الانترنت وعلاقته بالوسائط المتعددة
أصبح الإنترنت وسيلة أساسية لفئة كبيرة من البشر، بعدما اعتمدت كبرى المؤسسات الحكومية والخاصة على تقنيات الإنترنت الحديثة، فقد أصبحت الشبكة العنكبوتية جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للإنسان في مختلف المجتمعات، إذ تم استخدام الإنترنت على النطاق التعليمي والاقتصادي والسياسي والترفيهي، وأصبح أحد الأعمدة الأساسية لأنظمة كثيرة، أما عن الإنترنت وعلاقته بالوسائط المتعددة فهي علاقة متأصلة، إذ ساهم الإنترنت في تطوير مفهوم الاعتماد على الوسائط بمجالات عدة، وأصبح حجر أساس لاستخدام الوسائط المتعددة خاصًة على الصعيد التعليمي.
تعريف الإنترنت و استخداماته
الإنترنت (بالإنجليزية: Internet) هي شبكة عالمية تربط بين أنظمة الحاسوب في جميع أنحاء العالم، لذا أطلق عليها اسم ” الشبكة العنكبوتية “، تتضمن تلك الشبكة العديد من خطوط البيانات، ذات النطاق الترددي العالي، ذلك النطاق الذي يعتبر بمثابة العمود الفقري لاتصال الإنترنت في العالم، إذ ترتبط هذه الخطوط بمحاور الإنترنت الرئيسية، تلك التي تقوم بتوزيع البيانات على مواقع أخرى، مثل مزودي خدمات الإنترنت وخوادم الويب المختلفة.
ترتبط إمكانية الاتصال بالإنترنت بإمكانية الوصول إلى مزود الخدمة (ISP)، ذلك المزود الذي يلعب دور الوسيط بين الجهاز المُستخدم والإنترنت نفسه، ويحدث ذلك الاتصال لدى معظم مزودي الخدمة عن طريق الكابلات أو الألياف، التي تعرف باسم DSL، كما يتم الاتصال بالإنترنت عن طريق واي فاي WIFI، عن طريق إشارات الاتصال الموجهة إلى مزود الخدمة. [1]
أما استخدامات الإنترنت فتتمثل في الآتي:
- إرسال واستقبال الرسائل البريدية عبر المواقع المختلفة، إذ أطلقت العديد من الشركات العالمية تطبيقات إرسال واستقبال رسائل البريد، فقد أكدت الإحصائيات أن ما لا يقل عن 85% من مستخدمي الإنترنت يقومون بإرسال واستلام الرسائل.
- يستخدم الإنترنت في عمل الدراسات والأبحاث.
- يستخدم الإنترنت في تحميل الملفات بأنواعها المختلفة لأغراض متعددة.
- يساعد الإنترنت على تكوين مجموعات المناقشة عبر وسائل التواصل المختلفة.
- قد يساعدك الإنترنت على الخروج عن الواقع، وخوض جولات الألعاب التفاعلية بأنواعها المختلفة، بهدف التسلية وإراحة الذهن من ضغوط الحياة اليومية.
- يساهم الإنترنت في التعلم عن بعد وتطوير الذات بصورة أكبر.
- يساعد الإنترنت على معرفة آخر الأخبار على كافة الأصعدة، فالتعرف على أخبار السياسة والفن والطقس وأهم الأحداث الجارية في العالم، جميعها أخبار متاحة عبر الصحف الإلكترونية المتوفرة عبر الإنترنت.
- يستخدم الإنترنت في البحث عن الوظائف من خلال الإعلانات المبوبة.
- التسوق عبر الإنترنت أصبح ميزة إلكترونية متاحة في مختلف أنحاء العالم.
- الترفيه بصفة عامة من مشاهدة أفلام ومسلسلات وبرامج. [2]
تعريف الوسائط المتعددة
تمثل الوسائط المتعددة (بالإنجليزية: multimedia) تكامل لأشكال مختلفة من الوسائط، وهذا يشمل النصوص والرسومات والفيديو والصوت وما إلى ذلك، فعلى سبيل المثال، تعتبر العروض التقديمية التي تتضمن صورة وصوت وفيديو عرضًا للوسائط المتعددة، إذ تسمى البرامج التعليمية التي تتضمن الرسوم المتحركة والصوت والنص ” برمجيات وسائط متعددة “، وكذلك تسمى الأقراص المضغوطة وأقراص DVD ” تنسيقات الوسائط المتعددة “، إذ يمكن لتلك الأقراص تخزين البيانات.
من الجدير بالذكر أن التقدم الذي يعيشه الإنترنت في الآونة الحالية أصبح يتطلب سرعات ومساحة تخزين أكبر، وهذا يترتب عليه توفير مساحة أكبر لملفات الوسائط على الحاسوب أو الجوال، على نفس السياق نجد أن مصطلح الوسائط المتعددة لم يعُد من المصطلحات المستخدمة بكثرة في هذه الأيام، إذ كان يستخدم بصورة أكبر في تسعينيات القرن الماضي. [3]
أنواع الوسائط المتعددة
تنقسم أنواع الوسائط المتعددة إلى العناصر الآتية:
- المواد النصية: تعيدنا المواد النصية إلى بدايات التعامل مع الإنترنت، إذ اقتصر التعامل بواسطة الإنترنت في تلك الآونة على المواد النصية، لكن تلك الوسيلة لم تندثر مع مرور الزمن، بل تم اعتمادها كوسيلة أساسية والإضافة إليها.
- الصور: ربما تكون الصور التوضيحية هي الشكل الأقدم للوسائل المرئية، إذ سبقت الصور التوضيحية كافة الوسائل المرئية المتطورة التي نعاصرها الآن، ومع نمو التكنولوجيا الحديثة والاتصالات الإلكترونية؛ تم تعزيز أشكال النصوص المرئية باستعمال الصور الفوتوغرافية والأيقونات، بهدف زيادة فهم المعلومات المقدمة.
- الملفات الصوتية: تعتبر الملفات الصوتية أحد أهم أنواع الوسائط المتعددة، نظرًا لاعتمادها على توصيل المعلومات بواسطة الإشارات الصوتية.
- عروض الفيديو: يقدم الفيديو صور متحركة، وغالبًا ما يجمع بين الصورة والصوت للحصول على تجربة وسائط متعددة جذابة، كذلك يمكن أن تتضمن مقاطع الفيديو بعض النصوص المرئية، وتعتبر عروض الفيديو أحد أكثر وسائل الوسائط المتعددة استهلاكًا للذاكرة، وهذا لكلًا من الحاسوب والجوال.
- أشكال الرسوم المتحركة: تشكل الرسوم المتحركة حلقة وصل بين الصور الثابتة ومقاطع الفيديو، فملفات GIF ما هي إلا ملفات صغيرة، تقوم بتقديم صورة ثابتة أو مجموعة من الصور، وتنقلها بسرعة لإضفاء مظهر الحركة إليها، فتظهر وكأنها مقطع فيديو قصير لا يتخطى ثوانٍ معدودة. [4]
الانترنت وعلاقته بالوسائط المتعددة
ساهم الإنترنت بصورة كبيرة في تطوير خصائص الوسائط المتعددة، وذلك من خلال مد هذه الوسائط بالعديد من المصادر، فالاعتماد على الوسائط التعليمية على الصعيد التعليمي تأثر بصورة إيجابية بإدخال الإنترنت، فقد ساعد التقنيات الحديثة كافة المتعلمين على تلقي المناهج الدراسية المرئية والمسموعة من مصادر مختلفة، فالإنترنت قد استطاع تقريب المسافات.
الجدير بالذكر أن الإنترنت قد استطاع دمج التقنيات ببيئة الأعمال، فقد غيّر من طبيعة العمل داخل المؤسسات، ليجعلها بيئة أكثر تطورًا مما كانت عليه من قبل، من خلال التوسيع من دوائر الاتصال بين العاملين بالمؤسسة الواحدة، وتمكينهم من التواصل مع بعضهم البعض بصورة أكثر سهولة وفاعلية.
الجدير بالذكر أن الإنترنت وعلاقته بالوسائط المتعددة لم تقتصر فقط على مجال التعلم، فقد أدى إدخال تكنولوجيا الإنترنت إلى الوسائط المتعددة بالمؤسسات إلى زيادة العمل بفاعلية أكبر. [5]
استخدام الوسائط المتعددة في التعليم
ساهمت الوسائط المتعددة بمساعدة استخدام الإنترنت في تعزيز تقدم العملية التعليمية بمختلف دول العالم، إذ قطعت التكنولوجيا التعليمية شوطًا طويلًا منذ تسعينيات القرن الماضي حتى اليوم، ففي نهاية القرن العشرين ساعدت التكنولوجيا الرقمية على دمج الموارد المتاحة في حزمة مريحة وقابلة للإدارة، بينما في الوقت الحاضر أصبح بإمكان أجهزة الكمبيوتر تقديم الفيديو والصوت والصورة والنصوص المرئية والرسوم المتحركة بنفس العرض، فالتقنيات التكنولوجية الحديثة زادت من قيمة الوسائط المتعددة في الحقل التعليمي، وجعلتها أكثر تأثيرًا من ذي قبل، الأمر الذي ساهم بصورة واضحة في تطور العملية التعليمية. [6]
عيوب الوسائط المتعددة
على الرغم من امتلاك الوسائط المتعددة سلسلة من المميزات، إلا أنها كذلك تمتلك مجموعة من العيوب، وعيوب الوسائط المتعددة تتمثل في الآتي:
- زيادة التكلفة الإنتاجية للوسائط المتعددة، نظرًا لاعتماد تلك الوسائط على مجموعة مختلفة من أشكال الملفات، وهذا بالطبع يحتاج إلى تكلفة أعلى.
- يتطلب تشغيل الوسائط المتعددة أجهزة إلكترونية قادرة على إنتاج الوسائط وتشغليها، وهذا بالطبع يحتاج إلى امتلاك ما يكفي من النفقات للحصول على وسائط ذات جودة عالية وتشغليها بشكل جيد.
- تشغيل الوسائط المتعددة يعتمد في الغالب على الكهرباء، وهذا أيضًا يحتاج إلى نفقات إضافية لاستهلاك الكهرباء، كما أن تشغيل الوسائط بواسطة الكهرباء ربما يفشل في حالة انقطاع التيار الكهربي.
- استخدام الوسائط المتعددة في بعض الأحيان يشتت الانتباه، نظرًا للاعتماد على مجموعة مختلفة من المؤثرات، مما قد يصرف الانتباه عن المحتوى، بسبب التركيز على المؤثرات المستخدمة.
- يتطلب إنتاج وتشغيل الوسائط المتعددة بعض الوقت، على عكس الطرق التقليدية لإيصال المعلومات.
- تتطلب الوسائط المتعددة ممارسة متسقة وطويلة حتى يتم إتقانها. [7]