القصص التي تدور حول تقديم المساعدة للآخرين على سلوك ونوايا المساعدة لدى الأطفال، ووجدت الدراسة أنها بالفعل تترك تأثيراً إيجابياً على الأطفال وتجعلهم أكثر سرعة في تلبية نداء المساعدة لأي شخص.
بالتالي القصص تلعب دور هام في تعزيز السلوكيات الإيجابية والمفيدة لدى الطفل، وتجعله أكثر قابلية للاعتماد عليها وأسرع في الاستجابة لها عن غيره.
تعد الطفل لمواجهة المجتمع
التعليم يشكل أحد المحاور الرئيسية التي تساهم في تأمين مستقبل الأطفال، لكن إن لم يتحلى الطفل بالقيم الحميدة والأخلاق الحسنة لن يقبله المجتمع حتى وإن تمكن من الوصول لأعلى المراتب في التعليم.
لذا لابد من إعداد الطفل وتوجيهه لضرورة وأهمية التحلي بالأخلاق الحميدة، حتى يكون فرد مقبول في المجتمع ومن جانب آخر حتى يتمكن من مواجهة التحديات المختلفة التي سيواجهها في المجتمع، فمن يتسم بأخلاق حسنة ويحظى بتعليم جيد يتمكن من الحفاظ على مكانته في المجتمع تحت أي ظرف.
تقوي العلاقة بين الطفل ووالديه
هناك العديد من القصص التي تسلط الضوء على جمال وقوة العلاقة بين الآباء والأبناء، فإن كانت القصص تحمل رسائل نبيلة للأطفال ليتعلموا منها دروس مفيدة فإنها تقدم بين طياتها العديد من النصائح للآباء والأمهات فتجعل الطرفين فائزين، فمن ناحية يتعلم الطفل ما يعزز وينمي شخصيته ومن ناحية تقوى صلته وعلاقته بوالديه.
تحد من التأثير السلبي للمجتمع
اليوم نحن نعيش في عالم رقمي مفتوح جعل كوكب أرض أشبه بالقرية الصغيرة، وذلك جعل التأثير السلبي للعديد من الأشياء في الحياة أقوى مما كان عليه في السابق، فاليوم مع الاعتماد على التكنولوجيا وغياب التقارب العائلي وفقدان دور الأجداد يجعل تأثر الطفل بالسلبيات المحيطة به أكبر بكثير.
لكن تعرض الطفل منذ وقت مبكر للقصص خاصةً تلك التي تحمل في طياتها جانباً أخلاقياً يساهم بشكل كبير في غرس الجذور الأساسية للسلوكيات الصائبة في نفس الطفل، هذه الجذور مع الوقت تصبح أقوى وأقوى وتمكن الطفل من التمييز بين ما هو خاطئ وما هو صحيح وتساعد بالتالي على الحد من التأثير السلبي للمجتمع عليه.[2]
تمكن الطفل من التعامل مع مشاعره
حينما يقرأ الأبوين للطفل قصص تسلط الضوء على المشاعر فإن هذا الأمر يساعد الطفل على فهم مشاعره المختلفة وتقبلها، كما يجعله أكثر إدراكاً لوجود أطفال آخرين مثله لديهم نفس المشاعر وأنه ليس وحيداً.
أهمية هذا الأمر أنها تمكنه من فهم أن المشاعر طبيعية وينبغي له أن يعبر عنها، فمن خلال ملاحظته لمشاعر الشخصيات المختلفة في القصص وتجاوبهم مع المواقف المختلفة سيتمكن من تكوين فكرة عن مشاعره وكيف يجب أن يكون رد فعله خلال ما يمر به من مواقف، ويمكن ملاحظة هذا الأمر من خلال مراقبة استجابة الطفل لتعرض بطل القصة لموقف حزين أو مخيف.