مبادئ التصوير الفوتوغرافي
يعتبر التصوير من المواهب الرائعة والتي من السهل جدا تعلمها ، فأنت لست بحاجة إلى أن تأخذ كورسات ودورات تدريبية لكي تكون محترف في هذا المجال ، ولكن كل ماعليك هو أن تمارسها بشكل كبير وتلاحظ بعض التفاصيل أثناء قيامك بعملية التصوير وتتعرف على
اساسيات التصوير
. هناك عناصر أساسية في مبادئ التصوير الفوتوغرافي للصورة لابد وأن تدقق عليها بشكل كبير .
الألوان
عندما تنظر إلى صورة ما فإن أول ما يجذب انتباهك إليها هو كيفية تناسق ألوانها و يبعث بداخلك شئ من الراحة والهدوء اتجاه هذه الصورة ، فمن الأمور المهمة والتي لابد من مراعاتها في حياتنا بشكل عام وشائع وفي الصورة بشكل خاص ودقيق أيضا ، ولا يمكن لأي إنسان منا أيا كانت درجة رقيه وتحضره أن ينقل أي صورة نقلا أمينا وبدقة عالية وواقعية أيضا من أرض الواقع دون أن يلونها بألوانها الأصلية التي تجعل الصورة تتحدث عن نفسها والتي تبعث بداخلك شئ من سكينة الروح الداخلية ، والتي لا تعرف سببها سوى أنك نظرت إلى تلك الصورة المتناسقة الألوان ، ولنا أن نتصور في خيالنا كيف يمكننا أن ننقل صورة لفصل الربيع وتشتمل الصورة على أعشابها الخضراء الزهية في لونها وأزهاره الملونة الجذابة والجميلة وسمائه الزرقاء الصافية .
ولك أن تتخيل أن تقوم بنقل هذه الصورة كما هي على صور بالأبيض والأسود وهناك شروط وهي أن تعطي الصورة نفس الإيحاء عندما كانت بألوانها الأصلية وما بينهما من تناقض لوني ، وهذا لا يقلل من شان التصوير بالأبيض والأسود ، ولكن هذا يعمل على أن يزرع في مخيلتك المقارنة بين الألوان وذلك يساعدك في سرعة التعلم في موهبة التصوير .
عمق الميدان
والميدان هو المساحة الشاسعة من الفراغ التي تحيط بالصورة وبشكل خاص ، تحيط بالهدف الذي يريد المصور التركيز عليها وهي المساحة الواضحة أمام وخلف الموضوع الذي يريد المصور الحصول على صورة عالية الدقة منه ، و يتحكم المصور في منطقة عمق وظهور الميدان المحيط بالهدف سواء الأمامية أو الخلفية في مختلف الزوايا حول الهدف المراد تصويره فيتحكم المصور في ذلك حسب رغبته هو وحسب هدفه من الصورة . [1]
وضوح الصورة
أنت كشخص سوف تشاهد هذه الصورة فمن كامل حقوقك أن تكون تلك الصورة على مستوى عالي من الدقة في التصوير وأيضا جودة عالية في إبراز وظهور الألوان الخاصة بكل جزء في الصورة ، فلا شك أن الهدف من التصوير وإلتقاط الصور هو الخروج بصورة واضحة المعالم وجذابة للنظر ولمن ينظر إليها أيضا ، أما في حالة عدم بروز العنصر الأساسي في الصور سواء كان ذلك من معالم أو ملامح خاصة بالجزء الرئيسي في الصورة أو عدم تناسق في الألوان أو تلاشيه ، فذلك يعتبر عيبا تصويريا لا يمكن التغاضي عنه ، فأنت كمشاهد إذا وقعت عيناك على صورة ما بها أحد هذه العيوب فإنك لن تشعر بأي أريحية داخلية اتجاه هذه الصورة .
لحظة التصوير
الصورة التي سوف يقوم المصور بإلتقاطها يمكن أن تكون صورة حية أي أن الهدف في هذه الصورة هو كائن حي يتحرك ، فلا شك هناك في إلتقاط هذه الأنواع من الصور إن ثانية واحدة في التصوير قد تضيع على المصور لقطة من أروع ما يمكن وذلك يتوقف على حركة ذلك الجسم الذي سوف تأخذ له الصورة ويتوقف أيضا على دقة وسرعة المصور في إلتقاط الصور ومدى جودتها ، وقد يوفق في تصويرها في اللحظة المناسبة أيضا عندما تكون لديه دقة عالي وتركيز أعلى ، لحظة التصوير تتطلب تهيئا مسبقا بشكل تام وكامل لجميع عناصر الصورة ، وذلك لالتقاط الصورة وخاصة أنواع الصور التي تحتاج إلى سرعة عالية في إلتقاطها والذي يتطلب التركيز المباشر غلى الهدف أثناء التصوير من قبل المصور وتتطلب تدريبا جيدا على التقاط الصورة في اللحظة المناسبة .
زاوية الألتقاط
الأجسام أو الأشياء التي سوف يتم إلتقاط صورة لها تكون لها ثلاثة أبعاد وهي الطول والعرض والإرتفاع وذلك لأن تلك الأجسام تكون عبارة عن مجسمات ولها زوايا ، ومن الواجب على الشخص الذي سوف يقوم بعملية التصوير أن يراعي زاوية التصوير ، وهذه تكون من الأمور المهمة في الصورة وتتطلب اختيار دقيق جدا للموقع المناسب للتصوير والذي سوف يتم التقاط الصورة منها ، وعلى المصور ايضا تجريب أكثر من زاوية في محيط الهدف الذي سوف يقوم بتصويره وذلك من أجل التقاط صورة جيدة للخروج بأفضل لقطة من بين مجموعة صور مختلفة الزوايا وهناك ٤ زوايا رئيسية يتم إلتقاط الصور من بينهم : زاوية أمامية وزاوية جانبية و زاوية علوية و زاوية سفلية
. وأيضا هناك زوايا ثانوية وهي التي تساهم في أن تكون الصورة حية بقدر عالي : زاوية جانبية يمنى وزاوية يسرى و زاوية علوية يمنى و زاوية يسرى وزاوية سفلية يمنى ويسرى .
وكل زواية من تلك الزوايا لها هدف محدد عند إلتقاط الصورة ، فمثلا الزاوية العلوية التي يتم إلتقاط الصورة منها من أعلى الهدف توحي بالضعف و السفلية توحي بالعظمة و الشموخ و هكذا .
الإضاءة
من الأشياء الأساسية التي تساهم في أن تكون الصورة واضحة المعالم وظاهرة من حيث الألوان وتوضيح الأجسام والأجزاء في الصورة هي الإضاءة ، حيث يعتمد التصوير الفوتوغرافي في الدرجة الأولى على الضوء ومدى شدته ومدى ملائمته مع جو الصورة المراد التقاطها ، إذا بدون وجود كمية كافية من الضوء يصبح التقاط الصورة أمرا صعبا وقد تظهر الصورة ليست بالدقة الكافية في غياب كمية الضوء اللازمة إلا بتقنيات معينة .
وهناك طرق عديدة للإضاءة لكي توفر الجو اللازم وكمية الضوء المناسبة للصورة نذكر منها الإضاءة الطبيعية والتي يكون مصدرها الشمس ، والإضاءة الصناعية والتي يمكن أن تأتي من ضوء الفلاش ، و هناك أساليب متعددة لإضاءة الأهداف وتوفير الكمية اللازمة من الضوء منها زوايا الضوء : إضاءة أمامية و إضاءة جانبية و يمنى و يسرى و إضاءة علوية و إضاءة سفلية و إضاءة خلفية والتي تستعمل هذه الأنواع المختلفة من الإضاءة في إلتقاط صورة هيكلية .
التباين
وهو ما يكون بين العناصر التي تتجمع في الصورة ، من حيث درجة الوضوح في الأجسام وبعدها عن بعضها أو في الألوان في كل عنصر في الصورة وذلك لتمييز العنصر الأساسي عن العناصر الفرعية .
الخطوط
جميع الأجسام والأجزاء في الصور تتكون من خطوط ولكن الفارق بينهم هو أنه هذه الخطوط يمكن أن تكون متلاصقة ، ولا يمكن التمييز بين الخطوط وبعضها فهي في ذلك الوقت تعطي جسم متكامل مع بعضه ، وفي بعض الصور الأخرى فإن الخطوط تكون متباعدة بعض الشيء فيمكن التمييز بينها ، حيث تلعب الخطوط في إعطاء جمالية معينة لبعض الصور وتجعلها أكثر جمالا ووضوح وتجعلها أكثر جاذبية للعين وهناك بعض الأسس في التعامل مع الخطوط والتي لابد للمصور أن يكون على علم بها . [2]
على سبيل المثال الخطوط المستقيمة سواء كانت رأسية أم أفقية فهي توحي بالثبات ، بينما توحي الخطوط المائلة بالاضطراب الداخلي وعدم الشعور بالراحة والسكينة ، كذلك الخط الذي ليس له نهاية الممتد إلى آخر الصورة يعطي انطباع بعدم الراحة الداخلية للمشاهد ، بينما الخط الذي له نهاية يوحي قليلاً بالراحة النفسية .