ما هي متلازمة كوفاد
متلازمة كوفاد (الحمل التعاطفي) هو حالة يشعر بها الرجال الاصحاء الذين يتوقع شريكهم إنجاب طفل بأعراض متعلقة بالحمل أيضا. بينما أظهرت بعض الأبحاث أن متلازمة كوفاد قد تكون شائعة، ولكنها ليست مرضا عقليا أو اضطراب. يتطلب الأمر دراسات أخرى لمعرفة إذا كانت متلازمة كوفاد هي حالة جسدية ولها أسباب معينة
أعراض متلازمة كوفاد
الاعراض المتعلقة بمتلازمة كوفاد متنوعة وتحدث عادة في القسم الأول والثالث من الحمل
- الأعراض الجسدية: هذه الأعراض تشمل الغثيان، حرقة، آلام في البطن، تغيرات في الشهية، مشاكل في الجهاز التنفسي، ألم الأسنان، ألم الساقين، وألم في الظهر، وتهيجات بولية أو تناسلية
- الأعراض النفسية: تشمل الأعراض تغيرات في نمط النوم، القلق، الاكتئاب، قلة الرغبة الجنسية والأرق
هذه الأعراض يمكن أن تكون عاطفا غير واعي بين الأم الحامل وبين طفل الرجل الذي لم يولد بعد، ويمكن أن تكون الأعراض تجسيد لأفكار لاواعية قد تهدد الشريكين
متلازمة كوفاد، حيث تبدأ في الثلث الأول في الحمل قبل أن تختفي بشكل مؤقت في الثلث الثاني وتعاود الظهور في الثلث الثالث، ويمكن ان تمتد للفترة التي يولد فيها الطفل. [1]
على الرغم من أن المتلازمة تحدث عادة في الدول المتقدمة، ولكن هناك حالات متنوعة في العديد من البلدان المختلفة. وجدت الدراسات أن النسبة تصل إلى 25إلى52% من الرجال الذين تكون شريكتهم حاملا في الولايات المتحدة، و20% في السويد، وما يقارب61% من الرجال في تايلاند، لكن هذا يشمل أعراض طفيفة إلى شديدة من الأعراض الجسدية المذكورة. معدل انتشار هذه الظاهرة في المملكة المتحدة غير معروف، ولكن التقديرات تشير إلى قيمة تتراوح بين11إلى 50%
هناك العديد من النظريات الموجودة لتفسير ظاهرة كوفاد، بالإضافة إلى التفسيرات النفسية والتحليل النفسي والاجتماعي، فإنها تشمل الارتباط العاطفي مع كل من الرجل والطفل الذي لم يولد بعد، والتأثيرات الهرمونية. [2]
أسباب متلازمة كوفاد
أفاد العديد من الباحثين أن متلازمة كوفاد ترتبط بالعديد من العوامل النفسية الاجتماعية مثل القلق لدى الآباء الذي ينتظرون أن يكون لديهم طفلا، التعاطف مع الام الحامل التي تتوقع طفلا، تناقض في مشاعر الأبوة وتمثيل رمزي للصراعات العميقة التي تحدث بداخل الأب، رؤية الجنين بأنه منافس لاهتمام الأم وتمثيل لخوف الاب النرجسي من أن يفقد موقعه كالشخص المفضل في قلب الأم، قضايا الابوة، جذور الابوة، وقضايا الجنس و
الهوية الجنسية
، حسد الولادة وهو حسد الرجل للمرأة على قدرتها على إنجاب الأطفال من رحمها، دوافع عدوانية على الطفل الي لم يولد بعد.
مع ذلك هناك ارتباطات كبيرة لهذه المتلازمة بالأسباب البيولوجية ويمكن ان تكون عامل تعبير عن الاضطراب ثنائي القطب، هناك أدلة تشير إلى أن هذه التحولات في السلوك لدى الذكور تتوسطها التغيرات الفسيولوجية المشابهة لتلك التي شوهدت في الإناث الحوامل والتي تحفز رعاية الوالدين. ترتبط زيادة البرولاكتين وانخفاض هرمون التستوستيرون بسلوك الأب. أيضا، مستويات استراديول عند الرجال تصل إلى ذروتها في أواخر فترة ما قبل الولادة بينما تزداد مستويات الكورتيزول مباشرة قبل الولادة في كل من الرجال والنساء. [3]
التحليل النفسي لـ متلازمة كوفاد
نظرية التحليل النفسي تقترح أن هذه المتلازمة تطورت من حسد الرجل للمرأة بسبب قدرتها الإنجابية. النظرية أيضا تقترح من أجل الذكر، أن الحمل يكون بمثابة شيء يظهر التناقضات ويحرض على ظهور منعكسات عقدة أوديب. هذه الحادثة يمكن ان تسبب التراجع، أي أن ارتباط الرجل بمشاعر الطفولة والولادة التي ازدادت من خلال حمل شريكته، والأعراض المرافقة للحمل، مثل الإقصاء، القلق والتناقض، مع وجود حس الإيجابية الذي يزداد بتطور الجنين يمكن أن يتناقض مع رغبة الرجل في الاستقلالية
نظرية أخرى في التحليل النفسي ترى أن الرجال الذي ينتظرون الأنثى أن تضم مولودها يمكن ان يروا هذا المولود منافس لهم في الاهتمام الأمومي. البعض من الآباء الذي ينتظرون أن يضع شريكهم طفلا يرون فيه منافسا سوف يحصد اهتمام شريكهم. ولكن هذه الفكرة تقمع ولكنها تظهر على شكل مقبول أكثر اجتماعيا وهو تلك المتلازمة. هذا الاقتراح يرى أن المتلازمة هي بمثابة الحامي للرجل لأنها تساعده على الاتصال أكثر بشريكته الحامل ويقوي غرائزه تجاه شريكته وتجاه الطفل[2]
النظرية النفسية الاجتماعية
تركز النظرية الاجتماعية، التي تحدث في ظل وجود ظروف اجتماعية، على تهميش الرجل أثناء حمل المرأة وولادته، وخصوصا عندما يكون ذلك هو الحمل الأول. على الرغم من ان الأمومة هي سمة تعريفية مهمة للعديد من النساء، إلا أنها لا تنطبق على الرجال أيضا والابوة. النساء في فترة الحمل يتلقون الدعم المادي والطبي من عملهم على النقيض من الآباء الذي ينتظرون طفلا. ومنذ سبعينات القرن الماضي، اصبح تواجد الرجل في غرفة التوليد وحضوره في هذه المرحلة مع شريكته هو أمرا شبه إلزامي
حقيقة أن الرجل لا يمكنه إنجاب طفلا أو تجربة الولادة سمكن أن تجعل الرجل يشعر بأنه هامشي أو ثانوي وأحيانا لا فائدة منه. الحل لهذا العجز هو تحويل الرجل الاهتمام من زوجته إلى نفسه، من خلال ظهور أعراض متلازمة كوفاد. هذا يعني ان هذه المتلازمة هي التزام واعي، ويرفضه العديد من الناس
نظرية الانتقال
تقترح نظرية الانتقال إلى الأبوة أن هذا العمل يمكن ان يكون مرهقا ومجهدا، ويتضمن نضالا شخصية مرهقة للغاية
وفقا لعلماء النفس فإن الانتقال من مرحلة الثنائي فقط أي الرجل وزوجته إلى مرحلة الثلاثي هو واحد من أكثر الفترات العصيبة بالنسبة للمرأة الحامل. الرجال يمكن ان يقبلوا الحمل دون ظهور أي أعراض جسدية مرافقة له تؤكد على وجوده. الرجال يفتقرون إلى العلامات البيولوجية للانتقال إلى الابوة وهذه التجارب غير المجسدة بالطبع تختلف عند المرأة، وهذا بدوره يولد العديد من الصراعات أثناء الحمل، وتتضمن تلك الصراعات الغيرة والتنافس مع الطفل غير المولود، وتناقض شديد تجاه الوالدين والصراعات الجنسية، وبوجود كل تلك التعقيدات، لكن يكن أمرا غريبا ظهور بعض المشاكل النفسية المرافقة
نظرية الارتباط
مع ذلك، فإن الرجال الأكثر استعدادا لقبول دورهم الأبوي، يظهرون قابلية أكثر للإصابة بهذه المتلازمة. نظرية الارتباط تقترح أن ارتباط الرجل بالجنين هي التي تؤدي إلى ظهور المتلازمة. في دراسة أجريت عام1983 على مجموعة من الرجال البيض متوسطي الدخل التي كانت تتوقع أن يكون لديها طفلا، وكان هناك بعض الارتباطات بين الأب والطفل من خلال سماع ركل الطفل الذي لم يولد بعد، ومن خلال تأكيد أعراض الحمل والفحص بالأمواج فوق الصوتية، يترافق ذلك مع ظهور الأعراض الجسدية مثل الشعور بتعب أكبر، وصعوبات في النوم، وصعوبات في الهضم، وآلام في
المعدة
، وتغيرات في الشهية والإمساك. ويرى الباحثون والمحللون أن تلك الأعراض هي انعكاس لمدى ارتباط الرجل بطفله الذي لم يولد بعد
تأثير الهرمونات
متلازمة كوفاد تظهر علاقة بين الأعراض والهرمونات، لكن هناك ندرة في البحث الذي يربط بين المتلازمة والأسباب الهرمونية. هناك فقط دراستان تدعم الأساس الهرموني للمتلازمة، نتائج الدراستان تتضمن ارتفاع في مستوى هرمونات البرولاكتين، والاستروجين في الثلث الأول والثالث من الحمل، ولكن تدني مستويات التستوسترون وهرمون الكورتيزول أو هرمون الجهد. هذه التغيرات الهرمونية تترافق بسلوكيات الاب مثل أعراض متلازمة كوفاد والتي تترافق بالتعب وتغيرات الشهية وزيادة الوزن
هناك وفرة من النظريات التي تقدم أسباب لظهور المتلازمة. مع ذلك، فإن الأساس الهرموني لظهور المتلازمة لم يتم التحقيق فيه بشكل كافي، لذلك يأمل الباحثون بإجراء المزيد من الدراسات حول الارتباطات الهرمونية مع المتلازمة[2]