هل الملابس والاحذية تنقل الفيروسات
عندما تكثر الفيروسات والأوبئة في المجتمعات بشكل واسع ومنتشر، يبدأ البعض في إطلاق العديد من الأسئلة من أجل ضمان السلامة والأمان سواء لنفسه أو لعائلته، لذلك يبحثون عن طرق الوقاية من هذه الفيروسات وأدوات التطهير اللازمة لذلك، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع هذا الجو العام المليء بالفيروسات الذي ربما يلتصق بالملابس أو الأحذية خلال التواجد لفترات خارج المنزل، وهل من الممكن أن تنتقل هذه الفيروسات إلى داخل المنزل لذلك لابد من معرفة كيفية التعامل الصحيح مع هذه الملابس والأحذية وطريقة تنظيفها بشكل لا يساعد على انتقال العدوى، خاصة الملابس التي يرتديها من يقدم الرعاية الطبية للمرضى مثل الأطباء والممرضين.
هل الملابس والأحذية تنقل الفيروسات
لا يوجد حتى الآن تقارير موثقة حول انتقال هذه الفيروسات عبر الملابس أو الأحذية، ولكن يجب تطهيرها جيداً بعد الخروج بها خارج المنزل بطريقة منفصلة بالمنظفات المنزلية المتعددة، وذلك تجنباً في حالة التصاق بها أي فيروس أو عدوى حتى لا تنتقل إلى بعض الأشخاص الموجودة في المنزل يصابوا بالعدوى، خاصة لمن يعاني من ضعف المناعة يكون عرضة للإصابة بشكل كبير.
كما أن لابد من وجود طريقة معينة في التعامل مع ملابس الأشخاص الذين يعملون في مجال الرعاية الطبية، وذلك لأنه يخالطون المرضى بشكل مباشر فمن الطبيعي أن تنتقل الفيروسات أثناء السعال أو حالات العطس الشديدة، لذلك لابد أن تنظف بالمياه الساخنة على درجة حرارة مرتفعة واستخدام المنظفات المنزلية التي تعمل على قتل الجراثيم بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى ضرورة تعقيم وتنظيف الأحذية بشكل كامل ويفضل عدم الدخول بها إلى داخل المنزل حتى لا تنقل العدوى إلى الداخل.
ضرورة تغيير الملابس
في حالة اتباع خطوات التباعد الاجتماعي ولبس الأقنعة في الوجه لعدم انتشار الرذاذ في حالة السعال أو العطس، ليس من الضروري تغير الملابس، ولكن من المفضل الاستحمام وضرورة غسل اليدين بالطريقة الصحيحة لها وذلك لمدة ثانية وتطهيرها من جميع الاتجاهات، وذلك في حالة الذهاب في رحلات قصيرة مثل الذهاب إلى محلات البقالة القريبة أو الصيدلية التي تكون بجوار المنزل، على عكس الرحلات البعيدة التي تستغرق وقت طويل خارج المنزل، ففي هذه الحالة لابد من الاستحمام الفوري والتخلص من الملابس عن طريق تنظيفها بشكل منفصل وارتداء الملابس النظيفة، وذلك لأنها معرضة أن تلتصق بها جزيئات صغيرة من الفيروسات المنتشرة في الهواء.
ولكن هناك بعض الدراسات التي أشارت أن الجزيئات الصغيرة من الفيروسات التي تنتقل من المرضى تظل عالقة في الهواء لفترة من الوقت قد تصل إلى حوالي ثلاثون دقيقة، ولكن ليس هناك احتمالات أن تلتصق بالملابس، كذلك في حالة وقوعها على الملابس من الممكن أن تودعها بفضل الديناميكا الهوائية، وذلك لأنها قطرات صغيرة من الهواء يحركها الهواء حول الجسم أو الملابس.[1]
انتقال الفيروسات عبر الأحذية
تعتبر الأحذية من أكثر الأشياء التي تتعرض للقاذورات والتصاق البكتيريا والفيروسات بها بصورة أكبر من الملابس، وذلك بسبب طبيعتها من خلال المشي بها في هذه الأماكن، لذلك فهي من الممكن أن تكون من ضمن الطرق التي تنتقل من خلالها الفيروسات إلى داخل المنزل.
كذلك هناك بعض الدراسات أكدت أن الفيروسات من الممكن أن تلتصق في باطن الأحذية وتعيش بها أيضاً، خاصة الدراسة التي قامت بها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها خاصة للأشخاص الذين يتواجدون في مراكز الرعاية الطبية أو العاملين فيها، وذلك عن طريق تجربة فعلية من خلال أخذ عينة من نعال الحذاء الخاص بأحد الأطباء المتواجدين في غرفة العناية المركزة الموجودة في مستشفي ووهان بدولة الصين.
ومن خلال النتائج وجد الباحثين أن هناك العديد من النتائج الإيجابية لتواجد الفيروسات المتلاصقة بنعل الحذاء وأنه بالفعل يستطيع أن يعيش بالباطن، وهذا ما دفع الباحثين أن يؤكدون أن الأحذية من ضمن الأشياء التي تعد ناقلة للعدوى والفيروسات.
لذلك أكد العديد من الخبراء أن الأحذية من المصادر الغير متوقعة لانتشار الفيروسات، بما فيهم الفيروس التاجي الجديد، لذلك لابد الحفاظ على أن الحذاء لا يلامس الأسطح في المنزل خاصة غرفة الطهي، وعدم الدخول بها إلى داخل المنزل لأنها من الأساس ضمن الأدوات التي تلتصق بها القاذورات.
كما أنه من الضروري تنظيف الأحذية خارج المنزل فمثلاً عند الجراج أو بداخل الحمام أو عند شرفة المنزل، وتعقيمها وغسلها جيداً أولاً، ثم بعد ذلك يتم تركها بالخارج مع تخصيص أماكن لذلك، كما أنه من الممكن دخولها للمنزل ولكن بعد أن تجف بشكل طبيعي.
وعند الدخول إلى المنزل يجب غسل الأيدي جيداً لمدة 20 ثانية، ويجب ملاحظة عدم لمس العين أو الأنف أو الفم قبل غسل الأيدي حتى لا تنتقل الفيروسات إليهما وتتم الإصابة بالعدوى.
تعقيم الملابس والأحذية
في حالة التعامل بشكل مباشر مع المرضى المصابون بالأمراض التي تكون سببها الفيروسات المتعددة مثل فيروس COVID-19، ففي هذه الحالة يجب الأخذ بالاحتياطات اللازمة مثل ضرورة غسل الملابس والأحذية بطريقة معينة، خاصة لمن يقدم لهم الرعاية الطبية بطريقة مباشرة، حيث يعد خطوة التنظيف في هذه المرحلة من ضمن الخطوات الأساسية للوقاية من المرض.
كذلك لابد أن يكون هناك مسافة كافية في التعامل مع المرض وعدم الالتصاق بهم بشكل مباشر حتى لا تتم انتقال العدوى والرذاذ سواء كان بالسعال أو بالعطس، وعند الدخول إلى المنزل على الفور يتم الاستحمام بشكل آمن وغسل الملابس وتنظيف الأحذية على درجة حرارة عالية.
يجب على الأشخاص استعمال المطهرات اليدوية التي تحتوي على نسبة عالية من الكحول طوال الفترة التي يكون فيها بالخارج، وتجنب لمس الوجه بشكل عام خاصة الأنف والفم.
تعد المنظفات المنزلية حتى ولو كانت عبارة عن المياه والصابون فقط فهي كافية أثناء غسل الملابس لتضمن له الحماية الكاملة وقتل جميع الفيروسات التي ربما تلتصق عليها.
مدة تعايش الفيروس على الملابس
أظهرت العديد من النتائج أنه من الممكن أن تعيش الفيروسات على الأسطح لمدة طويلة من الوقت في ظل الظروف المثالية قد تصل إلى حوالي ثلاثة أيام، خاصة على الأماكن الصلبة والمعدنية كذلك البلاستيك أو حتى الورق المقوى.
ولكن ليس هناك حتى الآن الدراسات التي تثبت كم المدة التي تبقى أو تلتصق هذه الفيروسات حتى يمكنها التعايش على الملابس والأقمشة.
ولكن قد استدل الخبراء أن الألياف الطبيعية التي تتكون منها أقمشة الملابس ربما تعمل على جفاف الفيروسات بصورة أكبر من المواد الصلبة. [2]