العصف الذهني المعاكس
مع التطور الفكري والإبداعي الذي يعاصره العالم، كثرت سبُل التفكير وأساليب الإبداع، التي تهدف إلى حل الأزمات وتخطي العوائق والمشكلات التي يواجهها الإنسان بحياته، أو تواجهها مؤسسات العمل، تلك التي تعتمد على فرق العمل الضخمة.
ومع تطور طرق التفكير والإبداع في إيجاد الحلول، ظهر ما يسمى بالعصف الذهني، تلك الطريقة التي تهدف إلى جمع الأفكار المختلفة، والوصول إلى حلول لمختلف الأزمات، من خلال استراتيجية مثالية تحث أفراد الفريق على عصف أذهانهم بصورة عفوية؛ بهدف الوصول إلى الأفكار الإبداعية لتطوير المؤسسة.
تعريف العصف الذهني
العصف الذهني ( بالإنجليزية: Brainstorming)، هي إحدى الطرق التي تستخدمها المؤسسات المختلفة بهدف توليد الأفكار، والتفكير في أساليب مختلفة لحل الأزمات والمشكلات، فالعصف الذهني هو جزء لا يتجزأ من التفكير التصميمي، إذ يتم استخدامه على نحو واسع من قبل الفرق المخصصة لحل الأزمات بالمؤسسات الكبرى.
يتم استخدام العصف الذهني للوصول إلى وسائل غير تقليدية لحل أزمات العمل، فالوسائل التقليدية تمتلك مجموعة من الأخطاء، تلك التي يتم تجنب الوقوع بها عند استخدام العصف الذهني، الذي يعتمد على التفكير الحر العفوي، الأمر الذي يضيف عامل المرونة في حل المشكلات، لذا يعد العصف الذهني أحد أهم الطرق الإبداعية في حل المشكلات بشكل أكثر فاعلية، من خلال حصاد الأفكار الخاصة بالأفراد أو المجموعات، لتغطية المشكلة من جميع الجوانب التي يمكن تخيُلها. [1]
أنواع العصف الذهني
ينقسم العصف الذهني إلى قسمين أساسيين:
- العصف الذهني الفردي: هذا النوع من العصف الذهني يقوم به الفرد بذاته، دون الاختلاط بالجماعة لطرح الأفكار والحلول للأزمات، وقد أظهرت العديد من الدراسات الحديثة أن هذا النوع من التفكير أكثر فاعلية عن السبل الأخرى، إذ يتم العصف الذهني الفردي من خلال 3 مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بتعريف المشكلة، والمرحلة الثانية تكون بتحديد الحل، أما المرحلة الثالثة تأتي من خلال الوصول إلى النتيجة. [2]
- العصف الذهني الجماعي: غالبًا ما يتم الاعتماد على هذا النوع بالمؤسسات الكبرى، من خلال طرح الأسئلة وإعطاء مساحة لكل شخص للتفكير في الحلول المناسبة، وبذلك يتم الوصول إلى مجموعة كبيرة من الأفكار والحلول، وكلما زاد عدد الفريق الذي يستخدم العصف الذهني، كلما زاد عدد الأفكار المطروحة والحلول المتعارف عليها لحل الأزمة. [3]
العصف الذهني المعاكس
العصف الذهني المعاكس (بالإنجليزية: Reverse Brainstorming)، هو أحد التقنيات المستخدمة في العصف الذهني بشكل عام، تلك التقنية تتم من خلال رؤية المشكلات بسهولة أكبر من الحلول، فبدلًا من مطالبة المجموعة المكلفة بعمل عصف ذهني لإيجاد الأفكار التي قد تنجح أو قد تفشل؛ تقوم المجموعة بجمع كافة العوامل التي قد تؤدي إلى إفشال الخطة الرئيسية للعمل.
يتم استخدام العصف الذهني المعاكس بهدف رؤية فجوات خطة العمل بوضوح، بدلًا من العمل فقط على إيجاد عوامل النجاح، فالعمل بتقنية العصف الذهني المعاكس من الممكن أن يؤثر بصورة إيجابية على خطة العمل، وسد فجوات الفشل التي قد تلحق بالخطة، لذا تقوم الكثير من المؤسسات بالاعتماد على مجموعة مختصة بعمل جلسات العصف الذهني المعاكس، لجعل المؤسسة أكثر قدرة على انتقاد الفجوات للتخلص من كابوس الفشل. [4]
قواعد العصف الذهني المعاكس
تنقسم قواعد العصف الذهني المعاكس إلى مجموعة من الخطوات تتمثل في الآتي:
- تحديد التحدي: الخطوة الأولى للقيام بعملية العصف الذهني المعاكس تتمثل في تحديد التحدي، أو المشكلة التي تواجه المؤسسة، من ثم كتابة تلك المشكلة في ورقة بشكل كامل وواضح من دون تحسين.
- عكس التحدي: يتم عمل عكس التحدي أو المشكلة من خلال تبديل سؤال كيف أحل المشكلة، بسؤال كيف يمكنني التسبب في تلك المشكلة؟ أو كيف يمكنني تحقيق التأثير العكسي؟
- العصف الذهني للمشكلة العكسية: يولّد السؤال الذي تم طرحه بالخطوة السابقة مجموعة من الإجابات والأفكار، يجب على الفرد أو الفريق في هذه الخطوة إطلاق العنان للأفكار والحلول الفعالة.
- عكس الحلول إلى أفكار: في هذه المرحلة يتم عكس الحلول التي تم التوصل إليها، إلى أفكار فعالة لحل المشكلة أو التحدي الأصلي.
- التقييم النهائي: في النهاية يتم عمل تقييم متكامل للأفكار والحلول التي تم التوصل إليها، وذلك بعقد مقارنة على أرض الواقع. [5]
إيجابيات العصف الذهني المعاكس
يتسم العصف الذهني المعاكس بمجموعة من الإيجابيات، تلك التي تجعل المؤسسات تسعي إلى تطبيقه بانتظام لإدارة الأزمات.
- عملية العصف الذهني المعاكس أحد أكثر العمليات الذهنية إمتاعًا، لكونها تطلق العنان للأفكار بشكل إبداعي مميز.
- في الكثير من الأحيان يكون العثور على الفجوات الخاصة بالتحدي أسهل من إيجاد سبل النجاح المؤكد.
- نتائج العصف الذهني المعاكس في الكثير من الأحيان تكون مبتكرة ومثيرة للاهتمام.
- يكشف العصف الذهني المعاكس عن قضايا وتحديات هامة لدى المؤسسة.
- التقليل من التوتر والإحباط.
- إخراج المشاركين من حالة اللامبالاة الناتجة عن الضغط، وإدخالهم في حالة عقلية نشطة، نتيجة قلب نظام التفكير المعتاد. [6]
سلبيات العصف الذهني المعاكس
في حين أن العصف الذهني المعاكس أحد الأدوات الرائعة لإدارة الأزمات، إلا أنه كذلك يمتلك مجموعة من السلبيات.
- سهولة الخروج من المسار الصحيح للتفكير في إدارة الأزمة، وذلك في حالة عدم إدارة العصف الذهني المعاكس بشكل صحيح.
- يستغرق العصف الذهني المعاكس وقت أطول من العصف الذهني المعتاد.
- قد يواجه المشاركون في جلسة العصف الذهني المعاكس صعوبة في عملية قلب التعليقات السلبية، من أجل العثور على الحلول الإيجابية التي تحتاج إليها المؤسسة. [6]
تقنيات العصف الذهني
إلى جانب تقنية العصف الذهني المعاكس تأتي تقنيات أخرى، حيث يتم استعمال تلك التقنيات لهدف واحد، وهو الوصول إلى الأفكار والحلول المثالية التي تحتاجها المؤسسة.
- التدوين: يقوم المبدأ العام لهذه التقنية على فصل عملية توليد الأفكار عن المناقشة، إذ يطرح القائد الموضوع العام أو ما يسمى بمحل المناقشة على أعضاء الفريق، من ثم يقوم الأعضاء بتدوين الأفكار التي يتم الوصول إليها بشكل فردي، إذ تعد هذه التقنية إحدى التقنيات المثالية للمشاركين الذين يميلون إلى الطابع الانطوائي؛ بينما يمتلكون أفكار خلاقة.
- التفكير من منظور شخص آخر: يتم اتباع تلك التقنية من خلال التفكير في كيفية تعامل شخص آخر مع المشكلة، مثل مديرك أو أحد مشاهير العالم أو رئيس مجلس إدارة الشركة أو والدك، باختصار يتم التفكير وكأنك شخص آخر ذو فكر مختلف.
- العصف الذهني عبر الإنترنت: استخدام العصف الذهني عبر البريد الإلكتروني بين أفراد العمل يعتبر حل غير علمي، نظرًا لإيجاد صعوبة في عملية أرشفة الأفكار المتداولة بين الأعضاء، فقط يجب البحث عن أكثر وسائل تبادل الأفكار بفاعلية تامة، والاعتماد عليها لخوض تجربة بصرية أكثر تعاونًا لتوليد الأفكار.
- التفكير السريع: تعتمد تقنية التفكير السريع على فرض مدة محددة لتوليد الأفكار، الأمر الذي يؤثر بشكل إيجابي على نسبة كبيرة من البشر، فقد يجعلهم أكثر إبداعًا، وأكثر قدرة على إيجاد عدد كبير من الأفكار في وقت قصير.
- جولة روبن: أو كما يطلق عليها بالإنجليزية Round Robin، تعتمد تلك الطريقة على عرض الموضوع الرئيسي من القائد، من ثم طلب طرح الحلول من قبل كل شخص بالدائرة، التزامًا بالترتيب المقرر له.
- الانفجار النجمي: إنها إحدى التقنيات المذهلة للعصف الذهني، من خلال هذه التقنية يتم طرح أكبر عدد من الأسئلة بدلًا من طرح الأفكار، غالبًا ما يتم الاعتماد على هذه التقنية ببداية جلسة العصف.
- تقنية السلالم: تعتمد تلك التقنية على طرح الموضوع، من ثم إخراج جميع أفراد الفريق من غرفة الاجتماع باستثناء شخصين، يتناقش الشخصان في المشكلة وبعد مرور مدة محددة يتم إدخال شخص ثالث؛ لكي يطرح مجموعة من الأفكار التي توصل إليها، من ثم يتم إدخال الشخص الرابع وهكذا، إذ تعمل تلك التقنية على إنعاش العقل، وزيادة الأفكار وتطويرها بشكل صحيح. [7]