جغرافيا بلاد اليونان
تعد اليونان واحدة من أهم البلاد بالعالم الغربي التي تمتلك الكثير من الخصائص الطبيعية والبيئية والجيولوجية التي ميزتها عن غيرها من الدول وجعلتها مصدر جذب للسياح من جميع أنحاء خريطة العالم، حيث تضم في أحضانها مجموعة من أشهر الجبال والأنهار وأكثرها جمالاً، ولا تعد اليونان من الدول الحديثة بل إن لها حضارة تعود إلى الكثير من الأعوام بل إنها تعد مهد الحضارات في العالم الغربي حتى اليوم.
جغرافيا بلاد اليونان
تمتلك اليونان أطول خط ساحلي من بين جميع دول أوروبا، وتقع في أقصى جنوب أوروبا، ويتضمن البر الرئيسي لها على جبال وبحيرات وعرة، ولكن وعلى الغرم من ذلك فإنها تشتهر بوجود آلاف من الجزر المنتشرة ببحر إيجة الأزرق بالاتجاه الشرقي، ومن الاتجاه الجنوبي تمتلك البحر الأبيض المتوسط، ومن الاتجاه الغربي البحر الأيوني.
وتنقسم البلاد إلى مناطق جغرافية ثلاث (الجزر، البر الرئيسي، شبه الجزيرة بجنوب البر الرئيسي، والبيلوبونيز)، وتحتل الجبال ما يقرب من أربعة أخماس إجمالي المساحة للبلاد، أما عن أشهر الجبال باليونان فهي سلسلة جبال البيندوس (
Pindus) والتي تمتد من الشمال حتى الغرب بالتحديد في الجزء السفلي من شبه جزيرة البلقان،حيث يبلغ طولها ما يقرب من مائة وثمانون كيلو متر، بينما عرضها يبلغ ستة وخمسون كيلومتر، أما متوسط الارتفاع عن سطح البحر فإنه يصل إلى (
2,650م).
قمة جبل أوليمبوس تمثل أكبر سلسلة جبلية وأعلى قمة باليونان ارتفاعاً حيث يبلغ ما يقرب من (2,917م) من الارتفاع عن مستوى سطح البحر، كما يوجد باليونان جبل سموليكاس وهو ثاني أعلى الجبال من حيث الارتفاع والذي يبلغ (2,637م)، وأيضاً جبل إيدا وهو الأعلى من حيث الارتفاع من بين جميع جبال جزيرة كريت، كذلك جبل (تيميوس ستافروس) والذي يعد من حيث البروز أعلى الجبال ارتفاعاً والذي يبلغ بروزه (2,455م). [1]
تاريخ اليونان
عاصمة اليونان هي أثينا والتي تنتمي إلى مقاطعة أتيكا تحديداً في وسط الأراضي اليونانية، أما عن أتيكا فهي عبارة عن شبه جزيرة يحيطها أربع جبال عالية الارتفاع تأخذ شكل الحوض، وقد تم بناء ضواحي ومدينة أثينا الواقعة أقصى جنوب أتيكا بكيب سونيون، وفي أعلى العاصمة يوجد معبد قديم خُصص للإله بوسيدون وفقاً ما يذكر في الأساطير.
يحد اليونان من المنطقة الشمالية كلاً من مقدونيا، ألبانيا، تركيا، وبلغاريا، ومن الناحية الشرقية بحر إيجة، بينما يحدها من الجنوب الغربي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأيوني، وقد تم وصفها بكونها مهد الحضارة الغربية القديمة والبالغة من حيث المساحة حوالي (131,990كم)، أما عن لغتها الأولى والرسمية فهي اليونانية التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف وخمسمائة عام، وقد أطلق على سكان اليونان أوهلينيون وعلى اليونان هيلاس والتي تنطق باللغة الحديثة إيلاس، والعملة الرسمية التي يعامل بها أهلها هي اليورو.
كما يقال أن الملك (
Aegeus) قد غرق في منطقة كيب سونيون حينما ظن أن ابنه الوحي ثيسيوس قد لقي حتفه على يد مينوتور بكريت، وقد تم تقسيم شبه جزيرة أتيكا مع قناة الكورينث بواسطة البيلوبونيز وهو عمل اصطناعي انتهى عام (1893م)، وقد أصبحت أوليمبوس هي الحديقة الوطنية الأولى باليونان. [2]
الخصائص الجيولوجية لليونان
تكمن الخصائص الجيولوجية لدولة اليونان أولاً فيما تحتضنه من مناظر طبيعية، يليها الكتلة المستقرة من الصخور الصلبة التي تحتل الشمال الشرقي المعروفة بـ(
هيرسينيان)، كما تشكل الصخور الأضعف والأصغر المكونة معظمها من الحجر الجيري جنوب وغرب اليونان والتي تم طيها بشكل بالغ أثناء مرحلة بناء Alp من فترات Paleogene و Neogene (قبل حوالي 66 حتى 2.6 مليون سنة)، حينما نجحت حركات الأرض في دفع الرواسب الأكثر ليونة من الناحية الشرقية إلى اليونان ضد الكتلة (Hercynian) وهي كتلة غير قابلة لأن تلين.
وقد نتج عن العملية السابق ذكرها سلسلة من المناطق التكتونية القريبة من التوازي فيما بينها مما أدى إلى ارتياح كلاً من الوادي والجبل، أما عن ثالث الخصائص الجيولوجية التي تميز اليونان فتتمثل في تسلق ورفع
كتلة Hercynian و Hellenidic (جبال الألب) بواسطة الحركات التكتونية، وقد خلقت تلك الاضطرابات الأحواض الغارقة بالبحر الأيوني وكذلك بحر إيجة،
أما عن الزلازل فهي عبارة عن تذكيرات متتالية أن حركات الكرة الأرضية مستمرة خاصة على امتداد الخطوط الرئيسية للصدع.
بينما نسبة الأراضي الزراعية في اليونان الصالحة للزراعة ليست كثيرة ولكنها قليلة من حيث المساحة وكذلك السُمك فضلاً عن التربة الفقيرة مما جعلها للا تصلح لزراعة أغلب
أنواع المحاصيل الزراعية
، ولكنها في الوقت ذاته تتميز بزراعة (القمح والشعير، الخضروات، الكروم والعنب، وأشجار الزيتون)، كما أنه على الرغم من افتقار التربة لمقومات الزراعة إلا أنها كانت غنية بالثروات المعدنية حيث تتضمن نسب عالية من (الصلصال، الحديد، الرخام، النحاس، الفضة، والذهب). [3]
الحضارة اليونانية
تعرف الحضارة اليونانية بكونها الفترة التي أتت عقب الحضارة الميسينية والتي امتدت ما بين عام 1200 ق.م حتى عام 223 ق.م، والتي انتهت بموت الإسكندر الأكبر، وقد امتازت تلك الفترة بالكثير بتحقيق الكثير من الإنجازات في المجالات المختلفة سواء الفلسفي، السياسي، الفني، والعلمي مما جعلها بمثابة عظيم عظيم للحضارات الغربية.
وقد شهدت الحضارة الحضارة اليونانية القديمة الكثير من الأحداث التاريخية منها على سبيل المثال (حرب طروادة والتي تمت عام 1250 قبل الميلاد، البدايات الأولى للألعاب الأولمبية عام 776 قبل الميلاد، وفي عام 650 قبل الميلاد ظهر الطغاة اليونانيون، وفي عام 600 قبل الميلاد تم سك العملة المعدنية)، وغيرها الكثير من الأحداث التاريخية التي شكلت الحضارة اليونانية القديمة والتي تعد بمثابة الأساس الذي بني عليه الحضارة اليونانية الحديثة بشكل خاص والحضارة الغربية بشكل عام.
عدد سكان اليونان
تعد الحياة الأسرية من الأمور الهامة في بلاد اليونان حيث يقدس أهلها الأسرة والعائلة والتي غالباً ما يعيش بها الأبناء مع والديهم حتى عقب الزواج، وهم يعيشون حياة طويلة ونادراً ما يتوفى أحدهم في عمر قصير وقد أرجع العلماء والباحثون السبب وراء ذلك إلى ما يتبعونه من نظام غذائي متنوع العناصر ما بين الزيتون، زيت الزيتون، المأكولات البحرية والأسماك، البقوليات، الخضروات والفواكه ولحم الضأن حيث إن الحفاظ على صحتهم يحتل من يومهم مكانة عظيمة.
يعيش ما يزيد عن ثلثي سكان اليونان بالمدن الكبرى منها والتي تعد أثينا هي الأكبر من بينهم جميعاً وقد بلغ إجمالي عدد السكان ما يزيد عن إحدى عشر مليون نسمة وفقاً لإحصائيات عام (2019م).
معلومات عن اليونان
يبلغ طول اليونان ويمتد إلى ما يقرب من أربعمائة كيلو متر، ويغلب عليها الجبال والمرتفعات حيث تشغل من أراضيها ما تزيد نسبته عن ثمانون بالمائة من إجمالي المساحة وهو ما جعل اليونان مقسمة إلى مناطق صغيرة منعزلة ومنفصلة عن بعضها نتيجة اختلاف اليونان في مختلف الاتجاهات، كما تتميز بوفرة الأنهار ذات الجريان السريع، والذي يصلح بعضها لأن تستغل في أغراض الملاحة.
بينما البعض الآخر من أنهار البلاد يتم الاعتماد عليها كمصيف ومنتزه لأهل البلاد كما وأنها تعد مصدر جذب للسياح، كذلك فإن عدد الأنهار ذلك أدى إلى انعزال بعض المناطق في البلاد حيث قد حجبت بعض الأقسام عن الأقسام الأخرى، وهو على خلاف ما يعرف عن الأنهار التي تضم شمل البلاد وأنحائها ولا تفرقها، مما ترتب عليه عزل شعب اليونان بعضه عن البعض الآخر، مما جعل الأنظمة السياسية بين شعبها مشتتة وضعيفة وتفرعت عنها الدويلات والمدن الصغيرة لوقت من التاريخ.
ونتيجة لأن البلاد تشرف على
البحر الأبيض المتوسط
فقد تميزت من الجانب الاقتصادي، الطبيعي، والمناخي على حد سواء، فقد كان لذلك فضل عظيم في انتظام الحركة الملاحية لانتشار الموانئ الطبيعية بها فضلاً عن هبوب الرياح وحركتها حيث تيسر التجارة البحرية للكثير من البلاد حولها منها (إيطاليا، مصر، ليبيا، وسوريا)، وقد كان الإغريق قديماً يقومون بتعويض نقص الموارد في بلادهم بالملاحة وركوب البحر حتى أصبح مودهم الاقتصادي الأول.