هل يجب أن يكون الإنسان مثاليا
المثالية هي عدو للناس وفخ وقعوا في شراكه، غالبا ما يسأل الشخص نفسه. متى يكون الشيء الذي أفعله كافيا؟ ويقوم الشخص بشكل مستمر بالطموح للوصول إلى درجات أعلى، ومال أكثر، وجمال وعقل وجوائز، ولكن بغض النظر عن الكمية التي يكسبها، فإنه لا يشعر بالاكتفاء أو بالرضا عن نفسه إنما يقود ذلك فقط في رحلة الكمال التي لا تنتهي.
هذا الإحساس يحدث عندما يتوقع الشخص من نفسه أشياء لا يتوقع من الآخرين، هذه الحالة هي إجبار النفس على العمل حتى الإنهاك في أمل الحصول على الأشياء الكاملة وتحقيق الإنجازات. هذا الشعور في النهاية بحث الإنسان على تقدير نفسه بالاعتماد على الإنجازات الخارجية، والشعور بأنه يجب أن يثبت شيء لنفسه او من حوله طوال الوقت، لذا تتراكم مشاعر الذنب والإرهاق وكره الذات، هذه العملية تشبه بشكل مجازي الإنسان الذي يقوم بجلد نفسه باستمرار
ما هي المثالية
المثالية تكون موجودة بشكل قوي في خوف الإنسان من ارتكاب الأخطاء، عندما يخشى الإنسان من الأشياء التالية التي يمكن أن تحدث، فإنه لا يقوم عندها باختيار أفضل الخيارات
بدلا من ذلك، يقوم الشخص بتقليص اختياراته لأنه يؤمن بأنه غير قادر على تحمل نتائج خياراته إذا كانت سلبية. السماح لنفسك بالانصياع نحو المثالية يشبه تماما العمل باستمرار وبشكل لا ينتهي، حتى عندما يصل الإنسان إلى هدفه الأساسي، يقوم برفع الأهداف كل مرة، حتى عندما ينجز عمل ما فإنه لا يكافئ نفسه، إنما يتساءل كيف كان من الممكن أن يحدث ذلك بشكل أفضل
الشعور بهذه الطريقة يحدث بسبب كمية الضغط الرهيبة من المجتمع وحث الإنسان على أن يكون مثاليا، يتم دفع الإنسان ليشعر وكأن هناك شيء خاطئ يحدث معه إذا مكان لا يزال أعزبا في سن معينة، أو لا يملك ما يكفي من المال، أو ليس لديه قائمة كبيرة من المعارف الاجتماعية، أو لا يبدو بشكل معين، أو يلبس بشكل قديم الطراز، وفي خضم كل تلك الضغوط المستمرة، من السهل جدا أن ينسى الشخص كل الأشياء العظيمة والفريدة التي تتعلق به
متى تظهر المثالية
المثالية تظهر عندما يحتاج الشخص التقدير من الأشخاص الآخرين، ويعتمد على آرائهم وتقييمهم كي يقدر نفسه. هذا الشعور هو شعور خادع، لأن الناس عادة لا يجعلون أي شخص يشعر كما ينبغي، لذللك هذه القرار هو شيء يجب أن يقوم به الشخص لنفسه، ويقوم هو بتقدير ما هو الشيء الكافي أو غير الكافي، والمسافة التي يريد ان يجتازها الشخص، وهذه الأمور تكون فعالة بشكل أكبر عندما تكون مدفوعة من خلال القيم الداخلية.
الحاجة للتقدير في أعين الناس سوف يدفع الشخص في النهاية إلى عدم الرضا عن نفسه والشعور بأن كل الأشياء التي يقوم بفعلها غير كافية، ويقضي عمره كله بحثا عن الأفضل
لذلك يجب أن يقوم الإنسان بإجراء بعض التغيرات في حياته وأن يدرك أهميته، وعندما يقوم بفعل ذلك، يستطيع اتخاذ القرار الذي يجده مناسب في كل موقف يواجهه. وعندها يكون كل موقف يواجهه في الحياة بمثابة دليل كي يجد روحه الحقيقية ويتخلص من الحاجة الملحة بأن يكون إنسانا كاملا، وذلك من خلال:[1]
طرق التخلص من المثالية المرضية
الإقرار بالمثالية
الخطوة الأولى في التخلي عن المثالية هي إقرارها والاعتراف بأن الشخص يقوم بها، عندما يدرك الشخص الكمالية كسلوك، يمكنه حينها تغييرها. من السهل تغيير السلوك أكثر من الأشياء التي تكون مطبوعة في الشخصية.
عندما يقوم الشخص بالإدراك بأنه يسعى إلى المثالية بشكل مفرط، يمكن أن يفكر بالأمور التي تدفعه للسعي نحوها.
معرفة الفائدة من المثالية
معرفة وإدراك السبب الذي يدفع الإنسان أن يتحدى نفسه ويجهدها من خلال معايير عالية جدا هو أيضا أمر مفيد. مثل أي عادة أخرى، المثالية يجب أن تخدم جزءا منك، ولا يجب ان تقوم أنت بخدمتها.
المثالية بالنسبة لبعض الأشخاص هي مزيج من المخاوف (مثل الخوف من الشيء الذي يمكن ان يحدث إذا لم يتصرف الشخص بشكل مثالي)، أو السعي نحو المجد، وبالطبع هناك انعدام الثقة أو قلة تقدير النفس الذي يكون حافزا كبير في السعي نحو المثالية
إدراك وتحديد المعتقدات التي تدفع الشخص نحو المثالية هو ببساطة خطوة جيدة جدا من أجل تغييرها، يمكن أن يختار الشخص المعتقدات التي يريد أن يؤمن بها، والأشياء التي يريد ان يعمل من أجلها
مواجهة المخاوف
المثالية هي عادة ما تكون طريقة للهروب من الفشل، لكن عقلية الوقاية هي ليست الأفضل من اجل النجاح والإنتاجية والتفكير المتقد
للتخلص من هذا الشعور، من المفيد أن يفكر الإنسان أسوأ الأشياء التي يمكن أن تحدث، ومدى شيوع أو ندرة حدوثها، وإدراك أنه هناك شيء يمكن ان يفعله الشخص في تلك الحالة
إذا كان الشخص يحب البطولات، فمن المفيد أن يصنع لائحة تضم أسوأ الأشياء التي يمكن ان تحدث مع أفضل الأشياء، ثم التحدث عن تلك الأشياء إلى شخص يثق به، التخلص من الأفكار السوداء هي عملية مهمة جدا وإخراجها إلى الهواء الطلق يزيل فاعليتها
تحديد المعايير المطلوبة
يجب تغيير معيار المثالية من أحل كل شيء يقوم به الشخص. من المفيد أن يسأل الشخص نفسه عن المعيار الذي يحتاجه العمل الذي يقوم به. هل يريدون العمل أن يجرى بسرعة، أم بتأني وبطء، أم شيء بين الاثنين
هذه العملية تساعد الشخص على التقليل من ضياع الوقت وهو يقوم بالعمل على شيء ما بشكل مثالي عندما لا يكون ذلك مطلوبا، حيث من المحتمل أن يكون المطلوب هو إنجاز كمية أكبر من العمل دون التركيز بشدة على جودة الشيء الواحد.
هذا الترتيب يشبع ترتيب النقل، أي في بعض الأحيان لا يجدر بك إلا اصطحاب الليموزين وفي أحيان أخرى تكون الدراجة كافية وتفي بالغرض. يجب أن يتأكد الشخص من أن يسأل أولا قبل أن يقوم بإنجاز العمل
حدد معاييرك الخاصة
الأشخاص الذين يكون لديهم معاير فائقة يجدون صعوبة في التخلي عنها، يعتقدون أنهم يجب عليهم أن يتجاوزوا ما هو متوقع كي ينجزوا العمل بشكل مثالي
يجب تبني معيار جيد بما يكفي، هذا المعيار يسمح للشخص أن يتقبل ما وضعه الأخرين كمعيار وأن يقف عنده، وبينما يصعب على الشخص المثالي تقبل معيار سريع ولكن غير دقيق، يجب عليه أن يتبنى اكثر فكرة جيد بما يكفي كي يستطيع أن يتخلى عن فكرة التفوق في الأداء عندما لا يكون ذلك ضروريا
ثانيا، يجب تبني فكرة وضع المعايير التي تتوافق مع الظروف الحالية، أي وضع معايير مختلفة في أحوال مختلفة، على سبيل المثال، في بعض المقابلات يكون تقدين الرسوم التخطيطية المرسومة يدويا كافيا ولا يحتاج الشخص إلى تحويلها لرسوم جاهزة على الحاسوب، هذا العمل يكون جيد بما يكفي، وفي بعض المقابلات الأخرى مع عملاء آخرين، يجب أن يقدم الشخص عروضا تتوافق مع ما يطلبونه وليس مع ما هو مثالي
في نفس الوقت الذي يقوم فيه الشخص بتعديل المعايير لنفسه، يجب التأكد من تطبيق هذه المعايير التفاضلية على فريقه أيضًا. لذلك لا يجب أن يتخلص الشخص من الكمال لنفسه ثم يقم بتحويل الكمال إلى الآخرين.[2]