كيف تنمي مهارة الطفل المتوحد
يتطور الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد (autism spectrum disorder) بمعدل مختلف عن الأطفال الآخرين، ولا يُطورون المهارات بنفس الترتيب الذي ينمو به الأطفال عادةً. على سبيل المثال قد يبدأ الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد في استخدام بضع كلمات متفرقة في عمر 12 شهرًا، وقد لا يكون لديهم الحصيلة اللغوية التي لدى الأطفال الآخرين، وربما يتعلمون بضع كلمات جديدة كل شهر، لكن يستغرق الأمر فترة قد تصل حتى يبلغوا ثلاث سنوات أو أكثر لبدء دمج هذه الكلمات معًا في عبارات قصيرة.
تطوير المهارات الاجتماعية للطفل المتوحد
- يمكن للأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد أن يجدوا صعوبة في استخدام المهارات الاجتماعية وكيفية التعامل في المواقف المختلفة، على سبيل المثال، قد لا يرغب الطفل المتوحد في مشاركة إخوته في أغراضه في المنزل، ولكن ينعكس الأمر في المدرسة مع زملائه.[1]
- مساعدة الطفل المتوحد على استخدام مهاراته في المدرسة، يتم من خلال التواصل مع معلم الطفل، للتأكد من أنه – سواء في المنزل أو المدرسة – يستخدمان نفس المحفزات للطفل، كما أنه في المدرسة يساعدون الطفل على ممارسة المهارات الاجتماعية في العديد من المواقف المختلفة، على سبيل المثال، مشاركة أغراضه مع صديق جديد، أو مشاركة أغراضه مع أخيه في مكان خارج المنزل.
- قد يكون الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد قادرين على تسمية أجزاء الجسم الخاصة بهم، ولكن قد لا يتمكنون من تسمية أجزاء الجسم التي يروها في الصور، أو قد يتمكنون من تحديد الألوان، ولكن لا يمكنهم الفرز بين الألوان الكثيرة.
تطوير علاقة المتوحد بالمحيطين
- قد يكون من الصعب الموازنة بين الوقت الذي يقضيه الطفل في الاختلاط مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد (ASD) والوقت الذي يقضيه الطفل مع الأطفال الطبيعيين.
- يمكن أن يكون نمو الأطفال المحيطين نموذجًا يُحتذى به، وقد يشجع المهارات الاجتماعية الجيدة لدى الطفل المصاب باضطراب التوحد، ومن ناحية أخرى، إذا كان الطفل يشارك قدراته واهتماماته مع أطفال آخرين بنفس حالته، فإن هذا يمكن أن يمنح المتوحد علاقات اجتماعية جيدة وشعورًا بالانتماء.
- تعتمد طبيعة الطفل المتوحد على التواصل الاجتماعي مع مدى ارتباط هذا الطفل بالأطفال الآخرين، ومدى ارتباط الأطفال الآخرين به، وما يمكن للمتوحد تعلمه من الآخرين، ومن يريد هذا الطفل أن يتعامل معه، من المهم أن تكون هذه العلاقات قائمة على القبول والفهم.
استراتيجيات تنمية مهارات المتوحد
ممارسة مهارات اللعب
- يجب ممارسة مهارات اللعب مع الطفل المتوحد باستخدام الألعاب، مثل تمثيل مشهد، أو عناق دمية، ثم إطعام الدمية ووضعها في السرير، أو إقامة حفلة شاي معه ومع الدمى، أو إنشاء قصة باستخدام مسرحية مثل أنه يكون متواجد في مزرعة أو محطة وقود أو مطار.
- يساعد اللعب بين الأهل والطفل وممارسة الأدوار على التعامل مع حقيقة الفوز والخسارة والتعود على اتباع القواعد. قد يحب الأطفال الأصغر سنًا ألعاب الحركة مثل تلك الألعاب التي بها الضوء الأحمر والضوء الأخضر، أو يمكن اللعب بالكرة فقط من خلال دحرجة الكرة أو ركلها، وقد يرغب الأطفال الأكبر سنًا في لعب ألعاب الطاولة مثل Connect Four أو Jenga أو الألعاب الورقية.
- إن ممارسة مهارة جديدة للطفل أثناء مواقف اللعب المختلفة ستساعد الطفل المتوحد على تعلم استخدام المهارات على نطاق أوسع، على سبيل المثال، يمكن تدريب الطفل على التناوب بركل الكرة بين بعضكم البعض، أو إطعام الدمية، أو وضع قطع من قطع puzzle معًا، أو لعب لعبة الطاولة مثل ما ذكرنا من قبل.
مشاهدة مقاطع فيديو تعليمية
- حاول التقاط مقاطع فيديو للمهارات الاجتماعية التي تريد تعليمها للطفل، على سبيل المثال، يمكن تعليم الطفل المتوحد تبادل الأدوار عن طريق تصوير أشخاص يتناوبون الأدوار في لعب لعبة معينة، أوقف الفيديو مؤقتًا واقترح أن تقوما بتقليد الفيديو بعد مشاهدته وتجربة لعب نفس اللعبة مع الطفل وتقسيم الأدوار بينكما.
- يمكنك تعليم المشاعر عن طريق تصوير فيديو للأشخاص في مواقف اجتماعية وسؤال الطفل عن ما قد يشعر به هؤلاء الناس. أوقف الفيديو مؤقتًا وأشر إلى الشخص وتعبير الوجه وإشارات الجسم التي تظهر عليه، وأسأل الطفل كيف يشعر الأشخاص في هذا الفيديو، يمكنك أن تفعل الشيء نفسه مع البرامج التلفزيونية.
- يمكنك أيضًا استخدام هذه الإستراتيجية لمساعدة الطفل على الشعور بمزيد من الراحة في المواقف الاجتماعية الجديدة والصعبة. على سبيل المثال، قبل أن تذهب إلى مكان معين يمكنك تصوير المبنى وما سيراه الطفل عند وصوله هناك حتى يعرف ما سيراه و يقوم بتوقعه.
استخدام الوسائل المرئية
- قد تساعد العوامل المرئية الطفل على تعلم مهارات جديدة أو تذكر المهارات الاجتماعية التي قد تعلمها من قبل بالفعل، ووفقًا لاحتياجات الطفل التعليمية، قد يكون تحديد الوسائل المرئية المستخدمة سواء صورًا أو كلمات أو قوائم مرجعية أو بطاقات فورية.
- فمثلاً يمكن استخدام الكلمات أو الصور كوسائل مرئية لمواضيع محادثة مختلفة، مثل صورة قطة لتذكير الطفل بالتحدث إلى الأجداد بشأن قطته الجديدة وتعرفهم عليها.
- أو يمكنك استخدام وسائل مثل الصور لمساعدة الطفل على تعلم كيفية لعب لعبة معينة، على سبيل المثال، يمكن استخدام الصور لمعرفة الخطوات المختلفة في تسلسل طلب وجبة من مطعم، مثل: أخذ الطلب، وطهي الطعام، وتقديم الطعام، ومسح الطاولة، ودفع الفاتورة.
تأثير التوحد على تنمية المهارات
- لا ينمو الأطفال المصابون باضطراب التوحد (ASD) بنفس الطريقة التي ينمو بها الأطفال الرضع والأطفال عادةً في الظروف الطبيعية.
- فقد يكون هؤلاء الأطفال مختلفين نوعاً ما، على سبيل المثال، قد لا يستجيب الأطفال المصابون باضطراب التوحد لأسمائهم، أو يتواصلون بالعين، أو يبتسمون لمن يقدم لهم أي شيء، أو يودعون دون أن يُطلب منهم أهلهم ذلك. قد لا يستخدم الأطفال المصابون باضطراب التوحد أيضًا الاتصال بالعين أو الإشارة بأيديهم لجذب الانتباه أو التواصل مع الآخرين بأي صورة.
- يسمى استخدام التواصل البصري والإيماءات لمشاركة الخبرات مع الآخرين “الاهتمام المشترك” أو الاهتمام بالاشياء عامةً، غالبًا ما يواجه الأطفال المصابون باضطراب التوحد صعوبة في هذا المجال.[2]
نظرة شمولية للطفل المتوحد
- الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد (ASD) يجدون صعوبة في رؤية “الصورة الكبيرة” فهم يمكن أن يضيعوا في التفاصيل، فلا يمكنهم تجميع مصادر مختلفة للمعلومات ورؤية الموقف ككل.
- وقد يظهر هذا الأمر على سبيل المثال، عندما ينظر شخص في الطبيعي يمكنه رؤية الصورة الكبيرة من مساحة لا نهائية من الأشجار وينظر هذا الشخص لهذه المساحة على أنها “الغابة”. لكن الشخص المتوحد الذي لا يستطيع رؤية الصورة الكبيرة، سيرى الكثير من الأشجار الفردية تتجمع معاً.
- يمكن أن تؤثر الصعوبة في هذا المجال على تعلم الأطفال ونموهم، على سبيل المثال، بعد قراءة القصة قد يتذكر الطفل المتوحد التفاصيل الصغيرة لكنه ينسى ما هي فكرة القصة بشكل عام. في عمر الطفل الأصغر ينظر إلى كتاب مصور ويركز على التفاصيل التي في الخلفية، بدلاً من الشخصيات في القصة.
- يتطور الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد (ASD) بمعدل مختلف ولا يطورون بالضرورة المهارات بنفس الترتيب الذي ينمو به الأطفال عادةً.
- يمكن للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد أن يجدوا صعوبة في الانتباه للآخرين والتواصل وفهم وجهات النظر الأخرى ورؤية الصورة الكبيرة، هذه التحديات تؤثر بشكل كبير على التعلم والتطوير.