معلومات عن ملحمة البرث

ملحمة كبيرة و عظيمة تمكنت من إبراز شجاعة الجندي المصري، قادها احد أبطال الصاعقة وهو العقيد أحمد صابر محمد على منسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة مع أفراد كتيبته في كمين مربع البرث، بمدينة رفح المصرية سنة 2017. مقاتلين أقوياء قدموا أرواحهم ثمنا للدفاع عن مصر، عن الأرض وعن زملائهم ونجحوا في منع التكفيريين من اقتحام الكمين ورفع الرايات السوداء هناك، لنتعرف على هذه الملحمة من خلال هذا المقال.


أين تقع منطقة البرث

تقع قرية البرث في جنوب رفح، بالقرب من المنطقة الحدودية بين رفح والشيخ زويد، في منتصف الصحراء. و تقع ضمن نطاق المنطقة “ج” في


اتفاقية كامب ديفد


بين مصر وإسرائيل، وتبرز أهمية مربع البرث من الناحية اللوجيستية والناحية الأمنية، في أنه يعد من النقاط التي تربط بين وسط سيناء من جهة ورفح والشيخ زويد من جهة أخرى، ويستمد قوته من كونه المحور الرئيسي لتحركات العناصر التكفيرية في رفح، لذلك قامت القوات المسلحة سنة 2017 بوضع نقطة ارتكاز لعناصر الصاعقة ” الكتيبة 103 ” التي قادها العقيد احمد صابر المنسي في القرية، كنقطة انطلاق لتنفيذ العمليات ضد العناصر التكفيرية، والقضاء على أنشطتها في تلك المنطقة وعزلها في نطاق الشيخ زويد غرباً من رفح وشرقاً من العريش.

كان الهجوم الأقوى من نوعه في الشيخ زويد في 1 يوليو سنة 2015، وانتهى بهزيمة العناصر التكفيرية التي لم تستسلم، وعادت للهجوم مرة أخرى في مربع البرث، و هي المعركة التي نحن بصدد الحديث عنها.


الهدف من هجوم كمين البرث

كان الهدف الحقيقي من ذلك الهجوم هو السيطرة على مبنى الكمين ورفع أعلام داعش عليها، وأسر بعض الضباط والجنود في مقدمتهم الشهيد منسي الذي كان يتلقى التهديدات من العناصر التكفيرية طوال فترة خدمته في شمال سيناء، من أجل تصويرهم والتمثيل بجثتهم بعد استشهادهم، وتحقيق هالة إعلامية تبرز هيمنة عناصر التكفير على منطقة سيناء وقدرتهم على كسر هيمنة القوات المسلحة هناك، أو أيّ مما يعطي الدلالة على النصر، و قد تم اختيار الوحدة اعتماداً على أهميتها الإستراتيجية و العسكرية، وتم الهجوم بشكل مفاجئ في صباح يوم الجمعة 7 يوليو، إلا أن أفراد الكتيبة تمكنوا من الصمود والرد عليهم طوال 4 ساعات من القتال العنيف، حتى ظهرت قوات الدعم الجوي في نهاية المطاف وقامت العناصر الإرهابية بالهرب من هناك مما أسفر عن فشل الخطة.

كما كانت تلك المحاولة الإرهابية، من التنظيمات التكفيرية لصد الحرب عليها من جانب الجيش المصري، من خلال ضرب نقطة أمنية هامة للغاية، التي تمثل عائقا أمام تسلل الإرهابيين، كون منطقة البرث مهمة بالنسبة لهم وتقطع طريق الإمدادات عنهم، وفشلت جميع المحاولات السابقة لاستهدافه، حيث يعتبر مربع البرث مركزا لقبيلة الترابين، وله أهمية أمنية لوجستية كما ذكرنا.


تفاصيل ملحمة البرث

هذه الملحمة كانت موقعة حربية عسكرية مكتملة الأركان من ناحية التخطيط و التمويل و التنفيذ كذلك، معركة نجح فيها الأبطال الشجعان في إفشال مخطط التكفيريين الذين أتوا بنحو 100 فرد تكفيري لشن هجوم قوي على قوات الجيش المصري، ولكن استبسال الأبطال والتصدي لهم، أفشل المخطط ولم يسمحوا لهم بتحقيق أهدافهم.

في تمام السابعة الرابعة فجرا يوم 7 يوليو سنة 2017، كانت الأوضاع هادئة، و الجنود في أماكنهم، جاهزين للتصدي لأي اعتداء، وإذا بإحدى السيارات المفخخة تدخل المنطقة، وانفجرت قرب الكمين، كان هناك نحو 12 عربة كروز محملة بالسلاح والإرهابيين، الذين أتوا من جميع الاتجاهات وقاموا بتطويق الكمين بالكامل، وخلال لحظات كانت القوات المصرية في أماكنها، ترد بقوة وبسالة على الهجوم.

بدأ الهجوم برماية الهاون، وإطلاق مقذوفات الكورنيت، كما تم استخدام السيارات المفخخة و تدريعها ، ونجح الأبطال في تفجير سيارة واحدة قبل دخولها للكمين، واستمرت المعركة لأربعة ساعات متواصلة رغم العدد الكبير للإرهابيين الذين استخدموا كل الإمكانيات التي بحوزتهم خلال هذا الهجوم، كرشاشات الـ14.5 وهي رشاشات ثقيلة تستخدم كمضادات للطائرات، و مقذوفات الكورنيت الموجهة، إضافة لمدفعية الهاون مختلفة الأعيرة، وهي صواريخ مضادة للدروع بقال انه تم سرقتها وتهريبها من مخازن الجيش الليبي بعد الثورة.

منذ السابعة الرابعة بعد


صلاة الفجر


حتى الساعات الأولى من الصباح، واجه الأبطال سيارات مفخخة وأسلحة حديثة متنوعة بحوزة العناصر الإرهابية ونجحوا في الحفاظ علي أرضهم ومنعوا المعتدين من اختطاف أي بطل حي كان أو شهيد.

سقط الشهيد احمد منسي قائد الكتيبة الذي تخرج من الكلية الحربية سنة 1998، و ظل يقاتل حتى الرمق الأخير وإصبعه على الزناد، وقد حاول الارهابين الصعود إلى سطح قصر راشد حيث تمركز الشهيد لقتله والتمثيل بجثته لكنهم فشلوا في ذلك. كما استشهد أيضا عدد من أفراد كتيبته، الجندي مقاتل علي علي قام بالتضحية من اجل زملائه، وتلقى ما يزيد على 60 رصاصة اخترقت جسده لمنع عناصر التكفير من الوصول إليهم، و ظل يحارب حتى وصول الدعم وفور وصول الدعم والاطمئنان على زملائه فاضت روحه إلى خالقها، و الشهيد أحمد الشبراوي الذي كان يحث زملائه على القتال والصلابة، حتى تلقى طلقة غادرة ونطق الشهادة في الحال، محمد محمود محسن الشهير بهرم، يحمي الطابق الثاني للحظة الأخيرة من حياته، و الملازم أول خالد مغربي الشهير بدبابة، يخرج على رأس قوة لدعم زملائه في الكتيبة، يتعثر في الطريق ويشتبك مع الإرهابيين، فتصطدم به عربة متفجرات ليطلب النجدة من اجل رفاقه ويستشهد بعدها، ناهيك عن المصابين الأبطال الذين كتبت لهم النجاة. و من الجدير بالذكر أن معظم من استشهدوا من أبطال الصاعقة كان بفعل انفجار السيارة المفخخة في محيط الإرتكاز الأمني وانهيار الجزء الأمامي من المبنى، فى المقابل تم قتل أكثر من 40 تكفيريا وتدمير 6 عربات تابعة لهم حتي قبل وصول قوات الدعم.

عناصر داعش في سيناء لم يتمكنوا من الصعود للمبنى نهائيا ورفع راية التنظيم، و التنكيل بجثة الشهداء، بعد أن حلقت طائرات مصرية من طراز F-16 ساهمت في قصف الإرهابيين، كما أن قوات الدعم وصلت لقصر راشد بينما لاذ الإرهابيون بالفرار.

وسرعان ما تحركت القوات المسلحة للثار لأرواح الشهداء، حين أعلن المتحدث العسكري حينها استمرار قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء في تمشيط منطقة جنوب رفح، ومطاردة العناصر الإرهابية، و قد أحبطوا هجوما إرهابيا على بعض نقاط التمركز جنوب رفح، و تم قُتل عدد كبير من الإرهابيين وتدمير العربات، خلال الهجوم واستمرت العمليات اليومية لمدة يومين، لملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة.


من هم شهداء معركة البرث

عرفت معركة البرث استشهاد الكثير الأبطال الذين ضحوا بدمائهم حتى آخر قطرة، ومنعوا الارهابين من أن يكون لهم موطئ قدم في هذه المنطقة الحيوية الهامة.

شهداء الكتيبة 103 صاعقة هم في المقدمة: الشهيد البطل عقيد أركان حرب “أحمد صابر محمد على المنسى”، والبطل نقيب “أحمد عمر الشبراوى”، والبطل ملازم أول “أحمد محمد محمود حسنين”، والبطل عريف “محمد السيد إسماعيل رمضان”، والبطل جندي “محمود رجب السيد فتاح”، البطل جندي “محمد صلاح الدين جاد عرفات”، والبطل جندي “على على على السيد إبراهيم”، والبطل جندى “محمد عزت إبراهيم إبراهيم”، والبطل جندى “مؤمن رزق أبو اليزيد”، والبطل جندى “فراج محمد محمود أحمد”، والبطل سائق “عماد أمير رشدي يعقوب”، والبطل جندي “محمد محمود محسن”، البطل جندي “أحمد محمد علي نجم”، البطل جندى “على حسن محمد الطوخى”، والبطل جندى “محمود صبرى محمد”،  ومن قوات المدفعية البطل النقيب “محمد صلاح محمد”، بالإضافة للشهيد البطل ملازم أول “خالد محمد كمال المغربي”، والبطل جندي “محمد محمود فرج”، و”أحمد العربي مصطفى”، والبطل مندوب مدني “صبرى”.

كل بطل من أبطال ملحمة البرث يستحق تكريمًا خاصًا، و يكفيهم فخرا أنهم نالوا الشهادة والتي لا تضاهيها أي رتبة أو وسام أو تكريم.