ماهي اضرار افلاتوكسين
هناك عدد هائل جدًا من أنواع الكائنات الحية الدقيقة التي يُمثل بعضها فائدة كبيرة للإنسان ؛ في حين أن البعض الاخر من تلك الكائنات يُعتبر بعضها ضار جدًا ويؤدي إلى حدوث عدد هائل من الأضرار الصحية الخطيرة عند وصولها إلى جسم الإنسان ومن أشهرها العديد من أنواع البكتيريا الضارة والفيروسات والفطريات أيضًا ، وتُعد السموم الفطرية من أهم الكائنات التي تترك تأثير سلبي تمامًا على الصحة ومنها الأفلاتوكسين .
السموم الفطرية
أشارت منظمة الصحة العالمية WHO إلى أن السموم الفطرية هي عبارة عن بعض المركبات السامة التي يتم إنتاجها بواسطة بعض
أنواع الفطريات
والعفن بشكل طبيعي ، حيث أن تلك الفطريات التي تكون قادرة على إنتاج هذه السموم هي التي تتطفل وتتغذى على بعض أنواع الطعام مثل الفواكه المجففة والحبوب الغذائية والتوابل ، وربما تتكون هذه السموم قبل حصاد المزروعات وربما تتكون أثناء عملية التخزين ، غير أن بعض عوامل وظروف البيئة تُعزز من تكوين السموم الفطرية مثل الحرارة المرتفعة أو حالات الرطوبة والبلل ، أما خطورة تلك السموم ؛ فهي تكمن في قدرها على تحمل عملية المعاجلة الكيميائية للأغذية دون أن يتم القضلء عليها [1] .
مادة الأفلاتوكسين
مادة الأفلاتوكسين Aflatoxin هي عبارة عن أحد أنواع السموم الفطرية التي تتكون في الفطريات أو العفن ، وهي متواحدة بكثرة في بعض المحاصيل وأهمها القطن والسوداني والذرة ، ويتم إنتاج الأفلاتوكسين بواسطة فطر يُعرف باسم ( Aspergillus flavus ) ، وينتشر هذا الفطر بكثرة في الأراضي الجافة والأماكن الاستوائية ، وقد أشارت الدراسات العلمية إلى أنه يُوجد عدة أنواع من سموم الأفلاتوكسين والتي قد تصل إلى اكثر من ثلاثة عشر نوعًا وأخطرها هو النوع الذي يحمل رمز B1 .
اضرار الأفلاتوكسين
نظرًا إلى أن تلك المواد الناتجة عن الفطريات ما هي إلّا سموم ؛ فإن وصولها إلى جسم الإنسان عندما يقوم بتناول
المحاصيل الزراعية
أو الأطعمة الملوثة بهذه الفطريات وهذه المادة أو من خلال استنشاق الغبار الملوث بتلك المادة في الحثول الزراعية ؛ فهذا يؤدي إلى وصول السموم إلى الدم وبعض أعضاء وانسجة الجسم والإصابة بعدد كبير من الأمراض .
حيث أن الكبد هو المسؤول على تحليل وتكسير أي سموم تصل إلى الجسم ، ومن ثَم ؛ فإن وصول تلك المادة إلى الكبد بمقدار كبير يؤثر بشكل سلبي تمامًا على صحة وسلامة الخلايا الكبدية وربما يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بسرطان الكبد .
طرق الوقاية من الأفلاتوكسين
من المؤسف أن انتشار تلك المادة يكون بمعدل أكبر في الدول النامية ولا سيما أن الكثير من أبنائها لا يلتفتون إلى تاريخ انتهاء الصلاحية الخاصة بالمنتجات الغذائية ، غير أن المناخ ودرجة الحرارة المرتفعة أيضًا في معظم تلك الدول ؛ تُعتبر بيئة مناسبة جدًا لنمو وتكاثر الفكر المنتج لمادة الأفلاتوكسين السامة ، وقد أشار بعض العلماء والباحثين والأطباء إلى أن أفضل سبل الوقاية من تلك المادة السامة يتلخص في النقاط التالية [2] :
-الحرص على عدم تناول المنتجات الغذائية المُعلبة والفواكه المجففة التي قد مر على تاريخ إنتاجها وقتًا طويلًا .
-الحرص على شراء منتجات الألبان واللحوم من مصار ىمنة وموثوقة والبُعد عن المنتجات مجهواة المصدر، ولا سيما أن الفطر المنتج لمادة الأفلاتوكسين يكون نشطًا في أجسام الحيوانات أيضًا .
-التخلص من الحبوب الغذائية المُخزنة منذ وقت طويل سواء ف المتاجر أو المنازل وخصوصًا الذرة ، والفول السوداني ، والمكسرات مثل الجوز واللوز، والتين ، وبذور القطن ، وفول الصويا ، وحبوب الكينوا .
-كما يجب أن يُدرك الجميع أن طهي الطعام على درجات حرارة مرتفعة ؛ لن يُساعد على تكسير مادة الأفلاتوكسين أو التخلص منها ؛ لأنها قادرة على تحمل درجات الحرارة وتحمل أي من تفاعلات المعالجة الكيميائية لتلك الأطعمة ، وبالتالي ؛ فإن استخدام المواد التي ينمو بها هذا الفطر بعد طهيها أو تنظيفها ؛ لن يُساعد على التخلص من تأثيرها الضار .
طرق تقليل تكوين مادة الأفلاتوكسين
هناك بعض النصائح التي قد أشار إليها العلماء من أجل الحد من معدل تكوين مادة الأفلاتوكسين ، مثل :
-عدم شراء كميات كبيرة من الحبوب الغذائية مثل الذرة وفول الصويا والكينوا أو المكسرات ، من أجل عدم الحاجة إلى تخزينها لوقت طويل ، حيث يجب أن يتم استهلاك هذه المواد عند تخزينها بالمنزل في فترة زمنية لا تزيد عن شهرين .
-الحرص على شراء المواد الغذائية والفواكه الطازجة قدر الإمكان والاعتماد أيضًا على المنتجات المحلية التي يقوم بإنتاجها صغار المزارعون ؛ لأنهم يقومون بحصادها بشكل دوري ولا يتم تخزينها لديهم فترات طويلة نظرًا لانخفاض الكمية .
-عند تخزين الحبوب والفول السوداني والذرة وغيرهم من المنتجات الغذائية التي قد ينمو بها الفطر وتتكون بها مادة الأفلاتوكسين ؛ فهنا من المهم ان يتم تخزينها ف الثلاجات عند درجات حرارة منخفضة ، بل ويُفضل أضًا حفظها في المجمد عند درجات حرارة حت الصفر ، ولا سيما عند الرغبة في حفظها سليمة وصحية لوقت طويل .
-نقع المواد الغذائية والأطعمة التي قد تحتوي على مادة الأفلاتوكسين لفترة زمنية كافية في المنزل قبل تناولها ؛ ربما يُساعد على تقليل نسبة الأفلاتوكسين في الطعام ؛ لأنه قد يُساعد على إزالة جزء كبير من العفن المنتج له .
-هناك بعض الأدلة التي قد أشارت إلى أن تناول الأطعمة الطاردة للسموم من الجسم مثل الجزر والكفرس من شأنه أن يُقلل من تأثير المواد المُسرطنة على الكبد ويُساعد أيضًا على تنظيف الكلى ,
-أشارت بعض الدراسات البحثية الحديثة إلى أن استهلاك
مادة الكلوروفيل
وهي المادة الموجودة في أوراق النباتات ذات اللون الأخضر تعمل على تقلي التأثير السام لمادة الأفلاتوكسين وخصوصًا من النوع B1 ؛ حيث أنها تعمل على تقليل الوفرة الحيوية لتلك المادة في الجسم [3] .
-كما أن عشبة
حليب الشوك
(الحرشوف البري) ، ووجذور الهندباء والخطمى أيضًا تعمل على تطهير الكبد من السموم بشكل كبير وتقلل من امتصاصها في الأمعاء .
-وفي حالة ثبوت وصول مادة الأفلاتوكسين إلى الجسم ؛ فإن بعض الدراسات قد أشارت أيضًا إلى أن استخدام الفحم النشط قد يُساعد على تقليل حدة وخطورة ذلك ؛ نظرًا إلى أنه يتحد مع عفن الأفلاتوكسين ويحملها خارج الجسم بسهولة .
-واستهلاك حمض اللاكتيك أيضًا وخصوصًا في البراعم والحبوب المخمرة تُسعد على تقليل تأثير سموم الأفلاتوكسين ؛ نظرًا إلى حدوث منافسة بين تأثير الفطر وتأثير البكتيريا في الجسم ، ومن ثَم ؛ يكون معدل التأثير السلبي لمادة الأفلاتوكسين أقل .
ويُذكر أن المواد المسرطنة مثل مادة الأفلاتوكسين تُعد من أقوى المواد التي تتداخل بشكل سريع جدًا مع الخلايا الكبدية Hepatocytes وتؤدي إلى حدوث تلف كبير بها وتليف ينتهي بالتدمير التام للخلايا وتوقفها عن وظائفها الإخراجية والتصنيعية والتكسيرية ، وفي الكثير من الأحيان ؛ ينتهي الأمر بالإصابة بسرطان الكبد ؛ وهذا يُوضح أهمية الحرص على تجنب تناول المواد التي يكثر تكوين تلك المادة بها قدر الإمكان والحرص على تناول الحبوب والخضروات والفواكه الطازجة .