عباقرة فقدوا نعمة البصر
يجب لكي تنجح أن تكون رغبتك في النجاح أكبر من خوفك من الفشل هذه أحدي أقوال بيل كوستي والتي تعني أن الرغبة في النجاح تأتي من عدم الشعور بالفشل أو العجز، فدائمًا ما يأتي النجاح من أعمق أنواع العجز، فإذا لاحظت جيدًا سوف تتعرف على أن الكثير من الشخصيات الناجحة والمبدعة في العديد من المجالات المختلفة هم أشخاص كانوا يعانون من أنواع مختلفة من العجز.
ويعتبر هذا العائق هو ما يسبب لهم الفشل في الوصول وتحقيق النجاح، ولكن مع وجود الطاقات الإيجابية والإصرار والعزيمة على النجاح يسهل الوصول إلى الحلم وتحقيقه، وقد تتمثل هذه الظروف في الإصابة بإعاقة جسدية مثل فقدان البصر وهو أحد العوائق التي عانى منها الكثير من العباقرة قديمًا ولكنها لم تزيدهم إلا إصرارًا على النجاح.
أبو العلا المعري
أبو العلا أحمد بن عبد الله المعري، من
مواليد 973، معرة النعمان، وهي إحدى القرى القريبة من مدينة حلب في سوريا، وهي أيضا المدينة الذي توفي فيها مايو 1057، وهو من أشهر الشعراء العرب الذي تميز شعره ب
البراعة والأصالة وأيضا التشاؤم من خلال الرؤية التي كان يقدمها،
كان المعري من نسل قبيلة الطنيخ، حيث أصيب في طفولته بمرض جعله أعمى تقريبًا، ولكن هذا لم يمنعه من دراسة الأدب و الإسلام في حلب، وكان قد سافر أيضا للدراسة في أنطاكية و طرابلس، على الرغم من أن بعض المؤرخين لم يتأكدوا من أمر هذه الدراسة، بدأ مسيرته الأدبية، بدعم كبير من دخله الخاص الصغير، إلا أن بدأت قصائده الأولى في ساق الزند بجمع الكثير من المال، وذلك بسبب اكتساب شعبية كبيرة، تتضمن سلسلة من القصائد على الدروع.
قصة حياة المعري
بعد حوالي عامين من وجوده في بغداد، عاد المعري إلى شمال سوريا في عام 1010، وذلك بسبب تدهور صحة والدته، في بداية تواجده في بغداد كان يتلقى الكثير من الدعوات واستقبالات الجيدة في العديد من الصالونات الأدبية والمرموقة، ولكن عندما رفض بيع مداعبه، لم يتمكن من العثور على راعي يمكن الاعتماد عليه في بيع وترويج الشعر، حيث قام بالتخلي عن الثروة المادية وقام بالتقاعد في منزل منعزل، ظل يعيش هناك على نظام غذائي مقيد، تمتّع المعري بالاحترام والسلطة المحلية، وجاء العديد من الطلاب للدراسة لديه، كما أنه احتفظ بجميع المراسلات نشطة في هذا الوقت.