مهارات المرشد السياحي
الإرشاد السياحي هو أحد أهم مجالات العمل في مختلف الدول، فكل دولة في العالم تمتلك مجموعة متنوعة من المعالم السياحية، تلك المعالم التي تجذب آلاف السيّاح للتعرف على تاريخها وظروف تأسيسها، وغيرها من التفاصيل الأخرى التي تهم السائح، مما يعني أنها تحتاج إلى دليل كامل للحصول على المعلومات الوافية، خاصًة لمحبي التاريخ و الشغوفين به، وتلك هي مهمة المرشد السياحي، إن مهارات المرشد السياحي لا تقتصر فقط على اطلاعه على كتب التاريخ، وثقافته المحدودة بالمعالم السياحية، بل يحتاج المرشد السياحي إلى توفر مجموعة من المهارات الإضافية، لكي يصبح متميزًا في مجال الإرشاد السياحي، ويحقق النجاح المنشود.
المرشد السياحي
المرشد السياحي (بالإنجليزية: Tour guide)، هو الشخص المسئول عن إطلاع السائح على التراث، والكشف عن تفاصيل المعالم الأثرية بشكل كامل، وذلك عن طريق سرد كافة التفاصيل التاريخية التي تخص الأثر، من الجدير بالذكر أن المرشد السياحي المحترف يجب أن يتحدث بمجموعة من اللغات، حتى يكون قادر على التواصل مع معظم الجنسيات التي يتعامل معها.
يختلف دور المرشد السياحي عن دور مدير الجولات السياحية، فالشخص الذي يدير الجولات السياحية يقوم بدور المنفذ لتعليمات البرنامج فحسب، بينما المرشد هو الدليل الشامل للسائح، الذي يتم اللجوء إليه في حالة الرغبة بالتعرف على تفاصيل معالم الرحلة، وهذا ما يجعله شخص مرن ومطلع، بالإضافة إلى ضرورة تمتعه بما يكفي من الثقافة واللباقة، حتى يتمكن من الرد على كافة التساؤلات الموجهة إليه.
يذكر أن مسئولية المرشد السياحي قد تكون أكبر من سرد مجموعة من المعلومات فحسب، إذ يقع على عاتق هذا الشخص مجموعة من المسئوليات التي تصب بالنهاية في صالح إنجاح الرحلة بالكامل، فكلما زادت مهارات المرشد السياحي زادت نسبة نجاح الرحلة بأكملها. [1]
أنواع المرشدين السياحيين
يتحدد تصنيف المرشدين السياحيين حسب طبيعة المقصد السياحي الذي يتم التوجه إليه، لذا نجد أن أنواع المرشدين السياحيين متعددة، وقد تتمثل في الآتي:
- دليل التراث: النوع الأول من المرشدين السياحيين يتمثل في مرشدين التراث القديم، أولئك الذين يقومون بتقديم معلومات عن الأحداث التاريخية، والحصون والقلاع والأضرحة والقطع الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين، بالإضافة إلى إطلاع السائح على الحضارات القديمة والمواقع الأثرية، فضلًا عن الفنون المعمارية في مختلف العصور.
- الدليل الثقافي: يختلف الدليل الثقافي عن الدليل التاريخي، إذ تتمثل مهمة الدليل الثقافي في إطلاع السائح على أسلوب الحياة داخل المجتمع، وأهم المأكولات والمشروبات التي يتناولها أهل تلك الدولة، فضلًا عن أهم العادات والتقاليد التي تمثل سكان البلد الذي يتم زيارته، من الجدير بالذكر أن الدليل الديني يعتبر فرع من أفرع الدليل الثقافي، فهذا المرشد تتمثل مهمته في تقديم المعلومات الدينية عن البلد، فضلًا عن المعلومات التي تخص الآلهة التي يؤمن بها أهل هذه البلد، والمحظورات الدينية، بالإضافة إلى أهم الأساطير والطقوس التي يتبعها أهل هذه الدولة.
- دليل المغامرات: هذا الدليل السياحي يتوفر في جولات تسلق الجبال، ورحلات التزلج على الجليد، وغيرها من الرحلات الاستكشافية الأخرى كالغوص تحت الماء.
- دليل رحلات الصيد: هذا الدليل يتوفر في رحلات السفاري، بالدول التي تتيح الصيد.
- دليل الأعمال: يتوفر هذا الدليل في سياحة الأعمال، إذ يقوم بمرافقة السائح إلى أهم الفعاليات والمؤتمرات والاجتماعات.
- دليل الطبيعة: يقوم المرشد السياحي العامل بجولات الطبيعة، باطلاع السائح على أهم معالم الصحاري والبراري والحدائق النباتية بأنواعها المختلفة.
من الجدير بالذكر أن هناك أنواع أخرى من المرشدين السياحيين، كالمرشدين بالرحلات البحرية، والمرافقين برحلات الجولف والتسوق والفنادق، جميعها فئات مختلفة تعمل في مجال الإرشاد السياحي. [2]
مهارات المرشد السياحي
يجب أن يتمتع المرشد السياحي بمجموعة من المهارات، تلك المهارات هي التي تؤهله للنجاح في مشوار عمله.
- مهارات الاتصال: يجب أن يتمتع المرشد السياحي بمهارات الاتصال القوية، تلك المهارات التي ستسمح له بالتعامل مع الآخرين بصورة يومية، إذ تتمثل مهارات الاتصال في عرض الصوت بشكل مسموع للمجموعات، فضلًا عن الطريقة المبسطة في توصيل المعلومة للسائح، مع التواصل الجيد بالمحيطين.
- الجرأة: التمتع بالجرأة من مهارات المرشد السياحي الناجح، فالشخص الجريء هو القادر على التعامل مع مجموعة من الغرباء بارتياحيه شديدة وبكل ود، مما يجعل السائح أكثر فهمًا للمعلومات المقدمة إليه، كما يجعله غير خجول من تقديم التساؤلات.
- الذاكرة الحديدية: التمتع بذاكرة قوية من المهارات التي يجب أن تتواجد لدى كل مرشد سياحي، فعملية سرد الأحداث التاريخية، أو سرد عادات وتقاليد الدول، أمر يحتاج إلى ذاكرة حديدية، فتلك الذاكرة هي التي ستعين المرشد على الإجابة عن تساؤلات السيّاح دون النظر إلى الملحق الكتابي.
- القدرة على الارتجال: زيادة حماس الجولة السياحية لن يكتمل إلا بامتلاك مهارة الارتجال، تلك المهارة التي تسعف المرشد بصورة أكبر على إضافة تعليقات إضافية خلال جولته السياحية.
- القدرة على تخفيف التوتر: يستطيع المرشد السياحي أن يخفف من توتر السياح خلال جولتهم، من خلال اتباع أسلوب فكاهي سلس، يتماشى مع كافة الثقافات التي يتعامل معها بصورة يومية، بالإضافة إلى إضافة الطاقة والحماس إلى السائحين بالجولة.
- الالتزام بالمواعيد: هو أمر لا يمكن الاستغناء عنه، فهذه ليست مجرد مهارة بل هي جزء لا يتجزأ من شخصيات كبار القادة والمسئولين بشكل عام، وهي كذلك أحد المهارات المتصلة بالعمل في مجال الإرشاد السياحي.
- معرفة أشخاص محليين: التمتع بعلاقات وطيدة مع أشخاص محليين يزيد من احترافية المرشد السياحي.
- الشغف: القيام بجولات سياحية نموذجية يتطلب تواجد عامل الشغف لدى المرشد السياحي، فالشغف سيولّد لدى المرشد إحساس مميز بحُب عمله، مما سيجعله أكثر تقدمًا واحترافية في مهنته. [3]
سمات المرشد السياحي
مهنة المرشد السياحي تتطلب توافر مجموعة من السمات، تلك السمات تتمثل في:
- المرونة: تمتع المرشد السياحي بالمرونة سيجعله أكثر قدرة على التكيُف مع الظروف والمواقف المختلفة.
- الثقافة: أحد السمات الرئيسية التي يجب أن تتوفر لدى المرشد السياحي ثقافته، فالثقافة ستقوم بالتوسيع من مداركه، وتجعله أكثر ثقة بنفسه أمام السياح، بالإضافة إلى زيادة مقدرته بالرد على التساؤلات الموجهة إليه من قبل السائحين.
- الالتزام: تمتع الدليل السياحي بصفة الالتزام تجعله أكثر قدرة على النجاح في العمل.
- التمتع بالابتسامة: تمتع المرشد السياحي بالابتسامة والطاقة الإيجابية تجعله أكثر احترافية، فالتحكم في المشاعر اعتمادًا على الابتسامة الظاهرة على الوجه أحد سمات المبدعين والمحترفين بالعمل.
- التنظيم: إن التمتع بصفة التنظيم سيزيد من استفادة الجولات السياحية، لذا يجب أن يتمتع المرشد السياحي بهذه الصفة. [4]
أهم قواعد الإرشاد السياحي
يتمثل الإرشاد السياحي في القواعد الأتية:
- الإعداد المسبق: يتخصص معظم المرشدون السياحيون في منطقة جغرافية محددة، وعادة ما يعرفون تلك المنطقة جيدًا، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يختلف مسار الرحلة عما اعتادوا عليه، لذا من المهم مراجعة التوقعات والتأكد من تفاصيل البرنامج السياحي.
- التواصل الجيد مع العملاء: أحد أهم قواعد الإرشاد السياحي التواصل الجيد مع السائحين، وذلك للتعرف على أبرز تطلعاتهم للجولات السياحية، وذلك من أجل الوصول إلى تلك التطلعات وتحقيق ما يتمنون.
- الاهتمام بالتفاصيل: الاهتمام بكافة تفاصيل الجولة السياحية أحد مسئوليات المرشد السياحي، إذ يجب مراعاة تفاصيل الرحلة، والتأكد من سرد كافة المعلومات التي يرغب السائح في التعرف عليها، لإرضاء شغف السائح وخروجه مسرورًا من هذه الجولة هو أحد المهام الرئيسية التي تقع على عاتق المرشد السياحي. [5]