لماذا أشعر بالنوم بعد تناول الطعام

يُصاب العديد من الأشخاص بانخفاض في مستويات الطاقة بعد تناول الطعام مما يسبب النعاس والتعب ، ولدى الباحثين العديد من النظريات المختلفة حول هذا الأمر ، ولكن في العموم يتفقون أن الشعور بالنوم بعد تناول الطعام ، يعتبر استجابة طبيعية ، وليست سببًا للقلق ، ولكن هذا أيضًا يعتمد على ماذا ، ومتى ، وكم أكل الشخص ، وسوف نتعرف في هذا المقال على أسباب الشعور بالنور بعد تناول الأكل . [1]

والشعور بالنوم بعد تناول الطعام هو استجابة الجسم للعديد من التغيرات الكيميائية التي تحدث أثناء عملية الهضم ، وهذا أمر طبيعي ويحدث للجميع ، ولكن لا يجب أن يحدث النعاس في كل مرة بعد تناول الطعام حيث أن هذا يمكن أن يعيق القدرة على القيام بالعديد من المهام ، وهنا يصبح مصدر قلق . [2]

سبب النوم بعد تناول الطعام

من المعروف أنه عندما تكون المعدة ممتلئة يحدث النعاس ، وهذا يحدث للكثير من الاشخاص ويحدث النعاس بعد تناول الطعام بسبب عدة عوامل منها نوع الطعام الذي يتناوله الشخص ، وعادات النوم ، وحالته الصحية ، وفيما يلي الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى النوم بعد تناول الطعام ومنها :

أنماط الهضم وهرمونات الدماغ

يحتاج الجسم إلى طاقة لكي يقوم بالعمل ويأخذ هذه الطاقة من الطعام ، وبعد تناول الطعام يقوم الجسم بتفكيك العناصر الموجودة في الطعام ؛ وذلك من خلال الجهاز الهضمي الذي يحول الطعام المهضوم إلى جلوكوز ، ثم إلى طاقة ، وبعد تناول الطعام يقوم الجسم بإطلاق هرمونات تزيد من مستويات السكر في الدم مثل هرمون الأميلين ، والجلوكاجون ، والكوليسيستوكينين ، وهذه الهرمونات تقوم بخلق شعور بالامتلاء ، ويتم دفق الانسولين الذي يوفر الطاقة اللازمة ، وفي هذا الاثناء تطلق الدماغ هرمون السيروتونين الذي يسبب النعاس .

نوع الطعام الذي يتناوله الشخص

على الرغم من أن الجسم يقوم بهضم جميع أنواع الأطعمة بنفس الطريقة إلا أن نوع الطعام يجعل الأمور مختلفة ، حيث أن هناك بعض الأطعمة التي تؤدي إلى النعاس أكثر من غيرها ، ومن أمثلة هذه الأطعمة اللحوم ، والدواجن ، والبيض ، والأسماك ، والسبانخ ، والتوفو ، والجبن ، وفول الصويا حيث أنها مليئة بالبروتين ، وعلى الأحماض الأمينية التي تكون بدورها قادرة على إنتاج السيروتونين المسؤول عن النعاس ، وأيضًا الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات تقوم بإنتاج الأحماض الأمينية السيروتونين ، والتريبتوفان التي تسبب الشعور بالنعاس ، لذا الافراط في تناول هذه الاطعمة يمكن أن تسبب النعاس إذا تم استهلاكها بكمية هائلة .

عادات النوم

يمكن أن تتسبب عادات النوم السيئة أيضًا في الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام حيث يشعر الجسم بالامتلاء ، والاسترخاء ، وهذا يؤدي بدوره إلى النعاس والنوم ، ولتجنب ذلك يجب أن يقوم الشخص بتحسين عادات نومه ، وذلك لكيلا يشعر بالإجهاد ، كما أن يساعد التمرين البدني المنتظم على الحصول على نوم جيد في الليل .

الحالة الصحية

الشعور بالنوم بعد تناول الطعام قد يكون علامة على وجود أمراض معينة مثل مرض الاضطرابات الهضمية ، فقر الدم ، عدم تحمل الطعام والحساسية ناحية بعض الأطعمة ، وتوقف التنفس أثناء النوم ، وأيضًا الغدد الدرقية الخاملة تسبب النعاس ، لذلك يجب أن تستشير الطبيب إذا كنت تعاني أي من هذه الحالات ، أو إذا كنت تنام بشكل متكرر بعد تناول وجبة ، ويمكن أن يؤدي نقص التغذية إلى صعوبة هضم الطعام بسبب ضعف الجهاز الهضمي .  [2]

متى يجب رؤية الطبيب

إذا كان الشخص يشعر بالتعب والنعاس الشديد بعد تناول الطعام حيث بدأ هذا يؤثر على حياته اليومية ، فمن الأفضل زيارة الطبيب في أسرع وقت ، وهذه بعض الاعراض التي تدعو للقلق ، ويجب بعدها الذهاب إلى الطبيب المختص ومنها :

  • الشعور بالتعب والنعاس فجأة وأكثر من المعتاد بعد تناول الطعام .
  • الشعور بعسر الهضم ، أو مشاكل هضمية أخرى .
  • عدم تحمل الطعام ،أو الحساسية تجاه الأطعمة .
  • الشعور بالتعب لفترات طويلة بعد تناول الطعام .
  • الإفراط في تناول الطعام أو عدم تناول الطعام الكافي .

وهناك العديد من الأسباب المحتملة الأخرى للشعور بالنوم بعد تناول الطعام ، لذا يجب زيارة الطبيب لكي يقوم بالتشخيص المناسب وإعطاء العلاج الصحيح . [3]

تجنب الشعور بالنوم بعد تناول الطعام

يجب ألا تتخطى وجبة الإفطار

يجب أن يستوعب كل شخص مدى أهمية وجبة الإفطار ، فيمكن أن يساعد تناول وجبة الإفطار في تقليل التعب في وقت لاحق من اليوم ، كما أنها تقوم بمليء معيار الطاقة لبقية اليوم .

تناول وجبات صغيرة طوال اليوم

الوجبة الكبيرة تتطلب المزيد من الطاقة لهضمها ، لذلك بدلاً من تناول وجبات غداء كبيرة يمكن محاولة تناول وجبات صغيرة طوال اليوم ، وهذا حتى تلبي السعرات الغذائية الموصي بها من السعرات الحرارية على مدار اليوم ، وفي الواقع إن تناول وجبات أصغر وأكثر تكرارا على مدار اليوم يمكن أن يساعد في الحفاظ على ثبات مستويات السكر في الدم ، ويمنح زيادة في الطاقة ، ولكن يجب ألا تبالغ في تناول أي وجبة ، وتحافظ على التوازن المطلوب .

اختيار وجبات متوازنة مغذية

يجب اختيار وجبات متوازنة مغذية بدلاً من اختيار الأطعمة المصنعة ، والنشوية ، وهذا عن طريق اختيار تناول غداء يتميز بالخضروات الملونة ووجبة مكونة من الحبوب الكاملة ، والبروتينات الخالية من الدهون ، ومن النصائح الغذائية الأخرى الهامة شرب الكثير من الماء للبقاء رطبًا ، وتجنب الإفراط في تناول السكر ، والكربوهيدرات المكررة ، وتناول وجبات أصغر وأكثر تكرارًا ، ويجب اختيار الطعام الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الالياف ؛ لأنها تساعد في المساعدة على توازن مستويات السكر في الدم والأنسولين .

الخروج أو الحركة

يجب أن يتغير بداخل الشخص العديد من المفاهيم ، فبدلًا من قضاء وقت الغداء في الداخل ، يمكنه أن يستمتع بوجبته في الخارج ، وإذا أمكن يمكنه تحديد موعد للمشي ، ففي الواقع إن ممارسة الرياضة يمكن أن تبقي الشخص يقظًا خلال النهار من خلال تحسين الأكسجين ودورة الدم في جميع أنحاء الجسم ، والدماغ ، وهذا يعمل بدوره على تقليل النوم بعد تناول الطعام . [4]