معلومات عن القصور الوريدي

يمكن تعريف القصور الوريدي المزمن (CVI) بأنه حالة تحدث عند توقف العمل بشكل فعال، للجدار الوريدي أو الصمامات الوريدية أو كلاهما، الخاص بأوردة الساق، مما يجعل من الصعب عودة الدم من الساقين إلى القلب، وعند دراسة ما توفر من معلومات عن القصور الوريدي يتضح إمكانية رجوع الدم إلى الخلف، كما يمكن ان يتسبب CVI في تجمع الدم في هذه الأوردة، ويسمى هذا التجمع ركود Stasis .

حاول الأطباء والباحثون في المجال الطبي وعلاج الأمراض جمع معلومات عن القصور الوريدي توضح أعراض ومسببات المرض، بالإضافة إلى الطرق الممكنة للعلاج.

آلية عمل الأوردة

تعيد الأوردة الدم إلى القلب من جميع أعضاء الجسم، ويحتاج الدم إلى التدفق لأعلى من أوردة الساقين، في عكس اتجاه قوى الجاذبية الأرضية، فتقوم عضلات القدمين بالانقباض مع كل خطوة، للضغط على الأوردة ودفع الدم إلى أعلى، وذلك للحفاظ على تدفق الدم ومنعه من التراجع، بمساعدة الصمامات ذات الاتجاه الواحد.[2]

مرض القصور الوريدي

يحدث القصور الوريدي المزمن عندما تتلف صمامات الأوردة، مما يسمح للدم بالتسرب إلى الخلف، قد يحدث تلف الصمام نتيجة الشيخوخة، أو الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة، أو مزيج من الشيخوخة وانخفاض الحركة.

فعندما تضعف الأوردة والصمامات إلى الدرجة التي يصعب فيها تدفق الدم إلى القلب، يبقى ضغط الدم في الأوردة مرتفعًا لفترات طويلة، مما يؤدي إلى CVI القصور الوريدي.

أعراض القصور الوريدي

عند الإصابة بمرض القصور الوريدي chronic venous insufficiency، يظهر عدد من الأعراض والتي يمكن التعرف عليها من بسهولة، وهي كالتالي

  1. الشعور بألم في الساقين، يزداد عن المشي ويتوقف عند الراحة.
  2. تورم الساقين أو الكاحلين.
  3. تغير في لون الجلد، حيث يتحول الجلد إلى اللون البني، ويكون غالبًا بالقرب من الكاحلين.
  4. ظهور بعض الدوالي في أوردة الساق واتساع الأوردة Varicose veins.
  5. حدوث تشنجات مؤلمة في عضلات الساق أو تشنجات عضلية (حصان تشارلي) (charley horse).
  6. المعاناة من تقرحات الساق التي يصعب علاجها في بعض الأحيان.
  7. الشعور بحرقة ونبض وحكة في الساق والقدم.
  8. الشعور بعدم الراحة في ساقيك والرغبة في تحريك ساقيك (متلازمة تململ الساقين (restless legs syndrome).

ويتضح مما وصل إلى الأطباء من معلومات عن القصور الوريدي المزمن، أنه ليس مرض خطير قد يهدد صحة الفرد، ولكنه يمكن أن يكون مؤلم بشكل يعيق حركة الحياة.

أسباب الاصابة بـ القصور الوريدي

تزداد احتمالات الإصابة بمرض القصور الوريدي المزمن chronic venous insufficiency، للأسباب التالية

  1. الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
  2. السيدات الحوامل.
  3. وجود تاريخ عائلي مع هذا المرض.
  4. التعرض لضرر في الساق، بسبب إصابة أو جراحة أو جلطات دموية سابقة.
  5. ارتفاع ضغط الدم في أوردة الساق، بسبب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
  6. عدم ممارسة الرياضة.
  7. التدخين.
  8. جلطة دموية في الوريد العميق، غالبًا في الساق أو الفخذ (تجلط الأوردة العميقة) (deep vein thrombosis).
  9. تورم والتهاب الوريد بالقرب من الجلد، غالبًا في الساقين (التهاب الوريد) (phlebitis).

تشخيص القصور الوريدي المزمن

في البداية يحتاج الطبيب لمعرفة بعض المعلومات المتعلقة بالتاريخ الطبي للشخص، لمقارنتها بما لديه من معلومات عن القصور الوريدي ومن الممكن أن يطلب اختبار تصويري.

يسمى الموجات فوق الصوتية على الوجهين Duplex ultrasound، وهو يستخدم في توضيح تدفق الدم وهيكل أوردة الساق، والتحقق من سرعة واتجاه تدفق الدم في الأوعية الدموية.

عوامل علاج القصور الوريدي

قبل بدء مرحلة علاج مرض القصور الوريدي المزمن، يحتاج الطبيب لمعرفة مجموعة من المعلومات التي سيتوقف عليها طريقة وخطة العلاج، وهي كالتالي

  1. العمر والوضع الصحي العام والتاريخ الطبي.
  2. مدى خطورة الحالة المرضية.
  3. مدى قدرة تعامل الشخص مع بعض الأدوية أو العلاجات.
  4. العلامات والأعراض.
  5. إذا كان من المتوقع أن تسوء الحالة الصحية، إذا تم اهمالها، و ما تريد القيام به.

طرق علاج القصور الوريدي المزمن

من خلال الاطلاع على ما هو متوفر من معلومات عن القصور الوريدي المزمن، يتضح وجود مجموعة من الطرق المختلفة لعلاج هذا المرض فقد يشتمل العلاج على

تحسين تدفق الدم في أوردة الساق

  1. فمن الممكن أن يساعد رفع الساق على تقليل التورم، زيادة تدفق الدم.
  2. وقد يساعد ارتداء الجوارب الضاغطة على الوصول لنفس النتيجة.
  3. كما يمكن أن تحسن التمارين المنتظمة من تدفق الدم.

العلاج بالأدوية

  1. يمكن استخدام الأدوية التي تزيد من تدفق الدم عبر الأوعية جنباً إلى جنب مع العلاج الانضغاطي للمساعدة في شفاء تقرحات الساق.
  2. يمكن أيضًا استخدام الأسبرين لمساعدة القرحة على الشفاء.
  3. لا يتم استخدام الأدوية التي تسحب السوائل الزائدة من الجسم عبر الكلى (مدرات البول) (diuretics) في كثير من الأحيان، ولكن يمكن استخدامها إذا كانت هناك حالات أخرى مثل قصور القلب أو أمراض الكلى مرتبطة أيضًا بالتورم.

الاستئصال الوريدي

إما بالليزر أو الاستئصال بالترددات الراديوية (RFA)، وفيها يتم وضع أنبوب (قسطرة) الحرارة في الوريد المصاب، حتى تقوم بغلق الوريد، وبمجرد إغلاق الوريد، يقل تجمعات الدم في الساق، وبذل يتحسن تدفق الدم بشكل عام.

Sclerotherapy

يمكن استخدام هذه الطريقة إذا كانت الحالة الصحية من الحالات الأكثر خطورة، حيث يتم حقن مادة كيميائية في الأوردة المصابة، والتي تسبب في تكون ندبات داخل الأوردة، حتى لا تتمكن من حمل الدم، ثم يعود الدم إلى القلب من خلال الأوردة الأخرى، ويمتص الجسم الأوردة هذه الأوردة المصابة.

العلاج بالجراحة

يتم استخدام الجراحة في الحالات الشديدة، ويسمى جراحة الربط Ligation، يتم فيه ربط الوريد المصاب، بحيث لا يتدفق الدم من خلاله، ولكن إذا تعرض الوريد أو صماماته للتلف الشديد، فسيتم إزالة الوريد، وهذا ما يسمى vein stripping تجريد الوريد  .[1]

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بـ القصور الوريدي

عند مراجعة ما توصل إليه الأطباء من معلومات عن القصور الوريدي نجد أن احتمالات الإصابة بهذا المرض تزداد في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عامًا، كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الرجال.[2]

مضاعفات القصور الوريدي

عند الإهمال في علاج مرض القصور الوريدي المزمن CVI، يؤدي ذلك للكثير من المضاعفات التي قد يزيد الحالة الصحية سوءً، ومن هذه المضاعفات ما يلي

  • زيادة الضغط والتورم، حتى تنفجر الأوعية الدموية الصغيرة في الساقين (الشعيرات الدموية)، عندما يحدث ذلك يأخذ الجلد في هذه المنطقة لونًا بنيًا محمرًا، وتزداد قابليته للجرح، إذا تعرض لصدمة أو خدش.
  • يمكن أن يسبب انفجار الشعيرات الدموية التهاب الأنسجة المحيطة، وتلف الأنسجة الداخلي، وفي أسوأ الأحوال يؤدي ذلك إلى تقرحات مفتوحة على سطح الجلد. [2]

ساهمت ما توصلت إليه الأبحاث من معلومات عن القصور الوريدي المزمن في الوصول إلى طريقة فعالة للتشخيص والعلاج، وتقليل المضاعفات التي يمكن أن تحدث نتيجة للإصابة بهذا المرض.