كيف تحدث عملية الإحساس
عملية الإحساس تشير إلى قدرتنا على اكتشاف ، وإدراك الصفات الداخلية والخارجية الموجودة في البيئة المحيطة بنا ، ويمتلك الانسان خمس حواس أساسية ، وهم حاسة البصر ، والسمع ، والتذوق ، والشم ، واللمس ، وكل هؤلاء الحواس تحتاج بدورها إلى أربع قدرات حسية أساسية ، وهذه القدرات تتلخص في الاستقبال الكيميائي ، الاستقبال الضوئي ، الاستقبال الميكانيكي ، والاستقبال الحراري ، وهذه المستقبلات الحسية تتواصل بطريقة ما مع أجزاء الجسم الأخرى . [1]
تعريف الإحساس
الإحساس هو عبارة عن عملية تساعد الدماغ بأخذ المعلومات عبر الحواس الخمسة ، ويقوم الدماغ باختبار هذه الحواس ، ويحدث الإحساس بفضل الأنظمة الحسية الخمسة ، وهما الرؤية ، والسمع ، والتذوق ، والشم ، واللمس ، وهذه الأنظمة تحافظ بشكل جيد على مسارات عصبية فريدة مع الدماغ ، وهذا يعمل على نقل المعلومات ، وفي الواقع أنه بدون الإحساس ، لن يستطيع الانسان التمتع بالأنظمة الحسية الخاصة به ، وكل نظام حسي لدى الانسان تم تصميمه لكي يكتشف أي منبهات خارجية ، واكتشاف المنبهات البيئية هذه تقوم بالتحول إلى نبضات عصبية كهروكيميائية ، أما عن الدماغ فله دور كبير في تفسير الرسائل العصبية التي من الممكن أن تتخذ قرارات حول البيئة . [2]
الوظيفة الأساسية للجهاز الحسي هي ترجمة إشارة حسية إلى إشارة كهربائية في الجهاز العصبي ، وهذا يحدث في المستقبلات الحسية ، ويسمى التغير في الجهد الكهربائي الناتج بإمكانية المستقبلات ، كيف يتم تغيير المدخلات الحسية ، مثل الضغط على الجلد ، إلى قدرة المستقبل ، كمثال يمتلك نوع من المستقبلات يسمى مستقبل ميكانيكي أغشية متخصصة تستجيب للضغط ، ويؤدي اضطراب هذه التشعبات عن طريق ضغطها أو ثنيها إلى فتح قنوات أيونية مسورة في غشاء البلازما للخلايا العصبية الحسية ، مما يغير إمكاناتها الكهربائية ، وفي الجهاز العصبي يؤدي تغيير إيجابي في الجهد الكهربائي للخلايا العصبية (ويسمى أيضًا إمكانات الغشاء) إلى إزالة استقطاب الخلايا العصبية .
إمكانات المستقبل هي إمكانات متدرجة ، ويختلف حجم هذه الإمكانات المتدرجة (المستقبل) مع قوة التحفيز ، وإذا كان حجم إزالة الاستقطاب كافياً ، فسيطلق العصبون إمكانات فعل ، وفي معظم الحالات ، سيحفز التحفيز الصحيح الذي يؤثر على المستقبل الحسي إمكانات الغشاء في اتجاه إيجابي ، وعلى الرغم من أنه بالنسبة لبعض المستقبلات ، مثل تلك الموجودة في النظام البصري ، ليس هذا هو الحال دائمًا. [1]
شروط عملية الإحساس
إذا تحدثنا عن الإحساس الخارجي فيجب تجميع جميع الحواس على نطاق واسع ، وهذا لكي يتم الكشف عن المنبهات التي تحدث خارج الجسم ، وأيضًا هذا يفيد بالنسبة للمنبهات التي تحدث داخل الجسم ، ولدى البشر خمس حواس رئيسية وهي البصر ، والسمع ، والتذوق ، والشم ، واللمس ، ويتحكم الجهاز العصبي في جسم الانسان في أي مستقبلات حسية ، وهو المسئول عن تواصلها مع أجزاء أخرى من الجسم ، ومن المثير للاهتمام أن هذه المستقبلات تتأثر بالتغيرات ، والمحفزات الموجودة في البيئة ، وهذه المستقبلات هي التي تقوم بتشغيل الحواس الخمسة التي تحدثنا عنها . [1]
وفي الواقع أن الحواس الخمسة التي يمتلكها الانسان توفر الكثير من المعلومات حول جسم الإنسان والبيئة من حوله ، وبجانب الحواس الخمسة الحسية الرئيسية ، نجد أنه هناك حواس عامة ، ومن ضمنها التحسس الجسدي ، والذي بدوره يستجيب لأي منبهات مثل درجة الحرارة ، والألم ، والضغط ، والاهتزاز ، وهناك احساس مرتبط بالتوازن ، والإدراك الحسي الذي يكون عادة مرتبط بالعظام ، والمفاصل ، والعضلات ، وعلى الرغم من أن الأنظمة الحسية المرتبطة بهذه الحواس مختلفة تمامًا ، إلا أن كلها تشترك في وظيفة مشتركة ، وهي تحويل المنبهات كالضوء ، أو الصوت إلى إشارة كهربائية تكون موجودة في الجهاز العصبي . [3]
القدرات الحسية في جسم الانسان
في الواقع أن تعريف الإحساس الدقيق لا يزال محط جدل للكثيرين ، ولكن في العموم يتفق الكثير من العلماء على أن جميع الحواس تعتمد على أربع قدرات حسية أساسية وهما:
- الكشف الكيميائي ( استقبال كيميائي ) .
- الكشف الضوئي ( استقبال الضوء ) .
- كشف القوة ( استقبال ميكانيكي ) .
- كشف درجة الحرارة ( استقبال حراري ) .
وتتم هذه العملية من خلال النظام العصبي حيث أن هذه الأنظمة تعتمد بشكل كبير على المستقبلات الكيميائية ، أو المستقبلات الضوئية ، أو المستقبلات الميكانيكية ، أو المستقبلات الحرارية لكي تقوم باكتشاف البيئة سواء كانت الداخلية أو الخارجية . [1]
مدى ارتباط الإحساس والإدراك
بسبب الارتباط الوثيق بينهما ، يلعب كل من الإحساس ، والإدراك دورين مكملين لبعضهما البعض ، ولكن على الرغم من ذلك لديهم دورين مختلفين ، حيث أن يشير الإحساس إلى عملية استشعار للبيئة ، وذلك من خلال اللمس ، والتذوق ، والإبصار ، والسمع ، والشم ، وبعد القيام بالاستشعار يتم إرسال معلومات إلى الدماغ ، ومن هناك يبدأ الإدراك الذي يعتبر الطريقة الجيدة التي نفسر بها الأحاسيس ، مما يساعدنا على فهم كل شيء حولنا . [4]
التمييز بين الإحساس والإدراك
تسمي التجارب البسيطة التي تنشأ نتيجة تحفيز أعضاء الحس بالأحاسيس ، وقد تم تقسيم المهام للإحساس والادراك ، حيث أن التجارب العادية تمثل الإحساس والتجارب الأكثر تعقيدًا تكون هي المسئولة عن الإدراك ، وفي اللغة البسيطة يعتبر التمييز بين الإحساس والإدراك ، هو أن المكونات البسيطة للتجربة تعتبر أحاسيس ، والتجارب التي تنطوي على العديد من الأحاسيس ، وتفسيرها عادة ما يكون صعبًا تدُعي بالإدراك .
باختصار يعتبر الإدراك هو التفسير ، أو المعنى للإحساس ، والتجارب التي تعتبر فردية ، وعلى الرغم من كل هذا يمكن للإنسان أن يدرك مجموعة مختلفة من الاحاسيس ، وعلى حسب المعلومات التي لديه يمكنه التحرك ، ومن المثير للإعجاب أن البشر بدأوا أن يدركوا العالم عن طريق الإحساس ، والاحاسيس هي التي تحمي جسم الانسان حيث أن عندما يشعر الانسان بالبرد ، أو بالألم يقوم بالتحرك ، وعمل رد الفعل المناسب . [5] وهناك عامل آخر يؤثر على كل من الإحساس ، والإدراك وهو عامل الانتباه حيث أن يلعب الانتباه دورًا مهمًا في تحديد ما يقوم الانسان بإدراكه . [7]
دور المستقبلات الحسية
كما ذكرنا يتم تحفيز العديد من المنبهات في البيئة المحيطة من خلال مستقبلات متخصصة موجودة في الجهاز العصبي التابع للإنسان ، ويستطيع الانسان أن يستشعر العديد من المحفزات من خلال هذه المستقبلات ، وتم تصنيف هذه المستقبلات على أساس ثلاثة معايير ، وهما النوع والموضع والوظيفة ، وهذه المستقبلات لها دور هام للغاية في مساعدة الانسان على التعرف على بيئته الخارجية والداخلية أيضًا ، ويتلقى الانسان هذه المحفزات من مصادر وأنواع مختلفة ، ولكنها تترجم كلها إلى إشارات كهروكيميائية تذهب بصورة مباشرة إلى الجهاز العصبي ، لكي يتم دمجها مع معلومات حسية أخرى ، ويحدث ما يسمى بالتكامل المركزي والذي يعني أن إدراك الانسان أصبح واعيًا لأي حافز ، ويحدث الإدراك في الواقع عند تحفيز الأعصاب التي تأخذ طريقها إلى الدماغ ، حتى لو كان هذا التحفيز غير مرتبط بالإشارة المستهدفة للجهاز العصبي . [6]