ما هي اخلاقيات منظمات الأعمال
تُقدر أخلاقيات منظمات الأعمال على اتساع مجالاتها، واختلافاتها، لأنها التي تؤسس علاقة الشركة كممثل للتجارة، والتسويق، بالمستهلك أو الجمهور الذي تعمل الشركة في الأساس لتلبية احتياجاته من خلال منتجاتها. وترتقي من خلال أخلاقياتها بمسيرة نجاحها، وإتخاذ مكانتها على مستوى العالم. فما هي أخلاقيات منظمات الأعمال؟
اخلاقيات منظمات الأعمال
- تُعرف أخلاقيات العمل بأنها دراسة الممارسات، والسياسات، التجارية المناسبة يما يتعلق بالموضوعات التي يُحتمل أن تكون مثيرة للجدل، بما في ذلك حوكمة الشركات، والتداول من الداخل، والرشوة، والتمييز، والمسؤولية الاجتماعية للشركات، والمسؤوليات الائتمانية.
- غالباً ما يوجه القانون أخلاقيات العمل، ولكن في أحيان أخرى توفر أخلاقيات العمل إرشادات أساسية يُمكن للشركات اختيار أتباعها؛ للحصول على موافقة ورضاء الجمهور.
- وتتضمن أخلاقيات العمل وجود مستوى أساسي من الثقة بين المستهلكين والأشكال المختلفة من المشاركين في السوق مع الشركات.
- بدأ مفهوم أخلاقيات العملي ستينيات القرن الماضي، حيث أصبحت الشركات أكثر وعياً بالمجتمع النامي القائم على المستهلك والذي أظهر مخاوف بشأن البيئة والأسباب الاجتماعية ومسؤولية الشركات. وكانت السمة المميزة لهذا العقد على التركيز المتزايد على ما يسمى بالقضايا الاجتماعية.
- ومنذ تلك الفترة الزمنية تطور مفهوم أخلاقيات العمل، والتي تتجاوز مجرد مدونة أخلاقية للصواب والخطأ. إنها تحاول التوفيق بين ما يجب على الشركات القيام به بشكل قانوني مقابل الحصول على ميزة تنافسية أخرى مع الشركات الأخرى، فالشركات تقوم بالتعامل مع أخلاقيات العمل بعدة طرق.[1]
- ولقد نوقشت الفكرة الخاصة بكيفية إجراء الأعمال منذ ظهور المقايضة والتجارة لأول مرة، وتظهر مؤلفات أرسطة أنه ناقش أخلاقيات العمل.
- وغدت أخلاقيات العمل موضوع دراسة أكاديمية وفلسفية في السبعينيات، وعندما أصبح مجال دراسة الأعمال أكثر قوة، بدأت الحكومة في تشريع الأفكار الرائدة لهذا المجال تشريعاً قانونياً، وبالتالي إجبار الشركات على الالتزام ببعض اللوائح والقواعد التي اعتبرت قانونية.[2]
أهمية أخلاقيات منظمات الأعمال
- تكمن الأهمية الأولى لأخلاقيات منظمات الأعمال في أنها تحافظ على عمل الشركة ضمن حدود القانون، مما يؤكد على عدم ارتكابها لأية جرائم ضد موظفيها أو عملائها أو المستهلكين بشكل عام أو الأطرف الأخرى. ومع ذلك فإن للشركة عدد آخر من المزايا؛ والتي تساعد من خلالها على ضمان أخلاقيات العمل.
- وفي أهمية تالية ، تبني الشركة علاقتها بالمستهلكين؛ فإذا شعر المستهلك بالثقة في منتاج ما فهذا سيؤدي حتماً إلى تزكيته لهذا المنتج على غيره من المنتجات، ولهذا تعتمد بعض الشركات على بعض أخلاقيات العمل في خططها التسويقية، وذلك بالتركيز على أحد القضايا الاجتماعية وربطها بحملاتها التسويقية الأمر الذي يعطي الفرصة لإشهار علامتها التجارية بشكل عالمي.
- وفي أهمية أخرى تجذب الشركات ومنظمات الأعمال التجارية بمختلف أنواعها فئة المستثمرين بشكل خاص، إذا كان هناك التزاماً واضحاً بأخلاقيات العمل؛ وبالتالي فستتاح الفرصة لتحقيق هذه الشركة لنجاحات كبيرة وبشكل مميز.
- وفرض نظام لأخلاقيات العمل سيتيح الفرصة بدوره لتقدير أكبر لصاحب العمل من جهة، وللموظف المتفاني من جهة؛ وبالتالي سيحقق ذلك إبداعاً في تطوير المؤسسات؛ حيث سيساعد في تطوير نظم إدارية أكثر إبداعاً من قبل كلا الطرفين.[2]
أنواع أخلاقيات منظمات الأعمال
تعتمد منظمات أخلاقيات الأعمال على عدة محاور رئيسية، والتي تظهر من خلالها ما يجب على الجميع تحمل مسؤوليته. ولهذا فلابد للجميع باتباع هذه الأخلاقيات من أجل السعي نحو النجاح.
-
الجدارة بالثقة
: والتي تنطوي في العادة على الشفافية والنزاهة بين جميع الإجراءات والاتصالات، و كونك جدير بالثقة يعني أن يتلمس لك تأثير داخلي وخارجي. فمن جهتهم يقدر المستهلكون الانفتاح والذي يتيح لهم الفرصة للتعرف على كيفية سير الأعمال، وبالمقابل يقدر الموظفون الجودة التي يجدونها فيما يقدمونه من مهام، وما يستشعرونه بعملهم. -
الاحترام
: إن إظهار الاحترام بين الموظفين والعملاء ينطوي على متابعة تنفيذ جميع الوعود، وتقديم اعتذارات صادقة، وتعويضات في حالة حدوث أي شيء؛ فتقليل الاحترام سيؤثر على سمعة الشركة، بسبب عدم إقبال العملاء على الارتباط بالاستفادة منها ومما تقدمه من أعمال أو منتجات، وسيلحق الأمر بالطبع ضرراً كبيرا على الموظفين، مما سيؤدي إلى فقدانهم بشكل سريع. -
ا
لعدل والإنصاف
: يعتبر تحقيق العدل بمنظمات الأعمال من أهم دعائم تحقيق أخلاقيات العمل، فالتلاعب لم يكن يوما سلوكا غير أخلاقياً فحسب، بل إنه غير مربح ولا مفيد؛ وتحقيق الاستفادة للموظف والعميل هي الغالية المُثلى لأي مؤسسة تجارية، ومن المهم تحقيق المساواة بين الجميع. -
الاهتمام
: يُمثل التعاطف مع ظروف العاملين بالمؤسسات، وكذلك ظروف المستهلكين أحد مؤشرات تطبيق أخلاقيات العمل، فتعزيز قنوات ورواب التواصل بين جميع العاملين بالمؤسسة، وبين العاملين والعملاء من جهة أخرى يدعم تحقيق كثير من التصورات الطيبة عن العمل داخل وخارج المؤسسة.[2]
أمثلة على أخلاقيات منظمات الأعمال
- احتياجات العملاء أولاً: تتشارك الشركات التي تبني ثقافة مكان عملها حول وضع احتياجات العملاء أولاً، والعمل على توظيف الأشخاص الذين يعملون وفقاً لهذا الإطار؛ فإذا أتى عميل إلى المتجر ليبحث عن منتج معين، فمن المهم تزويده بكافة ما يحتاجه من أفضل المنتجات بدلا من اللجوء لبيع أي منتج له، أو وصف منتج بعيد عن تلبية احتياجاته.
- الشفافية: إن التزام الشافية من خلال التواصل الواضح في بيئة العمل يعتبر من أهم أخلاقيات منظمات الأعمال. فلا يجب على العاملين ولا المستهلكين الكذب؛ لأن هذا سيؤثر على ميزان الثقة بالشركة بشكل عام؛ فإذا حدثت مشكلة لها صلة بالعلاقات العامة، فلابد من عقد اجتماع فوراً، ومعالجة المشكلة بشكل مباشر مع موظفيها، ولابد حينها من طرح الحلول، وتقبل النقد بتواضع.
- إعطاء الأولوية لتقسيم العمل: يُمثل أحد أوجه الانصاف في محيط بيئة العمل، فمما لاشك فيه أن توفير فرصة العمل المناسبة لقدرات ومهارات كل متقدم هو أحد مؤشرات تحقيق العدالة بمحيط العمل، وهذا ما قد يُسبب جدالاً كبيراً في كثير من الأحيان، وأحد ملامح القوة بالنسبة لإدارة التوظيف يتمثل في تحكيم عملية التوظيف بواسطة موظفين عاملين بالشركة لتجنب حدوث التكرار في تعيين نفس فئة الموظفين؛ وهذا ما سيترتب عليه اتساع المجال أمام وجهات نظر مختلفة للتعيين، وزيادة إمكانية الاختيار لأنواع مختلفة من الموظفين.
- احترام معلومات العملاء: تجمع الكثير من الشركات ببينات عن عملائها تضمن المعلومات الشخصية عنهم، وذلك أثناء القيام بالاحصائيات أو الاستبيانات، سواء أكان ذلك مقابل أجر ، أو بشكل مجاني. المهم أن يتم حماية هذه المعلومات؛ حيث أن ذلك من أولويات العمل التجاري وأبرز أخلاقياته. فعلى سبيل المثال : يمكن للمستشفى أن ينشيء ويفرض سياسات صارمة حول مشاركة الموظفين لمعلومات المريض على وسائل التواصل الاجتماعي. إن امتلاك موظف لهذا النوع من المعلومات في حساباته الشخصية ليس فقط عدم احترام لخصوصية المريض، ولكنه يعرض المستشفى لانتهاك اللوائح.
- توفير المصادر اللازمة للإبلاغ عن السلوك الغير أخلاقي: وعلى سبيل المثال، يجب أن يكون لدى جامعة الأبحاث مكتب محايد للامتثال يتم فصله من الناحية التنظيمية عن مجال الأبحاث الخاص بالمؤسسة، والأمر حينها سيوفر المجال أمام الأكاديميين للإبلاغ عن الدراسات غير الأخلاقية أو الممارسات الضارة بسياق العمل، دون الخوف من حدوث أية تداعيات بمكان العمل.[2]