ما هي الرحمة
هناك الكثير من المعاني التي وردت في معنى كلمة الرحمة ، ومن أهمها أنها تعني الرأفة ، وهي مأخوذة من لفظ ( رحم ) والرحم هو المكان الذي يسكن فيه الجنين في بطن أمه ، لذلك فهو مأخوذ ومشتق من هذا اللفظ ، ولهذا تكون الأم أرحم الناس بطفلها ، ويُقال رحمه ويرحمه ، أي يغفر له ، ويعطف عليه ، ويعامله معاملة رحيمة ، إذاً فالرُّحم ، والرحمة ، والمرحمة لهم نفس المعنى ، والرَّحِم تعني القرابة ، أو علاقة القرابة ، فالرحمة هي عبارة عن الانفعالات والعواطف التي تبدو على الشخص بظواهرها ، والرحمة لا تعني بتكوينها الحقيقي ، وأنما بالأمور التي تترجمها الجوارح ، والأفعال ، ولعل أكثر شيء يبين لنا أهمية الرحمة حين يقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله : ((وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا ! مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً)) .
أنواع الرحمة
الرحمة ليس لها أنواع محددة ، ولكنها يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر ، ويكون لها صور ، ومظاهر مختلفة ومن أبرز هذه المظاهر : [1]
الرحمة بين الناس
- من أكثر ألوان الرحمة التي يمكن أن نجدها في المجتمع هي عطف الوالدين على أبنائهم ومساعدتهم في جميع أمور حياتهم الصغيرة ، والكبيرة ، وتوفير سبل العيش ، والراحة لهم ، ومحاولة إصلاح أخطائهم ، والتضحية في سبيل إسعادهم وراحتهم .
- الرحمة هي من أهم الأخلاق التي حث الإسلام على التخلق بها ، ولم يدعونا للرحمة بالإنسان فقط ، وإنما بالحيوان كذلك ووردت الكثير من الأحاديث عن الرسول – صلى الله عليه وسلم تدعوا الناس للتعامل مع الحيوانات معاملة صحيحة ، والعطف عليهم ومن أهم هذه الأحاديث ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ” دخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض “.
- العطف على الفقراء ، والمحتاجين ، والتصدق عليهم بالأموال ، والطعام ، والمأكل ، والملبس ، وحتى التبسم في وجوههم ، ومحاولة إسعادهم هي من أهم الأمور التي يجب على الشخص فعلها ، وهي من أكثر مظاهر الرحمة التي تجعل المجتمع سوي .
- مساعد الأشخاص الذين يمرون بفترات صعبة ، ومشاركتهم في أحزانهم ، كما أن المشاركة في الأفراح تزيد من فرحة الأشخاص ، وتسعدهم أكثر .
- العطف والرحمة ، بأصحاب الاحتياجات الخاصة كذلك هو من أهم مظاهر الراحة ، حيث أنه يساعد على دعمهم النفسي ، والمساعدة في تقوية ثقتهم بأنفسهم .
- أحترام الأشخاص ومعاملتهم بكل رحمة ، دون التفرقة بين الأبيض أو الأسود ، والغني ، و الفقير .
- الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان له الكثير من الأحاديث التي تحث على الرحمة بالناس جميعاً ، وخاصة الصغار ، وكبار السن فأنهم أحوج ما يكون إلى الرحمة والعطف ، وتلبية احتياجاتهم .
- العطف على الأيتام ، وتقديم المساعدات المادية ، والعاطفية ، وتوفير الوقت لهم ومحاولة التخفيف عنهم ، وإشعارهم أن لديهم من يحنوا عليهم بعد والديهم .
- تقديم المساعدة للأشخاص حينما يريدون المساعدة حتى وأن كنا لا نعرفهم .
- التطوع في الأعمال الخيرية ، لمساعدة الأشخاص المتضررين في الكوارث الطبيعية ، وغيرها من الحوادث حتى وأن كان خارج البلاد .
- دعم الأشخاص القريبين منك سواء في العمل ، أو في محيط أسرتك ، أو في الجامعة ، وأي مكان تذهب إليه يجب أن تكون مصدراً من مصادر الدعم .
معنى الرحمة في القرآن
هناك الكثير من الآيات التي تحدثت عن الرحمة في القرآن الكريم ، لأنها من أهم الصفات التي دعا لها الإسلام ، وجاءت الرحمة بالكثير من المعاني المختلفة في كلام رب العباد ومن هذه المعاني : [2]
- تعد الرحمة من أكثر الصفات التي اتصف بها ربنا – عز وجل – في القرآن الكريم ، وهي أحد أسمائه الكريمة ، وهو أرحم الراحمين .
- كما أن الرحمة تعني الجنة ، فأن الله أن رحمنا فأنه سوف يدخلنا الجنة وذلك كما في قوله تعالى: ((أولئك يرجون رحمة الله)) .
- كما أن الله – عز وجل – بعث نبيه بالرحمة للعالمين وهي الرسالة فقال – عز وجل – : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
- كذلك فقد جاءت الرحمة بمعنى القرآن ، المطر، النعمة والرزق ، النصر والعافية والخير ،العفو والمغفرة ، المودة والعطف ، العصمة من اقتراف السيئات ، الثواب والأجر ،استجابة الدعاء.
آيات الرحمة في القرآن الكريم
هناك الكثير من الآيات في القرآن الكريم ذكرت فيها الرحمة من هذه الآيات قوله تعالى :[2]
- رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً .
- وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ .
- فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ .
- فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ .
- فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ ﴿١٤٧ الأنعام﴾
- وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا ﴿٢١ يونس﴾
- وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ﴿٩ هود﴾
- قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ ﴿٢٨ هود﴾
- قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً ﴿٦٣ هود﴾
- قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴿٥٦ الحجر﴾
- وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا ﴿٢٨ الإسراء﴾
- إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ﴿٨٧ الإسراء﴾
- قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ ﴿١٠٠ الإسراء﴾
- رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿١٠ الكهف﴾
- فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا ﴿٦٥ الكهف﴾
- فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴿٨٢ الكهف﴾
- قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ﴿٩٨ الكهف﴾
- وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ﴿٨٤ الأنبياء﴾
- وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧ الأنبياء﴾
- وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴿٤٦ القصص﴾
- وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَىٰ إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴿٨٦ القصص﴾
- ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ﴿٣٣ الروم﴾
- وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ﴿٣٦ الروم﴾
- مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا
- إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ ﴿٤٤ يس﴾
صفة الرحمة
الرحمة هي من أهم الصفات التي يجب على المسلم أن يتحلى بها ، وأن تكون نصب عينيه طوال الوقت ، فأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو أرحم الخلق وهو الذي علمنا الرحمة في كل الأمور ، ومع جميع الأشخاص ، وحتى مع الحيوانات ، فهو الذي جلس يواسي عصفورة فقدت صغارها . [3]
أهمية الرحمة
هناك أهمية كبيرة جداً الرحمة في حياتنا وفي المجتمع فهي : [3]
- تساعد على الترابط ، والتراحم ، وتقوية علاقة المسلمين ببعضهم البعض .
- تحقيق السعادة والأمان في المجتمع .
- تساعد على إنارة الطريق للمسلمين .
- يمحوا الله بها كبائر المعاصي والآثام .