مخارج الحروف وصفاتها برواية ورش
وُلد ورش بن نافع في مصر ، ومات بها أيضاً ، وبرغم ذلك فإن روايته انتشرت بشكل كبير في بلاد المغرب ، وانتقل للمدينة المنورة ، وتتلمذ على يد استاذه نافع ، ولكن من هو ورش ، وما هي مخارج الحروف وصفاتها برواية ورش ، ولماذا هذا الاهتمام بها .
رواية ورش عن نافع
تُعد رواية ورش عن نافع من أشهر القراءات للقرآن الكريم في البلاد العربية ، وبشكل خاص ببلاد المغرب وهي المغرب والجزائر وموريتانيا ، وكذلك بغرب إفريقيا في بلاد نيجيريا ، ومالي ، والسنغال ، والنيجر ، وبعض البلاد الأخرى ، وأيضاً في بعض المناطق من ليبيا ، ومصر، وبلاد تونس ، وانتشرت في بادئ الأمر بمصر ومنها للدول الأخرى بالقرون الأولى .
وتنتشر رواية حفص الدوري في الصومال ، وتشاد ، والسودان ، ووسط إفريقيا ، أما رواية حفص بن عاصم تنتشر في بلاد المشرق العربي ، ومصر ، وببلاد شبه الجزيرة العربية ، ويفضل أصحاب المذهب الحنفي رواية بن عاصم لأنه كان كوفي .
من هو ورش
اسمه أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عمرو بن سليمان ولقبه هو ورش ، وقد وُلد في العام 110 من الهجرة وتوفي في العام 197 منها ، وكان يقرأ في مصر ثم ارتحل إلى المدينة المنورة ليقرأ عن نافع ، وعاد إلى مصر مرة أخرى ليترأس القراءة ، وذلك لفصاحة لسانه ، وقوة لغته ، وحسن التجويد ، والصوت الجميل ، ولقبه أستاذه نافع باسم ورش بالمدينة المنورة لأنه كان شديد البياض .
كيف انتشرت رواية ورش عن نافع في بلاد المغرب
وقد كان أستاذ ورش وهو نافع من القراء الذين أشاد بهم الإمام مالك بن أنس في المدينة هو والإمام أبو جعفر ، وقال عن قراءته أنها من السنة ، وعندما تم سؤال الإمام مالك عن حكم الجهر بالبسملة خلال الصلاة، قال اسألوا نافع ، لأنه إمام الناس في القراءة .
وقد تلقى ورش القراءة عن نافع بالمدينة المنورة ، وبعدها عاد إلى مصر كما ذكرنا ، وتتلمذ على يديه الكثير من القراء ، وانتشرت قراءته في جميع البلدان الإسلامية ، ومن بينها بلاد المغرب العربي ، حيث اختار المغاربة التلاوة برواية ورش عن نافع منذ أن دخلت ببلاد المغرب حتى اليوم الوقت الحالي، وذلك بعد وفاة نافع .
كما اختاروا أيضاً المذهب الفقهي للإمام مالك , فقد اختاروا أهم قراء المدينة المنورة ، وأهم فقيه فيها، والإمام نافع الذي كان مقرئ للمسجد النبوي ، وهناك بعض الأسباب التي جعلت المغاربة يختارون قراءة ورش عن نافع والتي سنتعرف عليها ، كما سنتعرف على مخارج الحروف وصفاتها برواية ورش .
أسباب اختيار رواية ورش عن نافع في القراءة
- تسهيل الهمز وهو من الصفات التي تميزت بها قراءة نافع بالمقارنة بغيرها من القراءات والتي صار عليها تلميذه ورش ، فلم يكن يحقق الهمز في القرآن ، وذلك بالرجوع للغة الرسول الكريم فلم تكن لغته الهمز ، فكان لا يلفظ الهمز في كلمات مثل ( مومن ، ماجوج ، الذيب) ، وغيرها من الكلمات ، وذلك مع تقضيه أصول مذهب مالك.
- كما كان للمغاربة رغبة كبيرة في الاستقلال من حيث المذهب ، والقراءة .
أسباب وجود روايات متعددة للقراءة القرآنية
لقد أجمع العلماء والفقهاء على أن الآيات القرآنية قد انتقلت إلينا بروايات متعددة ، وقد أوجدوا ما يُعرف بعلم القراءات القرآنية ، لتنوع هذه القراءات ، وقد أرجعوا تعدد هذه الروايات لأثنين من الاتجاهات الأساسية وهما :
- الاتجاه الأول، اختلاف طبيعة الكتابة بالمصحف العثماني ، حيث تم كتابته ، بدون نُقط ، أو أعجام ، مما فتح المجال للاختلاف في نطق الأحرف المتشابهة ، وبالتالي تعددت القراءات .
- الاتجاه الثاني، يقول أصحاب هذا الرأي أو الاتجاه أن ظهور العديد من القراءات ، يعود بالإثبات القاطع للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في طريقة القراءة القرآنية ، من حيث نُطق الآيات القرآنية كما نزلت ، وكما نطقها الرسول الكريم وقت نزولها ، وتبعاً للكثير من الأسانيد المتصلة بالنبي الكريم ، وفي هذه الحالة فأن القراءات بالتواتر وليست بالاجتهاد .
مخارج الحروف وصفاتها برواية ورش عن نافع
تميزت
مخارج الحروف وصفاتها
براوية ورش عن نافع ببعض الصفات ومنها ما يلي :
- ترقيق حرف الراء لو جاء بعد الكسرة اللازمة وحرف الياء الساكن مثل كلمة نصارى .
- تخفيف الهمز عن طريق إبدال حرف الألف، فمثلاً كلمة يأكل، تُصبح ياكل .
- تفخيم اللامات في حالة لو كانت مفتوحة مثل كلمة صلاة .
- النقل، مثل جملة ( من آمن قد افلح) ، فيتم حذف الهمزة مع الإبقاء على حركتها .
مخارج الحروف بشكل عام
المقصود بمخرج الحرف هو موضع خروجه في اللغة ، وفي الاصطلاح هو الموضع الذي يخرج منه ويجعله متميز عن الحروف الأخرى ، وهو الذي يعتمد عليه القارئ لإخراج أصوات الحروف ، أما المقصود بالحرف فهو الصوت الذي يعتمد على المخرج .
أنواع المخارج
- المخارج المُحققة ، وهو الموضع الذي يمكننا من خلاله تحديد موضع خروج الحرف بشكل دقيق .
- المخارج المُقدرة ، وهي الموضع الي لا يمكننا من خلاله تحديد موضع خروج الحرف بشكل دقيق .
طريقة تحديد مخرج الحرف
1- الحرف الذي يخرج من مخرج محقق وهي الحالة الأولى :
- يتم فيه تسكين الحرف ، (مثال: حْ)
- همزة الوصل ، مثال (احْ).
- تحريك الهمزة ، مثال(أَحْ)
وفيه ننطق الحرف ، وحين انتهاء الصوت يكون مخرج الحرف( وفي المثال السابق ينتهي الصوت بمنتصف الحلق وهو المخرج الخاص بحرف الحاء .
2- الحرف الذي يخرج من مخرج مقدر وهي الحالة الثانية :
- ويتم فيه إدخال أي حرف على حرف المد ويتم تحريكه بما يتناسب مع حرف المد .
- نقوم بنطق الحرف ، وعند انتهاء الصوت نجد المخرج، والمقصود بالمخرج هنا هو الفراغ بالفم .
أقسام مخارج الحروف
يوجد اثنين من الأقسام للمخارج وهي عامة وخاصة ، وهناك اختلاف على عدد المخارج بين العلماء ، وفي ذلك 3 من المذاهب الرئيسية ، وهي كالتالي :
- مذهب الخليل ابن أحمد الفراهيدي ، وهو المذهب الشائع وفيه المخارج العامة 5 مخارج ، والمخارج الخاصة 17 مخرج ، وفيه للجوف مخرج واحد عام، لمخرج واحد خاص( وهو ما يعرف بمخرج عام مقدر ، وللحلق وهو مخرج عام به ثلاث مخارج خاصة لستة أحرف ، وفي اللسان وهو مخرج عام 10 مخارج خاصة ، ويخرج عنه 18 حرف ، الشفة وهي مخرج عام يوجد بها 2 من المخارج الخاصة لأربعة من الأحرف ، والأنف وهي مخرج عام واحد يوجد به مخرج واحد خاص ، ولا يخرج منه الحروف .
- مذهب سيباويه ، ومن بعده الإمام الشاطبي، وقد أجمعوا على وجود 4 من المخارج العامة ، بدون احتساب مخرج الجوف ، وقد قالوا أن حروف الجوف من الحروف المشابهة لأحرف المد ، وقد أجمعوا على وجود 16 من المخارج الخاصة .
- مذهب قطرب والفراء ، وقد قالوا بوجود 4 من المخارج العامة للأحرف ، ولم يحتسبوا مخرج الجوف أيضاً لأنه مقدر ، ولا يمكن معرفة خروج حروفه بشكل دقيق ، لذلك يُعتبر هذا المذهب مشابه للمذهب الأول ، ولكنهم قالوا بوجود 14 من المخارج الخاصة .
- المذهب المُعتمد ، يمكننا القول أن المذهب المعتمد بين هذه المذاهب هو المذهب الأول ، وهو مذهب الخليل ابن أحمد الفراهيدي ، الذي قام باتباعه الإمام بن الجزري ، وقد أشار إليه بالمقدمة الجزرية ، وفيه مخارج الحروف 17 ، وهو المذهب الراجح . [3]