الخوف المرضي في الأطفال
يعلم الآباء أن أطفالهم يكونوا خائفين ومتوترين من مخاطر محددة مثل النار أو عبور الطريق. في هذه الحالة، يمكن أن يكون الخوف مفيدًا لأنه يساعد على حماية الطفل من الأذى. ويمكن للأطفال أن يخافوا من بعض المواقف أو الأشياء التي لا يجدها الآباء منطقية، وقد تتغير مصادر الخوف مع نضوج الطفل.
فعلى سبيل المثال، الخوف من الظلام أو الوحوش التي قد تظهر تحت السرير، وقد يتفاقم الأمر لظهور مخاوف من السطو أو العنف. من الأساليب الغير الناجحة هي إغاظة الطفل بسبب خوفه أو إجباره على مواجهة مواقف مخيفة، لذلك ساعد طفلك على التعامل مع الخوف من خلال التعامل مع مشاعره وأخذها على محمل الجد، وتشجيعه على التحدث عن مخاوفه، وإخباره بالحقائق، وإعطائه الفرصة لمواجهة مخاوفه بالطرق التي تناسبه وتدعمه. [1]
الخوف المرضي للرضع
بمجرد أن يبلغ الطفل ستة أو سبعة أشهر من العمر، يكون قد شكَّل ارتباطًا قويًا بوالديه، فمن الممكن أن يؤدي الانفصال عن “الأشخاص المقربين” ولو حتى لفترات زمنية قصيرة إلى شعور الطفل بالقلق ويبدأ في البكاء بشكل مفرط. وعندما يقوم العديد من الأطفال بالالتصاق الدائم مع المقربين لدرجة كبيرة، فمن الممكن أن يتطور التعلق إلى الخوف المرضي من الغرباء.
هناك بعض الاقتراحات لمساعدة طفلك على التعامل مع خوف الانفصال والخوف من الغرباء كما يلي:
- كلما كان ذلك ممكنًا في المنزل، إذا كان طفلك خائفاً عند مغادرتك، اصطحبه معك إلى غرفة أخرى وتعامل معه بعيدًا عن الأنظار لتطمئنه.
- حاول أن توصل لطفلك أنك ستغادر الغرفة (أو ستخرج خارج المنزل) وعند وصولك أخبره عند عودتك، هذا سيساعده على الثقة بك.
- إسمح لطفلك بالتعرف على أشخاص جدد من خلال منحه الأمان باحتوائه في حضنك وتعريفه على هؤلاء الأشخاص. دع طفلك يرى أنك تعرف هذا الشخص الجديد وأنه شخص جيد ويمكن الثقة به.
- إذا كان طفلك قلقًا فاطمئن عليه بتعبير هادئ وواثق، وذلك لأن ترك الطفل يصرخ ويبكي، سيزيد هذا من قلقه.
الخوف المرضي للأطفال من عمر سنتين
بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام يبدأون في تعلم كيفية التعامل مع مشاعرهم القوية، مثل الغضب والخوف. لذا يكون الخوف لدى الطفل الصغير ظاهراً بشكل أكبر لأنه من المشاعر القوية لديه.
لدى الأطفال الصغار فهم محدود للحجم، وقد تكون مخاوفهم من الأشياء مازالت غير منطقية، مثل خوفهم من السقوط في المرحاض.
تشمل الاقتراحات لمساعدة طفلك على التغلب من الخوف على:
- تشجيع الطفل على التحدث عن مخاوفه وقلقه.
- الاحترام والتقدير لمخاوف الطفل مثل أن السقوط في المرحاض قد يكون غير منطقي لك، لكنه يبدو حقيقة للطفل، لأن الأطفال الصغار لا يفهمون الأبعاد أو الحجم والمساحة.
- لا تجبر الطفل على مواجهة الخوف، لأن هذا قد يجعل الأمور أسوأ، لكن يمكن مساعدتهم على التغلب عليه ببطء ودعم.
- تقبّل أنك قد تضطر إلى مساعدة طفلك في تجنب الأشياء التي تخيفه لفترة من الوقت.
الخوف المرضي للأطفال في المرحلة الابتدائية
عندما يتعلم الطفل المزيد عن العالم الخارجي، تبدأ قائمة الأشياء التي تخيفه في الزيادة. وتكون بعض المخاوف حقيقية وبعضها خيالي. وتشمل المخاوف الشائعة، الخوف من الظلام والسطو والحرب والموت والانفصال أو الطلاق بين والديهم، أو الخيالية مثل، الكائنات الخارقة للطبيعة (كالأشباح والوحوش).
تتضمن الاقتراحات لمساعدة طفلك للتغلب على الخوف المرضي ما يلي:
- دع طفلك يعرف أنك تأخذ مخاوفه على محمل الجد.
- امنح طفلك معلومات صادقة حول مواضيع هامة مثل الموت أو الحرب، وأخبره أنك على استعداد للإجابة على أي أسئلة تدور في عقله.
- شجع طفلك على مواجهة موضوع خوفه من الكلاب مثلاً، بالاقتراب منهم خطوة واحدة في كل مرة بالسرعة التي تناسبه. يمكن أيضاً تشجيعه من خلال عرض بعض الصور، ثم جرب أن تجعله يرى كلبًا صغيرًا جدًا ولطيفًا مقيدًا، حتى يقرر الطفل متى يقوم بالاقتراب منه.
- اسمح لطفلك ببعض المسئولية على سبيل المثال، إذا كان خائف من دخول لص للبيت، فاجعل إغلاق نافذة غرفة نومه أحد مسؤولياته الليلية.
- الروتين والطقوس اليومية تعطي الطفل إحساسًا بالاستقرار والأمن، وقد تخفف من القلق العام.
طرق التعامل مع الخوف المرضي للطفل
- لا تفترض دائمًا أنك تعرف المصدر الحقيقي لمخاوف طفلك. إذا كان طفلك يتجنب حمامات السباحة، فهل هو خائف من الماء أو من الغرق؟، الطريقة الوحيدة لمعرفة مصدر الخوف الحقيقي هي أن تسأل الطفل مباشرةً.
- مع الأطفال الأصغر سنًا، يمكنك استخدام الرسم، واطلب منهم أن يرسموا صورتين: الأولى هي صورة لأنفسهم في موقف مخيف مع مصدر خوفهم، وهي طريقة تخبر بما يفكرون فيه عن أنفسهم. ثم اجعلهم يرسمون صورة ثانية لأنفسهم في نفس الموقف، ولكن مع مصدر آمانهم، فهي تظهر أفكار أكثر هدوءًا وواقعية.
- قد يتحول الأطفال الذين يخافون من الكوارث الطبيعية أيضًا إلى التفكير فيها بطريقة مختلفة من خلال تعليم والديهم وما تعلموه في المدرسة حول العواصف أو الأعاصير أو الزلازل. وهذا سيساعدهم على ترسيخ طريقة مختلفة للنظر إلى الموقف. [2]
خوف الأطفال المرضي من الظلام
كما هو الحال مع المخاوف الأخرى، من المهم التعامل مع خوف الطفل من الظلام بالتعاطف والتفاهم، لا تسخر من مشاعر طفلك أو تتجاهلها، أو تشعر بالإحباط والغضب تجاهها. الخطوة الأولى في مساعدة طفلك على التغلب على خوفه هو قبول مشاعره على أنها حقيقية والاستجابة لها بحساسية.
تشمل الاقتراحات المساعدة لهذا الأمر على:
- أطلب منهم أن يخبروك عن مخاوفهم وما الذي يجعلهم يخافون بالضبط.
- أظهر لطفلك أنك تفهم مخاوفه، لكنك لا تشاركه نفس المخاوف.
- طمأنهم بأنهم في أمان، واشرح لهم أنه لا توجد أشياء في الواقع مثل الوحوش.
- إذا كان طفلك يخاف من الظلام بسبب احتمال وجود لصوص، فقد يساعد ذلك في إظهار الإجراءات الأمنية حول المنزل، مثل الأقفال. ولكن أيضاً اشرح له أنه لن تُغلق مخارج الآمان في المنزل، حيث أنه قد يحدث حريق أو حالة طوارئ أخرى في البيت.
- أطلب من طفلك تقديم اقتراحات حول ما يجعله يشعر بمزيد من الأمان، واطَّلع على الاقتراحات بنفسك فربما يشعرون بتحسن.
- إكتشف ما إذا كان خوفهم من الظلام يأتي من أمور أخرى، على سبيل المثال، قد يخاف بعض الأطفال من فكرة الانفصال أو موت والديهم، ويزداد هذا القلق سوءًا عندما يكونون بمفردهم في الظلام، تحدث إلى طفلك بانفتاح حول مثل هذه القضايا.
العوامل المساهمة في خوف الطفل
بعض الأطفال أكثر خوفًا من الآخرين وقد تكون العوامل المساهمة لذلك هي:
-
العوامل الوراثية:
يكون بعض الأطفال بشكل عام أكثر حساسية وعاطفية في مخاوفهم عن الآخرين وهذا يرجع لجينات الوراثة. -
القلق والخوف المفرط للوالدين:
يتعلم الأطفال كيفية التصرف من مشاهدة خوف والديهم. -
الحماية المفرطة من الوالدين:
من المرجح أن يشعر الطفل بالعجز أمام فرط الاهتمام ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الخوف المرضي. -
الأحداث الصادمة:
انفصال الوالدين أو الإصابة بمرض خطير أو مزمن أو الاضطرار للإقامة في المستشفى.