أين تقع عيون موسى
عيون موسى هو الاسم الذي يطلق على مجموعة من العيون التي تعد مصدراً للماء العذب والتي قد أصبحت تمثل أحد المزارات السياحية التي يتردد عليها الزوار جميع أنحاء العالم لما يحيط بها من أشجار النخيل الكثيفة، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل إن الكثيرون يترددون عليها لأغراض علاجية إذ تتمتع مياهها بالكثير من العناصر الطبيعية والمعدنية مثل الكبريت، الصوديوم وغيرها من المعادن المفيدة في علاج العديد من الأمراض والمشكلات الصحية التي قد يعاني منها الإنسان.
أين تقع عيون موسى
تجتمع عيون موسى في منطقة بمصر حيث يفصلها عن طور سيناء مسافة تقدر بخمسة كيلومترات، بينما تبعد عن السويس بمسافة قدرها خمسة وثلاثين كيلومتراً، كذلك فإنها تبعد عن نفق الشهيد أحمد حمدي بمسافة قدرها ستين كيلو متراً والذي يصل ما بين مدينة السويس وشبه جزيرة سيناء، وهي اثنتا عشرة عين ماء جميعها يضخ مياهاً طبيعية عذبة تصلح للشرب ولكن عقب عمليات التطهير والتنقية.
الجدير بالذكر أن تلك العيون الاثنتي عشر لم يتبقى منها في العصر الحالي سوى خمسة عيون وقد اندثرت سبعة منهما نتيجة الإهمال بينما ما تبقى هي (عين الزهر، عين الشايب، عين الغربي، عين البقباقة، عين البحري) جميع تلك العيون مازالت موجودة ولكنها خالية من الماء أما العين الوحيدة التي لازالت تضخ الماء هي (عين الشيخ) ذات العمق البالغ أربعين متراً والتي أصبحت واحدة من أهم المزارات السياحية والدينية في جمهورية مصر العربية.
يعود السبب في اندثار البعض من تلك العيون وتوقف البعض الآخر عن ضح المياه إلى ما واجهته من إهمال وقد كان هناك الكثير من التحذيرات من أن تواجه تلك العيون ما لاقته حمامات فرعون لتكون النتيجة اختفاء سبعة من عيون موسى تسكنها أشجار الحالب والبوص. [1] [2]
الفوائد العلاجية في عيون موسى
تعتبر عيون موسى التي فجرها الله تعالى لنبيه الكريم ذات أهمية طبية وعلاجية عظيمة حيث تساعد في الشفاء من الكثير من الأمراض منها الروماتيزم، التهاب المفاصل، الالتهاب الليفي والعضلي، الالتهاب العصبي، الروماتويد، كما تعالج العديد من الأمراض الوظيفية والعصبية، علاج النقرس المزمن، الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي.
تلك الفوائد العلاجية الهائلة هي ما جعلت الكثير من السياح من حدب وصوب والذين قد لجئوا إلى العلاجات الطبية والدوائية المعتادة دون أن تأتي إليهم بالنتائج التي كانوا يأملونها، ولن يكون لهم أثناء البحث حول طرق فعالة للعلاج مثل مياه عيون موسى الغنية بالكبريت، والصوديوم وغيرها من العناصر ذات الخصائص العلاجية التي تمثل معجزة وعلامة جلية على قدرة الله سبحانه العظيمة.
عيون موسى الأردنية
يوجد ما يعرف بعيون موسى في دولة الأردن بمحافظة مأدبا بالمنطقة الواقعة أعلى سفح وادي سحيق، والذي ينخفض عن مستوى سطح البحر بما يعادل مائة وخمسون متراً، كذلك فإن تلك العيون يجيط بها العديد من الجبال ذات الارتفاع الشاهق واللون الدامن، ومن خلال الشقوق تنهمر الصخور والشلالات مما جعلها من أهم المناطق السياحية بالأردن إذ أنها تمتلك أرضاً خصبة ومناخ معتدل في فصل الشتاء، ولكنه شديد الحرارة بالصيف.
يرجع السبب في تسمية عيون موسى في المملكة الأردنية الهاشمية إلى نبي الله موسى عليه السلام أيضاً كما هو الحال في عيون موسى بمصر حينما ضرب الصخر بعصاه فانفجرت العين لتنبع منها الماء إلى اتباع موسى الذين رفضوا الانصياع لأمر فرعون.
يوجد بمنطقة عيون موسى الأردنية ما يزيد عن ستة كنائس بيزنطية وبقايا لآثار قصور قديمة، أما في العصر الحالي فقد تم زراعة المنطقة بالكثير من أنواع الأشجار منها العنب، الزيتون، والرمان والعديد من أصناف الفواكه، مما جعل الكثير من السياح يتوافدون إليها من جميع المعتقدات والأديان، والجدير بالذكر أنها تعد المزار السياحي الأول لأهالي وأبناء محافظة مأدبا، وغيرها من محافظات الأردن الأخرى خاصة في أيام الجمعة والعطلات الرسمية بهدف الاستمتاع بشلالات العيون والينابيع، فضلاً عن المغارة ذات المياه الحارة والباردة المنحدرة من أعلى سفحها.
احداث عيون موسى
يرجع علماء الدين الإسلامي ظهور ونشأة عيون موسى إلى عهد نبي الله موسى عليه السلام وهو ما ورد بالقرآن الكريم في قوله تعالى “وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ” (البقرة:60)، مما جعلها ذات مكانة دينية رفيعة إذ أنها تمثل واحدة من أعظم المعجزات الدينية حيث إنها قد انفجرت عقب حديث كليم الله موسى مع خالقه جل وعلا.
تم الانفجار بواسطة عصا موسى التي كان يستعين بها في رعي الغنم والاتكاء عليها أثناء السير، وكان في انفجارها امتثالاً لأمر الله العلي الحكيم حتى يرتوي منها أتباع موسى الذين رفضوا اتباع فرعون مدعي الربوبية والدخول في دين موسى ففروا من ظلم فرعون وأعوانه إلى مصر من الديار المقدسة، ففجر لهم الله تعالى تلك العيون لكي يشربوا وتنبت لهم الحشائش والزروع والكثير من أشجار النخيل.
الحفاظ على عيون موسى
أكد وزير الآثار المصري (خالد عناني) في زيارة له لسيناء تفقد بها منطقة عيون موسى وما يتم بها من مشروع تطوير يتضمن مد المنطقة بالإنارة التي تحتاج إليها وإنشاء ممرات وممشى تبلغان من الطول ألف ومئتان متر لتسهيل الزيارات السياحية والعلاجية إليها، حيث أكد وزير الآثار أن منطقة عيون موسى تعد من أهم المواقع الأثرية بمصر خاصةً بعد أن كشفت بعثة تابعة لهيئة الآثار المصرية أنها تتضمن منطقة صناعية ترجع للعصر الروماني متخصصة في صناعة الفخار، ولذلك لابد من الحفاظ على ما تبقى من مصدر للمياه العذبة والعلاجية المتدفقة منها وجعلها منتج صحي للسياحة العلاجية.
حمامات فرعون
كثيراً ما يحدث خلط لدى البعض بين حمامات فرعون وعيون موسى معتقدين أن الاسمين يشيران إلى مكان واحد ولكن الحقيقة تختلف عن ذلك حيث إنهما منطقتين قريبتين من بعضهما ولكنهما ليستا واحدة، حيث إن حمام فرعون هي عبارة عن تجمع لعيون المياه الطبيعية والكبريتية بمصر وتقع تحديداً في مدينة أبو زنيمة بمحافظة جنوب سيناء جنوب مدينة رأس سدر، على بعد مائة وعشرة كيلو متراً من مدينة الطور التي تتواجد لها عيون موسى.
حمام فرعون عبارة عن خمسة عشر عيناً يتدقف منها المياه الساخنة من داخل مغارة بقلب الجبل القريب من شاطئ له هيئة البركة بحيث تضخ ما يعادل ثلاثة آلاف متر مكعب في اليوم والتي تصل درجة حرارة المياه النابعة منها اثنان وتسعون درجة مئوية تقريباً مما يجعلها قد صنفت من بين أكثر عيون الماء الموجودة بالمصر حرارة والتي تبلغ تلك العيون جميعها 1450 بئر وينبوع وعين.
تتمتع منطقة حمام فرعون بالمناخ المعتدل على مدار العام والمساحات الشاسعة من الرمال التي يمكن الاستعانة بها في الأغراض الشفائية والعلاجية، ونظراً لموقعها الممتاز الذي يحيط به سلسلة من الجبال الشاهقة تم إقامة منتجع سياحي صحي بها إنشائه في مصر وكذلك الشرق الأوسط والذي تم تصميمه على هيئة مركز متخصص في العلاج البيئي يجمع ما بين العديد من الأنشطة منها السياحي، الرياضي والترفيهي. [3]