معلومات عن شبه الجزيرة الكورية

كوريا هي دولة تقع في شرق آسيا تم انقسامها منذ عام 1948 إلى جمهوريتين ، وهما جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية ، وهي كوريا الشمالية ، وجمهورية كوريا ، وهي كوريا الجنوبية ، وتحيط بشبه الجزيرة الكورية ثلاث من أعظم دول العالم ، وهما روسيا ، والصين ، واليابان ، لذلك تعتبر شبه الجزيرة الكورية لها دور هام في تاريخ هذه الدول ، وخاصة بالنسبة للصين ، واليابان ، وقد حدثت الكثير من الأحداث في شبه الجزيرة الكورية ، وكانت في ظل هذه الاحداث السياسية دولة الصين حليفًا لكوريا الشمالية . [1]

تاريخ شبه الجزيرة الكورية

التاريخ الكوري مليء ، وغني ، وقديم ، ويقوم بربط الماضي بالحاضر ، ويرجع تاريخها إلى 4000 سنة ، وتم فصلها لمدة خمسون عامًا ، وعانت كوريا من خمسة احتلالات رئيسية ، وشهدت أربع حروب داخل وحول بلادهم في المائة سنة الماضية ، وقبل الاستعمار الياباني ، كان لكوريا تاريخ يمتد لأكثر من ألف عام كدولة موحدة ، ومستقلة وتستمر كوريا في لعب دور رئيسي اليوم ، والتوترات بين كوريا الجنوبية ، وكوريا الشمالية ، قد تراجعت بشكل كبير بعد الحرب الباردة . [1]

تشكيل الهوية الكورية

تشكلت الهوية الكورية متأثرة بـ بوذا الذي ظهر خلال القرن الرابع في شبه الجزيرة الكورية ، ونما بوذا وأصبح له نفوذ وقوة كبيرة ، وكان هو الأساس للتطور الكوري في هذه الفترة ، وفي القرن العاشر بعد التوحيد استمرت العقيدة البوذية في التأثير بشكل كبير ، وأصبح لها مكانة كبيرة ، وبدأت الفلسفة الكونفوشيوسية في الازدهار ، وساهمت بشكل كبير في الهوية الكورية ، وتركت وراءها تأثيرًا كبيرًا في كل من الحياة السياسية ، والحياة الاجتماعية ، وفي القرن الحادي عشر ازدهرت الثقافة الكورية ، مما أدى إلى ازدهار الفنون كثيرًا .

وقد قدمت كل سلالة حاكمة الكثير من المساهمات الفنية والثقافية التي أفادت شبه الجزيرة الكورية ، ونتج عن هذه المساهمات أعمالًا معمارية رائعة وزخرفة فنية مميزة حقًا ، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأ التأثير الأجنبي في الظهور على شبه الجزيرة الكورية ، وكان بمثابة نقطة تحول في علاقات كوريا مع العالم الخارجي ، وفي ذلك الوقت كان بين اليابان ، وكوريا علاقات دبلوماسية على عكس علاقاتها مع الصين في هذا الوقت . [1]

الحرب على شبه الجزيرة الكورية

قام كل من الاتحاد السوفيتي ، والأمريكان ببناء أنظمة تدعم مصالحهم الاستراتيجية في الشمال والجنوب ، وهناك الكثير من الاختلافات التي طرأت على الدول ، حيث أنه من بعد اتحاد كل من كوريا ،  واليابان ، بدأوا في أن يكونوا ضد بعضهم البعض في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، وتم في ذلك الوقت إعادة التوحيد بين دول شبه الجزيرة الكورية ، ولكن مع وجود إدارات منفصلة في الشمال والجنوب ، وكان هناك تراكم عسكري على كلا الجانبين .

وبدأ كيم إيل سونغ حاكم كوريا الشمالية في الاعتقاد أن قواته أكثر خبرة وقادرة على هزيمة قوات كوريا الجنوبية ، وعند انسحاب أمريكا من كوريا الجنوبية عام 1949 انتهزت كوريا الشمالية الفرصة ، وهاجمت كوريا الجنوبية محاولة توحيد كوريا من جديد .

وكانت أمريكا لها وجهة نظر مختلفة حيث أنها كانت مازالت ترى كوريا الجنوبية موقع اختبار مهم لها ، وحاولت أمريكا أن تقوم بتضليل كوريا الشمالية حتى تجعلها تعتقد أن أمريكا قامت بالتخلي عن كوريا الجنوبية ، ولكن على العكس تمامًا قدمت الولايات المتحدة كميات كبيرة من المساعدات الاقتصادية إلى جمهورية كوريا الجنوبية ، وكان للولايات المتحدة نظرة بعيدة ، حيث أنها كانت تطمح في مساعدة كوريا الجنوبية ، لها في إعادة بناء اليابان بعد الحرب العالمية الثانية .

أما عن كوريا الشمالية فقد قاتلت إلى جانب الصينيين لكي تستطيع مقاومة الاحتلال الياباني وحتة ساعدت الصين أثناء حربهم الأهلية ،

وفي يونيو 1951 ، اقترح السوفييت مع الأمم المتحدة مناقشات حول وقف إطلاق النار ، وهذه المناقشات استمرت لمدة عامين وفي عام 1953 توصلوا لعمل هدنة ، ولكن رفض الرئيس ري رئيس كوريا الجنوبية التوقيع على هذه الهدنة ، وطمع هو الاخر في إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية ، وساندت الولايات المتحدة موقف كوريا الجنوبية ، وقدمت وقتها مساعدات اقتصادية ضخمة ، ومعدات لكوريا الجنوبية ، وهذا بالطبع أثر كثيرًا على كوريا الجنوبية ، حيث أن هذا لم ينهي تواجد الولايات المتحدة في كوريا الجنوبية .

والحرب الكورية كانت واحدة من أكثر الحروب تدميراً في القرن العشرين ، حيث أنها خلفت وراءها 4 ملايين كوري ، ومليون صيني و40.000 من الضحايا الأمريكان ، وعلى الرغم من أنه تم سحب القوات ، والأسلحة من المنطقة ، إلا أن الجانبين ظلوا محصنين بشدة ، ولم يوافقوا على توقيع معاهدة سلام ، وظلت كل من كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية من الناحية الفنية في حالة حرب .  [1]

مستقبل شبه الجزيرة الكورية

تستمر المحادثات الاقتصادية بين كوريا الشمالية وجيرانها على الرغم من أن تطوير كوريا الشمالية للتكنولوجيا النووية قد طغى عليهما الآن ، تستمر كوريا الشمالية أيضًا في طلب المساعدة للمساعدة في إعادة بناء اقتصادها الراكد ، وهو تغيير كبير عن الاعتماد الشديد على الذات الذي ظهر في الماضي .

في الآونة الأخيرة ، شاركت اليابان وكوريا الشمالية في محادثات في كوالالمبور ، بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين في نهاية المطاف ، والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنه عندما قام رئيس الوزراء الياباني مؤخراً بزيارة رائدة لبيونغ يانغ ، اعترفت كوريا الشمالية بشكل غير متوقع بـ13 عملية اختطاف واعتذرت ، ويبدو أن انفتاح كوريا الشمالية مدفوع بمزيج من الركود الاقتصادي والحماس للخروج من وضع المنبوذ الدولي ، وهو مسعى يتطلب بلا شك مساعدة ومساعدة اقتصادية من اليابان وكوريا الجنوبية .

اختلفت كل من الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للكوريتين كثيرًا خلال العقود الماضية ، وأصبح من المستحيل إعادة دمج أي اقتصاد للكوريتين ، وكلاهما يفضلون الحفاظ على الوضع الراهن ، وعلى الرغم من أن كوريا الجنوبية تتطلع للمزيد من الأمن الداخلي ، إلا أن هناك أقلية كبيرة تريد أن ينخفض وجود القوات العسكرية الأمريكية ، أو يتم القضاء عليها تمامًا ، أما من الناحية الاقتصادية فتحاول كوريا الجنوبية جاهدة الابتعاد عن حليفتها الولايات المتحدة ، والدول الاسيوية مثل جمهورية كوريا ، واليابان ، والصين ، يحاولون جاهدين في بناء تعاون اقتصادي جيد خلال المائة عام الماضي .

هذا التعاون يمتد لعدة مجالات خاصة بالصناعة ، والتجارة ، والزراعة ، والنقل ، والاتصالات ، والسياحة ، وغيرها من المجالات ، ولكن يجب على كل من كوريا الجنوبية ، والشمالية أن يقوموا بتعزيز مشاركتهما الإقليمية ، وذلك من خلال مشاركتهم سويًا في الأسواق المشتركة ، والقيام بتقوية علاقاتها مع كل من اليابان والصين ، وبالفعل استطاعت كوريا الجنوبية أن تحقق تقدمًا كبيرًا في هذا المجال ، أما عن كوريا الشمالية فهي مازالت تخضع لتغييرات كبيرة في هيكلها الداخلي ، وسياستها الخارجية ، وتحاول أن تندمج بالكامل في المجتمع الدولي . [1]