تعريف بأحمد شوقي
الشاعر أحمد شوقي واحد من أهم شعراء مصر، لذا يبحث الكثيرون عن تعريف بأحمد شوقي، أي البحث عن محطات حياته ونشأته وأهم مؤلفاته، وكذلك يتم البحث عن دوره البارز في إثراء الشعر العربي، فهو أمير الشعراء الذي تمكن من الوصول إلى مكانة الريادة بالدراما الشعرية العربية، وقد استطاع أيضًا احتلال مكانة مميزة بين باقي شعراء جيله، لذا لابد من التعرف بصورة أكبر على حياة أحمد شوقي، ومدى مساهمته في إثراء الأدب العربي.
تعريف بأحمد شوقي
قبل التطرق إلى الحديث عن دوره لأمير الشعراء في تطوير الشعر والنثر العربي، سنتعرف أولًا على تعريف بأحمد شوقي وتاريخ حياته ونشأته.
- ولد الشاعر أحمد شوقي في عام 1868، تحديدًا بمحافظة القاهرة.
- تلقى شوقي تعليمه الجامعي في جامعتي مونبلييه وباريس، وذلك بناءً على توجيه من قبل الخديوي، الجدير بالذكر أن شوقي كان فردًا من أفراد عائلة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمحكمة الخديوية؛ مما ساهم في نيل تعليمه الجامعي على نفقة الخديوي.
- تمكن الشاعر أحمد شوقي من الدراسة في فرنسا والتعرف على نمط الحياة الأوروبي، مما ساعده على العودة إلى مصر بروح جديدة وعقل أكثر تفتُحًا.
- بحلول عام 1914 كان شوقي هو الشخصية الأدبية الرائدة في مصر.
- انتقل شوقي إلى المنفى منذ عام 1914، ليمكُث في إسبانيا لمدة 5 سنوات، ومن ثم عاد مرة أخرى إلى البلاد في عام 1919.
- استمر أمير الشعراء في الاستيلاء على الأضواء منذ عودته من المنفى، حتى حصل على لقب “أمير الشعراء”، وكان ذلك في عام 1927.
أما أهم الصفات التي تميز بها هذا الشاعر العظيم، الذي تمكن بوعيه وثقافته الأدبية الوصول إلى أعلى المراتب في الأدب العربي. [1]
صفات الشاعر أحمد شوقي
شهد الشاعر المصري أحمد شوقي مجموعة من الأحداث المؤثرة في مجرى التاريخ المصري الحديث، على سبيل المثال قد شهد شوقي الثورة العرابية التي قادها الزعيم أحمد عرابي ضد الخديوي توفيق، كما شهد الاحتلال البريطاني لمصر، وكذلك الحركة الوطنية للزعيم مصطفى كامل والزعيم محمد فريد، بالإضافة غلى ذلك فقد تم نفيه خارج البلاد من قبل الاحتلال البريطاني، كل تلك الأحداث جعلته شخص حر، يرفض القيود ويبحث عن الاستقلال.
لنتعرف أكثر على أهم صفات أحمد شوقي التي أثرت في حياته الأدبية.
- السعي وراء الحرية ورفض الاستعمار وحب النضال، صفات تأصلت في شخصية أحمد شوقي، وذلك جاء تأثرًا بنشأته في ظل الثورات والحركات الوطنية المتعاقبة، التي كانت تهدف جميعها إلى التخلص من الاستعمار.
- الوطنية والانتماء كذلك كانت من الصفات المتأصلة في شخصية الشاعر، وقد أثرت في حياته الأدبية ومسيرته الشعرية، حيث ظهرت وطنية شوقي من خلال تسجيل أحداث مصرفي أبياته الشعرية، كما ظهرت أيضًا في تمجيد الماضي والتفاؤل بالمستقبل.
- تميز شوقي بالدعم الدائم لمن حوله، وقد ظهر ذلك من خلال شعره، التي كان يحث فيها الشعب المصري على الصمود في وجه الاستعمار، وعدم الاستسلام والخضوع للمستعمر.
- تميز الشاعر أحمد شوقي بالجمع بين نمط الحياة الأوروبي الذي تأثر به عند السفر إلى فرنسا، مع عدم التخلي عن الأصول العربية والشرقية. [2]
أعمال أحمد شوقي
انقسمت أعمال أحمد شوقي إلى 3 فترات رئيسية، يمكننا أن نلخص تلك الفترات في النقاط التالية.
- الفترة الأولى: كانت هذه الفترة بمثابة تمهيد للمشوار الأدبي العظيم لأمير الشعراء، فقد بدأها عندما كان يشغل منصبًا في محكمة الخديوي، وقد اشتهر بمدح الخديوي ودعمه السياسي.
- الفترة الثانية: بدأت تلك الفترة بترحيل شوقي إلى المنفى في إسبانيا، وهناك بدأ مشواره مع كتابة قصائد مفعمة بالشجن والحنين إلى الوطن، والشعور بالاغتراب.
- الفترة الثالثة: تأتي الفترة الثالثة والأخيرة بعد العودة من المنفى، حيث عاد شوقي إلى أرض الوطن بمزيد من مشاعر الحب والاشتياق، مما جعله ينشغل بالكتابة عن التاريخ المجيد لمصر على مر العصور، كما كانت هذه الفترة غنية بكتابة القصائد الدينية، ومدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت الفترة الثالثة هي فترة النضوج الأدبي لشوقي، وفيها تمكن من اقتناص لقب أمير الشعراء. [3]
قصائد الشاعر أحمد شوقي
بعد قراءة تعريف بأحمد شوقي والتعرف على أهم صفاته وتقسيم أعماله، نقدم أهم قصائده ومؤلفاته التي قادته إلى الحصول على الشهرة الواسعة، التي لم تقتصر على الشهرة في الوطن العربي فحسب؛ بل وأيضًا الشهرة في الدول الغربية، تلك الشهرة التي جعلته يلقب بأمير الشعراء.
- قصيدة قم للمُعلم: أحد أهم القصائد للشاعر العظيم أحمد شوقي، بل ربما تكون هذه القصيدة هي الأشهر، نظرًا لروعة انتقاء الكلمات والمصطلحات المؤثرة لتبجيل مكانة المعلم، ومدى تأثيره على حياة طلابه، ومكافحته للجهل، الجدير بالذكر أن شوقي قد استخدم بهذه القصيدة مجموعة من التعبيرات المجازية المتميزة، مثل تشبيهه لدور المعلم في إخراج العقل من الظلمات إلى النور، لنتعرف على جزء من أبيات قصيدة قم للمعلم.
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلَ كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
عَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
- قصيدة دمشق: لم يمكن اهتمام شوقي بالكتابة عن وطنه مصر فحسب، بل كتب شعرًا في مدينة دمشق، أبياته امتلأت بالشجن، مما جعل القصيدة أحد أهم أعماله الأدبية على الإطلاق، الآن نتعرف على جزء من قصيدة دمشق للشاعر أحمد شوقي.
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ
وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي لَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ
- قصيدة نهج البردة: تكشف قصيدة نهج البردة عن مدى التنوع الذي أهل شوقي لكي يكون أمير الشعراء، تلك القصيدة قيلت في مدح النبي، وقد كانت قصيدة نهج البردة امتدادًا لقصيدة البوصيري، الذي كان واحدًا من أشهر الشعراء في المدح النبوي، الآن نستعرض بعض أبيات قصيدة نهج البردة لأمير الشعراء.
ريم على القاع بين البان والعلم أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرم
رمى القضاء بعيني جؤذر أسداً يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
- قصيدة تنقل أيها القمر المنير.
- قصيدة أيها النيل.
- قصيدة النهار والليل. [4]
أهم مؤلفات أحمد شوقي المسرحية
قام أمير الشعراء أحمد شوقي بتقديم الشعر الملحمي على شكل مسرحيات، تلك المسرحيات كانت ولاتزال جزءًا لا يتجزأ من الأدب العربي القيم، لنتعرف بشكل أكبر على ما قدمه شوقي من شعر ملحمي بالمسرحيات.
- مجنون ليلى
- مصرع كليوباترا
- أميرة الأندلس
- علي بك الكبير
ولم يكتفي شوقي بذلك فقط، بل قد كذلك الملحمة الشعرية عنترة، التي كانت تحكي عن حياة الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد ومحبوبته عبلة، قصة الحب الأسطورية التي لازالت مادة أدبية دسمة. [3]
دواوين أحمد شوقي
كلما ذُكر تعريف بأحمد شوقي ذكرت دواوينه التي أثرت الأدب العربي، ولعل الديوان الأشهر لأمير الشعراء كان ديوان “الشوقيات”، ذلك الديوان الضخم الذي جمع فيه كافة أعماله، ليكون مرجعًا أساسيًا لكل من يرغب في التعرف على أعمال أمير الشعراء.
وفاة أحمد شوقي
توفى الشاعر المصري أحمد شوقي بتاريخ 13 أكتوبر 1932، عن عمر يناهز أربعة وستون عام، تحديًدا في محافظة القاهرة بجمهورية مصر العربية، بعد تاريخ حافل بالمناضلة والعمل في المجال الأدبي، وتحقيق شهرة واسعة في مصر والوطن العربي، بل وفي العالم بأسره. [1]