يوم القيامة في القران

خلق الله سبحانه وتعالى الجن والإنس ليعبدوه وبيّن لهم عن طريق أنبيائه والمرسلين مصير العباد الضالين عن طريق الحق ومصير من يلتمسون مرضاته في كل كبيرة وصية من حياتهم، وحدد لهم موعد الحساب بيوم القيامة التي لا يعلم أحد متى تقوم سواه سبحانه وتعالى. وقذ أشار في القرآن الكريم ليوم القيامة العديد من المرات فذكر لنا أوصافها وأسمائها والعديد من المشاهد التي ستقع يومها عظةً وعبرة لنا.

أسماء يوم القيامة من القران

ورد ذكر


يوم القيامة


في القرآن الكريم العديد من المرات في الكثير من السور والآيات، ولم تقتصر الإشارة إليه باسم يوم القيامة فحسب فله العديد من المسميات التي يحمل كل منها دلالة معينة ومن هذه الأسماء:

  • اليوم الآخر وجاء ذكره في قوله تعالى:”

    لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ

    “، والمراد به أنه اليوم الأخير من أيام الحياة الدنيا فلا حياة من عبده وهو اليوم الأول والأخير للحياة الأبدية من بعد البعث.
  • يوم البعث وجاء في قوله تعالى:”

    فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ

    “، وسمي بهذا الاسم لأنه اليوم الذي سيبعث الموتى من قبورهم وتعود لهم الحياة من جديد.
  • يوم التلاق وجا في قوله تعالى:”…

    لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ

    ….” في سورة غافر، وسمي بذلك لأنه يوم يلتقي العباد بخالقهم وأهل الأرض بأهل السماء، والإنسان بعمله، وقيل لأنه يوم التقاء أول خلق بآخرهم.
  • يوم التناد وذكر في قوله تعالى:”

    وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ

    “، وسبب هذه التسمية أنه اليوم الذي ينادي به العباد على بعضهم البعض، أصحاب الجنة ينادون أهل النار ليخبروهم أنهم وجدوا ما وعدهم الله من نعيم حق، وأهل النار ينادون على أهل الجنة يستغيثون بهم، وينادي المنادي على العباد منهو شقي منهم ومن هو سعيد.
  • يوم الجمع وذكر في قول الله تعالى:”…

    وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ

    “”، وسبب التسمية قيل لأنه يوم يجمع الله كل أمة بنبيها، وكل ظالم بمن ظلمه، وكل عبد بما عمل، وقيل لأنه يوم يجمع بين عقاب من عصوا الله وثواب من أطاعوه.
  • يوم الفصل وذكر في قول الله تعالى:”

    إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا

    “، وسبب التسمية يعود لكونه اليوم الذي يفصل به الله سبحانه وتعالى بين العباد كل حسب عمله.
  • يوم الحسرة وجاء في قوله تعالى:”

    وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ..”، وسمي بهذا الاسم فهو اليوم الذي يتحسر فيه كل عبد على ما فاته من نعيم في الجنة، ويوم يتحسر المشرك على كفره بالله، ويوم يتحسر الظالم على ما اقترفه في حق العباد من ظلم، ويوم يتحسر كل عبد على ما قدمه من إساءة لنفسه.

    [1]

مشاهد يوم القيامة في القران

ورد في القرآن الكريم العديد من المشاهد التي ستقع يوم القيامة والتي تنقسم لمشاهد عذاب أهل النار ونعيم أهل الجنة، ومشاهد عن صفات هذا اليوم، ومنها:

من المشاهد العظيمة يوم القيامة التي تحمل لمن يتدبر القرآن عبرة عظة تنجيه من العذاب بإذن الله هي تبرؤ المتبوعين ممن تبعوهم، وذكر ذلك في عدة آيات منها قوله تعالى:”

إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ”. فيتبرأ قادة الكفر ممن كانوا يدعون الناس للباطل ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ممن اتبعهم من الناس، ويتبرأ كل من أضل صديقاً عن طريق الحق وكل من أغوى عبد لفعل ما حرم الله ، وكل من حرض عبد على ارتكاب معصية ممن تبعهم، لذا على المرء أن يعتبر وينظر من يتبع في الحياة الدنيا إن كانوا أصحاب سوء وشر أم أصحاب خير.

ينادي أهل النار والجنة على بعضهم البعض يوم القيامة كما ورد في القرآن الكريم ثلاث نداءات مختلفة:

  • أولها أن ينادي أهل الجنة على أهل النار فيقولون لهم:”

    قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا”، فبعدما كان أهل النار يسخرون من أهل الجنة لاتباعهم الحق ويؤكدون أنهم ما يتبعون إلا ضلال ويقتلون ما يأتي به الأنبياء من حق ففي هذا اليوم العظيم يجادلهم أهل الجنة أن انظروا لوعد الله الحق كيف تحقق النعيم لنا والعقاب لكم.
  • ثانيها نداء أهل الأعراف على رجال كان لهم قدرهم في الحياة الدنيا تمتعوا بها بجاه وسلطان لكن لم يغنهم عن عذاب يوم عظيم، وأهل الأعراف هم قوم نجوا من عذاب جهنم لكن ما قدموه من أعمال لا تكفي ليدخلوا الجنة فيجلسون على الأعراف ينظرون لأهل الجنة ولأهل النار فينادوا على رجال من أهل النار كان لهم سلطان ويقولون لهم:”

    وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ”.
  • وثالثها ينادي أهل النار على أهل الجنة يستغيثون من عذاب النار يأملون لو أنهم يعطونهم شربة ماء فقط أو شيء مما أنعم الله عليهم به في الجنة كما جاء في قوله تعالى:”

    وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ”، لكن لا ينفعهم يومها من أحد فقد حرمها الله سبحانه وتعالى على الكافرين ولا منجى لهم من عذاب جهنم أحد.

من المشاهد التي تدفع العباد للتفكير مرتين قبل الإقدام على أي معصية هي شهادة أعضاء الإنسان عليه يوم القيامة فيما ارتكبه من معاصي وذنوب فلا مفر يوم القيامة لديه لإنكار ما أقدم على فعله من معاصي فأرجله وأيديه وسمعه وبصره وحتى جلده سينطقهم الله سبحانه وتعالى يوم الحق ليشهدوا عليه، كما جاء في قوله تعالى:”

حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.

أيضاً مما ورد في القرآن الكريم من مشاهد عن يوم القيامة هو شرود كل أم عن أبنائها وهو أمر غير معهود بالأمهات فهم على استعداد للتضحية بأنفسهم إن لزم الأمر في سبيل سعادة أبنائهم وحمايتهم إلا يوم البعث فيفر كل مرء من الآخر حتى الأم من ولدها، كما تضع كل امرأة مولودها حتى وإن لم تتم المدة، وترى الناس يومها كأنهم سكاري من هول ما يشهدونه من قيام الساعة كما ورد في قوله تعالى:”

يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ”.[2]

آيات قرآنية عن موعد يوم القيامة

سئل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مرات عدة عن موعد يوم القيامة، لكن جاء الرد من الخالق سبحانه وتعالى لمن يتساءلون في القرآن الكريم بأن الساعة لا يعلم موعدها إلا الله سبحانه وتعالى وورد ذلك في العيد من الآيات في أكثر من سورة ومنها قول الله سبحانه وتعالى:”يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبً”.

فلم يطلع الله سبحانه وتعالى أي من خلقه أو أنبياءه وحتى خاتم


الأنبياء


الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- على موعد قيام الساعة فلا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، لذا على كل مسلم أن يعد لهذا اليوم من الخير والحسنات والطاعات ما ينجو به برحمة الله وفضله من عذاب النار.[3]