مراحل تطور الإنترنت

شهد الإنترنت تطوراً عظيماً بمدة زمنية وجيزة إلى أن أصبح في يمثل في هذا اليوم الذي نعيشه كيان عالمي تقوم مختلف المجالات بالاعتماد عليه ومنها التعليم، العمل، التواصل، الاتصال وبالطبع فهو الوسيلة الترفيهية الأولى لدى الكثيرون كباراً وصغاراً، وبات من الممكن البحث حول الجواب لأي تساؤل والحصول عليه بضغة زر بالحالة التي يكون جهازك متصلاً بشبكة الإنترنت سواء الحاسوب أو الهاتف الذكي، ويجدر الإشارة إلى أن ذلك المبلغ من التطور ليس وليد ليلة وضحاها ولكنه قد مر بالعديد من المراحل لكي يصل إلى ذلك الحد الهائل من التقدم، ومن مظاهر تقدم الإنترنت تلك إمكانية نقل البيانات بسرعة فائقة وهو ما يتم الاعتماد به على التقنيات اللاسلكية ومنها تقنية (LTE).

مراحل تطور الإنترنت

هناك اعتقاد خاطئ لدى البعض أن الإنترنت له مخترع هو من قام باكتشافه ولكن الصحيح وعلى العكس من غيره من المظاهر والاختراعات التكنولوجية التي نشهدها اليوم فإن الإنترتت ساهم في وجوده ونشأته العديد من العوامل حيث كانت البدايات الأولى لظهوره حينما استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية كسلاح بالحرب الباردة، ولسنوات عديدة عكف الباحثين والعلماء على الاستعانة به من أجل سهولة التواصل فيما بينهم. [1]

ويمكن تعريف شبكة الإنترنت بكونها تلك الشبكة التي تسمح لجميع أجهزة الحاسب الآلي والأجهزة الذكية الموجودة حول العالم من التواصل والاتصال فيما بينها، ليس ذلك فقط بل وتبادل المعلومات أيضاً بمنتهى الدقوة والسهولة والسرعة، وقد تم اختيار اسم إنترنت لكونها اختصار لكلمتين وهما كلمة الشبكة (Network)، وكلمة (International) ومعناها العالمية وبذلك فإن إنترنت تعني الشبكة العالمية.

بداية اختراع الإنترنت

كانت البداية الأولى منذ أوائل الخمسينيات إذ كانت الولادة الحقيقة لتلك الشبكة العالمية في عام (1962م) على يد وزارة الدفاع الأمريكية حينما عملت مؤسسة أبحاث خاصة تدعى (إربا) بتطوير البرنامج الحاسوبي الأول في مجال البحث عبر الإنترنت وكان الهدف وراء ذلك دعم الجيش الأمريكي وتطويره، وبعد مرور عامين من ذلك بدأ تصميم نوع جديد من شبكات الإنترنت ليس في حاجة إلى الاعتماد على معالج مركزي، وبحلول عام (1966م) بدأت عملية إرسال البيانات من مكان إلى آخر وقد قام بتلك الخطوة السيد (ليروك) وهو أستاذ علوم الحاسوب بجامعة كاليفورنيا.

عقب تلك الأمور السابق ذكرها بدأ التطور المتلاحق في مسألة اختراع شبكات الإنترنت، وقد كان الإعلان الحقيقي لاختراع الإنترنت وظهوره إلى النور حينما بدأت وزارة الدفاع الأمريكية وبالتحديد وكالة المشروعات البحثية لديها بإنشاء شبكة الحاسوب الأولى والتي تقوم بعمل نظام لكي يحول الحزم بما يسمح لشبكات الإنترنت بترتيب ما هو مرسل من بيانات من خلالها وفقاً لأرقام الحزم المتضمنة تلك البيانات بداخلها. [2]

في الفترة ما بين عام (1980م)، حتر عام (1990م) حدث تطور هائل بشبكات الإنترنت فقد بدأت أعداد المستخدمين له تزداد زيادة متلاحقة حتى بلغت أقصى حد لها مما دفع وزارة الدفاع الأمريكية لأن تقوم بفصل الجزء العسكري من محتوى الشبكة، ليصبح في عام (1982م) بروتوكول الإنترنت (IP)، وبروتوكول السيطرة والنقل (TCP) هما المسؤولان عن عمليات الاتصال فيما بين الشبكات، ليصبح في عام (1985م) بمقدور الجميع استخدام شبكات الإنترنت وظل الإقبال على استخدامها في تزايد مستمر حتى وقتنا الحالي.

وفي عام (1992م) بدأت الشبكة العنكبوتية المعروفة بالاختصار (WWW) في الظهور بل وأصبحت تعد واحدة من أهم الأدوات والخدمات المتعارف عليها في مجال الإنترنت منذ نشأته وقد ساهمت في ازدياد أعداد مستخدمي الإنترنت والذي قد بلغ حتى الآن ما يقرب من اثنان مليار مستخدم تقريباً.

التطور التقني للإنترنت

ساعد اختراع الإنترنت وتطوره في بداياته على نجاة الولايات المتحدة الأمريكية بالحرب النووي مما كان سيصيبها من هجوم نووي وبذلك فإن بدايات الإنترنت كانت منذ أوائل الستينات بالقرن العشرين حيث عمل على ربط جميع أجهزة الحاسوب الموجودة حول العالم مع بعضها وتتلخص مراحل تطوره من الناحية التقنية والتكنولوجية فيما يلي:


  • تأسيس ARPA:

    قام الرئيس أيزنهاور (Eisenhower) بإنشاء وكالة مشاريع للبحوث المتقدمة تعرف اختصاراً في الإنجليزية بـ(ARPA) وقد كان ذلك من أجل الرد علة ما تم إطلاقه من قمر صناعي أول بالفضاء وكان يحمل اسم (Sputniks) مما ساهم في تطور الأبحاث والمشاريع الخاصة بوزارة الدفاع الأمريكية.

  • إنشاء ARPANET:

    تم إنشاءه من قبل وكالة مشاريع البحوث المتقدمة من أجل مشاركة موارد الكمبيوتر وذلك لأن ما كانت الولايات الأمريكية معرضة له من تهديد بشن حرب نووية ضدها هو السبب الأساسي خلف نظرية الشبكات الموزعة ومفهومها، ومن أجل الحصول على شبكة فعالة تساعدها في النجاة من تلك الضربة النووية كان من الضروري تقم البيانات إلى أجزاء صغيرة لكي تتمكن من الوصول السريع و إتاحة الإمكانية تجميعها مرة أخرى دون ورود أخطاء بها.

  • البريد الإلكتروني:

    قام (توملينسون) في عام (1971م) بإرسال أول رسالة تجريبية لنفسه عبر البريد الإلكتروني حيث قام بالاعتماد في نقلها على شبكة (ARPANET) والذي يتيح تضمن الرسالة للعديد من البيانات مثل الصور، الملفات، النصوص، وغيرها من المرفقات الأخرى لكي يتم إرسالها عبر شبكة الإنترنت إلى مستلم يقوم الراسل بتحديده أو عدد من الأفراد، وبحلول عام (1996م) أصبح الإقبال استخدام البريد الإلكتروني يفوق استخدام البريد العادي. [3]

  • ظهور بروتوكول TCP/IP:

    بلغت الرغبة في تطوير تواصل شبكات تبديل الرزم (packet-switching networks) فيما بينها عقب نشأة الشبكات وانتشارها حول أنحاء العالم، إذ بدأ العمل في إنشاء بروتوكول جديد يعرف بـ(ARPANET) وكان ذلك عام (1974م) ومن ثم تحول تحسين موثوقية انتقال البيانات من خلال الشبكة إلى جانب بروتوكول الإنترنت (IP) تشكيل بروتوكول (TCP / IP) التكميلي وهو ما ساهم في السماح بحدوث اتصال ما بين مستخدم وآخر وتحديد كيفية مرور البيانات عبر الشبكات. [4]

سلبيات الإنترنت

لا يوجد من أصبح بإمكانه الاستغناء عن استخدام الإنترنت في جميع المجالات الحياتية حيث أصبح أداة الاتصال والتواصل الأولى فيما بين الجميع حول العالم مما جعل العالم مثل البلدة الصغيرة التي يمكن لكل من فيها رؤية الآخر والتحدث معه، كما يعد الأداة الرئيسية في التعليم والعمل والترفيه، ولما كان له تلك الأهمية الكبيرة فلابد من بيان ما للإنترنت من إيجابيات وكذلك سلبيات:


  • إدمان الإنترنت:

    بلغ استخدام الإنترنت لدى الكثيرون خاصة في سن المراهقة حد الإدمان والذي قد يترتب عليه إن لم يتم علاجه العديد من الاضطرابات النفسية.

  • المحتوى الغير لائق والاحتيال:

    لمن يرغب في إلحاق الأذى بغيره فإن الإنترنت يعد وسيلة مناسبة لذلك حيث يمكن بسهولة الظهور بغير الشخصية الحقيقة والقيام بعمليات النصب، كما لا يمكن دوماً التحكم في المحتوى المعروض وهو ما يمثل مشكلة حقيقة إن كان المشاهد طفل صغير.

  • الانعزال والوحدة:

    يصبح المستخدم في غير حاجة إلى التحدث أو التواصل المباشر مع أسرته والمحيطين به ويصبح لديه اكتفاء بالأصدقاء عبر الإنترنت أو التصفح واللعب فقط بما قد يفقد الشخص وظيفته وعلاقاته الاجتماعية.

إيجابيات الإنترنت


  • وسيلة اتصال هامة:

    بل أصبحت الوسيلة الرئيسية سواء من خلال الاتصالات المجانية أو إرسال الرسائل والصور ومقاطع الفيديو.

  • مصدر لتوفير المعلومات:

    يمكن إيجاد الجواب لأي سؤال يتم طرحه عبر الإنترنت في ثواني معدودة ولذلك يتم الاعتماد عليه بشكل كبير في مجالات الدراسة والعمل.

  • وسلية ترفيهية:

    حيث يتيح الآلاف من الألعاب والأفلام ومقاطع الفيديو المضحكة وغيرها الكثير من الطرق التي يمكن أن تجعل من الوقت الذي يتم قضائه عبر الإنترنت في غاية المتعة والتسلية.