التهاب عنق الرحم بعد الولادة
التهاب عنق الرحم بعد الولادة هو أحد الأمراض الشائعة، التي تعاني منها الكثير من السيدات، وقد وصل الأطباء إلى تحديد الأعراض التي يسببها المرض، وقاموا بالبحث عن الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذا النوع من الالتهابات، وهو ما ساعدهم في الوصول إلى عدة طرق لعلاجها والقضاء عليها.
يشرح الأطباء مرض التهاب عنق الرحم بعد الولادة بأنه عبارة عن تهيج في منطقة عنق الرحم بشكل عام، وتم تقسيمه إلى نوعين الأول التهاب عنق الرحم الحاد، والثاني هو التهاب عنق الرحم المزمن.
أنواع التهاب عنق الرحم
يوجد نوعان لمرض التهاب عنق الرحم، يتم التفرقة بينهم بواسطة المدة الزمنية للأعراض، والأسباب التي أدت إلى حدوث الالتهاب.
التهاب عنق الرحم الحاد
فترة حدوث الأعراض
: تظهر فيه أعراض التهاب عنق الرحم بشكل حاد ومفاجئ.
أسباب الحدوث:
في أغلب الأحيان يحدث خلط بينه وبين مرض التهاب المهبل، وتكون العدوى غالبا هي السبب، والتي يمكن حدوثها أثناء ممارسة نشاط جنسي (STI)، مثل
- الهربس herpes سواء كان بسيط أو تناسلي.
- الكلاميديا chlamydia.
- السيلان gonorrhea.
- داء المشعراتgonorrhea trichomoniasis.
- فيروس الورم الحليمي البشري HPV.
الأسباب الأقل شيوعًا
وجود حساسية لبعض المواد الكيمائية، مثل
- مبيدات الحيوانات المنوية، أو مادة اللاتكس التي يصنع منها الواقي الذكري.
- السدادات القطنية.
- البكتيريا المهبلية الطبيعية.
- خطورة الإصابة بفيروس HPV
قد تؤدي الإصابة بفيروس HPV إلى حدوث التهابات عنق الرحم، لكن قد تكون علامة على حدوث مرض سرطان الرحم أو سرطان عنق الرحم فيما بعد.
التهاب عنق الرحم المزمن
فترة حدوث الأعراض
: تظهر فيه أعراض التهاب عنق الرحم لفترة زمنية طويلة، قد تصل إلى عدة أشهر.
أسباب الحدوث
: غالبًا ما يحدث بعد الولادة لهذا السبب يطلق عليه التهاب عنق الرحم بعد الولادة كما أن له أسباب أخرى ومنها
- ارتباطه في معظم الأوقات لحدوث الحمل.
- أدوية منع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم.
- زيادة مستويات الهرمون مما يزيد من تدفق الدم إلى عنق الرحم.
عنق الرحم
عنق الرحم هو الجزء السفلي من الرحم، ويمتد قليلاً إلى أن يصل إلى المهبل، وهو مكان خروج دم الحيض الناتج من الرحم، وإتساع عنق الرحم أثناء المخاض يسمح للطفل بالمرور من خلال قناة الولادة.
والتي تسمى قناة باطن عنق الرحم (endocervical canal) ،وهو يتكون من نسيج مثل أي نسيج داخل الجسم، لذلك يمكن أن يلتهب لأسباب مختلف.[1]
أعراض التهاب عنق الرحم
قد لا تعاني النساء المصابات بمرض التهاب عنق الرحم من وجود أعراض، ولكن قد تكون الأعراض في بعض الحالات كما يلي
- نزيف من المهبل غير طبيعي.
- افرازات من المهبل رمادية أو بيضاء اللون، دائمة وقد تكون لها رائحة.
- آلام في المهبل.
- آلام أثناء الجماع.
- آلام في الظهر.
- الشعور بضغط في منطقة الحوض.
- افرازات من المهبل شبيهة بالصديد، في حالة التهاب عنق الرحم الشديد.
مضاعفات التهاب عنق الرحم
في بعض الحالات يمكن أن يؤدي التهاب عنق الرحم الشديدة، والتي قد تستمر لفترة طويلة إلى مضاعفات سيئة، فمن الممكن أن تصل إلى حدوث قرحة open sore .
كما يمكن أن تنتقل التهابات عنق الرحم الناتجة عن عدوى السيلان أو الكلاميديا، إلى بطانة الرحم والتي قد تتسبب في سقوطه.
علاج التهاب عنق الرحم
لا توجد طريقة قياسية لعلاج مرض التهاب عنق الرحم بعد الولادة أو حتى العادي، لكن على الطبيب تحديد أفضل الطرق التي تناسب كل حالة تبعًا لعدة عوامل ومنها
- صحة السيدة العامة.
- التاريخ الطبي للسيدة.
- شدة الأعراض التي يسببها المرض.
- شدة الالتهاب في منطقة عنق الرحم.
علاج التهابات بطانة الرحم
تختلف طريقة العلاج التي يختارها الطبيب تبعًا للسبب الذي أدى إلى حدوث الالتهاب، وقد يؤدي إهمال العلاج إلى استمرار الالتهاب لسنوات والشعور بآلام أثناء الجماع، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض، ومن طرق العلاج المتبعة ما يلي
- يعتبر العلاج الأكثر شيوعًا هو استخدام المضادات الحيوية، كما في حالة حدوث العدوى، ويجب على السيدة أن تكون متيقظة لمتابعة التطورات، خاصتًا في حالة التهاب عنق الرحم بعد الولادة.
- التوقف عن استخدام الأجسام الغريبة التي تسبب التهاب وتهيج عنق الرحم، مثل الحشوات أو إسفنجة منع الحمل أو غطاء عنق الرحم، حتى يتم الانتهاء من العلاج.
- أما إذا كان سبب التهاب عنق الرحم هو مرض سرطان عنق الرحم، أو ما قبل الإصابة بالسرطان، فقد يستخدم الطبيب نوع من الجراحة يعرف باسم التبريد، يتم فيها تجميد أي خلايا غير طبيعية داخل عنق الرحم لتدميرها، كما يمكن استخدام مادة نترات الفضة لهذا الغرض.
تشخيص سرطان عنق الرحم
في حالة ظهور أعراض مرض التهاب عنق الرحم بعد الولادة أو حتى العادي، فيجب استشارة الطبيب ليتمكن من التشخيص بشكل دقيق، للمساعدة على التفرقة بين أنواع الالتهاب المختلفة، والتي قد تشمل الرحم أو المهبل.
قد يساعد الكشف الدوري لاكتشاف وجود التهابات عنق الرحم، في حالة عدم وجود أعراض، ويستخدم الأطباء عدة طرق للقيام بالفحص والتشخيص، ومنها
فحص الحوض ثنائي الظهارة
ويسمي Bimanual pelvic exam يقوم فيه الطبيب بإدخال إصبع من يده داخل المهبل، والضغط باليد الأخرى على البطن والحوض، مما يسمح له باكتشاف تشوهات الجهاز التناسلي في حال وجودها، في كلا من عنق الرحم والرحم.
اختبار بابانيكولاو Pap test
يعرف أيضًا باسم مسحة عنق الرحم، والتي تساعد في تشخيص مرض التهاب عنق الرحم بعد الولادة، وفيه يأخذ الطبيب مسحة من خلايا كلاً من المهبل وعنق الرحم، ويتم اختبارها للكشف عن وجود تشوهات.
خزعة عنق الرحم Cervical biopsy
يسمى بـالتنظير المهبلي colposcopy، ويقوم الطبيب بهذا الاختبار في حالة اكتشاف وجود تشوهات في خلايا عنق الرحم بعد اختبارها، حيث يقوم الطبيب بإدخال منظار إلى منطقة المهبل، ويقوم بتنظيف المهبل ومنطقة عنق الرحم بواسطة قطن معقم و برفق لإزالة الإفرازات والمخاط.
ثم يبدأ الطبيب بالكشف على منطقة عنق الرحم بواسطة المنظار المهبلي، والذي يعتبر نوع من أنواع الميكروسكوب، ويتم من خلاله أخذ عينة من أنسجة أي منطقة تبدو للطبيب غير طبيعية.
مزرعة تصريف عنق الرحم
وتسمي Cervical discharge culture، في بعض الأحيان قد يقرر الطبيب أخذ عينة من افرازات منطقة عنق الرحم، ليتم فحصها بواسطة جهاز الميكروسكوب، لاكتشاف وجود عدوى وتحديد نوعها، كما هو الحال في حالات العدوى الجنسية.
والتي قد تليها اختبارات معملية للتأكد من وجود هذه العدوى، كما هو الحال في gonorrhea trichomoniasis مرض داء المشعرات . [2]
يعتبر مرض التهاب عنق الرحم بعد الولادة أحد المضاعفات العادية التي تحدث للكثير من السيدات، وهو لا يعد من الأمراض الخطيرة، لكن هذا لا يعني الإهمال في علاجه، فقد تكون المضاعفات أكثر خطورة من المرض نفسه.