دور حلقات الجودة في تطوير إدارة الجودة الشاملة
منذ أن ظهر مفهوم الجودة وقامت بتطبيقه كبرى الشركات العالمية ؛ وقد أصبح هو محط اهتمام أي شخص يسعى إلى النجاح في عمله ، حيث أن تطبيق الجودة الشاملة من شأنه أن يُساعد على الوصول إلى أفضل مستويات خدمات أو منتجات بأقل جهد ممكن وأدنى تكلفة ممكنة في نفس الوقت ، وهذا هو سر حرص الجميع على التطبيق الصحيح للجودة الشاملة في مختلف مجالات العمل سواء في القطاع العام أو الخاص .
الجودة الشاملة
يُشير
مفهوم الجودة
الشاملة ( وبالإنجليزية : Total Quality ) إلى تدريب الموظفين والإداريين والفريق التنفيذي وجميع أفراد العمل في أي مكان على تحقيق أفضل مستوى من الأداء والانتاجية بأقل مجهود وبمعدل تكلفة أقل أيضًا ، ولا شك أن تطبيق هذا المفهوم في أي مكان بشكل صحيح ؛ يُساعد على تعزيز معدل إنتاجية الشركات ويُساعد أيضًا على رفع نسبة الإقبال على أي خدمات أو منتجات مُقدمة منها ، وهذا بالطبع هو مسعى جميع أصحاب المؤسسات .
تعريف حلقات الجودة
تُعد حلقات الجودة (وبالإنجليزية: Quality Circles) هي أحد أهم وسائل الإدارة الناجحة في أي مؤسسة ، ومصطلح حلقات الجودة بشكل أكثر تحديدًا يُشير إلى وجود مجموعات صغيرة على هيئة وحدات ذاتية تتكون من عدد صغير من العاملين بالمؤسسة يتراوح بين أربعة إلى عشرة أشخاص [1] .
ويكون لكل وحدة مُشرف وقائد خاص بها مهمته الأساسية تتلخص في تدريب فريق العمل الذي يعمل تحت يده في هذه الوحدة على إتقان استراتيجية حل المشكلات بما يتناسب مع طبيعة العمل والمشكلات التي تواجه المؤسسة المنتمين إليها وتدريبهم أيضًا على طريقة استخدام الأساليب الإحصائية للبيانات والمعلومات وتحفيز روح العمل في جماعة وروح الفريق أيضًا .
تطوير حلقات الجودة
تم تطبيق مفهوم حلقات الجودة بشكل موسع في بعض البلدان ومن أشهرها دولة اليابان التي قد استطاعت بالفعل من أن ترفع مستوى المهارات والمعرفة لدى موظفيها في وقت قياسي ، ومن أهم أوجه تطوير تلك الحلقات ، ما يلي :
تطوير الجانب الإنتاجي
وهنا يتم اعتبار حلقات ووحدات الجودة عبارة عن وسائل يتم الاعتماد عليها من أجل تحسين مستوى الأداء وما يترتب عليه من زيادة معدات الإنتاج ، بحيث تكون الشركة قادرة على إنتاج كميات أكبر في وقت أقل مع الحفاظ على نفس المستوى من الجودة ودون وجود ارتفاع كبير في التكاليف يؤثر على رأس مال الشركة .
تطوير الجانب السلوكي
ويرى الخبراء أن هناك وجه اخر هام لاستخدام حلقات الجودة ، وهو أنها تعمل كما لو كانت مدخل أساسي للوصول إلى أفكار العملاء وتحسين المنتجات في ضوء ما يُطرحونه من اراء ورغبات وهكذا من خلال تفعيل وزيادة طرق التواصل ما بين الشركة والجمهور ، وهذا بالطبع سوف يُساعد على ارتفاع مستوى مبيعات الشركة والإقبال على ما تُقدمه من خدمات أو منتجات بشكل أكبر .
فوائد حلقات تحسين الجودة
عند النظر إلى كبرى شركات العالم ؛ سوف نجد أنها تتخذ فكرة تطبيق حلقات تحسين الجودة منهجًا أساسيًا بها ، وهنا أشار الخبراء إلى أن هذا الأمر إنما يرجع إلى تمتع تلك الطريقة بعدد كبير من الفوائد والمميزات ، وأهمها ، ما يلي [2] :
-تُساعد بشكل عملي وسهل وسلس على رفع نسبة الوعي والثقافة العملية لدى الموظفين والعاملين وتجعلهم أكثر إقبالًا على العمل .
-تُعزز من العمل بروح الفريق أيضًا ولا سيما إذا كان قائد كل وحدة او حلقة جودة قادرًا على أن يقوم بتوصيل مفهوم وروح العمل في جماعة و الإيثار وإنكار الذات وغيرهم من الصفات التي لا بُد من توافرها في فريق العمل الناجح .
-كما أن تلك الوحدات تُساعد بشكل أو باخر على إتاحة الفرصة للموظفين والعاملين بالمؤسسة على التفكير والإبداع وتقديم مقترحات وأفكار لا شك ثم تُساعد على المُضي قدمًا بمستوى العمل داخل المؤسسة .
-عبر عقد حلقات تحسين الجودة بشكل مستمر ؛ سوف يتم التوصل إلى أفضل أساليب الإدارة وأكثرها تأثيرًا إيجابيًا ، ومن ثَم ؛ يتم تعميمها على جميع أقسام المؤسسة قدر الإمكان .
-تعتبر حلقات الجودة من أهم الاستراتيجيات الإدارية الناجحة نظرًا إلى أنها تمتاز بالمرونة والقدرة على تطبيقها في شتى مجالات العمل وجميع المؤسسات بما فيها المؤسسات العامة والخاصة .
-بعض وحدات الجودة لا تعتمد على قائد فريق أو رئيس مجموعة واحد طوال الوقت ؛ بل إنهم قد يقوموا بترشيح أكثر من شخص لتوي تلك المسؤولية بالتناوب ، ولا تقوم المؤسسة هنا باستقدام قائدي فرق عمل ؛ بل إن المجموعة ذاتها هي من تختار من بينها من يقودها ، وهذا سوف يُساعد دون شك على تنمية ملكة القيادة والقدرة على تطوير المهارات القيادية لدى موظفين الشركة ، ومن ثَم ؛ تكون الشركة قادرة على اختيار من هم مؤهلين بشكل أكبر من بين صفوف موظفيها لتولي الوظائف القيادية مستقبلًا .
-نظرًا إلى أن حلقات تحسين الجودة يكون عدد أفرادها محدود بشكل كبير ؛ حيث أن مجموعة أفرادها لا يتجاوز العشرة أفراد ؛ فإن هذا الأمر يُساعد كل موظف أو عامل على التعبير عن ارائه وأفكاره وأن يحصل على التنمية الفكرية والمهارية التي يحتاج إليها ، وهذا بالطبع من الصعب أن يحدث في حالة تطبيق مفاهيم الجودة الأخرى التي تعتمد على تطبيق أي مفاهيم جودة على جميع الموظفين مهما بلغ عددهم في وقت واحد .
عوامل نجاح حلقات الجودة
هناك مجموعة من العناصر والعوامل التي قد أكد الخبراء على أنها ضرورية ولازمة أجل تطبيق مفهوم حلقات تحسين الجودة بشكل صحيح ، مثل :
-على الرغم أن الوحدات تكون وحدات ذاتية ؛ إلا أنه لا بُد أن يكون هناك صلة بينها وبين المدير العام او المشرف الأساسي على القسم ، حتى يُساعهم في التغلب على أي معوقات قد تعترض طريقهم .
-يجب أن لا تقوم المؤسسة بإجبار الموظفين لديها على الانضمام إلى وحدات وحلقات تحسين الجودة ؛ حيث أن هذا العمل عمًا تطوعيًا من أجل رفع مستوى مهارات الموظفين وتحقيق أفضل مستوى من الأداء والإنتاج داخل الشركة ، وبطبيعة الحال ؛ فإن جميع الموظفين سوف يكون لديهم الرغبة في تطوير مهاراتهم ، ولكن بما يتناسب مع قدرات والوقت المتاح لدى كل شخص ، وهكذا .
-يجب أن لا تقوم الشركة أيضًا بإجبار كل حلقة جودة على عدد مُعين من الاجتماعات ؛ بل يجب أن يكون الأمر ذاتي أيضًا ونابعًا من اتفاق أعضاء كل حلقة جودة مع بعضهم البعض ؛ لأن ذلك سوف يُعزز من ثقة أفراد تلك الحلقات في القدرة على العمل والإبداع وبقدر من الحرية .
-يجب أن تشمل كل حلقة جودة على مجموعة من المفاهيم الهامة أيضًا ، مثل ( تحديد مشكلة من أجل مناقشتها في كل اجتماع ، تحليل تلك المشكلة ووضع أهم الأفكار والمقترحات والتوصيات ، رفع تلك النتائج إلى الجهة المسؤولة بالمؤسسة ، المراجعة والمتابعة للتعرف على القرار الذي قد اتخذته المؤسسة حيال تلك المشكلة ) .
ولا شك أن تمكن المؤسسات من تحقيق مفهوم الجودة الشاملة واستخدام مفهوم حلقات الجودة أيضًا لتنمية الجانب السلوكي والإنتاجي من شأنه أن يُساعد على تحقيق التقدم والازدهار والتنمية المنشودة لتلك المؤسسات بشرط أن يتم تطبيقها بشيء من الدقة والصحة .