السياحة في ساحل العاج
ساحل العاج (بالإنجليزية: Ivory Coast)، أو كما يطلق عليها كوت ديفوار، إحدى الدول التي تقع في القارة الإفريقية، تحتل السياحة في ساحل العاج مكانة مميزة، خاصًة لدى محبي السياحة في إفريقيا من كل أقطار العالم، فساحل العاج تمتلك طبيعة خلابة كغيرها من الدول الإفريقية الساحرة، لذا تستقطب هذه الدولة فئة كبيرة من سائحي إفريقيا، لما تمتلكه من معالم سياحية متنوعة، ومناظر طبيعية خلابة تجعلها أحد أجمل الدول الإفريقية.
ساحل العاج
تقع ساحل العاج في قارة إفريقيا، تحديدًا بالقسم الغربي من القارة السمراء، وقد عرفت هذه الدولة بالاستقرار والتطور، فلأكثر من ثلاثة عقود بعد الاستقلال عن فرنسا كانت ساحل العاج أو كوت ديفوار معروفة بالتناغم، هذا التناغم الديني والعرقي الذي جعلها نموذجًا إفريقيًا يُحتذى به، كما أن التطور الاقتصادي الذي حققته ساحل العاج خلال السنوات الأخيرة كان أحد مراكز قوتها.
على الرغم من تحلي هذه الدولة بالسلام والألفة على مدار عدة عقود، إلا أن في مطلع القرن الواحد والعشرين شهدت البلاد حادثة هزت الأرجاء، فتمرد مسلح بعام 2002 قد قسّم كوت ديفوار إلى قسمين، من بعدها بدأت سلسلة من المفاوضات ومعاهدات السلام لاستعادة التناغم الذي عُرف عن ساحل العاج.
لكن على الرغم من انقسام ساحل العاج، وعدم استقرارها بسبب تجدد أحداث العنف؛ إلا أنها تعد أكبر مصدر في العالم لإنتاج حبوب الكاكاو، ونتيجة لذلك تمتع مواطنوها بمستوى دخل مرتفع نسبيًا مقارنة بالدول الإفريقية الأخرى، وهذا ما عزز استقرار الدولة في الآونة الأخيرة. [1]
لغة ساحل العاج
الفئة الأكبر من سكان ساحل العاج يتحدثون باللغة الفرنسية، فقد تم اعتبار اللغة الفرنسية لغة رسمية بكوت ديفوار منذ الاحتلال الفرنسي للبلاد حتى يومنا هذا، بينما نجد على صعيد آخر أن بعض سكان ساحل العاج لازالوا يتحدثون اللغات الأصلية للدولة، تلك اللغات التي سبقت فترة الاحتلال الفرنسي للبلاد.
تنتمي جميع اللغات الإفريقية الممثلة في كوت ديفوار إلى واحدة من ثلاث مجموعات فرعية من لغات الكونغو والنيجر، تلك التي تتمثل في كوا بالجنوب وماند بالشمال الغربي، فضلًا عن غور في منطقة الشمال الشرقي، من الجدير بالذكر أن بعض سكان ساحل العاج لازالوا يتحدثون حتى الآن باللغة البمبرية، تلك اللغة التي يتميز بها أصحاب العرق الماندي .
السياحة في ساحل العاج سوف تجبرك على تعلم بعض الكلمات الفرنسية، باعتبارها اللغة الأصلية للسكان، فهذا سيسهل مهمة التعامل مع الفنادق وبيوت الضيافة، وكذلك مع أهل الدولة بصفة عامة. [2]
أهم مدن ساحل العاج
تمتلك دولة ساحل العاج مجموعة من المدن المميزة، ولعل أشهر هذه المدن تتمثل في:
- مدينة أبيدجان: تمتلك مدينة أبيدجان المساحة الأكبر بين مدن ساحل العاج، كما أنها تمتلك مكانة مميزة بين باقي المدن، باعتبارها عاصمة الكوت ديفوار.
- مدينة بواكي: هي المدينة الثانية في كوت ديفوار من حيث المساحة. [3]
- مدينة دالوا: تقع مدينة دالوا بالجانب الغربي للعاصمة السياسية لساحل العاج.
- مدينة سان بيدرو: تمتلك مدينة سان بيدرو مجموعة مختلفة من المعالم السياحية في ساحل العاج.
- مدينة ياموسوكرو: تحظى هذه المدينة باهتمام سياحي كبير، باعتبارها العاصمة الإدارية لشئون البلاد.
السياحة في كوت ديفوار
وجهت الحكومة الإيفوارية اهتمامًا كبيرًا بالسياحة، نظرًا لأهمية هذا الجانب في زيادة الدخل القومي للبلاد، إذ تصنف ساحل العاج تصنيفًا متقدمًا بين دول سياحة الأعمال في القارة الإفريقية، إذ تقع في المركز الثالث بعد نيجيريا والمغرب، لكن على الرغم من ذلك فكوت ديفوار لازالت غير متأثرة بالسياحة ذات الأعداد الضخمة، وهذا ربما يكون مثاليًا لمحبي التفرد والتواجد بمناطق غير مزدحمة بالسياح.
تمتلك ساحل العاج مناطق طبيعية خلابة، لذا فهي الملاذ المفضل لكل محبي المنتزهات والحدائق ذات المساحات الخضراء الشاسعة، فضلًا عن البحيرات والشواطئ الترفيهية المميزة، إلى جانب ذلك فدولة ساحل العاج تمتلك مجموعة من الأبنية والمتاحف والكنائس العريقة، تلك التي تجعلها مميزة للغاية لمحبي السياحة الإفريقية. [4]
أهم الأماكن السياحية في ساحل العاج
تمتلك ساحل العاج مجموعة متنوعة من المعالم السياحية، إذ تتمثل الأماكن السياحية بساحل العاج في الآتي:
جراند بسام: ينفجر جراند بسام من الساحل الإيفواري مع مجموعة من القصور الباريسية الأنيقة، بالإضافة إلى المباني البلدية التي صنعت بفترة الاستعمار التي عاصرتها البلاد، الجدير بالذكر أن جراند بسام يتمتع بمجموعة من الشواطئ، تلك الشواطئ التي تجذب محبي الأنشطة المائية بأنواعها، كما يحظى باهتمام سياحي لامتلاكه مجموعة فريدة من الفنادق والمنتجعات السياحية الرائعة، تلك التي تعبر عن جمال ساحل العاج بشكل كبير.
مدينة أبيدجان: تحظى العاصمة الإيفوارية باهتمام سياحي كبير، نظرًا لما تمتلكه من مجموعة الأبراج الفرنكوفونية الضخمة، فضلًا عن امتلاكها كاتدرائية سان بول والمتحف الوطني، تلك الأبنية التاريخية التي تكشف عن عراقة الدولة، وتاريخها الطويل مع الاحتلال الفرنسي.
بلدة مان: تنبثق بلدة مان الريفية من جبال تورا الضخمة، كما تحيط بهذه البلدة الرائعة مساحات خضراء شاسعة، من مزارع الخضروات ومزارع الكاكاو التي تغطي أجزاء كبيرة من ساحل العاج، بالإضافة إلى ذلك فبلدة مان تمتلك شلال Cascades المميز، ذو المياه المتساقطة وكأنه لوحة فنية رائعة، فضلًا عن غابات الخيزران التي ترفرف عليها الفراشات من كل جانب.
منتزه تاي الوطني: يعتبر منتزه تاي الوطني الذي يقع في كوت ديفوار، واحدًا من أهم المنتزهات المحمية في إفريقيا، فهو أحد المناطق المحمية لما تبقى من الغابات المطيرة الغينية العليا، هنا الأرض البرية ذات الوديان النهرية والأشجار الرطبة وحشائش السافانا المتدحرجة في الأرجاء، بالإضافة إلى مجموعة الحيوانات كالقرود والشمبانزي وفرس النهر.
جاك فيل: تتميز جاك فيل بامتداد الرمال الإيفوارية المنبثقة من بساتين الأناناس نحو البحر، إذ تتميز هذه المنطقة بالأروقة الباريسية والأبنية الاستعمارية القديمة، التي تكسب المنطقة بُعدًا تاريخيًا أخاذ، باختصار تعتبر جاك فيل أحد النماذج الساحلية الراقية بساحل العاج.
موانئ سان بيدرو: تبرز موانئ سان بيدرو من الغابات الجنوبية لساحل العاج، فهذه المدينة المميزة تعتبر ثاني أكبر مدينة ساحلية في ساحل العاج، تتميز سان بيدرو بمنازلها المنخفضة وشوارعها النابضة بالحياة، فضلًا عن مجموعة من البارات الراقية والمحال التجارية المختلفة.
مدينة ياموسوكرو: تم اتخاذ مدينة ياموسوكرو عاصمة سياسية للبلاد منذ عام 1983، لتحتل هذه المدينة مكانة عظيمة بين باقي مدن ساحل العاج، أبرز ما يميز هذه المدينة بالتحديد مبانيها الراقية ذات الطراز الحديث، بالإضافة إلى كنيسة سيدة السلام الضخمة، ذات القباب والأعمدة العظيمة، التي تعكس عظمة ساحل العاج.
كورهوغو: تحظى مدينة كورهوغو الثورية بالتميز لدى كل سائح يزور سائح العاج، إذ تمتلئ بالبارات التي تقوم ببيع أفخم أنواع التوابل والكاجو والحرف اليدوية والأقمشة المختلفة.
مدينة بواكي: على الرغم من تجلي الانقسام في هذه المدينة الصغيرة، إلا أنها تحتل الصدارة في الأسواق المحلية، إذ تقدم مجموعة من الفنون والحرف اليدوية، مثل تصنيع الأواني الفخارية المميزة.
منتزه كوموي الوطني: يمتلك منتزه كوموي مكانة خاصة في ساحل العاج، خاصًة من قبل السياح الباحثين عن جمال الطبيعة، والاستمتاع بنسمات الهواء الطلق، حيث الغابات وحشائش السافانا المبهرة، والحيوانات بأنواع مختلفة، وأشهرها قرود كولبس، وحيوان البنغولين، بالإضافة إلى النمور والأسود وغيرها من الحيوانات الأخرى.
محمية جبل نيمبا الطبيعية: تمتلك محمية جبل نيمبا مجموعة من العناصر الطبيعية الخلابة، كموائل الغابات المطيرة والسهول، والحيوانات بأنواع وأشكال مختلفة. [5]